من المعروف أن تدخين السجائر يزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسكري، وانتفاخ الرئة، والتهاب الشعب الهوائية، وأنواع عديدة من السرطان.
وقد أكدت دراسة جديدة أن التدخين يزيد أيضاً من خطر الإصابة بالأمراض العقلية بأكثر من الضعف.
ووفقاً لصحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فقد قام فريق من الباحثين الدنماركيين بالنظر في البيانات الصحية والوراثية لأكثر من نصف مليون شخص، والمسجلة في البنك الحيوي في المملكة المتحدة «بيوبانك».
ولجعل تحليل البيانات أكثر قوة، أخذ الباحثون في الاعتبار التوقيت الذي بدأ فيه الناس بالتدخين.
ووجد الباحثون أن التدخين يزيد من فرص الإصابة ببعض الأمراض العقلية، مثل الاكتئاب، والاضطراب ثنائي القطب، والفصام، وذلك بنسبة 250 في المائة.
وقال الدكتور دوج سبيد، عالم الوراثة الإحصائية في مركز علم الوراثة الكمي وعلم الجينوم بجامعة آرهوس، الذي قاد فريق الدراسة، في بيان له: «الأرقام تتحدث عن نفسها، فالتدخين يسبب مرضاً عقلياً».
وأضاف سبيد: «في المتوسط، بدأ الأشخاص في مجموعة البيانات بالتدخين في سن 17 عاماً، في حين تم إدخال نسبة كبيرة منهم إلى المستشفى؛ بسبب اضطراب عقلي بعد سن الثلاثين».
وكشف سبيد وزملاؤه أيضاً عن وجود صلة بين العوامل الوراثية والميل إلى التدخين، حيث وجدوا أن الجينات تلعب دوراً في تحول الشخص إلى مدخن.
لكن الفريق لم يستطع تحديد العلاقة السببية بين التدخين والإصابة بالأمراض العقلية.
وقال سبيد: «ما زلنا بحاجة إلى العثور على الآلية البيولوجية التي تربط بين التدخين والاضطرابات العقلية. لكن إحدى النظريات التي نفكر بها هي أن النيكوتين يمنع امتصاص الناقل العصبي السيروتونين في الدماغ، ونحن نعلم أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب لا ينتجون ما يكفي من السيروتونين».
ولفت سبيد إلى أن هناك تفسيراً آخر لهذه العلاقة، وهو أن التدخين يسبب التهاباً في الدماغ، والذي يمكن أن يؤدي، على المدى الطويل، إلى تلف أجزاء من الدماغ، ويؤدي إلى اضطرابات عقلية مختلفة.
لكنه أكد الحاجة لمزيد من البحث للتعرف على السبب الحقيقي.