«بيت لحم»... أكلات عربية على طاولة مطعم مصري

أشهرها «المقلوبة» الفلسطينية و«المبكبكة» الليبية

المقلوبة الفلسطينية (الشرق الأوسط)
المقلوبة الفلسطينية (الشرق الأوسط)
TT

«بيت لحم»... أكلات عربية على طاولة مطعم مصري

المقلوبة الفلسطينية (الشرق الأوسط)
المقلوبة الفلسطينية (الشرق الأوسط)

على طاولة طعام واحدة لجأ مطعم مصري إلى جمع أكلات عربية شهيرة تعبّر عن مطابخ مختلفة؛ سعياً لاجتذاب شريحة أوسع من المرتادين.

تقوم فكرة مطعم «بيت لحم» الذي (يمتلك فرعين، أحدهما بحي مصر الجديدة «شرق القاهرة» والآخر بحي المهندسين) على تقديم أشهر أصناف وأطباق اللحوم التراثية من مطابخ، من بينها فلسطين، وليبيا، والأردن، والمغرب واليمن، بجانب أصناف اللحوم المصرية؛ لتلبي أذواقاً متنوعة، وسط أجواء وديكورات عربية تراثية.

وصفات تعتمد على اللحم (الشرق الأوسط)

من المطبخ الفلسطيني يقدم المطعم «المقلوبة» التي يتم طهيها في قِدر معدني، ثم تقلب في «طبق التقديم»، لتشبه قالب «التورتة»، حيث يكون اللحم في أعلى الطبق، وفي الأسفل تكون الخضراوات المشكلة، المكونة من طماطم، وبطاطس، وباذنجان وفلفل، ثم طبقة الأرز المصري مختلط بالأرز البسمتي الحبة الطويلة، ويتخللها بعض المكسرات المحمرة في الزبدة والحمص، وتُطهى «المقلوبة» على الطريقة الفلسطينية، وتتم تسوية اللحم بنسبة 50 في المائة، ثم يوضع في الفرن ليكمل التسوية مع بقية المكونات، وتقدم بثلاثة خيارات من اللحوم، هي اللحم الضاني، أو الكندوز «الشمبري» أو الدجاج المتبل.

يحرص المطعم على الحفاظ على الطابع التراثي وأصالة الأصناف (الشرق الأوسط)

كما تضم قائمة الطعام «حماماً محشياً» على الطريقة الفلسطينية، والذي يتم حشوه بالأرز وقطع «الكبدة والقوانص»، ويقدم مع طبق «فتّة غزاوية»، وتتكون من طبقة رقاق متشبعة في شوربة الحمام والزبدة، ثم الأرز الأبيض، والصلصة الحمراء وطشة الثوم.

مدير مطعم «بيت لحم»، خالد أحمد، يقول لـ«الشرق الأوسط»: إن «المطعم يحرص على الحفاظ على الطابع التراثي وأصالة الأصناف من كل مطبخ؛ لذلك لديه (شيف) من كل بلد، فمن يعد الأطباق الفلسطينية شيف فلسطيني، والليبية شيف ليبي».

كما يقدم المطعم «المنسف الأردني» في صينية كبيرة مغطاة بالرقاق «خبز رقيق للغاية يصنع يدوياً بفرادة العجين ويخبز على الصاج أو الفرن»، وأسفله قطع لحم الضأن البرقي أو الموزة والأرز المصري بالمكسرات، ويقدم معه طبق «جميد» وهو عبارة عن لبن خلاصة دسم لبن الماعز، وزبدة أغنام يتم تجميدها لمدة من 3 إلى 4 أشهر.

طبق أرز على طريقة «بيت لحم»... (الشرق الأوسط)

كما يقدم المطعم طبق «العصبان» على الطريقتين الأردنية والليبية، وهو سجق بلدي محشو كبدة وكلاوي ولحمة مفرومة محمرة مع أرز مصري، والخضراوات «بقدونس، وكزبرة خضراء، وشبت وكرفس»، ويتم طهوه مع خلاصة الدهون الضاني.

وتعد «المبكبكة» من أكثر الأطباق الليبية شهرة وأصالة، وتتكون من معكرونة مطهوة في الشوربة والصلصة والخضراوات واللحمة والتوابل، وتقدم مغطاة بالسوائل، وتخرج من المطبخ في قِدر فخار وتصب في طاجن من الفخار أيضاً، ومعها الفلفل البلدي، ويتم الاختيار بين اللحم الشمبري أو الضاني، أو الكفتة أو الموزة الضاني والسجق، أو كرات لحم أو دجاج، إلا أنها تشتهر وتتميز أكثر باستخدام اللحم الضاني.

تشكيلة كبيرة من الأطباق اللذيذة (الشرق الأوسط)

لأن طبق «الكسكسي» الشهير من بين الأطباق المعروفة في أكثر من مطبخ عربي، خاصة في بلدان المغرب العربي، والشام؛ لذلك يقدمه المطعم بأكثر من طريقة عربية، منها طريقة المطبخ الفلسطيني والليبي والمغربي، حيث تختلف المكونات من بلد إلى آخر، ويعد المكون الرئيسي لـ«الكسكسي» من «طحين مبلل بماء ويتم برمه أو يفتل ويضاف له سميد البسبوسة وبرغل ليكون رملياً بعض الشيء أشبه بسميد البسبوسة، ويطهى علي البخار، مضافاً إليه المكسرات»، وفي بعض المطابخ العربية يضاف إليه الخضراوات واللحم الضاني، أو السجق الشرقي.

المقلوبة الفلسطينية (الشرق الأوسط)

مدير المطعم «بيت لحم» يوضح أيضاً، أن «معظم المكونات يتم استيرادها من البلد صاحبة المطبخ؛ وذلك للحفاظ على أصالة الأطباق من كل مطبخ عربي، كما أن الكثير من المكونات غير موجودة في السوق المصرية».

ويتمتع المطبخ اليمني بطريقته المتفردة والخاصة في طهي اللحوم، فيما يعرف بـ«المندي»؛ لذا حرص المطعم على تقديم أصناف اللحوم اليمنية بطريقتها ومكوناتها التراثية، والتي يعد أشهرها طريقة «المدفون»، حيث يتم دفن اللحوم بكل أنواعها أو الدجاج والحمام في حفرة أرضية، وتكون نار التسوية هادئة فوقها لمدة طويلة باستخدام أفران خاصة.

وتمتزج الأصناف المتنوعة من المطابخ العربية مع الأطباق المصرية الشهيرة وسط أجواء وديكورات تراثية تنقل الزبائن من عاصمة إلى أخرى في لحظة واحدة، وتضم قائمة المطبخ المصري أصنافه المعروفة من الكباب والكفتة والريش والطرب والموزة الضاني والدجاج المشوي على الفحم، وأيضاً طواجن اللحوم التي ترتبط بتراث المطبخ المصري، منها طاجن البامية باللحم، والكوارع والعكاوي وورق العنب والملوخية والحمام المحشي.

ومع تنوع أصناف اللحوم التي يقدمها من بلدان عربية مختلفة، حرص المطعم على التجديد لتلبية رغبات فئات مختلفة عبر المزج بين مطابخ عربية عدة في طبق واحد أطلق عليه اسم «مزاجنجي»، وهي تشكيلة من بعض اللحوم بنكهات البلدان العربية المختلفة، وتتضمن كفتة، ولحماً بخارياً، ودجاجاً بخارياً ومشوياً، وتقدم مع أرز مصري أصفر، وحلقات البصل والفلفل والمكسرات، وقطع سمبوسك لحم، وجبنة مزينة بشرائح الخيار والجزر والطماطم.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)
فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)
TT

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)
فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»، فيروّج لها أصحاب المحلات الذين يبيعونها، كما اختصاصيو التغذية ومستهلكوها في آن. ويحاول هؤلاء تقديم صورة إيجابية عن طعمها ومذاقها، ويضعون هذه المكونات على لائحة أفضل الأكلات التي من شأنها أن تسهم في التخفيف من الوزن. وضمن فيديوهات قصيرة تنتشر هنا وهناك يتابعها المشاهدون بشهية مفتوحة. فالمروجون لهذه الفواكه والخضراوات يفتحون العلب أو الأكياس التي تحفظ فيها، يختارون عدة أصناف من الفاكهة أو الخضراوات ويأخذون في تذوقها. يسيل لعاب مشاهدها وهو يسمع صوت قرمشتها، مما يدفعه للاتصال بأصحاب هذه المحلات للحصول عليها «أونلاين». ومرات لا يتوانى المستهلكون عن التوجه إلى محمصة أو محل تجاري يبيع هذه المنتجات. فبذلك يستطلعون أصنافاً منها، سيما وأن بعض أصحاب تلك المحلات لا يبخلون على زوارهم بتذوقها.

خضار مقرمشة متنوعة (الشرق الاوسط)

تختلف أنواع هذه المنتجات ما بين مقلية ومشوية ومفرّزة. وعادة ما تفضّل الغالبية شراء المشوية أو المفرّزة. فكما المانجو والفراولة والتفاح والمشمش والموز نجد أيضاً الـ«بابايا» والكيوي والبطيخ الأحمر والأصفر وغيرها.

ومن ناحية الخضراوات، تحضر بغالبيتها من خيار وكوسة وبندورة وأفوكادو وفول أخضر وجزر وبامية وفطر وغيرها.

وينقسم الناس بين مؤيد وممانع لهذه الظاهرة. ويعدّها بعضهم موجة مؤقتة لا بد أن تنتهي سريعاً، فتناول الأطعمة الطازجة يبقى الأفضل. فيما ترى شريحة أخرى أن هذه المكونات المجففة والمقرمشة، يسهل حملها معنا أينما كنا. كما أن عمرها الاستهلاكي طويل الأمد عكس الطازجة، التي نضطر إلى التخلص منها بعد وقت قليل من شرائها لأنها تصاب بالعفن أو الذبول.

ولكن السؤال الذي يطرح حول هذا الموضوع، هو مدى سلامة هذه المنتجات على الصحة العامة. وهل ينصح اختصاصيو التغذية بتناولها؟

تردّ الاختصاصية الغذائية عبير أبو رجيلي لـ«الشرق الأوسط»: «الفواكه والخضراوات المقرمشة تعدّ من المكونات التي ينصح بتناولها. ولكن شرط ألا تكون مقلية. فالمفّرزة أو المجففة منها هي الأفضل، وكذلك المشوية. هذه المكونات تحافظ على المعادن والفيتامينات المفيدة للصحة. والبعض يأكلها كـ(سناك) كي يشعر بالشبع. ولذلك ينصح بتناولها لمن يقومون بحمية غذائية. فسعراتها الحرارية قليلة فيما لو لم تتم إضافة السكر والملح إليها».

يتم عرض هذه المكونات في محلات بيع المكسرات. والإعلانات التي تروّج لها تظهرها طازجة ولذيذة ومحافظة على لونها. بعض المحلات تتضمن إعلاناتها التجارية التوصيل المجاني إلى أي عنوان. وأحياناً يتم خلطها مع مكسّرات نيئة مثل اللوز والكاجو والبندق. وبذلك تكون الوجبة الغذائية التي يتناولها الشخص غنية بمعادن وفيتامينات عدّة.

فواكه وخضار طازجة (الشرق الاوسط)

وتوضح عبير أبو رجيلي: «كوب واحد من الخضراوات المجففة والمقرمشة يحتوي على ألياف تسهم في عدم تلف خلايا الجسم. وبحسب دراسات أجريت في هذا الخصوص فإنها تسهم في الوقاية من أمراض القلب والشرايين».

يحبّذ خبراء التغذية تناول الخضراوات والفواكه الطازجة لأن فوائدها تكون كاملة في محتواها. ولكن تقول عبير أبو رجيلي لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن تناولنا خضراوات وفواكه طازجة ينعكس إيجاباً على صحتنا، ولكن المجففة تملك نفس الخصائص ولو خسرت نسبة قليلة من الفيتامينات».

تقسّم عبير أبو رجيلي هذه المكونات إلى نوعين: الفواكه والخضراوات. وتشير إلى أن الأخيرة هي المفضّل تناولها. «نقول ذلك لأنها تتمتع بنفس القيمة الغذائية الأصلية. بعضهم يقدمها كضيافة وبعضهم الآخر يحملها معه إلى مكتبه. فهي خفيفة الوزن وتكافح الجوع بأقل تكلفة سلبية على صحتنا».

وبالنسبة للفواكه المجففة تقول: «هناك النوع الذي نعرفه منذ زمن ألا وهو الطري والليّن. طعمه لذيذ ولكن يجب التنبّه لعدم الإكثار من تناوله، لأنه يزيد من نسبة السكر في الدم. أما الرقائق المجففة والمقرمشة منه، فننصح بتناولها لمن يعانون من حالات الإمساك. وهذه المكونات كما أصنافها الأخرى تكون مفرّغة من المياه ويتم تجفيفها بواسطة أشعة الشمس أو بالهواء».

بعض هذه المكونات، والمستوردة بكميات كبيرة من الصين يتم تجفيفها في ماكينات كهربائية. فتنتج أضعاف الكميات التي تجفف في الهواء الطلق أو تحت أشعة الشمس. وهو ما يفسّر أسعارها المقبولة والمتاحة للجميع.

في الماضي كان أجدادنا يقومون بتجفيف أنواع خضراوات عدّة كي يخزنونها كمونة لفصل الشتاء. فمن منّا لا يتذكر الخيطان والحبال الطويلة من أوراق الملوخية وحبات البندورة والبامية المعلّقة تحت أشعة الشمس ليتم تجفيفها والاحتفاظ بها؟

وتنصح عبير أبو رجيلي بالاعتدال في تناول هذه الأصناف من فاكهة وخضراوات مجففة. «إنها كأي مكوّن آخر، يمكن أن ينعكس سلباً على صحتنا عامة».