تتجه الأنظار الدولية والمحلية في لبنان إلى الجبهة الجنوبية ومدى استعداد «حزب الله» للدخول في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، في حال أنها قررت اجتياح قطاع غزة، وما إذا كان سيحتفظ لنفسه بكلمة السر ولا يبوح بها للذين يتواصلون معه، مباشرة، أو بالواسطة، بمن فيهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، كونه محور الاتصالات الدولية والإقليمية التي تنصح لبنان بعدم الانجرار إلى المواجهة برفضه استدراج العروض التي يراد منها توسيع دائرة التوتر لتشمل حدوده مع إسرائيل لمنعها من الاستفراد بحركة «حماس» في غزة.
ويكشف مصدر في «الثنائي الشيعي» يتواصل مع الرئيس ميقاتي لـ«الشرق الأوسط»، أن اجتياح إسرائيل لغزة، حال حصوله، لا يعني بالضرورة أن «حزب الله» سيبادر إلى توسيع المواجهة في جنوب لبنان وصولاً إلى تحريك الجبهة الشمالية التي ستدفع بتل أبيب إلى استقدام وحدات عسكرية إضافية لرفع منسوب المواجهة، ما يؤدي إلى تخفيف الضغط العسكري على غزة.
ويؤكد المصدر أن الحزب لن يبادر إلى توسيع المواجهة فور بدء الاجتياح الإسرائيلي لغزة، ويقول إن ذلك يترتب على ما ستؤول إليه النتائج الميدانية ليكون في مقدوره أن يبني على الشيء مقتضاه، طالما أن لديه من المعلومات ما يدعوه للاطمئنان بأن تل أبيب ستواجه مقاومة يمكن أن تشكل مفاجأة لها على غرار تلك التي أحدثها اجتياح «حماس» للمستوطنات الإسرائيلية عبر الحدود.
إلى ذلك، يستعد المسؤولون اللبنانيون للتعامل مع احتمالات الحرب عن طريق إعداد خطة طوارئ بالتعاون مع الأمم المتحدة، التي بدأت الحكومة اللبنانية البحث فيها لمواكبة التطورات الراهنة خدماتياً وإنسانياً وصحياً واجتماعياً، بينما وضع «حزب الله» بشكل مستقل خطة مدنية استباقية لمواجهة تداعيات الحرب على الداخل اللبناني، ووزّع فرق عمل لتأمين الجبهة المدنية وضمان وجود الإمدادات الغذائية والطبية، فضلاً عن تأمين مواقع لإيواء النازحين حال حدوث حرب.