«تحالف» لـ«الشرق الأوسط»: «عدم وجود كود» سيحدّ من الحاجة للمبرمجين مستقبلاً

يُعدّ مستقبل تعليمات «برمجية قليلة/ دون تعليمات برمجية» واعداً بسبب سهولته وكفاءته وفاعليته على الشركات بمختلف أحجامها (شاترستوك)
يُعدّ مستقبل تعليمات «برمجية قليلة/ دون تعليمات برمجية» واعداً بسبب سهولته وكفاءته وفاعليته على الشركات بمختلف أحجامها (شاترستوك)
TT

«تحالف» لـ«الشرق الأوسط»: «عدم وجود كود» سيحدّ من الحاجة للمبرمجين مستقبلاً

يُعدّ مستقبل تعليمات «برمجية قليلة/ دون تعليمات برمجية» واعداً بسبب سهولته وكفاءته وفاعليته على الشركات بمختلف أحجامها (شاترستوك)
يُعدّ مستقبل تعليمات «برمجية قليلة/ دون تعليمات برمجية» واعداً بسبب سهولته وكفاءته وفاعليته على الشركات بمختلف أحجامها (شاترستوك)

أدى ظهور المنصات التي تحتوي على تعليمات «برمجية قليلة / دون تعليمات برمجية»، والمعروفة باسم (NO Code & Low Code) إلى إحداث نقلة نوعية في عالم البرمجة. لقد أسهمت هذه الأساليب في إضفاء طابع يصفه الخبراء التقنيون بـ«الديمقراطي» لإنشاء البرامج، مما يجعلها في متناول شريحة أكبر من المستخدمين، وخصوصاً أولئك الذين لا يملكون الخبرة الواسعة في البرمجة.

إذن، ما مفاهيم التطوير عبر تعليمات «برمجية قليلة / دون تعليمات برمجية»، وطريقة عملها، وفوائدها، وحالات الاستخدام المحتملة لها؟

من المرجح اعتماد تعليمات «برمجية قليلة/ دون تعليمات برمجية» في مجموعة واسعة من الصناعات مستقبلاً (شاترستوك)

تطوير دون «كود»

يشير مصطلح تعليمات «برمجية قليلة / دون تعليمات برمجية» إلى إمكانية بناء التطبيقات، دون الحاجة لمعرفة كبيرة بكتابة أسطر البرمجيات، وفي الأغلب دون الحاجة لمعرفتها، بل فقط متطلبات العمل واحتياجاته والتعبير عنها بشكل خوارزمية واضحة. ويمكن للمستخدمين تجميع العناصر باستخدام واجهات مرئية؛ أي دون الحاجة إلى كتابة أي تعليمات برمجية.

في حديث خاص، لـ«الشرق الأوسط» من دبي، يشرح غسان أبو عجمية، مدير التخطيط الاستراتيجي بشركة «تحالف»، أن هذا النهج يُعد مثالياً لمستخدمي الأعمال والمطورين غير التقنيين الذين يرغبون في أتمتة العمليات أو إنشاء تطبيقات بسيطة وبسرعة.

الحل الجديد المتوفر

توفر الأنظمة الأساسية ذات «التعليمات البرمجية المنخفضة» حلاً متوسطًا يجمع بين أدوات التطوير المرئي وبعض المرونة. وفي حين لا يزال بإمكان المستخدمين الاستفادة من المكونات المُعدّة مسبقًا والواجهات المرئية، إلا أن هذه التقنية توفر أيضاً خيار تقديم تعليمات برمجية مخصصة عند التعامل مع المتطلبات الأكثر تعقيداً. وهذا كان أحد الأسباب التي دفعت شركة «تحالف»، وهي أول شركة عربية تنشئ هذا الحل من الصفر وتطوِّره بشكل سريع ومتكامل ليلبي كل احتياجات الشركات، إلى تقديم مثل هذا النوع من الخدمات البرمجية، كما يقول غسان أبو عجمية، مدير التخطيط الاستراتيجي بالشركة، لـ«الشرق الأوسط».

تبسيط وتسريع عملية تطوير التطبيقات

تعمل الأنظمة الأساسية التي تحتوي على تعليمات «برمجية قليلة / دون تعليمات برمجية» على تبسيط وتسريع عملية تطوير التطبيقات بطريقة «السحب والإفلات (Drag and Drop)»، مما يسمح للمستخدمين بتصميم مكونات التطبيق وسير العمل وواجهات المستخدم بشكل مرئي، كما يستفيد المستخدمون من القوالب والوحدات والمكونات المُعدّة مسبقاً لتسريع عملية التطوير، حيث جرى تصميم هذه المكونات لتكون قابلة لإعادة الاستخدام، مما يوفر الوقت والجهد.

الطابع «الديمقراطي» للبرمجة

لمفهوم التطوير «دون كود أو كود منخفض» جذوره في الاتجاه الأوسع لتبسيط التكنولوجيا، وإضفاء ما يوصف بالطابع «الديمقراطي» عليها. ومع ذلك فإن مصطلح «الرمز المنخفض» جرت صياغته لأول مرة من قِبل جون ريمر، وهو محلل بشركة «Forrester Research» في عام 2014. ومنذ ذلك الحين، شهدت الصناعة انتشاراً للمنصات التي لا تحتوي على «تعليمات برمجية / منخفضة التعليمات البرمجية» من مُزودين مختلفين، مما يلبي الاستخدامات المختلفة؛ ومن بينها «مايسترو بلوكس».

 

يمكن تطبيق «تعليمات برمجية قليلة / دون تعليمات برمجية»، عبر مجموعة واسعة من الاستخدامات والصناعات؛ منها أتمتة العمليات التجارية، وتطوير تطبيقات الهواتف المحمولة دون الحاجة. ويعتبر محمد فوزي، خبير التطبيقات دون برمجة، في حديثه، لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا الأسلوب مفيد في مجالات التجارة الإلكترونية والرعاية الصحية وأتمتة العمليات المالية والبيع بالتجزئة والتجارة الإلكترونية، وغير ذلك.

 

يمكن للمبرمجين التكيّف مع مفهوم «عدم وجود كود أو كود منخفض»، من خلال تطوير مهاراتهم والتعاون والتركيز على المتطلبات المعقدة، والتعلم المستمر، وأيضاً تولي الأدوار التي تستفيد من خبراتهم. إن دمج «طريقة البرمجة تلك في عملية التطوير لا تقلل بالضرورة من أهمية مهارات المبرمجين، بل تُحوّلهم إلى دور يكمل مناهج التطوير الناشئة». ويعتبر محمد فوزي، خبير التطبيقات دون برمجة، في حديثه، لـ«الشرق الأوسط»، أنه من خلال القيام بذلك، يمكن للمبرمجين أن يظلوا مساهمين قيّمين في عملية تطوير البرمجيات في مشهد تكنولوجي دائم التغير.

الحل لا يناسب الجميع

في حين أن الأنظمة الأساسية التي تحتوي تعليمات «برمجية قليلة / دون تعليمات برمجية» توفر فوائد عديدة، إلا أنها ليست حلاً واحداً يناسب الجميع. من الضروري تقييم المتطلبات المحددة للمشروع، ومراعاة هذه القيود عند تحديد ما إذا كنت تريد استخدام أساليب «الترميز دون تعليمات برمجية» أو ذات «تعليمات برمجية منخفضة»، أو أساليب الترميز التقليدية لتطوير البرامج. ويشير محمد فوزي، في حديثه، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه في كثير من الحالات، قد يكون النهج المختلط الذي يجمع عناصر كل منها هو الحل الأكثر فاعلية.

 

لقد أدى أسلوب التطوير «دون تعليمات برمجية ومنخفضة التعليمات البرمجية» إلى حقبة جديدة من إنشاء البرامج، ما يمكّن جمهوراً أوسع من المشاركة في تطوير التطبيقات وأتمتة العمليات. توفر هذه الطرق المبتكرة السرعة وإمكانية الوصول والفعالية من حيث التكلفة، مع سدّ الفجوة بين البرمجة التقليدية والمطورين المواطنين. ومع استمرار تطور التكنولوجيا، تظل قدرتها على إحداث ثورة في مختلف الصناعات هائلة، مما يجعلها أداة حاسمة في المشهد الرقمي الحديث.

 

 

 

 

 


مقالات ذات صلة

«أوبن إيه آي» تطلق واجهة جديدة باسم «كانفاس» لمنصة «شات جي بي تي»

تكنولوجيا شعار شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية «أوبن إيه آي» (رويترز)

«أوبن إيه آي» تطلق واجهة جديدة باسم «كانفاس» لمنصة «شات جي بي تي»

أطلقت شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية «أوبن إيه آي» طريقة جديدة للتفاعل مع منصة محادثة الذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» بواجهة مستخدم تسمى «كانفاس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
تكنولوجيا شعارا «أوبن إيه آي» و«تشات جي بي تي» في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

الذكاء الاصطناعي التوليدي... فقاعة أم ثورة؟

يستقطب الذكاء الاصطناعي التوليدي استثمارات مالية طائلة، إلى حد إثارة مخاوف من ظهور فقاعة جديدة.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو )
تكنولوجيا تعكس هذه التحسينات التزام «يوتيوب» بالتطور مع مستخدميه وتقديم أدوات تلهم عملياتهم الإبداعية (أدوبي)

فيديوهات «شورتس» من «يوتيوب» ستصل إلى 3 دقائق في 15 أكتوبر

«يوتيوب» يوسّع نطاق «شورتس» بميزات جديدة مثيرة للمبدعين والمشاهدين.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تطرح «أوبن أيه آي» برنامج «كانفاس» كمساعد رقمي يفهم سياق مشروعك بالكامل (شاترستوك)

تعرف على «كانفاس»... الواجهة التعاونية الجديدة لـ«تشات جي بي تي»

يوفر «كانفاس» أدوات لصقل القواعد النحوية، وتعزيز الوضوح، وضمان الاتساق.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا على غرار الميزات المتوفرة عبر منصات مثل «زووم» يقدم «واتساب» خياري «اللمسات الأخيرة» و«الإضاءة المنخفضة» (واتساب)

ميزات جديدة من «واتساب» لتحسين جودة الاتصال عبر الفيديو

يكثف «واتساب»، الذي يُعد أكبر تطبيق مراسلة في العالم، مع أكثر من ملياري مستخدم عبر 180 دولة، جهوده لإثراء تجربة المستخدم في مجال مؤتمرات الفيديو.

نسيم رمضان (لندن)

«أوبن إيه آي» تطلق واجهة جديدة باسم «كانفاس» لمنصة «شات جي بي تي»

شعار شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية «أوبن إيه آي» (رويترز)
شعار شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية «أوبن إيه آي» (رويترز)
TT

«أوبن إيه آي» تطلق واجهة جديدة باسم «كانفاس» لمنصة «شات جي بي تي»

شعار شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية «أوبن إيه آي» (رويترز)
شعار شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية «أوبن إيه آي» (رويترز)

أطلقت شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية «أوبن إيه آي» طريقة جديدة للتفاعل مع منصة محادثة الذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي»، بواجهة مستخدم تسمى «كانفاس». تفتح هذه الواجهة نافذة منفصلة، إلى جانب نافذة المحادثة العادية، مع مساحة عمل لكتابة النصوص أو أكواد البرمجة. ويمكن للمستخدم توليد النصوص أو الأكواد على واجهة «كانفاس»، ثم تحديد الأجزاء التي قام نموذج اللغة الكبير بتعديلها.

وأشار موقع «تك كرانش» المتخصص في موضوعات التكنولوجيا، إلى أنه تم إطلاق الواجهة «كانفاس» بشكل تجريبي على منصة «شات جي بي تي بلس» وتطبيق مؤتمرات الفيديو عبر الإنترنت (تيمز)، وسيتم إطلاقها خلال الأسبوع الحالي لمستخدمي خدمتي «إنتربرايز» و«إديو».

ويتجه كثير من شركات خدمات الذكاء الاصطناعي نحو توفير مساحات العمل القابلة للتعديل كطريقة عملية تتيح للمستخدمين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي. وتوفر الواجهة الجديدة لمنصة «شات جي بي تي» ميزات مماثلة لتلك الموجودة في برنامج «أرتيكفاكتس» الذي تقدمه شركة «أنثروبيك» لتقنيات الذكاء الاصطناعي منذ يونيو (حزيران) الماضي.

وتسعى «أوبن إيه آي» بقوة لمواجهة الخصائص والمزايا التي تقدمها الشركات المنافسة، وطرحت كثيراً من الخصائص الإضافية للإصدار مدفوع الثمن من منصة «شات جي بي تي» بهدف زيادة قاعدة مستخدمي هذا الإصدار.

يذكر أن منصات محادثة الذكاء الاصطناعي الآلية لا تستطيع إتمام أي مشروعات كبيرة من خلال مساحة واحدة لكتابة أوامر المستخدم، في حين تكون قادرة على توفير نقطة بداية جيدة. ولكن مساحة العمل الإضافية الجديدة مثل «كانفاس» تتيح للمستخدم تعديل مخرجات منصة المحادثة وتصحيح ما بها من أخطاء، دون الحاجة إلى إنشاء جزء جديد بالكامل من المشروع لتنفيذ عملية التعديل.

وقال دانيل ليفني مدير الإنتاج في «أوبن إيه آي»، إن «(كانفاس) مجرد واجهة طبيعية إضافية للتعاون مع شات جي بي تي».