الحوثيون يقلصون نسبة الحصص الدراسية إلى 25 %

بعد فشل القمع والتهديد في كسر إضراب المعلمين

إضراب المعلمين يربك الحوثيين مع دخوله الأسبوع الرابع (فيسبوك)
إضراب المعلمين يربك الحوثيين مع دخوله الأسبوع الرابع (فيسبوك)
TT

الحوثيون يقلصون نسبة الحصص الدراسية إلى 25 %

إضراب المعلمين يربك الحوثيين مع دخوله الأسبوع الرابع (فيسبوك)
إضراب المعلمين يربك الحوثيين مع دخوله الأسبوع الرابع (فيسبوك)

مع دخول إضراب المعلمين والمعلمات اليمنيين في مناطق سيطرة جماعة الحوثي الانقلابية أسبوعه الرابع، وفشل حملة الاعتقالات والتهديدات للمضربين، كشف نادي المعلمين والمعلمات عن لجوء الجماعة إلى تقليص الحصص الدراسية إلى الربع، ومقايضة المعلمين على العودة إلى العمل ليومين فقط في الأسبوع مقابل حصولهم على مكافأة شهرية، والتخلي عن مطالبهم بصرف رواتبهم المقطوعة منذ 7 سنوات.

اللجنة التحضيرية لنادي المعلمين والمعلمات ذكرت في بلاغ جديد أن وزارة التربية والتعليم في حكومة الانقلاب التي يقودها يحيى الحوثي شقيق زعيم الجماعة أمرت بخفض الحصص الدراسية إلى نحو الربع.

واتهم النادي الجماعة بالتنصل من مسؤولياتها في حل مشكلة رواتب المعلمين، وقال إنها لجأت لهذه الخطوة في محاولة لإنهاء الإضراب الواسع الذي دخل أسبوعه الرابع، حيث أوكلت إلى مكاتبها في المحافظات العمل وفق ما سمته «جدول الطوارئ» بهدف كسر الإضراب، وحذر النادي من أن هذه الخطوة «تنذر بكارثة تعليمية كبرى للطلاب في المدارس العامة».

ارتفاع كبير في نسبة التسرب من مراحل التعليم في عهد الحوثيين (فيسبوك)

ومع تأكيد النادي أن هذه الخطوة ستعزز وتؤكد استمرار الإضراب الكامل والشامل طوال العام، بيَّن أن المقصود بجدول الطوارئ هو أن يقوم مديرو المدارس بتقليص نصاب كل المواد الدراسية طوال الأسبوع، ومن ثم يخيَّر المعلم بالحضور يوماً أو يومين في الأسبوع، وتدريس 5 حصص في الأسبوع بدلاً من 20 حصة، مقابل الحصول على حافز شهري من صندوق المعلم بواقع 50 دولاراً، والتخلي عن مطلب المعلمين بالحصول على رواتبهم الشهرية والمقطوعة منذ نهاية عام 2016.

وحذر النادي من أن هذه الخطوة ستؤدي إلى القضاء على التعليم العام؛ لأن الطالب على سبيل المثال بدل أن يدرس 16 حصة فيزياء في الشهر سيدرس 4 حصص فقط، وأكد أن الغالبية العظمى من المعلمين والمعلمات رفضوا هذا العرض إلا أن مكاتب وزارة التربية والتعليم الخاضعة للحوثيين رأت فيه حلاً مناسباً لكسر الإضراب دون أن تلقي بالاً لضياع المستوى العلمي في المدارس العامة، وضياع العام الدراسي.

تقليص الحصص الدراسية من قبل الحوثيين ينذر بكارثة في المدارس العامة (نادي المعلمين)

ووفق ما أورده نادي المعلمين فإن ما يسمى جدول الطوارئ عملت به أكثر المدارس الحكومية خلال السنوات السبع الماضية، ومنذ قطع المرتبات تسبب في ضياع التعليم في المدارس العامة، وتسرب الطلاب والطالبات منها، وبيَّن أن المدرسة العامة التي كان عدد طلابها 5000 طالب لم يعد فيها غير 1000 فقط، وأن المدرسة التي كان عدد طالباتها 2000 طالبة لم يعد بها غير 500 طالبة، وأكد أنه في كل عام يتناقص عدد الطلاب في مراحل التعليم العام، وأنه سيأتي عام آخر وقد أصبحت هذه المدارس خاوية على عروشها.

وجدد النادي تأكيد أن الواجب يقتضي من سلطة الانقلاب تسليم الرواتب، وإعادة هيبة التعليم العام ومكانته، وإلغاء جدول الطوارئ. وطالب مما يسمى «مجلس النواب» الخاضع للحوثيين بإجراء تحقيق عاجل في الخطوة التي أقدمت عليها حكومة الانقلاب، وإنزال لجان للمدارس الثانوية الكبيرة للتأكد من حجم الكارثة التي يتعرض لها التعليم العام.

الحل تسليم الرواتب

النادي في بيانه جزم أنه لن يكون هناك إنقاذ للعملية التعليمية إلا بتسليم الرواتب شهرياً وكاملة، ودون انقطاع، وقال إنه بغير ذلك لن يعود المعلمون والمعلمات للعمل بمدارسهم بالجدول الطبيعي، وبنصاب الحصص الحقيقي.

وإذ تبرأ النادي من تبعات الخطوة التي أقدمت عليها حكومة الانقلاب، أكد «أن الإضراب دخل أسبوعه الرابع أقوى من السابق»، مع انضمام قطاعات تربوية جديدة للإضراب كالموجهين، والإداريين، ونواب المديرين، ومعاهد المعلمين، وقطاع محو الأمية وتعليم الكبار.

معلم متطوع يعطي دروساً للتلاميذ في مدرسة من القش في محافظة حجة اليمنية (أ.ف.ب)

واشتكى نادي المعلمين اليمنيين من التهديدات التي يتعرض لها المضربون وحبس بعضهم وإرغامهم على تحرير تعهدات بعدم المطالبة برواتبهم، وذكر أن الحوثيين يرهبون المضربين عن طريق تهديد أقاربهم «في سابقة لم تحدث في التاريخ».

ووفق النادي، فإن لديه قائمة تضم أرقام الهواتف التي صدرت منها التهديدات لأقارب المعلمين المضربين، وأسماء الذين أطلقوا تلك التهديدات من المسؤولين، واحتفظ بالحق القانوني لكل منتسبيه الذين تعرضوا للتهديد أو جرى إيقافهم.


مقالات ذات صلة

أميركا تخسر أولى مقاتلاتها منذ بدء ضرباتها ضد الحوثيين

العالم العربي مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

أميركا تخسر أولى مقاتلاتها منذ بدء ضرباتها ضد الحوثيين

أعلن الجيش الأميركي تدمير منشأة للصواريخ ومنشأة للقيادة والسيطرة في صنعاء قبل أن يؤكد تحطم أولى مقاتلاته بالخطأ منذ بدء ضرباته الجوية لإضعاف قدرات الحوثيين

علي ربيع (عدن)
الاقتصاد مجلس الأعمال السعودي - اليمني يعقد اجتماعه في مكة المكرمة ويعلن عن مبادرات استراتيجية (الشرق الأوسط)

تأسيس 3 شركات سعودية - يمنية للطاقة والاتصالات والمعارض لدعم إعادة إعمار اليمن

أعلن مجلس الأعمال السعودي - اليمني التابع لاتحاد الغرف السعودية عن إطلاق 6 مبادرات نوعية لتعزيز التبادل التجاري وتأسيس 3 شركات استراتيجية.

أسماء الغابري (جدة)
العالم العربي جهاز مخابرات الحوثيين اعتقل عشرات الموظفين الأمميين وعمال المنظمات الدولية والمحلية (إعلام حوثي)

تقرير دولي يتهم مخابرات الحوثيين بالسيطرة على المساعدات الإنسانية

اتهم تقرير دولي حديث مخابرات الحوثيين بالسيطرة طوال السنوات الماضية على المساعدات الإنسانية وتوجيهها لخدمة الجماعة الانقلابية وتعطيل المشاريع الإغاثية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أفراد من خدمة الإسعاف الإسرائيلي يشاهدون مكان انفجار صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز) play-circle 00:37

صواريخ الحوثيين تزداد خطراً على إسرائيل بعد إصابة 23 شخصاً

باتت صواريخ الحوثيين المدعومين من إيران أكثر خطورة على إسرائيل، بعد إصابة نحو 23 شخصاً في تل أبيب، السبت، جراء انفجار صاروخ تبنت إطلاقه الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي جانب من تجمع مسلَّحات حوثيات أثناء حملة تبرع للجبهات أطلقتها الجماعة في صنعاء (إكس)

«زينبيات» الحوثيين يُرغِمن يمنيات على فعاليات تعبوية وأنشطة لصالح «المجهود الحربي»

أرغمت الجماعة الحوثية أخيراً مئات النساء والفتيات اليمنيات في 4 محافظات، على حضور فعاليات تعبوية ذات صبغة طائفية، والتبرع بالأموال لدعم الجبهات.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

أميركا تخسر أولى مقاتلاتها منذ بدء ضرباتها ضد الحوثيين

حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري إس ترومان» مشاركة في مهمة ضرب القدرات الحوثية (أ.ب)
حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري إس ترومان» مشاركة في مهمة ضرب القدرات الحوثية (أ.ب)
TT

أميركا تخسر أولى مقاتلاتها منذ بدء ضرباتها ضد الحوثيين

حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري إس ترومان» مشاركة في مهمة ضرب القدرات الحوثية (أ.ب)
حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري إس ترومان» مشاركة في مهمة ضرب القدرات الحوثية (أ.ب)

استمراراً للحملة التي يقودها منذ قرابة عام للحد من قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن، أعلن الجيش الأميركي تدمير منشأة للصواريخ ومنشأة أخرى للقيادة والسيطرة في صنعاء، ليل السبت - الأحد، قبل أن يؤكد تحطم أولى مقاتلاته منذ بدء الحملة، بنيران صديقة ونجاة الطيارين.

وتشن الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، إلى جانب الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مساندة الفلسطينيين في غزة، وهي السردية التي تصفها الحكومة اليمنية بالمضللة.

وأفاد سكان صنعاء، حيث العاصمة اليمنية المختطفة، بدوي انفجارات ضخمة جراء الغارات التي ضربت منطقة عطان التي يعتقد أنها لا تزال تضم مستودعات للصواريخ الحوثية، وكذا معسكر الحفا الواقع بالقرب من جبل نقم شرق المدينة.

وأقرت الجماعة الحوثية بتلقي الضربات في صنعاء، وبتلقي غارة أخرى ضربت موقعاً في جبل الجدع التابع لمديرية الحديدة شمال محافظة الحديدة الساحلية، دون الحديث عن آثار هذه الضربات.

ومع وجود تكهنات باستهداف عناصر حوثيين في منشأة السيطرة والتحكم التي قصفتها واشنطن في صنعاء، أفادت القيادة المركزية الأميركية بأن قواتها نفذت غارات جوية وصفتها بـ«الدقيقة» ضد منشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة قيادة وسيطرة تديرها جماعة الحوثيين المدعومة من إيران في صنعاء.

وأوضح البيان الأميركي أن القوات نفذت ضرباتها في صنعاء بهدف تعطيل وتقليص عمليات الحوثيين، مثل الهجمات ضد السفن الحربية والسفن التجارية التابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.

إسقاط صاروخ ومسيّرات

خلال العملية نفسها، قالت القيادة المركزية الأميركية إن قواتها أسقطت كثيراً من الطائرات الحوثية من دون طيار الهجومية أحادية الاتجاه وصاروخ كروز المضاد للسفن فوق البحر الأحمر، وأشارت إلى أن العملية شاركت فيها قوات جوية وبحرية، بما في ذلك طائرات من طراز «إف 18».

وتعكس الضربة - بحسب البيان - التزام القيادة المركزية الأميركية المستمر بحماية أفراد الولايات المتحدة وقوات التحالف والشركاء الإقليميين والشحن الدولي.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وفي وقت لاحق، قالت القيادة المركزية الأميركية في بيان نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه تم إسقاط إحدى مقاتلاتها من طراز «إف 18» فوق البحر الأحمر، صباح الأحد (بتوقيت اليمن)، عن طريق الخطأ، ما أجبر طياريها على القفز بالمظلة.

في غضون ذلك زعم الحوثيون أنهم أفشلوا الهجوم الأميركي واستهدفوا حاملة الطائرات «يو إس إس هاري إس ترومان» وعدداً من المدمرات التابعة لها باستخدام 8 صواريخ مجنحة و17 طائرة مسيّرة. وبحسب ادعاء المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أسفرت العملية عن إسقاط طائرة «إف 18» أثناء محاولة المدمرات التصدي للمسيّرات والصواريخ، كما زعم المتحدث الحوثي أن حاملة الطائرات «يو إس إس هاري إس ترومان» انسحبت بعد استهدافها من موقعها السابق نحو شمال البحر الأحمر، بعد تعرضها لأكثر من هجوم من قبل القوة الصاروخية والقوات البحرية وسلاح الجو المسيّر التابع للجماعة.

وإذ تعد هذه أولى مقاتلة تخسرها الولايات المتحدة منذ بدء غاراتها على الحوثيين في 12 يناير (كانون الثاني) 2024، أكدت القيادة المركزية أنه تم إنقاذ الطيارين الاثنين، وأصيب أحدهما بجروح طفيفة بعد «حالة إطلاق نيران صديقة على ما يبدو»، ولا يزال ذلك قيد التحقيق.

سفينة مدمرة في موقع ضربته القوات الإسرائيلية بميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون (أ.ف.ب)

وذكر البيان أن الطائرة المقاتلة من طراز «إف إيه 18 هورنت» كانت تحلق فوق حاملة الطائرات «هاري إس ترومان»، وأن إحدى السفن المرافقة لحاملة الطائرات، وهي الطراد الصاروخي جيتيسبيرغ، أطلقت النار عن طريق الخطأ على الطائرة وأصابتها.

وكانت واشنطن أنشأت ما سمته تحالف «حارس الازدهار» في ديسمبر (كانون الأول) 2023 للتصدي لهجمات الحوثيين البحرية، وإضعاف قدراتهم على مهاجمة السفن، لكن ذلك لم يحل دون إيقاف هذه الهجمات التي ظلت في التصاعد، وأدت إلى إصابة عشرات السفن وغرق اثنتين وقرصنة ثالثة، إلى جانب مقتل 3 بحارة.

ومع تصاعد الهجمات الحوثية باتجاه إسرائيل، وكان آخرها صاروخ انفجر في تل أبيب، وأدى إلى إصابة 23 شخصاً، يتخوف اليمنيون من ردود انتقامية أكثر قسوة من الضربات السابقة التي كانت استهدفت مواني الحديدة ثلاث مرات، وفي المرة الثالثة (الخميس الماضي) استهدفت إلى جانب المواني محطتي كهرباء في صنعاء.

وفي أحدث خطبه، الخميس الماضي، قال زعيم الحوثيين إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1147 صاروخاً باليستياً ومجنَّحاً وطائرة مسيَّرة، فضلاً عن الزوارق المسيّرة المفخخة.

كما تبنى الحوثي مهاجمة 211 سفينة مرتبطة بمن وصفهم بـ«الأعداء»، وقال إن عمليات جماعته أدّت إلى منع الملاحة البحرية لإسرائيل في البحر الأحمر، وباب المندب، والبحر العربي، وعطّلت ميناء إيلات.