الجزائر: بن حاج يرفض الخضوع لرقابة القضاء

بعد هجوم ناري على قائد الجيش

الفريق أول سعيد شنقريحة (مواقع التواصل)
الفريق أول سعيد شنقريحة (مواقع التواصل)
TT

الجزائر: بن حاج يرفض الخضوع لرقابة القضاء

الفريق أول سعيد شنقريحة (مواقع التواصل)
الفريق أول سعيد شنقريحة (مواقع التواصل)

أكد القيادي الإسلامي الجزائري علي بن حاج، عزمه على خرق إجراءات رقابة قضائية يقع تحت طائلتها، منذ السبت الماضي، وذلك بتكثيف نشر مواقفه المعارضة للسلطات.
ويواجه بن حاج السجن، من جديد، إن رفض الامتثال لمجموعة من الشروط قيَده بها قاضي التحقيق بمحكمة بالجزائر، على أثر هجوم حاد على قائد الجيش الفريق أول سعيد شنقريحة.
ونقل مقربون من بن حاج لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لن يتوقف عن إبداء رأيه» عبر حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص ما يجري من أحداث في البلاد، بعد أن كان قاضي التحقيق بمحكمة حسين داي بالعاصمة استجوبه السبت، بشأن نشاطه المعارض، وأبلغه بأنه ممنوع من نشر فيديوهات على حسابه بـ«فيسبوك»، ومن مغادرة مقاطعة حسين داي الإدارية، حيث يوجد مسكنه. كما أعلن عن وضعه في الرقابة القضائية، وإلزامه بالتوجه إلى مركز الشرطة مرة كل ثلاثة أيام، للإمضاء على محضر.
وأصلاً، بن حاج ممنوع من مغادرة العاصمة، منذ سنوات طويلة، ومن حضور الجنائز وأي نشاط عام.
وأكد المقربون منه أنه قرر عدم التقيد بهذه الإجراءات القضائية، وأظهر عزماً على ذلك بعد ساعتين بعد خروجه من المحكمة، بإطلاق تصريحات يعبّر فيها عن رفضه القيود الجديدة. والمعروف أن نائب رئيس «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» يخضع لمراقبة لصيقة لقوات الأمن منذ مغادرته السجن عام 2003، حيث قضى 12 سنة بتهمة «تهديد أمن الدولة». ودانت المحكمة العسكرية الراحل عباسي مدني رئيس «الإنقاذ»، بالحكم ذاته.
والأسبوع الماضي، نشر بن حاج فيديو هاجم فيه رئيس أركان الجيش سعيد شنقريحة، على أثر خطاب له يهدد فيه «مغامرين كادوا أن يدفعوا بالبلاد إلى الهاوية» في تسعينات القرن الماضي التي ترمز للإرهاب. وفهم من كلام الضابط العسكري الكبير، أن المقصود هو بن حاج، قياساً إلى صور فيديو ظهر فيها محاطاً بإسلاميين، يرددون شعارات تعود إلى أيام عنفوان «الإنقاذ» وزعيمهم.
وحاول القيادي الإسلامي السبعيني، مقابلة شنقريحة بعد خطابه، لكن قوات الأمن اعترضت طريقه، عندما كان متوجهاً إلى مقر وزارة الدفاع.
يشار إلى أن أحد أبناء بن حاج الستة، واسمه عبد القهار، قتل في مواجهة مع قوات الأمن عام 2008، وكان التحق قبل عام من ذلك بتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، شرق العاصمة.
وحذَر رئيس أركان الجيش، خلال زيارة لمنشأة عسكرية بالعاصمة يوم 19 أبريل (نيسان) المنقضي، من أنشطة تعود لـ«بعض الأصوليين الذين يتبنون خطاباً دينياً متطرفاً، يذكرنا بسنوات تسعينات القرن الماضي»، مشدداً على أن «الدولة الجزائرية لن تسمح بأي حال من الأحوال بعودة هؤلاء المغامرين، ولا أن يتسببوا في انهيار أركان الدولة الوطنية»، وكان يقصد، وفق مراقبين، قيادات وأفراد «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» الذين اتهمتهم الحكومة بـ«نشر الإرهاب» بعد تدخل الجيش لإلغاء نتائج الانتخابات التي فازوا بها نهاية 1991، وتم حل الحزب في مايو (أيار) 1992 بناء على تلك التهمة.
وذكر شنقريحة بنبرة فيها وعيد: «وليعلم هؤلاء المتطرفون، أن ذلك الزمان قد ولى إلى غير رجعة، وأن مؤسسات الدولة الراسخة لن تسمح بأي حال من الأحوال بأن يتسببوا في انهيار أركان الدولة الوطنية، التي ضحى من أجلها الملايين من الشهداء الأبرار. وليعلموا كذلك أن الشعب الجزائري، الذي انكوى بنار الإرهاب الهمجي، وعانى الويلات من العنف الأعمى، لن يسمح لهم بخداعه مرة أخرى، لأنه أصبح أكثر وعياً وإدراكاً لأساليبهم الخبيثة».
وأضاف أن الجيش «على يقين تام بأن هذا الخروج إلى العلن، بعدما كان يجري في السر وفي فضاءات مغلقة، إنما جاء بإيعاز من دوائر التخريب المعادية، التي عودتنا على مثل هذه التحركات المريبة، كلما لاحظوا أن الجزائر استرجعت في وقت وجيز دورها فاعلاً محورياً على الساحتين الإقليمية والدولية».


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

الصين ومصر تتفقان على ضرورة تشجيع السلام في الشرق الأوسط

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

الصين ومصر تتفقان على ضرورة تشجيع السلام في الشرق الأوسط

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن بكين اتفقت مع مصر على ضرورة أن يشجع البلدان على السلام والمفاوضات لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

وأدلى وانغ بهذه التصريحات خلال اجتماع مع نظيره المصري بدر عبد العاطي في بكين، اليوم (الجمعة)، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي خلال إحاطة مشتركة في دار ضيافة الدولة دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)

وقال وانغ إن البلدين يشعران بقلق بالغ إزاء الوضع الحالي في سوريا، ودعا إلى احترام سيادة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها. كما قال وانغ إن البلدين يرحِّبان باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.