«لانش بوكس» المدرسة... خبيرة تكشف أطعمة ضرورية وأخرى يفضل تجنبها

علبتان تحتويان على وجبات غذائية متنوعة تناسب الأطفال في المدارس (أخصائية التغذية أنطونا ماريا مطران)
علبتان تحتويان على وجبات غذائية متنوعة تناسب الأطفال في المدارس (أخصائية التغذية أنطونا ماريا مطران)
TT

«لانش بوكس» المدرسة... خبيرة تكشف أطعمة ضرورية وأخرى يفضل تجنبها

علبتان تحتويان على وجبات غذائية متنوعة تناسب الأطفال في المدارس (أخصائية التغذية أنطونا ماريا مطران)
علبتان تحتويان على وجبات غذائية متنوعة تناسب الأطفال في المدارس (أخصائية التغذية أنطونا ماريا مطران)

مع بداية العام الدراسي الجديد، ودخول معظم الأطفال في الروتين اليومي للمدرسة وقضائهم ساعات مطولة داخل الصفوف، يحاول الآباء تعويض أوقات التعب والتركيز عبر إرسال وجبات غذائية متنوعة لإمدادهم بالطاقة اللازمة.

ومن هنا، برز مؤخراً ترند «اللانش بوكس» أو علبة الطعام التي تحتوي على وجبة أساسية ووجبات ثانوية، مزينة بطرق مميزة وغير تقليدية لتشجيع الأطفال على تناول الأطعمة كافة وتنويع مصادر الطاقة لديهم.

وفكرة «اللانش بوكس» تهدف لمراقبة غذاء الطفل عبر إعطائه أصناف متنوعة من الأطعمة بين خضار وفواكه وبيض وغيرها، لضمان حصوله على القيمة الغذائية اللازمة لنموه.

ومع انتشار الفكرة في مجتمعاتنا العربية، تبرز الآراء الشعبية الكثيرة المؤيدة وتلك المعارضة لها، حيث يربطها البعض بالضرورة الغذائية، بينما ينتقدها آخرون معتبرين أنها تنمي الانجرار وراء صيحات مواقع التواصل الاجتماعي وتعزز التباهي بين الطلاب.

وفي حديثها لـ«الشرق الأوسط»، تؤكد الأخصائية الحاصلة على درجة الماجستير في التغذية، أنطونا ماريا مطران، أن فكرة علبة الغذاء هذه غير ضرورية بالفعل للأطفال. وتقول «تناول الأطفال للسندويتش العادي الذي يحتوي على الألبان أو الأجبان مع وجبة خفيفة أخرى مثل حبة من الفاكهة وأخرى من الخضار تكون كافية لهم لتجاوز يومهم الدراسي».

ولكنها تؤكد أن الشطيرة العادية كافية في حال تناول الطفل الفطور قبل الذهاب للمدرسة، وتتابع «تناول وجبة الإفطار صباحاً قبل الذهاب للمدرسة يعتبر أمراً أساسياً لأن الطالب لا يمكنه التركيز ما لم يأكل».

«لانش بوكس» تضم البيض والفاكهة والزبادي لوجبة متكاملة للطفل

هل فكرة خاطئة؟

توضح مطران أن الفكرة في حد ذاتها ليست خاطئة، ولكنها فقط غير أساسية بالمفهوم الغذائي. وتقول «علبة الطعام المزينة بالألوان والأشكال الجذابة لها إيجابياتها، فهي تشجع الأطفال على تناول طعامهم وعدم إرجاعه للمنزل غير منتهٍ».

وتضيف أن إشراك الآباء أطفالهم بتحضيرها يحدث فارقاً كبيراً، حيث إن اختيار الطفل لوجباته قد يساعده على تناولها كافة ويشجعه على تنمية حقه في اختيار ما يريد، مع احترام الضروريات الغذائية اليومية.

علبة طعام تضم وجبة أساسية ووجبات ثانوية لتلبية حاجات الطفل اليومية في المدرسة

«اللانش بوكس المثالي»

توضح مطران أن علبة الطعام «المثالية» للأطفال في المدرسة، وضمن معظم المراحل تقريباً، ليست معقدة، وتحتوي على التالي:

-شطيرة متوسطة تحتوي على منتجات من مشتقات الحليب (لبنة أو أنواع مختلفة من الجبن)، حيث إن الوجبة الأساسية للطفل يجب أن تتضمن مادة الكالسيوم التي يحتاجها الجسم ضمن فترة النمو. ويمكن استبدال الشطيرة للتنويع بحبة واحدة أو حبتين كحد أقصى من البيض المسلوق لأنه يتحمل حرارة عادية (يمكن أن يظل خارج الثلاجة لساعتين أو 3 ساعات) وله قيمة غذائية كبيرة حيث يتضمن العديد من البروتينات والفيتامينات المهمة.

-علبة واحدة من العصير الطبيعي (لا تحتوي على السكر) أو علبة صغيرة من الزبادي أو يمكن استبدالها أيضا بما يعرف بـ«الميلك شيك» أو مخفوق الحليب الذي يستخدم طعمات مختلفة مثل الفراولة أو الموز وغيرها من الفاكهة، مع الاهتمام بعدم إضافة السكر.

-حبتان إلى 3 حبات من الفاكهة (قد تكون أي نوع مثل التفاح والموز والعنب والفراولة وغيرها من الفاكهة التي يسهل تناولها).

-حبتان من الخضار مثل الخيار والبندورة الصغيرة أو الجزر التي عادة ما يفضلها الأطفال.

-وجبة خفيفة: قد تكون عبارة عن مكافأة للطفل يتناولها عندما ينتهي من الوجبات الأعلى، وقد تكون نوعا من الشوكولاته التي يحبها أو قطعة كيك صغيرة.

وتشير مطران إلى أنه «من المهم التأكد من أن الأطعمة التي تتضمن الأجبان يتم حفظها في المدرسة داخل الثلاجة إذا كانت فرصة الطعام بعيدة- في منتصف اليوم، أو يمكن شراء العلب المخصصة لحفظ هذه المواد لساعات عدة، وذلك لتجنب إتلافها».

علبة طعام تحتوي على الجبن والمرتديلا والفاكهة

أطعمة يجب تجنبها

تشرح خبيرة التغذية أنه يجب قدر الإمكان الابتعاد عن المنتجات التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر، مثل السكاكر والحلويات المصنعة والمعلبة.

وتضيف أنطونا «من المهم جداً أيضاً إبعاد الأطفال عن المنتجات التي تحتوي على الكثير من الزيوت والملح، وأبرز مثال على ذلك البطاطس المقلية أو (شيبس) لأنها تؤذي الطفل وتغريه لعدم تناول أطعمة أخرى بعدها».

وتتابع أنه لتجنب الحرمان، وتناول هذه المنتجات بطريقة انتقامية لاحقاً، يمكن إدراجها داخل النظام الغذائي للطفل مرة كل ثلاثة أيام كحد أقصى، وبكميات ضئيلة.


مقالات ذات صلة

«أحلامنا ليست للبيع والشراء»... صرخة الطفولة العربية لعالَم عادل

يوميات الشرق تشاء الصرخة إعلاء صوت العدالة والدفع قُدماً بقضية المناخ (غرينبيس)

«أحلامنا ليست للبيع والشراء»... صرخة الطفولة العربية لعالَم عادل

يصرخ الأطفال عالياً في الكليب: «أحلامنا ليست للبيع والشراء»، ويعبّرون عن إحباطهم من عالَمٍ لا يكترث لغدهم، ينادون بتغيير جذري يجعل من رفاهيتهم ومستقبلهم أولوية.

فاطمة عبد الله (بيروت)
صحتك الأمهات الجدد يمكنهن استئناف ممارسة الرياضة بالمشي «اللطيف» مع أطفالهن (رويترز)

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

تشير أكبر دراسة تحليلية للأدلة إلى أن ممارسة أكثر من ساعة من التمارين الرياضية متوسطة الشدة كل أسبوع قد تقلل من شدة «اكتئاب ما بعد الولادة».

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
أميركا اللاتينية أطفال يمشون على شريط رملي في طريقهم إلى المدرسة في مجتمع سانتو أنطونيو في نوفو أيراو، ولاية أمازوناس، شمال البرازيل، 1 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

الجفاف في منطقة الأمازون يعرّض نحو نصف مليون طفل للخطر

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، يوم الخميس، إن ندرة المياه والجفاف يؤثران على أكثر من 420 ألف طفل في 3 دول بمنطقة الأمازون.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
شؤون إقليمية الطفلة نارين غوران راحت ضحية لجريمة قتل بشعة على يد أفراد من عائلتها هزَّت تركيا (مواقع التواصل الاجتماعي)

بدء محاكمة المتهمين في جريمة قتل بشعة لطفلة هزَّت تركيا

عقدت محكمة الجنايات العليا في ديار بكر جنوب شرقي تركيا أولى جلسات الاستماع في قضية مقتل وإخفاء جثة الطفلة نارين غوران التي هزَّت البلاد وشغلت الرأي العام لأشهر

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق العنف يشمل الضرب من قبل أفراد الأسرة والتعرض للترهيب في المدرسة (أ.ف.ب)

يومياً... 3 من بين كل 5 أطفال يتعرضون للعنف الأسري

أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم (الخميس)، أن هناك مئات الملايين من الأطفال، وفي سنِّ المراهقة بأنحاء العالم يواجهون العنف يومياً في منازلهم ومدارسهم.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

نسرين الراضي: «الجميع يحب تودا» حقق أحلامي

نسرين الراضي تغني وترقص في فيلم «الجميع يحب تودا»  (حسابها على إنستغرام)
نسرين الراضي تغني وترقص في فيلم «الجميع يحب تودا» (حسابها على إنستغرام)
TT

نسرين الراضي: «الجميع يحب تودا» حقق أحلامي

نسرين الراضي تغني وترقص في فيلم «الجميع يحب تودا»  (حسابها على إنستغرام)
نسرين الراضي تغني وترقص في فيلم «الجميع يحب تودا» (حسابها على إنستغرام)

قالت الفنانة المغربية نسرين الراضي إنها كانت تتطلع لتقديم شخصية «الشيخة» التي أدتها في فيلم «الجميع يحب تودا» منذ أن كانت طالبة تدرس الفنون، وأنها قرأت كثيراً عن «فن العيطة» وجذبتها تفاصيل هذا العالم.

وأكدت نسرين الراضي، في حوار لـ«الشرق الأوسط»، أن على الفنان أن يخطط لمسيرته ولا يتركها للصدف، مشيدة باستقبال الجمهور للفيلم في مهرجان الجونة السينمائي، حيث شارك بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومن الجونة إلى القاهرة، حيث تشارك نسرين الراضي في لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي، مؤكدة سعادتها بهذه المشاركة ضمن لجنة تحكيم مسابقة «أسبوع النقاد».

تؤدي نسرين بالفيلم شخصية «تودا» المغنية الشابة التي تعيش في إحدى القرى بالمغرب وتحلم بأداء «فن العيطة» وهو فن شعبي مغربي قديم يمتزج فيه الشعر بالموسيقى والغناء والرقص، وتتمنى أن تصبح «شيخة» أي مطربة شعبية، لذا تقرر السفر لمدينة «الدار البيضاء» لتشق طريقها بوصفها مطربة بعيداً عن الإهانات التي تتعرض لها في حانات قريتها وحتى تبحث عن علاج لطفلها الأصم والأبكم.

خلال حضورها مهرجان الجونة (حسابها على إنستغرام)

وفي رحلتها لتحقيق حلمها تواجه التحرش والإحباط لكنها تواجه ذلك بالإصرار، وقد أتاح الفيلم الذي كتبه المخرج نبيل عيوش وزوجته المخرجة مريم توزاني لنسرين انطلاقة جديدة لها بوصفها ممثلة تمتلك موهبة لافتة.

تكشف الممثلة الشابة كيف واتتها الفرصة لأداء هذا الدور الذي فجر طاقات تمثيلية جديدة لديها، وقدمته بأداء مميز، قائلة: «كنت أحلم بهذا الدور منذ سنوات، فقد كان يغريني منذ أن كنت طالبة بالمعهد وقد قرأت كثيراً عن فن العيطة، وقد كتب المخرج نبيل عيوش الفيلم لأجلي، وقال لي قبلها إنه سيكتب فيلماً عن (شيخة) وأنني سأكون بطلته، فهو يعرفني منذ 15 عاماً حين كنت أدرس التمثيل بالمعهد في السنة الأولى؛ حيث كنت أصور مسلسلاً ثم شاركت في عمل كان منتجاً له».

وعن استعدادها للدور وخضوعها لتدريبات طويلة على الغناء والرقص تقول: «كان لدي الوقت الكافي لأفعل ذلك، ولم يكن الأمر سهلاً بالطبع لأنني أغني لأول مرة ولم أكن أعرف بالضبط كيف هي حياة الشيخات، وهو دور جريء نعم لكن الحياة تستلزم الجرأة».

مع المخرج نبيل عيوش والطفل الذي يشاركها الفيلم خلال عرضه بمهرجان «كان» (حسابها على إنستغرام)

منذ العرض الأول للفيلم في مهرجان «كان» السينمائي، وهو يلاقي نجاحاً وتحصد نسرين إعجاباً من النقاد والجمهور وتكرر الأمر في الولايات المتحدة وفي «الجونة السينمائي» وتعلق على ذلك قائلة: «ردود الفعل بدأت من مهرجان (كان) ثم أميركا التي عدت منها مؤخراً بعد مشاركتي في مهرجان سان فرنسيسكو، كانت ردة فعل الجمهور رائعة، والعجيب أن كل الجنسيات تحس بـ(تودا) وتتعاطف معها».

وتفسر أسباب تعاطف الجمهور مع «تودا»: «لأنها تمثل جميع النساء، كل امرأة ترى نفسها في تودا، وهناك نماذج تماثلها في كل العالم، لذا فالفيلم يُعد انتصاراً للمرأة».

وتعترف نسرين بأن كل دور تؤديه يحمل جانباً من شخصيتها، وترى أن رحلة «تودا» تتلامس مع رحلتها لا سيما في معاناتها الداخلية بوصفها فنانة حتى تحقق ذاتها، لافتة إلى أن «تودا» تحوّلت لصديقة فقد بقيت معها وقتاً طويلاً فقد ظللنا نصور على مدى عام، كنا نتوقف ثم نعود لاستكمال التصوير.

ورشح المغرب فيلم «الجميع يحب تودا» ليمثله في منافسات الأوسكار لعام 2025، وعن ذلك تقول نسرين الراضي: «سعيدة جداً لهذا الترشيح وأتمنى أن يجد الفيلم طريقه للفوز بها، وهذه ليست المرة الأولى التي يُرشح فيها أحد أفلامي، فقبل سنوات تم ترشيح فيلم (آدم) للمسابقة نفسها».

جانب من الفيلم (حسابها على إنستغرام)

لا تعترف نسرين بالصدف رغم أنها تؤكد أنها محظوظة بعملها مع مخرجين كبار، مؤكدة: «أستفيد وأتعلم من كل مخرج عملت معه، فلكل منهم طريقة وأسلوب مختلف. وأنا لا أعترف بالصدف بل أهتم بانتقاء الشخصيات التي أؤديها، وكل شخصية تأخذني من مكانة لأخرى لأنني مؤمنة بأهمية أن يخطط الفنان لمسيرته ولا يتركها للصدف».

كانت نسرين الراضي قد تُوجت قبل 5 سنوات في مهرجان الجونة بجائزة الفنان المصري العالمي مينا مسعود للمواهب الشابة عن دورها في فيلم «مريم» الذي أدت فيه دور امرأة تواجه مجتمعها بطفل غير شرعي، وقد أشاد مسعود بأدائها للشخصية التي تقول عنها: «كان لهذه الجائزة وقعها عليّ فقد شجعتني كثيراً».

وتعترف نسرين الراضي بحبها للشخصيات الصعبة، مؤكدة أنها تتعب فيها لكنها تشعر بحلاوة التمثيل وتجد فيه تحدياً لها بوصفها ممثلة، وتضيف: «الهدف عندي أن أؤدي شخصيات أشعر بالفخر بها».

وأحبت نسرين السينما من خلال الأفلام المصرية مثلما تؤكد: «كنت أشاهد الأفلام المصرية (الأبيض وأسود) منذ طفولتي مع والدتي، وقد تأثرت بها، لكنني أحب بشكل خاص سينما المخرج يوسف شاهين».

وعن السينما المغربية تقول: «أشعر بالفخر لما تحققه السينما المغربية، لكن ما زال الطريق طويلاً، فالإنتاج يظل قليلاً حتى الآن».