6 إخفاقات للجيش الإسرائيلي في حادث الحدود مع مصر

التحقيقات الأولية تطرح علامات استفهام كبيرة حول قدراته القتالية الحقيقية

جنود إسرائيليون يؤمنون بوابة تؤدي إلى قاعدة عسكرية جنوب إسرائيل (أ.ب)
جنود إسرائيليون يؤمنون بوابة تؤدي إلى قاعدة عسكرية جنوب إسرائيل (أ.ب)
TT
20

6 إخفاقات للجيش الإسرائيلي في حادث الحدود مع مصر

جنود إسرائيليون يؤمنون بوابة تؤدي إلى قاعدة عسكرية جنوب إسرائيل (أ.ب)
جنود إسرائيليون يؤمنون بوابة تؤدي إلى قاعدة عسكرية جنوب إسرائيل (أ.ب)

تحدثت النتائج الأولية للتحقيقات التي نشرتها جهات إسرائيلية، اليوم (الأحد)، حول الحادث الذي انتهى بمقتل 3 جنود إسرائيليين وشرطي مصري بتبادل لإطلاق النار، على الحدود مع مصر يوم السبت، عن تورط الجيش الإسرائيلي في مسلسل من الإخفاقات التي تضع علامات استفهام كبيرة حول قدراته الحربية الحقيقية.

وفي حين تقول مصر إن تبادل النار تم فيما كان الشرطي يطارد مهربي مخدرات، تحدثت المصادر الإسرائيلية عن «هجوم». وزعمت التحقيقات الأولية، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن الشرطي المصري «جاء جاهزاً لعملية قتالية طويلة»، وكانت لديه «خطة مدروسة جيداً، وعرف المنطقة جيداً بحكم عمله حارساً للحدود».

وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية في التسريبات التي نشرتها عن التحقيقات إلى أن الشرطي «يعرف بالضبط مكان وجود المقاتلين اللذين أطلق عليهما الرصاص في بداية المسار، حتى إنه أعد مخبأ لنفسه للتخفي داخل الأراضي الإسرائيلية والبقاء فيها مدة أطول، مستقراً على عمق كيلومتر ونصف شرق السياج، ووضع علامة على كومة من الصخور، مستعيناً بالتضاريس الجبلية للمنطقة الحدودية التي تضم العديد من المنحنيات والمرتفعات الصخرية».

ولفتت إلى أن الشرطي دخل الحدود الإسرائيلية، عبر بوابة معبر الطوارئ المخصص لمرور القوات الإسرائيلية أو المصرية عند الحاجة، وقطع الأصفاد الموضوعة على البوابة بسكين.

نشوة عملية المخدرات

وتفيد الرواية الإسرائيلية التي تضمنتها التحقيقات الأولية، بأن عملية تهريب مخدرات كبرى أجهضت في الثالثة من فجر السبت، «وغادر الجنود المكان منتشين». واتهمت الشرطي المصري بأنه «استغل غيابهم، ودخل إلى الجهة الإسرائيلية في ساعات الصباح الباكر، عبر البوابة المذكورة. وتتبع خطوات جنديين إسرائيليين يجلسان في برج مراقبة، وقام بقتلهما. وبعد ذلك، راح يمشي في عمق الأراضي الإسرائيلية في النقب الصحراوي، طيلة مسافة 1500 متر. وهناك أعد لنفسه موقع اختباء ونصب كميناً للقوات الإسرائيلية التي كان يتوقع أن تقتفي أثره. وعندما وصلت القوات بسيارة مصفحة ونزل الجنود، أطلق الرصاص عليهم فقتل أحدهم وأصاب اثنين آخرين، قبل أن تتقدم قوة كبيرة وتقتله».

جندي إسرائيلي بالقرب من موقع الحادث الأمني قرب الحدود الجنوبية مع مصر (رويترز)
جندي إسرائيلي بالقرب من موقع الحادث الأمني قرب الحدود الجنوبية مع مصر (رويترز)

تحقيق مشترك

وحسب مصادر أمنية، في تل أبيب، وصل مسؤول مصري رفيع المستوى إلى مكان الحادث والتقى مسؤولين رفيعي المستوى في الجيش الإسرائيلي. وقالت الإذاعة الرسمية الإسرائيلية «كان»، الأحد، إن المسؤول المصري تكلم مع قائد «الفرقة 80» العميد يتسحاك كوهين، وقائد المنطقة الجنوبية اللواء اليعازر توليدانو، في إطار التحقيق المشترك الذي يجريه الجيش الإسرائيلي والجيش المصري في عملية التسلل، وحصل منهم على النتائج الأولية للتحقيق الإسرائيلي.

وأكد المتحدث الإسرائيلي، أن الجهات الأمنية في البلدين اتخذت قراراً واضحاً وحازماً بإجراء تحقيق مشترك، لكشف تفاصيل أعمق وأشمل، بغية ضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث غير المعتاد، لا سيما على ضوء معاهدة السلام بين الدولتين والتنسيق المثبت من الجانبين.

الإعلام والأخطاء الستة

وفي الوقت ذاته، نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، مقالات وتحليلات تنتقد فيها الجيش الإسرائيلي على مسلسل من الأخطاء والإخفاقات التي قادت إلى هذا الحادث. أولها، حالة الانتشاء التي أصابت الجنود بعد إحباطهم عملية تهريب المخدرات، وثانياً عدم مراقبة الحدود بشكل جدي بعد العملية، وثالثاً تمكن الشرطي من دخول إسرائيل من دون أن يكتشفه أحد.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء انعقاد اجتماع لمجلس الوزراء في مكتبه الأحد (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء انعقاد اجتماع لمجلس الوزراء في مكتبه الأحد (إ.ب.أ)

أما رابع الأخطاء، فهو عدم اتصال القادة بالجنديين الإسرائيليين إلا بعد أربع ساعات، وخامساً تأخر وصول طائرات مروحية عسكرية إلى المكان (وصلت بعد انتهاء الحادث)، وسادساً الاشتباك الفاشل الأول مع الشرطي؛ إذ إنه تمكن من قتل الجنديين، ثم الاشتباك الثاني الذي تمكن فيه من قتل أحد الجنود المهاجمين قبل أن يتم قتله.

إزاء هذه التساؤلات الاستنكارية وعد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، بإجراء تقييم للموقف بعد انتهاء التحقيق والإفادة من التجربة لمنع الوقوع في أخطاء شبيهة في المستقبل.

وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد ظهر الأحد اجتماعاً لمجلس الوزراء السياسي والأمني (الكابنيت)، للبحث في التطورات الأمنية على خلفية الهجوم الغامض والخطير.


مقالات ذات صلة

مقتل 18 بقصف إسرائيلي على منزل في جباليا شمال قطاع غزة

المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على مخيم جباليا شمال قطاع غزة (رويترز) play-circle

مقتل 18 بقصف إسرائيلي على منزل في جباليا شمال قطاع غزة

أفادت قناة تلفزيون «الأقصى»، الخميس، بمقتل 18 شخصاً في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً يؤوي نازحين في جباليا البلد شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث في اجتماع لمجلس الوزراء الأمني (أرشيفية - د.ب.أ)

تكثيف الضربات وتأجيل الاجتياح... خطة إسرائيل لمواصلة الضغط بغزة

وضع الجيش الإسرائيلي 4 سيناريوهات للحسم العسكري بقطاع غزة، تتضمن تأجيل الاجتياح البري والاكتفاء بتكثيف الضربات العسكرية، حسبما ذكرت وسائل إعلام عبرية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية إيال زامير خلال زيارة لقواته في قطاع غزة (الجيش الإسرائيلي)

رئيس الأركان الإسرائيلي يهدد بـ«توسيع» الهجوم على غزة

هدد رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية إيال زامير بـ«توسيع» الهجوم على قطاع غزة، في حال لم يتم إحراز تقدم بشأن الرهائن المحتجزين هناك.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري فلسطينيون يحملون جثث أقاربهم المُكفنة الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية على مدرسة بغزة خلال وقت سابق (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «هدنة غزة» بانتظار رد «حماس» على أمل إبرام صفقة جديدة

ترقب يتواصل انتظاراً لموقف نهائي من «حماس» بشأن «الأفكار الجديدة» التي شملتها اجتماعات بالقاهرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي جندي إسرائيلي داخل آلية عسكرية بقطاع غزة وتظهر أمامه دبابة (الجيش الإسرائيلي)

تحقيق للجيش الإسرائيلي يؤكد قتله موظفاً أممياً في غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي أن النتائج الأولية لتحقيقٍ أجراه بشأن مصرع موظف بالأمم المتحدة في وسط قطاع غزة، الشهر الماضي، خلصت إلى مقتله بنيران إحدى دباباته.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

تكثيف الضربات وتأجيل الاجتياح... خطة إسرائيل لمواصلة الضغط بغزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث في اجتماع لمجلس الوزراء الأمني (أرشيفية - د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث في اجتماع لمجلس الوزراء الأمني (أرشيفية - د.ب.أ)
TT
20

تكثيف الضربات وتأجيل الاجتياح... خطة إسرائيل لمواصلة الضغط بغزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث في اجتماع لمجلس الوزراء الأمني (أرشيفية - د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث في اجتماع لمجلس الوزراء الأمني (أرشيفية - د.ب.أ)

«سيناريوهات أربعة» وضعها الجيش الإسرائيلي للحسم العسكري بقطاع غزة، تتضمن تأجيل الاجتياح البري، والاكتفاء بتكثيف الضربات العسكرية، وفي الوقت نفسه رسم خطة تضمن تنظيم دخول المساعدات إلى القطاع مستقبلاً لوقف الضغوط الدولية على الحكومة، حسبما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.

أول هذه السيناريوهات، حسبما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، هو التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم مقابل الإفراج عن جميع الأسرى. وأوضحت الصحيفة أن هذا سيناريو «غير محبَّذ»، لأنه يتماشى مع شروط «حماس»، ويعد بمثابة «نصر معنوي» لها، ويستوجب انسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل من القطاع مع ضمانات بعدم تجدد القتال.

ويرى الجيش أن هذا السيناريو محفوف بالمخاطر السياسية والأمنية، ويشجع على تكرار عمليات مشابهة لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ويتمثل السيناريو الثاني في تنفيذ صفقات تبادل متدرجة على مراحل، يتخللها وقف مؤقت لإطلاق النار، على مدى أسابيع أو أشهر، على أن تُستخدم هذه الفترة لوضع تصور لـ«اليوم التالي» لانتهاء الحرب في غزة.

ورغم أن هذا السيناريو «مفضل» لدى صناع القرار في إسرائيل، فإن «حماس» ترفضه بشدة، وتصر على ضمانات لإنهاء الحرب على غزة بموجب أي صفقة، وكذلك الانسحاب الشامل لقوات الجيش الإسرائيلي من القطاع.

أما السيناريو الثالث فيقوم على خيار «الحسم العسكري الكامل» من خلال تعبئة واسعة لقوات الاحتياط وشن هجوم بري واسع النطاق تشارك فيه عدة فرق عسكرية للسيطرة على معظم مناطق القطاع، وتطويق مراكز التجمع السكاني، وتدمير شبكات الأنفاق، ومرافق الفصائل المسلحة.

جنود إسرائيليون في قطاع غزة (أرشيفية - رويترز)
جنود إسرائيليون في قطاع غزة (أرشيفية - رويترز)

وتُدرك القيادات العسكرية الإسرائيلية، وفقاً للصحيفة، أن هذا الخيار محفوف بتحديات عملياتية وسياسية، وقد يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الجنود، فضلاً عن تعريض حياة الأسرى للخطر، إلى جانب تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن إدارة الشؤون المدنية في غزة، وما قد يترتب على ذلك من تداعيات دولية وقانونية.

ويتمثل السيناريو الرابع، الذي تُشير التقديرات الأمنية إلى أنه الخيار الأقرب، في الاستمرار بالنهج الحالي، عبر تصعيد تدريجي في العمليات العسكرية، مع إدخال محدود ومنضبط للمساعدات الإنسانية إلى مناطق محددة تحت رقابة صارمة.

ويهدف هذا السيناريو إلى زيادة الضغط على «حماس» من جهة، ودفع الغزيين إلى ممارسة ضغط داخلي على الحركة لإجبارها على القبول بصفقة تبادل أو تفكيك بنيتها العسكرية من جهة أخرى.

وتؤكد التقديرات أن الجيش الإسرائيلي يُفضل إبقاء توزيع المساعدات بيد جهات خارجية أو منظمات دولية، أو شركة أميركية يجري التعاقد معها، وذلك تحت إشراف الجيش، ولكن ليس تحت مسؤوليته المباشرة، لتفادي استنزاف قواته المنتشرة ميدانياً أو تعريضها لمخاطر أمنية وميدانية.

خطط بديلة

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل إعداد خطط بديلة تحسباً لاحتمال اضطراره إلى الإشراف بنفسه على توزيع المساعدات إذا ما فشلت الجهات الدولية في ذلك، لكنه يفضل تفادي هذا السيناريو قدر الإمكان.

وذكرت أن رئيس أركان الجيش، إيال زامير، أجرى سلسلة اجتماعات خلال الأسابيع الماضية، منذ تسلمه مهامه، أفضت إلى بلورة تقييم محدَّث للوضع، بمصادقة وزير الأمن، يسرائيل كاتس.

ويأخذ هذا التقييم بعين الاعتبار القيود السياسية والعسكرية على إسرائيل في الظروف الراهنة، ويهدف إلى تصور خيارات عملياتية يطرحها الجيش على مجلس الوزراء الأمني المصغر (الكابينت).

وتُشير الصحيفة إلى أن الجيش أعدّ 3 خطط عملياتية رئيسية، واحدة منها فقط تتطلب تعبئة واسعة لقوات الاحتياط.

ومن المقرر أن يعقد «الكابينت» جلسة مساء الخميس.

جدل المساعدات الإنسانية

من جانب آخر، انتقد وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، في بيان صدر عنه مساء الأربعاء خلال وجوده في الولايات المتحدة، جدلاً شهدته جلسة «الكابينت» في اليوم السابق حول مسألة إدخال المساعدات الإنسانية لغزة، ووصفه بأنه «عبثي»، رافضاً إدخال أي مساعدات.

وقال: «أرى أن النقاش حول من يجب أن يُدخل المساعدات الإنسانية -الجيش أم جهة خارجية- هو نقاش سخيف! لا ينبغي إدخال أي مساعدات إنسانية إلى غزة. نقطة».

وتابع: «ما دام لنا رهائن لا يتلقون طعاماً، فلا يجوز إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة».

ونقلت صحيفة «معاريف»، الخميس، عن مصادر في «الكابينت» أن وزراء، من بينهم بن غفير ووزير المالية اليميني بتسلئيل سموتريتش، يطالبون بالتحرك الفوري نحو تصعيد عسكري واسع في غزة، في حين يُفضّل نتنياهو منح فرصة إضافية للمسار التفاوضي على أساس المبادرة المصرية.