تسارع الخطوات في «نيوم» السعودية لإنتاج الهيدروجين الأخضر

بدء تشغيل المصنع منتصف العام المقبل

ديفيد إدموندسون الرئيس التنفيذي لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر خلال مؤتمر بمناسبة الإعلان عن الإغلاق المالي مؤخراً (الشرق الأوسط)
ديفيد إدموندسون الرئيس التنفيذي لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر خلال مؤتمر بمناسبة الإعلان عن الإغلاق المالي مؤخراً (الشرق الأوسط)
TT

تسارع الخطوات في «نيوم» السعودية لإنتاج الهيدروجين الأخضر

ديفيد إدموندسون الرئيس التنفيذي لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر خلال مؤتمر بمناسبة الإعلان عن الإغلاق المالي مؤخراً (الشرق الأوسط)
ديفيد إدموندسون الرئيس التنفيذي لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر خلال مؤتمر بمناسبة الإعلان عن الإغلاق المالي مؤخراً (الشرق الأوسط)

تتسارع خطوات «نيوم» السعودية نحو إنتاج الهيدروجين، وذلك ضمن مساعيها لدفع الحلول الخضراء والمستدامة وتحقيق مبادرة الحياد الصفري لانبعاث الكربون بحلول 2060، والذي يأتي بعد الإعلان مؤخراً، عن إتمام مرحلة الإغلاق المالي لمشروع إنشاء أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم باستثمار إجمالي قدره 8.4 مليار دولار من قبل شركة نيوم للهيدروجين الأخضر.

السوق المحلية

وقال ديفيد إدموندسون، الرئيس التنفيذي لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر، إن السوق السعودية وتحديداً «نيوم» ستنتقل إلى اقتصاد يعتمد على هذا المنتج ونقله إلى أميركا وأوروبا وآسيا، عبر شركة «إير برودكتس» التي ستقوم بالشراء على مدى 30 عاماً.

وتابع إدموندسون بعد الإعلان عن إنشاء أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر، أن المسؤولين في «نيوم» يواصلون قيادة التغيير والتحول في هذا المجال، مبيناً أن المنتج سيباع في السوق المحلية لقطاع النقل، سواءً الشاحنات أو الحافلات، كاشفاً في الوقت ذاته عن بدء تشغيل المعمل في منتصف العام المقبل.

وستصدر «نيوم» من خلال المصنع الجديد الهيدروجين الأخضر على نطاق عالمي واسع على شكل أمونيا خضراء بمعدل 1.2 مليون طن سنوياً، وتوفير 300 ألف فرصة عمل مباشرة في المنطقة بحلول 2026.

وستحافظ «نيوم» عبر مبادراتها النظيفة الحفاظ على الكوكب من خلال تفادي ما يصل إلى 5 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون بشكل سنوي.

التمويل الأخضر

وأعلنت الشركة، أخيراً، عن إتمام مرحلة الإغلاق المالي للمشروع الذي سيجري بناؤه في مدينة «أوكساجون»، بعد توقيعها مستندات مالية مع 23 مصرفاً وشركة استثمار محلية وإقليمية ودولية.

وأبرمت الشركة كذلك اتفاقية تنفيذ أعمال الهندسة والمشتريات والبناء مع «إير برودكتس»، بصفتها شركة المقاولات المسؤولة عن تنفيذ هذه الأعمال وضمان تكامل الأنظمة على مستوى المصنع بشكل عام.

وكشفت الشركة كذلك عن اعتماد «إس آند بي غلوبال» للتصنيفات الائتمانية، باعتبارها طرفاً ثانياً مستقلاً يقدّم رأياً موضوعياً، لهيكلية التمويل من دون حقّ الرجوع؛ تأكيداً على التزام هذا المشروع بشروط القروض الخضراء.

وبينت أنّ هذا التمويل هو الأكبر من نوعه في إطار التمويل الأخضر، على أن تقوم شركة «إير برودكتس» بدورها بمنح عقود رئيسية لعدد من الشركاء في مجالي التكنولوجيا والبناء.

الطاقة المتجددة

وأبرمت «نيوم للهيدروجين الأخضر» اتفاقية حصرية لمدة 30 عاماً مع «إير برودكتس» التي ستقوم بشراء كامل الأمونيا الخضراء التي سينتجها المصنع، في خطوة تهدف إلى اغتنام الفرص الاقتصادية المرتبطة بالطاقة المتجددة ضمن مختلف مراحل سلسلة القيمة.

وسينتج مصنع الهيدروجين الضخم، الذي يعتبر شراكة متكافئة لتنفيذ مشروع مشترك بين «أكوا باور» و«إير برودكتس» و«نيوم»، ما يصل إلى 4 غيغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي ستُستخدم بدورها لإنتاج ما يصل إلى 600 طنٍ متري يومياً من الهيدروجين الخالي من الكربون مع نهاية 2026، وذلك على شكل أمونيا خضراء كحلّ فعّال من حيث التكلفة لقطاعي النقل والصناعة على المستوى العالمي.

ومنحت وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية في يناير (كانون الثاني) السابق، رخصة التشغيل الصناعي الأولى لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر، في خطوة تسهم في تمهيد الطريق لمساعي البلاد في إنتاج الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم، في ظلّ ترسيخ مكانتها كدولة رائدة في قطاع الطاقة العالمي.


مقالات ذات صلة

«بوني» الصينية المدعومة من «نيوم» السعودية تسعى لجمع 260 مليون دولار في طرحها بأميركا

الاقتصاد تستهدف «بوني» تقييماً يصل إلى 4.55 مليار دولار في طرحها العام الأولي (موقع الشركة)

«بوني» الصينية المدعومة من «نيوم» السعودية تسعى لجمع 260 مليون دولار في طرحها بأميركا

قالت شركة «بوني إيه آي»، الأربعاء، إنها تستهدف تقييماً يصل إلى 4.55 مليار دولار في طرحها العام الأولي الموسع في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
رياضة سعودية البطولة اختتمت بمشاركة 93 من أفضل المتسلقين من 31 دولة (الشرق الأوسط)

93 لاعباً يشعلون منافسات «نيوم ماسترز» لرياضة التسلق

اختتمت الأربعاء فعاليات بطولة «نيوم ماسترز لرياضة التسلق»، بمشاركة 93 لاعباً من أفضل المتسلقين من 31 دولة، في أجواء استثنائية شهدتها قرية نيوم الجبلية في جدة.

«الشرق الأوسط» (نيوم)
الاقتصاد المهندس أيمن المديفر

تعيين أيمن المديفر رئيساً تنفيذياً مكلفاً لـ«نيوم»

أعلن مجلس إدارة شركة «نيوم» تعيين المهندس أيمن المديفر رئيساً تنفيذياً مكلفاً للشركة، وذلك بعد مغادرة نظمي النصر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد تصميم يُظهر جانباً من مشروع «ذا لاين» في مدينة «نيوم» السعودية (الشرق الأوسط)

«نيوم» السعودية تعيّن 3 شركاء عالميين لإنجاز المرحلة الأولى من «ذا لاين»

أعلنت «نيوم»، الاثنين، تعيين 3 شركاء عالميين رائدين لتسليم المخطط الأساسي والتصاميم والأعمال الهندسية الخاصة بالمرحلة الأولى من مدينة «ذا لاين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية جانب من تتويج «الزلاق» البحريني للسيدات (نيوم)

«ألعاب نيوم الشاطئية»: الجماهير تشعل منافسات «الجولة العالمية - 3×3 لكرة السلة»

شهدت «بطولة نيوم للألعاب الشاطئية» ختام فعاليات «الجولة العالمية 3x3 لكرة السلة - نيوم 2024»، بتتويج فريق ميامي بلقب الرجال، وفريق الزلاق البحريني بلقب السيدات.

عبد الله المعيوف (نيوم (غرب السعودية))

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.