اتهامات لـ«الحرس الثوري» الإيراني بإسقاط الطائرة الأوكرانية عمداً

والد ضحيتين يتحدث بعد شهر من صدور الحكم

موقع تحطم الطائرة الأوكرانية (أ.ف.ب)
موقع تحطم الطائرة الأوكرانية (أ.ف.ب)
TT

اتهامات لـ«الحرس الثوري» الإيراني بإسقاط الطائرة الأوكرانية عمداً

موقع تحطم الطائرة الأوكرانية (أ.ف.ب)
موقع تحطم الطائرة الأوكرانية (أ.ف.ب)

قال والد ضحيتين من ضحايا الطائرة الأوكرانية التي أسقطها «الحرس الثوري» قرب طهران قبل عامين، إن «هناك أدلة تثبت أن استهداف الطائرة كان متعمداً»، مضيفاً أن «المتهم الأول قد يجري الإفراج عنه دون علم أسر الضحايا».

كلام محسن أسدي لاري، والد الضحيتين، جاء في مقابلة مع موقع «مرصد إيران» بعد شهر من إصدار إيران أحكاماً ضد المتهمين في قضية الطائرة الأوكرانية.

وقال أسدي لاري: «حسب القانون، يمكن لأي سجين أن يكون حراً بشروط، في حال قضى ثلث مدة حكمه. وعلى هذا الأساس، يمكن للسيد مهدي خسروي الذي أطلق صاروخين ضد طائرة مدنية وقتل 176 راكباً، بينهم 27 طفلاً، وجنين واحد، أن يُفرج عنه بشروط، حسب القانون».

والدا الضحيتين زينب ومحمد أسدي لاري (إيران إنترنشيونال)

وكانت المحكمة العسكرية بطهران قد أصدرت قبل شهر حكمها بخصوص الطائرة الأوكرانية، أدانت فيه المتهم الأول، بالسجن 3 سنوات، بتهمة «القتل شبه العمد لركاب الطائرة». كما أدين هذا المتهم الذي عرفته وسائل الإعلام الإيرانية بأنه قائد مضادات «تور إم وان»، وحكم عليه «بالسجن لمدة أقصاها 10 سنوات بسبب عدم تنفيذ الأوامر وما ترتب على ذلك من آثار ونتائج».

وفي قضية الطائرة الأوكرانية، حكمت المحكمة العسكرية أيضًا على عدد من العسكريين الآخرين بالسجن لعدة سنوات.

ولكن محسن أسدي لاري، أكد أن مهدي خسروي استهدف الطائرة متعمداً، وقال إن أحد عيوب القضية هو تكييفها بـ«القتل غير العمد». وأضاف: «قدمنا أدلة من أقوال المتهمين ومن الوثائق الأخرى المتوافرة، والقضاة على علم بها، وقلنا إن هذه الوثائق تثبت أن استهداف الطائرة كان متعمداً».

وقارن والد زينب ومحمد اللذين قُتلا في إسقاط الطائرة الأوكرانية، بين هذه القضية وقضية المحتجين المحكوم عليهم بالإعدام، وقال: «انظروا. إنهم يعدمون شاباً بريئاً قام بإحراق النفايات، وأغلق الطرق، ولكن الشخص الذي قتل 176 شخصاً بصاروخين، يمكن الإفراج عنه بعد 40 شهراً من حبسه».

حقائق

176 شخصاً قضوا في سقوط الطائرة الأوكرانية بصاروخ أطلقه «الحرس الثوري» الإيراني

ولفت إلى أن «المحكمة لم تنظر في قضايا أساسية، ولم تلتفت للكثير من الأسئلة الواردة في القضية التي ينبغي النظر والتحقيق فيها».

وأضاف: «وبالإضافة إلى ذلك، رفضوا تزويدنا بجميع المكالمات المسجلة في الصندوق الأسود للطائرة، والصندوق الأسود للمنظومة الدفاعية، وكذلك المكالمات المسجلة في مركز القيادة والسيطرة».

وأكد أن جميع هذه القضايا المثارة تثبت لنا أن الأجهزة الأمنية والقضائية و«الحرس الثوري» تسعى كلها إلى التستر فقط.

 

رابطة أسر الضحايا

وعلق الناشط الإيراني والمتحدث السابق باسم «رابطة أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية» حامد إسماعيليون، على قرار محكمة طهران العسكرية بخصوص قضية إسقاط الطائرة، وقال: «المحاكمة الحقيقية ستقام بعد مثول خامنئي وسلامي وحاجي زاده وشمخاني وباقري وظريف... وغيرهم من المجرمين، على مقعد المتهمين». وأضاف إسماعيليون: «قضية [إسقاط الطائرة الأوكرانية من قبل الحرس الثوري الإيراني] ستحال إلى محكمة لاهاي هذا الصيف، لكن الحقيقة كاملة لن تُكشف إلا إذا جرت إطاحة هذا النظام».

كما وصفت رابطة أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية الحكم النهائي للمحكمة العسكرية في طهران بأنه «حكم صوري»، وأعلنت أنها لا تقبل اختصاص هذه المحكمة. وقالت الرابطة إن «القادة والمتهمين الرئيسيين في هذه الجريمة لم تجرِ ملاحقتهم، وقد عقدوا اجتماعات سرية وسبوا الأهالي».


مقالات ذات صلة

تحطم طائرة عسكرية روسية في منطقة إيفانوفو الشمالية

أوروبا إطلاق نار من طائرة هليكوبتر خلال تدريبات عسكرية أجرتها القوات الروسية والبيلاروسية (رويترز)

تحطم طائرة عسكرية روسية في منطقة إيفانوفو الشمالية

كشفت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، عن أن طائرة نقل عسكرية روسية تحطمت في منطقة إيفانوفو الشمالية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أفريقيا مدنيون يقفون بالقرب من حطام طائرة مشتعلة تحطمت بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار جوبا جنوب السودان 2 نوفمبر 2021 (رويترز)

تحطم طائرة تحمل مساعدات غذائية في جنوب السودان... ومقتل طاقمها

تحطمت طائرة تحمل مساعدات غذائية في ولاية الوحدة بجنوب السودان، اليوم (الثلاثاء)، مما أسفر عن وفاة جميع أفراد طاقمها الثلاثة.

«الشرق الأوسط» (جوبا)
العالم فرق الطوارئ في موقع تحطم الطائرة خلال «معرض دبي الجوي»... (إ.ب.أ) play-circle

«هندوستان آيرونوتيكس»: تحطم الطائرة «تيجاس» في دبي حادث عارض

قالت شركة «هندوستان آيرونوتيكس المحدودة»، الاثنين، إن تحطم طائرة مقاتلة من طراز «تيجاس» في دبي الأسبوع الماضي كان حادثاً عرضياً ناجماً عن ظروف استثنائية.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الولايات المتحدة​ طائرة من طراز «في-22 أوسبري» (أ.ب)

زيادة حوادث الطائرات العسكرية تثير قلق «البنتاغون»

أظهرت أرقام داخلية للبنتاغون أن عدد الحوادث الكبرى للطائرات العسكرية شهد ارتفاعا ملحوظا في عام 2024.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الخليج جانب من حطام طائرة الشحن العسكرية التركية من طراز «سي-130» في جورجيا (أ.ف.ب)

السعودية تعزِّي تركيا في ضحايا تحطم الطائرة العسكرية

أعربت السعودية عن صادق تعازيها ومواساتها لتركيا، إثر تحطم طائرة عسكرية في منطقة سغناغي شرق جمهورية جورجيا.


رئيس «الموساد»: على إسرائيل أن تضمن ألا تعاود إيران تشغيل برنامجها النووي

رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» ديفيد برنياع (إكس)
رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» ديفيد برنياع (إكس)
TT

رئيس «الموساد»: على إسرائيل أن تضمن ألا تعاود إيران تشغيل برنامجها النووي

رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» ديفيد برنياع (إكس)
رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» ديفيد برنياع (إكس)

قال رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنياع، الثلاثاء، إن على إسرائيل أن تضمن ألا تعاود إيران تشغيل برنامجها النووي، بعد 6 أشهر من قصفها منشآت طهران خلال حرب استمرت 12 يوماً.

وأضاف برنياع خلال مراسم تكريم لعناصر من «الموساد» في القدس، أن «فكرة مواصلة تطوير قنبلة نووية ما زالت تخفق في قلوبهم. وتقع على عاتقنا مسؤولية ضمان ألا يُفعَّل مجدداً المشروع النووي الذي تضرر بشكل بالغ، وذلك بتعاون وثيق مع الأميركيين».

وأشاد برنياع الذي تنتهي ولايته في يونيو (حزيران) 2026، بالضربات الافتتاحية المفاجئة التي شنّتها إسرائيل في الحرب، معتبراً أنها كشفت حجم المعلومات الاستخباراتية التي جمعها عملاء إسرائيليون عن إيران.

وقال: «استفاق نظام الملالي، في لحظة واحدة، ليكتشف أن إيران مكشوفة بالكامل ومخترَقة». وأعرب برنياع عن تشكيكه في أي حل دبلوماسي مع طهران، مضيفاً: «تعتقد إيران أنها قادرة على خداع العالم مرة أخرى وإبرام اتفاق نووي سيئ جديد. نحن لم نسمح ولن نسمح بتحقيق اتفاق سيئ».

وتتهم القوى الغربية إيران بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي وتعمل على منعها من ذلك، في حين تنفي طهران باستمرار هذه الاتهامات. وخلال ولايته الأولى، انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من الاتفاق التاريخي الموقّع عام 2015، الذي قيّد تخصيب إيران للمواد النووية مقابل رفع العقوبات، وهو اتفاق عارضته إسرائيل.

وبدأت إيران والولايات المتحدة مفاوضات للتوصل إلى اتفاق جديد في أبريل (نيسان) بوساطة عُمانية، لكن تلك المحادثات توقفت فجأة بعد الهجوم الإسرائيلي المباغت على إيران في 13 يونيو، الذي أشعل نزاعاً استمر 12 يوماً. وانضمت الولايات المتحدة لاحقاً إلى المواجهة بشنّ ضربات على 3 مواقع نووية إيرانية.


نتنياهو يطالب الحكومات الغربية ببذل مزيد من الجهود لمكافحة معاداة السامية

TT

نتنياهو يطالب الحكومات الغربية ببذل مزيد من الجهود لمكافحة معاداة السامية

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي خطاباً خلال جلسة عامة للكنيست في القدس 8 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي خطاباً خلال جلسة عامة للكنيست في القدس 8 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

بعد ثلاثة أيام من الهجوم الإرهابي على شاطئ بونداي الذي أودى بحياة 15 شخصاً خلال احتفالات عيد الأنوار (حانوكا) في مدينة سيدني الأسترالية، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحكومات الغربية ببذل مزيد من الجهود لحماية المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم ومكافحة معاداة السامية، وذلك في رسالة فيديو قصيرة نشرها مكتبه.

وقال نتنياهو في الفيديو: «أطالب الحكومات الغربية باتخاذ ما يلزم لمكافحة معاداة السامية وتوفير الأمن والحماية اللازمين للمجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم».

وأضاف: «من الأجدر بهم أن يصغوا إلى تحذيراتنا. أطالب باتخاذ إجراءات فورية».


طهران تعلن توقيف مواطن سويدي الجنسية بتهمة التجسس لصالح إسرائيل

المتحدث باسم السلطة القضائية أصغر جهانغير خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء (ميزان)
المتحدث باسم السلطة القضائية أصغر جهانغير خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء (ميزان)
TT

طهران تعلن توقيف مواطن سويدي الجنسية بتهمة التجسس لصالح إسرائيل

المتحدث باسم السلطة القضائية أصغر جهانغير خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء (ميزان)
المتحدث باسم السلطة القضائية أصغر جهانغير خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء (ميزان)

أعلنت السلطة القضائية الإيرانية، الثلاثاء، أن مواطناً أُلقي القبض عليه خلال حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل في يونيو (حزيران) الماضي، ويخضع حالياً للمحاكمة بتهمة التجسس، يحمل الجنسية السويدية.

وقال المتحدث باسم السلطة القضائية، أصغر جهانغير، في مؤتمر صحافي أسبوعي، إن «التحقيق أُنجز مؤخراً في قضية بمحافظة ألبرز تتعلق بجاسوس يحمل جنسية مزدوجة»، موضحاً أن المتهم «حصل على الجنسية السويدية عام 2020 وكان مقيماً هناك منذ ذلك الحين»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية» عن وكالة «ميزان»، المنصة الإعلامية للسلطة القضائية الإيرانية.

وأفاد جهانغير بأن «هذا الشخص أُلقي القبض عليه بتهمة التجسس لصالح الكيان الصهيوني، خلال حرب الأيام الاثني عشر يوماً»، التي اندلعت في 13 يونيو الماضي، عقب غارات إسرائيلية على إيران، دون الكشف عن هوية المتهم.

وأوضح أن الموقوف «جُنّد من قِبل أجهزة الاستخبارات التابعة للكيان الصهيوني عام 2023»، مشيراً إلى أنه «التقى عناصر استخبارية إسرائيلية وتلقّى تدريبات في ست عواصم أوروبية». وأضاف أن المتهم «قام بعدة زيارات إلى إسرائيل، كان آخِرها قبل أسبوعين من دخوله إيران؛ أي قبل نحو شهر من اندلاع الحرب».

المتحدث باسم السلطة القضائية أصغر جهانغير خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء (ميزان)

ووفق جهانغير، أقام المتهم في فيلا قرب مدينة كرج، غرب طهران، وكانت بحوزته «معدات تجسس إلكترونية»، مشيراً إلى أنه «اعترف بالتهم الموجهة إليه»، على أن يصدر الحكم بحقه قريباً.

وخلال حرب يونيو، أعلنت طهران اعتقال ثلاثة أوروبيين على الأقل، من بينهم سائح فرنسي-ألماني يبلغ 19 عاماً، أُفرج عنه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ومنذ انتهاء الحرب، تعهدت السلطات الإيرانية بإجراء محاكمات سريعة للموقوفين بشبهة التعاون مع إسرائيل، وأعلنت عن اعتقالات واسعة وإعدام تسعة أشخاص على الأقل بعد إدانتهم بالتعامل مع جهاز «الموساد»، جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي.

ولا تعترف إيران بازدواجية الجنسية، وتُخضع مواطنيها الحاملين لجنسيات أخرى لأحكام القوانين الإيرانية، التي تنص على عقوبة الإعدام بحق المُدانين بتهمة التجسس.

واحتجز «الحرس الثوري» الإيراني العشرات من مزدوجي الجنسية والأجانب في السنوات الأخيرة، ومعظمهم واجهوا تهماً تتعلق بالتجسس والأمن. وتنفي إيران اللجوء لمثل هذه الاعتقالات لتحقيق مكاسب دبلوماسية، بينما يتهم نشطاء حقوقيون إيران باعتقال مزدوجي الجنسية والأجانب بهدف الضغط على دول أخرى لتقديم تنازلات فيما بات يعرف بـ«دبلوماسية الرهائن».

ويطغى التوتر على العلاقات بين السويد وإيران، خصوصاً منذ سنوات؛ بسبب محاكمة الأولى مسؤولاً إيرانياً سابقاً بتهمة بارتكاب جرائم حرب على خلفية دوره المفترض في حملة تصفية معارضين عام 1988.

وأُوقف نوري في مطار أستوكهولم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في يوليو (تموز) 2022 على خلفية دوره في عمليات الإعدام الواسعة في السجون الإيرانية عام 1988.

وفي يونيو الماضي، أعلن البلدان تبادلاً للسجناء أُفرج في إطاره عن نوري في السويد مقابل الدبلوماسي في الاتحاد الأوروبي يوهان فلودروس، وسعيد عزيزي وهو مواطن سويدي أُوقف في إيران في نوفمبر 2023.

لكن الصفقة لم تتضمن الإفراج عن الأستاذ الجامعي الإيراني-السويدي أحمد رضا جلالي، المحكوم عليه بالإعدام في إيران منذ 2017 بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، الذي يخشى أن تُنفذ العقوبة بحقه.

وفي فبراير (شباط) الماضي، أصدرت السلطات السويدية أمراً بإغلاق مركز ثقافي ديني تابع للسفارة الإيرانية في أستوكهولم. وقالت الحكومة السويدية إن المركز «للتجسس ضد السويد والمغتربين الإيرانيين».