كومبيوتر «هواوي مايتبوك دي 16» المحمول... قدرات متقدمة بتقنيات الذكاء الاصطناعي

«الشرق الأوسط» تختبر سرعات أدائه المرتفعة

شاشة كبيرة في وزن خفيف سهل الحمل
شاشة كبيرة في وزن خفيف سهل الحمل
TT

كومبيوتر «هواوي مايتبوك دي 16» المحمول... قدرات متقدمة بتقنيات الذكاء الاصطناعي

شاشة كبيرة في وزن خفيف سهل الحمل
شاشة كبيرة في وزن خفيف سهل الحمل

كثيراً ما ترتبط فكرة الكومبيوترات المحمولة فائقة الأداء وذات الشاشات الكبيرة بالحجم الكبير أو الوزن الثقيل. إلا أن كومبيوتر «هواوي مايتبوك دي 16» Huawei MateBook D 16 المحمول الجديد الذي يستهدف الطلاب وأصحاب الأعمال والموظفين يقدم مستويات أداء مرتفعة بشاشة كبيرة وقدرات ممتدة لعمل البطارية في تصميم خفيف الوزن وسهل الحمل أثناء السفر. واختبرت «الشرق الأوسط» الكومبيوتر قبل إطلاقه في المنطقة العربية، ونذكر ملخص التجربة.

إمكانات فائقة وبطارية بعمر ممتد

مزايا متقدمة

يتميز الكومبيوتر المحمول بشاشة كبيرة يبلغ قطرها 16 بوصة مع استخدام الجيل 13 من معالجات «إنتل آي 9» لتقديم قدرات حوسبة عالية الأداء، إلى جانب استخدام بطارية بشحنة 70 واط - الساعة، وهو خفيف الوزن للحمل والتنقل. وكثيراً ما شهدنا كومبيوترات محمولة بحجم صغير بتبريد غير مقنع يخفض من سرعة المعالج بعد عملها لفترات قليلة بسبب ارتفاع درجة حرارة المكونات الداخلية للجهاز الناجمة عن ضيق حجم الهيكل، وعدم مرور الهواء البارد بالشكل الكافي لتبريدها.

إلا أن «مايتبوك دي 16» يتجاوز هذا الأمر من خلال استخدام مروحة ذات شفرات مزدوجة تقوم بتبريد الدارات الرئيسية، وتزيد من مدى توزيع الهواء داخله، وتسرع من عملية التخلص من الحرارة الناجمة عن جلسات الاستخدام المكثف لترفع من مستويات التبريد، وتقدم مزيداً من المعالجة السريعة. هذا الأمر يمنع توقف الجهاز عن العمل بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وخصوصاً لدى العمل على ملفات مهمة جدا أو ذات حجم كبير يتطلب وقتاً أطول لإنجاز المطلوب. وتم تصميم الكومبيوتر بمداخل ومخارج مختلفة للهواء تعزز من تدفقه بنسبة 55 في المائة، مع تقديم نمط صامت للمراوح يخفض من صوت دورانها بنحو 22 ديسيبلاً.

ويقدم المعالج فائق السرعة القدرة على تنفيذ عدة وظائف متطلبة في آن واحد لتوفير الوقت وإنجاز المهام بشكل أسرع. كما يقدم الكومبيوتر نمط الأداء المرتفع أو فائق السرعة لرفع مستويات الأداء عند الحاجة لذلك. هذا الأمر يسمح بتحرير الصور وعروض الفيديو وكتابة برامج الكومبيوتر باللغات المختلفة.

وتم تصميم الكومبيوتر المحمول بهوائيات ذات كفاءة عالية لرفع سرعة وجودة الاتصال اللاسلكي للكومبيوتر بالأجهزة والشبكات المختلفة وبموثوقية عالية. والجدير ذكره أن هذا الجهاز هو أول كومبيوتر محمول في العالم يجتاز الفحوصات المتعددة لشهادة SGS 5-Star Wi-Fi Signal Capability Certification لقياس سرعة رفع وتحميل البيانات. ويدعم الكومبيوتر كذلك تقنية «هواوي ميتالاين» Huawei Metaline التي تضمن المحافظة على اتصال آمن مع الشبكات لمسافات تصل إلى 270 مترا، الأمر الذي يوجد اتصالات أكثر ثباتا وسرعة وموثوقية، وبالتالي الحصول على تواصل ثابت وعالي الجودة للمحادثات المرئية أو لدى مشاهدة المحتوى عالي الدقة من الإنترنت.

بطارية أطول عمراً

وتقدم البطارية الكبيرة أكثر من 16 في المائة من الشحنة مقارنة بالجيل السابق من السلسلة، الأمر الذي يقدم مزيداً من الوقت للاستخدام أثناء التنقل، وخصوصا مع استخدام معالج عالي الكفاءة في استخدام الطاقة. ونذكر كذلك أن الكومبيوتر يقدم لوحة أرقام جانبية لتسريع إدخال الأرقام والعمل مع جداول الحسابات والبيانات والوثائق بشكل أكثر فاعلية، مع مباشرة عمل كل زر في لوحة المفاتيح بعد تحركه لمسافة تبلغ 1.5 مليمتر فقط مما يزيد من سرعة استجابة الكومبيوتر للأوامر أو إدخال البيانات أو كتابة المحتوى ورسائل البريد الإلكتروني. هذا ويقدم الكومبيوتر أزرارا خاصة للاختصارات المختلفة بهدف تسريع العمل والوصول إلى الوظائف المطلوبة بسهولة أكبر. وتجدر الإشارة إلى أن الأزرار تضيء من الجهة الخلفية لمزيد من الوضوح أثناء الكتابة.

ويستطيع مفصل الشاشة الدوران بزوايا تصل إلى 178 درجة، الأمر الذي يمنحه مرونة أكبر للعمل من أي زاوية تريح المستخدم، وصولا إلى العمل بشكل مسطح على الطاولة في جلسات العمل المشتركة مع الآخرين في بيئة الدراسة أو العمل. كما يمكن فتح الشاشة بالكامل ووضع الكومبيوتر على منصة تحمله طوليا للحصول على مزيد من مساحة العمل على الطاولة دون أي إعاقة.

تقنية «سوبر ديفايس»

يضاف إلى ذلك دعم الكومبيوتر لتقنية «سوبر ديفايس» Super Device (الجهاز الخارق) التي تقوم بتسهيل ترابطه مع الأجهزة الأخرى بكل سلاسة، مثل نقل الملفات بينها وبين الكومبيوتر المحمول وكأنها مجلد على سطح مكتب المستخدم. ويمكن بذلك تحويل الجوال، مثلا، إلى وحدة محمولة لتخزين البيانات، أو تحويل الجهاز اللوحي إلى شاشة إضافية، أو ربط الكومبيوتر المحمول بالسماعات اللاسلكية الكبيرة أو سماعات الأذن اللاسلكية بكل سهولة وسلاسة.

وتجدر الإشارة إلى أن الكومبيوتر المحمول يدعم تقنيات ذكاء اصطناعي مدمجة تقوم بإزالة أصوات الخلفية من حول المستخدم لدى إجراء المحادثات، إلى جانب قدرتها على تركيز التقاط الصوت نحو الشخص الذي يتحدث في حال قيام عدة مستخدمين بالتحدث مع الآخرين عبر الإنترنت، مع تتبع الكاميرا لحركة المستخدم ووضعه في منتصف الصورة طوال الوقت.

مواصفات تقنية

تعرض الشاشة التي يبلغ قطرها 16 بوصة الصورة بمساحة 90 في المائة من الجهة الأمامية للكومبيوتر، الأمر الذي يسمح بعرض المزيد عليها، وبالتالي تسهيل العمل براحة وسلاسة أكبر لصُنّاع المحتوى والكتّاب أو من يستخدم برامج الإنتاجية، مع عرض الصورة بنسبة 16 إلى 10. وتدعم الشاشة عرض الألوان بنطاق ألوان واسع sRGB بنسبة مائة في المائة لتقديم ألوان غنية وبدقة عالية، وبدقة 1.920x1.200 بكسل وبكثافة 142 بكسل في البوصة.

الجدير ذكره أن هذا الكومبيوتر قد حصل على شهادة الضوء الأزرق المنخفض من «TUV Rheinland» لتقديم مزيد من الراحة للعينين بأدنى درجات اللون الأزرق المرهق لهما. يضاف إلى ذلك دعم الجهاز لتقنية التعتيم بالتيار المستمر الخالي من الوميض بهدف تقديم راحة أكبر في جلسات المشاهدة المطولة.

معالج لتنفيذ عدة وظائف في آن واحد

ويقدم معالج «إنتل كور آي 9 13900 إتش» (Intel Core i9 13900H) من الجيل الثالث عشر قدرات متقدمة على تعدد المهام، ويدعم حوسبة فائقة الأداء وأكثر ثباتا، مع تعزيز الأداء أحادي النواة بنسبة 23.6 في المائة والأداء متعدد الأنوية بنسبة 142.3 في المائة. وتجاوز الكومبيوتر عدة اختبارات جودة ومتانة، منها اختبار وصل وفصل منفذ «يو إس بي تايب - سي» لآلاف المرات، واختبار عدد مرات فتح وإغلاق الشاشة، واختبار العمر الافتراضي للوحة الفأرة اللمسية، واختبار متانة زر بصمة الإصبع (المدمج مع زر التشغيل)، واختبار العمر الافتراضي للوحة المفاتيح، واختبار الحرارة والرطوبة المرتفعتين.

ويدعم الكومبيوتر شبكات «واي فاي» a وb وg وn وac وax (بترددي 2.4 و5 غيغاهرتز) و«بلوتوث 5.1» اللاسلكية. كما يقدم الكومبيوتر منفذ «يو إس بي تايب - سي» ويدعم نقل البيانات وشحن الجهاز وعرض الصورة، إلى جانب منفذ آخر يدعم نقل البيانات وشحن الجهاز، ومنفذ «يو إس بي 3.2 الجيل 1» ومنفذ «يو إس بي 2.0»، إلى جانب منفذ HDMI وآخر للسماعات الرأسية القياسية. وتلتقط الكاميرا المدمجة الصورة بدقة 1080 التسلسلية Progressive بزوايا واسعة تصل إلى 88 درجة، مع تقديم 4 ميكروفونات مدمجة لمزيد من الوضوح خلال المحادثات، وسماعتين مدمجتين لتجسيم الصوتيات.

ويعمل الكومبيوتر بنظام التشغيل «ويندوز 11 هوم» بدقة 64 - بت، ويبلغ وزنه 1.7 كيلوغرام ويبلغ سمكه 18.4 مليمتر فقط، وهو متوافر بعدة إصدارات، منها معالج «إنتل كور آي 9» الجيل 13، يتوافر هذا الإصدار في شهر يناير (كانون الثاني) الحالي في المنطقة العربية) أو بمعالج «إنتل كور آي 5»، وبـ8 أو 16 غيغابايت من الذاكرة، و512 غيغابايت أو 1 تيرابايت (1024 غيغابايت) من السعة التخزينية المدمجة، بأسعار تبدأ من 2599 ريالاً سعودياً (نحو 693 دولاراً) حسب الإصدار المرغوب.


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

تكنولوجيا نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

ذكرت دراسة «كاسبرسكي» أن نصف موظفي السعودية تلقوا تدريباً سيبرانياً ما يجعل الأخطاء البشرية مدخلاً رئيسياً للهجمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا خاصية إشعارات ارتفاع ضغط الدم في «أبل ووتش» تستند إلى مستشعر نبضات القلب البصري في الساعة (الشرق الأوسط)

«أبل ووتش» تتيح خاصية التنبيه المبكر لارتفاع ضغط الدم في السعودية والإمارات

قالت شركة «أبل» إنها أتاحت خاصية إشعارات ارتفاع ضغط الدم على ساعات «أبل ووتش» لمستخدميها في السعودية والإمارات.

«الشرق الأوسط» (دبي)
تكنولوجيا أطلقت «يوتيوب» أول ملخص سنوي يمنح المستخدمين مراجعة شخصية لعادات المشاهدة خلال عام 2025

«ملخص يوتيوب»: خدمة تعيد سرد عامك الرقمي في 2025

يقدم الملخص ما يصل إلى 12 بطاقة تفاعلية تُبرز القنوات المفضلة لدى المستخدم، وأكثر الموضوعات التي تابعها، وكيفية تغيّر اهتماماته على مدار العام.

نسيم رمضان (لندن)
علوم الصين تبني أول جزيرة عائمة مقاومة للأسلحة النووية في العالم

الصين تبني أول جزيرة عائمة مقاومة للأسلحة النووية في العالم

مشروع مثير للإعجاب لا مثيل له في العالم

جيسوس دياز (واشنطن)
تكنولوجيا الأوتار الاصطناعية قد تصبح وحدات قابلة للتبديل لتسهيل تصميم روبوتات هجينة ذات استخدامات طبية واستكشافية (شاترستوك)

أوتار اصطناعية تضاعف قوة الروبوتات بثلاثين مرة

الأوتار الاصطناعية تربط العضلات المزروعة بالهياكل الروبوتية، مما يرفع الكفاءة ويفتح الباب لروبوتات بيولوجية أقوى وأكثر مرونة.

نسيم رمضان (لندن)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».