نوم المراهقين مبكراً يعزز مهاراتهم العقلية

المراهقون الذين ينامون مبكراً يمتلكون مهارات عقلية أكثر حدة (أرشيفية - أ.ب)
المراهقون الذين ينامون مبكراً يمتلكون مهارات عقلية أكثر حدة (أرشيفية - أ.ب)
TT

نوم المراهقين مبكراً يعزز مهاراتهم العقلية

المراهقون الذين ينامون مبكراً يمتلكون مهارات عقلية أكثر حدة (أرشيفية - أ.ب)
المراهقون الذين ينامون مبكراً يمتلكون مهارات عقلية أكثر حدة (أرشيفية - أ.ب)

أفادت دراسة جديدة بأن المراهقين الذين ينامون مبكراً يمتلكون مهارات عقلية أكثر حدة ويحققون نتائج أفضل في الاختبارات الإدراكية.

وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد حلَّل فريق الدراسة التابع لجامعة فودان في شنغهاي بيانات أكثر من 3 آلاف مراهق خضعوا لفحوصات دماغية واختبارات إدراكية، كما تتبع الباحثون عادات نومهم اليومية.

وأظهرت النتائج أن من ينامون مبكراً، ولفترة طويلة، ولديهم أقل معدل ضربات قلب أثناء النوم، تفوقوا على غيرهم في القراءة، والمفردات، وحل المشكلات، وغيرها من الاختبارات العقلية.

وأظهرت فحوصات الدماغ أن أولئك الأشخاص أيضاً كانوا يمتلكون حجم دماغ أكبر ووظائف دماغية أفضل، مقارنة بغيرهم.

النوم الجيد يُحسّن القدرات الإدراكية والأداء العقلي (رويترز)

وقالت باربرا ساهاكيان، أستاذة علم النفس العصبي السريري بجامعة كامبريدج، والتي قادت فريق الدراسة: «نعتقد أن النوم الجيد يُحسّن القدرات الإدراكية والأداء العقلي، ويعود ذلك جزئياً إلى أننا نُرسّخ ذكرياتنا أثناء النوم».

وأوصت ساهاكيان وفريقها المراهقين الذين يرغبون في تحسين نومهم وتعزيز مهاراتهم العقلية بممارسة التمارين الرياضية بانتظام للمساعدة على النوم، وتجنب استخدام الهواتف الجوالة أو أجهزة الكمبيوتر في وقت متأخر من المساء.

ووفقاً للأكاديمية الأميركية لطب النوم، يجب أن ينام المراهقون الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً من 8 إلى 10 ساعات في الليلة.


مقالات ذات صلة

في سابقة علمية نادرة... قروش تتقاسم الطعام دون عدائية

يوميات الشرق أكثر من 500 فصيلة قرش تعتمد على الصيد في البحار والمحيطات المفتوحة (غيتي)

في سابقة علمية نادرة... قروش تتقاسم الطعام دون عدائية

في أعماق هاواي، لم تكن وليمة القروش مجرد طعام، بل دليل على أن السلوك الاجتماعي في أعماق البحار أعقد مما نظن

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
يوميات الشرق من إليزابيث إلى كيت مروراً بنجمات السينما والغناء... لا مانع من ارتداء الملابس ذاتها أكثر من مرة (وكالات)

يُعدن تدوير الملابس... ملكات ونجمات لا يمانعن ارتداء الفستان ذاته مرتَين وأكثر

درسٌ في البساطة، في الوعي البيئي، أم مجرّد خطة اقتصادية! شخصيات شهيرة لا تمانع في تكرار ارتداء القطعة ذاتها مرتين وأكثر.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق آلاف القطع تنتظر أن تُكتشف بلمسة (أ.ف.ب)

متحف لندني يفتح كنوزه «على الطلب»... الفنّ في متناول اليد

هذا المكان هو مخزن «ستورهاوس» التابع لمتحف «فيكتوريا أند ألبرت»، وهو فرع من هذا المتحف اللندني الكبير للفنون الزخرفية...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق باريس تُكرّم سمراءها اللامعة (غيتي)

آية ناكامورا... أولى صاحبات البشرة الداكنة في متحف غريفان

يرتدي تمثالها الشمعي، الذي تصفه المغنّية بأنه «من الأنجح» في المتحف، فستاناً بنّياً من تصميم جان بول غوتييه...

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك نسيان الأشخاص أي وجبة قد يتسبب في شعورهم بالجوع المفرط (رويترز)

لماذا يميل المصابون بالخرف إلى الإفراط في تناول الطعام؟

كشفت دراسة جديدة عن أن نسيان أي وجبة قد يتسبب في الشعور بالجوع المفرط، الأمر الذي قد يفسر ميل الأشخاص المصابين بالخرف إلى تناول كميات كبيرة من الطعام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

في سابقة علمية نادرة... قروش تتقاسم الطعام دون عدائية

أكثر من 500 فصيلة قرش تعتمد على الصيد في البحار والمحيطات المفتوحة (غيتي)
أكثر من 500 فصيلة قرش تعتمد على الصيد في البحار والمحيطات المفتوحة (غيتي)
TT

في سابقة علمية نادرة... قروش تتقاسم الطعام دون عدائية

أكثر من 500 فصيلة قرش تعتمد على الصيد في البحار والمحيطات المفتوحة (غيتي)
أكثر من 500 فصيلة قرش تعتمد على الصيد في البحار والمحيطات المفتوحة (غيتي)

من بين أكثر من 500 فصيلة معروفة من أسماك القرش، تعتمد الغالبية العظمى من هذه الكائنات البحرية على الصيد للحصول على غذائها، خصوصاً تلك التي تعيش في البيئات البحرية المفتوحة. فالقرش الأبيض مثلاً، يُعرف بمباغتة فرائسه أثناء اندفاعه من الأعماق نحو السطح، بينما تطارد قروش الشعاب فرائسها حتى تحاصرها بين الشقوق المرجانية قبل التهامها. وتتنوع أساليب الصيد والاقتناص من فصيلة إلى أخرى، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية».

لكن خبراء الأحياء البحرية يشيرون إلى أن القروش لا تكتفي فقط بالصيد، بل تعتمد أيضاً جزئياً على التهام جثث الكائنات البحرية النافقة التي تطفو على سطح الماء، بل وقد تتقاسم هذه «الولائم» بينها في سلوك جماعي لافت.

وفي دراسة حديثة نشرتها الدورية العلمية «Frontiers in Fish Science»، وثّق فريق بحثي من جامعة هاواي الأميركية حالة فريدة اشتركت فيها مجموعتان من القروش، تنتميان إلى فصيلتين مختلفتين، في التهام جثة متحللة لكائن بحري مجهول الهوية.

تقول مولي سكوت، الباحثة في مجال الأحياء البحرية ومن المشاركين في إعداد الدراسة:

«على حد علمنا، هذه هي المرة الأولى التي يُوثّق فيها سلوك تقاسم الغذاء بشكل متزامن وسلمي بين قرش النمر والقرش المحيطي ذي الطرف الأبيض». وتوضح في تصريح لموقع Popular Science: «هذان النوعان نادراً ما يلتقيان في الطبيعة بسبب الاختلاف الكبير في البيئة التي يفضلها كل منهما».

فالقروش المحيطية تُعدّ من الأنواع المهاجرة، وتُمضي معظم وقتها في المحيطات المفتوحة بمفردها، ويصل متوسط طولها إلى نحو 6.5 قدم. ويجعل نمط حياتها هذا من الصعب تتبعها أو دراستها ميدانياً، رغم أنها تقترب من جزر هاواي خلال فصلي الربيع والصيف بحثاً عن الغذاء.

أما قرش النمر، فيُعدّ أكبر حجماً (يصل طوله إلى 10-13 قدماً) ويعيش عادة بالقرب من السواحل، وتُعدّ من القروش «المقيمة» التي تبقى طوال العام قرب شواطئ الجزيرة الكبيرة في هاواي، ونادراً ما تغادر موطنها.

تعلق سكوت على ذلك قائلة: «من النادر جداً أن يتزامن وجود هذين النوعين في نفس المكان والزمان، وهو ما يجعل ما وثقناه حالة استثنائية».

وفي أبريل (نيسان) 2024، صادف مركب سياحي جثة متحللة تطفو على سطح الماء على بُعد نحو 6 أميال من الساحل الغربي للجزيرة الكبيرة في هاواي. وقد رصد ركاب المركب وجود 9 قروش محيطية بيضاء الطرف، إلى جانب 5 من قروش النمر، تشارك في التهام الجثة. واستمر هذا المشهد اللافت لأكثر من ثماني ساعات متواصلة.

تقول سكوت: «رغم صغر حجم الجثة نسبياً، لم نلحظ أي سلوك عدائي بين القروش أثناء تقاسمها للغذاء، وهو ما كان مفاجئاً، إذ عادة ما تشهد مثل هذه المواقف تنافساً شرساً». وتضيف: «يبدو أن القروش كانت تدرك ترتيبها الاجتماعي، وتتبادل الأدوار بطريقة منظمة نسبياً».

وبحسب الدراسة، بدت قروش النمر أكثر هيمنة على الجثة، ويرجَّح أن السبب في ذلك يعود إلى حجمها الأكبر. وقد لوحظ أن جميع أفراد هذه الفصيلة، باستثناء أنثى صغيرة الحجم، إلى جانب اثنين من القروش المحيطية، كانت تقترب بشكل مباشر ومتكرر من الجثة لتقتطع منها أجزاء. أما القروش الأصغر حجماً، فكانت تظل أسفل سطح الماء، وتقتات على الأشلاء التي تجرفها التيارات البحرية.

وترى سكوت أن «الخجل الواضح لدى بعض القروش الأصغر، مثل أنثى قرش النمر، قد يعود إلى ترتيبها في السلم الاجتماعي، مما جعلها تتردد في الاقتراب من (المائدة)».

وخلص الباحثون إلى أن هذه الحادثة تسلط الضوء على جوانب غير معروفة من سلوك القروش، خصوصاً فيما يتعلق بالتفاعلات الاجتماعية بين الفصائل المختلفة، حتى عندما لا تعيش في نفس البيئة البحرية.

وختمت سكوت تصريحها قائلة: «كان هناك 3 غواصين يوثّقون المشهد، وقد رصدوا أكثر من 12 قرشاً تتغذى في الوقت نفسه دون تسجيل أي سلوك عدائي. نأمل أن تسهم هذه الدراسة في تصحيح الصورة النمطية عن القروش، وتُظهر أنها ليست مجرد كائنات ضارية، بل كائنات بحرية ذات سلوك اجتماعي مُعقّد».