إيران تخطط لإنشاء قاعدة إطلاق فضائية قبالة خليج عمان

«الحرس الثوري» بدأ العمل على تركيب منصات صواريخ تطلق إلى مدار الأرض في تشابهار

إطلاق صاروخ من طراز «سيمرغ» يحمل 3 شحنات «بحثية» إلى الفضاء من مكان مجهول في إيران 30 ديسمبر 2021 (إ.ب.أ)
إطلاق صاروخ من طراز «سيمرغ» يحمل 3 شحنات «بحثية» إلى الفضاء من مكان مجهول في إيران 30 ديسمبر 2021 (إ.ب.أ)
TT

إيران تخطط لإنشاء قاعدة إطلاق فضائية قبالة خليج عمان

إطلاق صاروخ من طراز «سيمرغ» يحمل 3 شحنات «بحثية» إلى الفضاء من مكان مجهول في إيران 30 ديسمبر 2021 (إ.ب.أ)
إطلاق صاروخ من طراز «سيمرغ» يحمل 3 شحنات «بحثية» إلى الفضاء من مكان مجهول في إيران 30 ديسمبر 2021 (إ.ب.أ)

كشفت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» أن إيران بدأت إجراءات لإقامة محطة لإطلاق صواريخ تحمل على متنها أقماراً اصطناعية إلى الفضاء، في ميناء تشابهار أكبر الموانئ الإيرانية قبالة خليج عمان.

وذكرت الوكالة أن «الموقع المميز» لمحطة فضائية في ميناء تشابهار، نظراً لقربه من منطقة الخليج، «يمكن للقاعدة أن تصبح مركزاً لإطلاق الأقمار الاصطناعية في المنطقة».

وتربط وكالة الفضاء الإيراني صلات وثيقة بـ«الحرس الثوري» الذي تتولى وحدته الصاروخية (الجوفضائية) تطوير صواريخ قادرة على حمل أقمار اصطناعية، في خطوة تخشى القوى الغربية أن تكون غطاءً لتطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات.

ويأتي إعلان الوكالة بعد نحو أسبوعين من إعلان إيران خروجها من القيود المنصوص عليها في الاتفاق النووي، مع حلول موعد بند الغروب في 18 أكتوبر (تشرين الأول) والذي يتضمن تخفيفاً للقيود الأممية على إيران إذا ما التزمت بالاتفاق النووي لعام 2015. وأبقت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون على القيود الصاروخية الإيرانية، نظراً لإجراءات اتخذتها طهران في برنامجها النووي، رداً على العقوبات الأميركية.

وذكرت وكالة «تسنيم» أن منظمة الفضاء الإيرانية خلال حكومة إبراهيم رئيسي «استخدمت جميع الآليات اللازمة لتحسين الوضع الحالي».

وأشارت إلى «حاجة إلى التطوير المستمر لصناعة الفضاء من أجل منع التوقف المؤقت لعملية بناء وإطلاق الأقمار الاصطناعية في فترات زمنية مختلفة». وأضافت: «يتطلب الأمر بنية تحتية متطورة، ومجهزة جيداً من أجل التطوير المستمر لصناعة الفضاء، وإحدى أهم هذه البنى التحتية هي القاعدة الفضائية الحديثة وفقاً للمعايير العالمية».

صورة من فيديو بثه التلفزيون الإيراني من إطلاق القمر الاصطناعي «نور 3» الشهر الماضي (أ.ب)

ووفق وكالة «تسنيم» فإن محطة تشابهار «لديها طاقات جيدة لوضع الأقمار الاصطناعية على المدار القطبي والاستوائي». وتحدثت الوكالة عن الموقع الاستراتيجي لميناء تشابهار الذي تسعى إيران لتطويره بالشراكة مع الصين في إطار اتفاقية التعاون الشامل لمدة 25 عاماً وكذلك مبادرة الحزام والطريق الصينية.

وتحدثت الوكالة أيضاً عن تقليل المخاطر التي يشكلها إطلاق صواريخ فضائية على المناطق السكنية نظراً لقرب المحطة من خليج عمان والمحيط الهندي.

وقال رئيس منظمة الفضاء الإيراني، حسن سالاريه إن خطة إحداث محطة تشابهار، تشمل 3 مراحل، تبدأ مرحلتها الأولى بتثبيت منصات تعمل بالوقود الصلب، على أن تشمل المرحلتان الثانية والثالثة، تركيب منصات تعمل بالوقود السائل والصواريخ الثقيلة.

ونقلت وكالة «تسنيم» عن قائد الوحدة الفضائية التابعة لـ«القوة الجوفضائية» في «الحرس الثوري»، علي جعفر آبادي قوله إن هناك قوات تنوي استخدام صاروخ «قاصد» لإرسال أقمار اصطناعية لدول الجوار، في إشارة إلى تطلعات إيرانية لاستقطاب الشركات المهتمة بإطلاق أقمار اصطناعية خفيفة.

وأطلقت إيران في السنوات الأخيرة صواريخ تحمل على متنها أقماراً اصطناعية من قاعدة لـ«الحرس الثوري» بالقرب من مدينة شاهرود، على مسافة نحو 330 كيلومتراً (205 أميال) شمال شرقي العاصمة طهران. وتقع القاعدة في محافظة سمنان، وتعرف باسم محطة «الخميني» الفضائية.

وأعلن «الحرس الثوري» الإيراني الشهر الماضي، إرسال قمر اصطناعي عسكري إلى مدار الأرض. وأثارت المحاولات السابقة غضب الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وقالت تلك الدول إن إطلاق القمر الاصطناعي يتحدى قرار مجلس الأمن 2231 الذي يتبنى الاتفاق النووي، ويطالب طهران بعدم القيام بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على إيصال أسلحة نووية.

وجاء إعلان «الحرس الثوري» الشهر الماضي، بعد سلسلة من الإخفاقات في إطلاق أقمار اصطناعية.

أعلنت طهران في فبراير (شباط) 2020 فشل محاولة وضع قمر اصطناعي للمراقبة العلمية في المدار، في ثالث إخفاق من نوعه خلال نحو عام، بعد فشل محاولة في يناير (كانون الثاني) 2019.

ولاحقاً فشلت محاولة في أغسطس (آب) 2019 عندما انفجر صاروخ على ما يبدو في منصة الإطلاق في محطة «الخميني»، وأسفر عن مقتل 3 أشخاص، حتى إنه لفت انتباه الرئيس آنذاك دونالد ترمب، الذي غرد بعد ذلك ونشر صورة مراقبة سرية لما بدا أنه عملية إطلاق فاشلة.

وأثارت الإخفاقات المتتالية الشكوك حول التدخل الخارجي في البرنامج الإيراني، الأمر الذي لمح إليه ترمب نفسه من خلال تغريدة في ذلك الوقت حول أن الولايات المتحدة «لم تكن متورطة في الحادث الكارثي».

صورة نشرتها وكالة الفضاء الروسية لعملية إطلاق القمر الإيراني من قاعدة «بايكونور كوزمودروم» في كازاخستان 9 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)

ولجأت إيران إلى حليفتها روسيا، وأطلقت في أغسطس العام الماضي، قمر «الخيام» الإيراني للمراقبة العسكرية، وبقية المسابير على متن صاروخ «سويوز» من قاعدة «بايكونور كوزمودروم» في كازاخستان.

في مارس (آذار) 2022، أعلن «الحرس الثوري» الإيراني وضع القمر الاصطناعي «نور 2» في مدار على ارتفاع 500 كيلومتر من سطح الأرض. وجاء الإعلان الإيراني بعد أقل من أسبوع على نشر وكالة «أسوشييتد برس» صوراً التقطتها أقمار اصطناعية تتبع مؤسسة «ماكسر تكنولوجيز»، وتظهر آثار حريق في منصة إطلاق بمحطة «الخميني» الفضائية.

وكان «الحرس الثوري» قد أطلق أول قمر اصطناعي عسكري باسم «نور» في أبريل (نيسان) 2020، ووُضع في مدار على ارتفاع 425 كيلومتراً فوق سطح الأرض. وبعد الإطلاق، قلّل رئيس قيادة الفضاء الأميركية من قيمة القمر الاصطناعي، ووصفه بأنه «كاميرا ويب متداعية في الفضاء» لن يوفر معلومات استخباراتية حيوية لإيران، لكن «الحرس الثوري» بذلك أعلن عن برنامجه الفضائي السري.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على «وكالة الفضاء المدنية الإيرانية» ومنظمتين بحثيتين في 2019، قائلة إنها تُستخدم في تطوير برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني. وبعد محاولات سابقة، حذّر الجيش الأميركي من أن نفس التكنولوجيا الباليستية طويلة المدى المستخدمة لوضع الأقمار الاصطناعية في مداراتها ربما تسمح أيضاً لطهران بإطلاق أسلحة ذات مدى أطول، وربما تحمل رؤوساً حربية نووية.

وتنفي طهران التأكيدات الأميركية بأن مثل هذا النشاط غطاء للحصول على تكنولوجيا صواريخ عابرة للقارات، وترفض الالتزام ببنود ينص عليها القرار 2231 ويدعوها للامتناع عن تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.

وأفاد تقييم مجتمع الاستخبارات الأميركي لعام 2022 بأن تطوير مركبات إطلاق الأقمار الاصطناعية «يقصر الجدول الزمني» لإيران لتطوير صاروخ باليستي عابر للقارات؛ لأنها تستخدم تقنية مماثلة وفق ما أوردت وكالة «أسوشييتد برس».


مقالات ذات صلة

«هيكتور السري»... زعيم إمبراطورية النفط الإيراني

شؤون إقليمية صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني

«هيكتور السري»... زعيم إمبراطورية النفط الإيراني

كشفت مقابلات أجرتها «بلومبرغ» عن هوية «الزعيم العالمي لتجارة النفط الإيراني» الذي يلقَّب بـ«التاجر السري... هيكتور».

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي موقع إسرائيلي قصفه «حزب الله» في جبل الشيخ بهضبة الجولان يوم 26 يونيو الماضي (أ.ب)

قلق إسرائيلي من شبكة أنفاق في دمشق... وخطة هجوم إيرانية

حذّرت أوساط أمنية في تل أبيب، الجمعة، من مخطط إيراني يجري إعداده بشكل حثيث بهدف «اجتياح» إسرائيل، وإمطارها بحزام ناري من جميع الجبهات.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية إسلامي يتحدّث إلى غروسي على هامش مؤتمر «الاجتماع الدولي للعلوم والتكنولوجيا النووية» في أصفهان مايو الماضي (أ.ب)

الوكالة الدولية: إيران قريبة جداً من السلاح النووي

كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مستويات الوقود النووي في إيران ارتفعت خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي لقطة من الوثائقي الإيراني لقناة «تي دبليو» لسليماني داخل قصر صدام play-circle 01:21

سليماني يعاين صدام حسين داخل قصره

أثار فيديو لقائد «قوة القدس» قاسم سليماني وهو يتجول في أحد قصور الرئيس العراقي السابق صدام حسين، جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية صورة عامة لمدينة أصفهان (أرشيفية - رويترز)

وفاة عنصرين من «الحرس الثوري» في تسرب غاز بمنشأة إيرانية

وفاة عنصرين من «الحرس الثوري» الإيراني؛ بسبب «تسرب غاز» في ورشة للحرس وسط البلاد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

نجل شمخاني يدير «إمبراطورية» إيران النفطية

صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني
صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني
TT

نجل شمخاني يدير «إمبراطورية» إيران النفطية

صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني
صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني

كشف موقع «بلومبرغ» عن هوية «الزعيم العالمي لتجارة النفط الإيراني» الذي يلقَّب بـ«التاجر السري... هيكتور».

وقال تقرير للموقع، إن «حسين، وهو نجل علي شمخاني، المستشار البارز لدى المرشد علي خامنئي»، تحوّل إلى «إمبراطور يدير كميات كبيرة من صادرات النفط الخام الإيرانية والروسية العالمية».

وحسب التقرير، فإن «قلة قليلة حول العالم، على صلة بتجارة النفط، تعرف أن هذا الرجل هو نجل شمخاني، ويسمونه هيكتور».

وتبيع الشركات في شبكته النفط والبتروكيماويات من دول غير خاضعة للعقوبات، وأحياناً تخلط الخام من دول مختلفة حتى يصعب على المشترين تحديد بلد المنشأ، وفقاً للتقرير.