اتهامات متبادلة بين أذربيجان وأرمينيا ترفع التوتر في جنوب القوقاز

موسكو تحض على التهدئة... ويريفان تلوّح بـ«خيارات إقليمية» جديدة

أرميني يُشعل النار بعلَمَي أذربيجان وتركيا في يريفان أول من أمس (أ.ف.ب)
أرميني يُشعل النار بعلَمَي أذربيجان وتركيا في يريفان أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

اتهامات متبادلة بين أذربيجان وأرمينيا ترفع التوتر في جنوب القوقاز

أرميني يُشعل النار بعلَمَي أذربيجان وتركيا في يريفان أول من أمس (أ.ف.ب)
أرميني يُشعل النار بعلَمَي أذربيجان وتركيا في يريفان أول من أمس (أ.ف.ب)

أعربت موسكو عن «قلق بالغ» بعد تعرض اتفاق وقف النار بين أرمينيا وأذربيجان إلى هزة قوية. وأسفرت التوترات الحدودية عن تصعيد عسكري متبادَل ينذر باندلاع حرب جديدة بين البلدين الجارين.
وأفاد بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية بأن موسكو تراقب عن كثب الوضع «في منطقة مسؤولية قوات حفظ السلام الروسية بإقليم قره باغ وحدود أرمينيا وأذربيجان»، وحضت باكو ويريفان على العودة فوراً إلى الاتفاقات الموقَّعة حول وقف النار.
وقالت «الخارجية الروسية»: «نسجّل ببالغ القلق زيادةً في عدد انتهاكات وقف إطلاق النار والحوادث المختلفة» في المنطقة، وحذرت من مخاطر انزلاق الوضع نحو تصعيد أوسع.
وكانت أرمينيا وأذربيجان قد تبادلتا الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف النار الموقَّع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 بعد حرب استمرت أسابيع ونجحت خلالها أذربيجان في السيطرة على مواقع واسعة من إقليم قره باغ المتنازع عليه.
وأسفر تفاقم التوتر (الثلاثاء)، عن وقوع اشتباك ناري على الحدود بالقرب من مدينتَي غوري ولاتشين أسفر عن سقوط قتلى من الجانبين.
وتحدثت كل من باكو ويريفان عن «استفزازات» قام بها الطرف الآخر، من خلال إقامة نقاط تفتيش بشكل أحادي ومخالف للاتفاقات الثلاثية مع روسيا، في ممر لاتشين الذي يربط بين أرمينيا وإقليم قره باغ.
وزادت «الخارجية الروسية» في البيان: «على خلفية تطورات الأحداث في 23 أبريل (نيسان)، نشدد تشديداً خاصاً على أنه من غير المقبول اتخاذ أي خطوات أحادية الجانب تنتهك الأحكام الأساسية للبيان الثلاثي لقادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا في 9 نوفمبر 2020 سواء كانت تتعلق بتغيير غير متفق عليه في آلية عمل ممر لاتشين أم محاولات استخدامه لأغراض لا تتماشى مع أجندة السلام».
وأعرب البيان عن الأمل بأن «تتحلى باكو ويريفان بالإرادة السياسية وأن تتمكنا من التغلب على هذا المسار السلبي في أسرع وقت».
وأكد البيان استعداد الجانب الروسي لتقديم المساعدة الضرورية لـ«أذربيجان وأرمينيا القريبتين من روسيا»، على المستوى السياسي كما «على الأرض» بمشاركة قيادة قوات حفظ السلام الروسية.
وكانت وزارة الدفاع الأذرية قد قالت (الأحد)، إن سلطات أرمينيا أقامت بشكل أحادي نقطة تفتيش على الحدود بين الدولتين.
ووفقاً للوزارة الأذرية، سجلت كاميرات المراقبة التابعة للجيش في الليلة السابقة بمنطقة لاتشين، مرور قافلة أرمينية من السيارات والشاحنات، بما في ذلك رافعة وشاحنتان تنقلان وحدات سكنية. وأضافت الوزارة: «تُظهر تسجيلات الفيديو أن القافلة كانت قادمة من المركز السكني كورنيدزور (أرمينيا) وعبرت الجسر المشيَّد حديثاً فوق نهر خاكاري على الحدود الأذرية - الأرمينية ودخلت أراضي أذربيجان... أكدت مراقبتنا، قيام الجانب الأرميني بإنشاء نقطة تفتيش حدودية على الحدود مع أذربيجان عند مدخل طريق لاتشين - خانكيندي من دون اتفاق مسبق، وفي انتهاكٍ للبيان الثلاثي الصادر في نوفمبر 2020».
لكنّ أرمينيا شككت في صحة المعطيات الأذرية، واتهمت باكو بمحاولة التهرب من استحقاق التوصل إلى صياغة نهائية للسلام في المنطقة.
وكانت السجالات بين الطرفين قد تفجرت مجدداً بعدما قدم رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، صيغة للسلام رأت باكو أنها «غير مقبولة».
وقال باشينيان قبل أيام، إنه يمكن التوصل إلى اتفاق سلام بين أرمينيا وأذربيجان إذا اعترف كل من البلدين بوحدة أراضي الآخر.
وأضاف باشينيان في حديث أمام البرلمان: «ستصبح معاهدة السلام بين أرمينيا وأذربيجان حقيقة إذا اعترف كلا البلدين بوضوح، ومن دون غموض، بالسلامة الإقليمية لكل منهما واتفقا على أنه لن تكون لهما مطالب إقليمية في المستقبل. وأؤكد أن جمهورية أرمينيا تعترف بشكل كامل بالأراضي الإقليمية وسلامة أذربيجان، ونتوقع أن تفعل أذربيجان الشيء نفسه من خلال الاعتراف بأراضي جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفياتية بجمهورية أرمينيا».
وفي أوائل فبراير (شباط) الماضي، قال وزير الخارجية الأرميني، أرارات ميرزويان، إن بلاده تلقت مقترحات أذربيجان بشأن معاهدة سلام وتدرسها. وفي وقت لاحق، قال باشينيان، إن يريفان بدورها، قدمت أيضاً مقترحات بشأن معاهدة سلام إلى باكو.
لكن «الخارجية الأذرية» سارعت قبل يومين إلى رفض الاقتراحات الأرمينية. ودحضت اتهامات باشينيان لباكو بانتهاكات الاتفاقات التي تم التوصل إليها في براغ وسوتشي بشأن سحب القوات من المواقع الحدودية.
ووصفت «الخارجية الأذرية» الصيغة التي قدمها باشينيان بأنها «غير مقبولة»، وأشارت إلى أن فكرة ترسيم الحدود على أساس حدود عام 1991 «تتضمن عدداً من الأمور غير الموضوعية».
كما اتهمت أذربيجان الجانب الأرميني بأنه «لا يزال يحتل 8 بلدات أذرية»، خلافاً للاتفاق الثلاثي بين روسيا وأرمينيا وأذربيجان.
وأضافت أن «هجمات أرمينيا المستمرة على سلامة أراضي وسيادة أذربيجان، وعدم سحبها القوات من تلك البقاع، تعد دليلاً على انتهاك جدّي لاتفاقات براغ وسوتشي وعدم رغبة أرمينيا بعملية السلام».
ولمّح رئيس الوزراء الأرميني إلى احتمال أن تتخذ بلاده «خيارات إقليمية جديدة» في ظل تصاعد التهديدات من حولها، في إشارة رأى فيها مراقبون تنويهاً بتصاعد استياء أرمينيا بسبب مواقف موسكو. وقال باشينيان: «الخيار الاستراتيجي للمنطقة يعتمد على إجابتنا عن السؤال التالي: هل لدينا الإرادة والقدرة على تنظيم وتطوير علاقاتنا الإقليمية، سواء تفاقمت التهديدات الأمنية من حولنا على المستوى الإقليمي، أو حتى لأسباب خارجية؟».
وأضاف باشينيان: «انطلاقاً من إدراك حكومتنا جميع التحديات والصعوبات، أتخذ قراراً بمحاولة إيجاد إجابة إيجابية عن السؤال السابق، كون هذا المسار وحده هو الذي يضمن الأمن والرفاهية».
وكانت يريفان قد انتقدت تحركات موسكو التي نشرت قوات حفظ سلام في قره باغ، وأشارت إلى رغبة في تعزيز حضور الاتحاد الأوروبي في عمليات البحث عن سلام دائم في المنطقة، وهو أمر لم ترحّب به موسكو.


مقالات ذات صلة

واشنطن تواصل وساطتها بين أذربيجان وأرمينيا

العالم واشنطن تواصل وساطتها بين أذربيجان وأرمينيا

واشنطن تواصل وساطتها بين أذربيجان وأرمينيا

واصلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وساطتها سعياً إلى تسوية على إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا، في خطوة ردت عليها موسكو بالتأكيد على أنه «لا بديل» عن وساطتها في هذه القضية.

علي بردى (واشنطن)
العالم وكالة تاس: محادثات سلام بين أرمينيا وأذربيجان قريباً

وكالة تاس: محادثات سلام بين أرمينيا وأذربيجان قريباً

نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن أمين مجلس الأمن الأرميني قوله إن أرمينيا وأذربيجان ستجريان محادثات في المستقبل القريب بشأن اتفاق سلام لمحاولة تسوية الخلافات القائمة بينهما منذ فترة طويلة، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. ولم يفصح المسؤول أرمين جريجوريان عن توقيت المحادثات أو مكانها أو مستواها.

«الشرق الأوسط» (يريفان)
العالم أرمينيا تدعو روسيا إلى مواصلة السيطرة على طريق حيوي في ناغورني قره باغ

أرمينيا تدعو روسيا إلى مواصلة السيطرة على طريق حيوي في ناغورني قره باغ

دعا رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان اليوم (الخميس) روسيا، الوسيط في النزاع مع أذربيجان، إلى الحفاظ على سيطرتها على طريق حيوي في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها، حيث أقامت باكو مؤخراً نقطة تفتيش، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. منذ وقف إطلاق النار في العام 2020، نشرت روسيا في ناغورني قره باغ كتيبة من قوات حفظ السلام لتضمن حركة المرور في ممر لاتشين، وهو الشريان الوحيد الذي يربط أرمينيا بهذه المنطقة الانفصالية ذات الغالبية الأرمينية. لكن أقامت أذربيجان الأحد الماضي نقطة تفتيش على مدخل الممر، وهو أمر غير مسبوق. وقبل ذلك، اتهمت أرمينيا باكو بقطع هذا الطريق الحيوي منذ نحو ستة أشهر.

«الشرق الأوسط» (يريفان)
العالم أرمينيا تشكو أذربيجان لمحكمة العدل الدولية

أرمينيا تشكو أذربيجان لمحكمة العدل الدولية

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، اليوم الأربعاء، أن أرمينيا قدمت شكوى لمحكمة العدل الدولية بشأن إقامة أذربيجان نقطة تفتيش عند بداية ممر لاتشين. وهذا الممر هو الطريق الوحيد الذي يربط بين أرمينيا وإقليم ناغورني قرة باغ، وهو إقليم معترف به دوليا كجزء من أذربيجان إلا أن غالبية سكانه من الأرمن. ودارت حرب خاطفة بين أرمينيا وأذربيجان، وهما جمهوريتان سوفياتيتان سابقتان تقعان في منطقة القوقاز، خريف عام 2020 للسيطرة على ناغورني قره باغ. وأدى هذا النزاع إلى هزيمة عسكرية لأرمينيا واتفاق لوقف إطلاق النار برعاية روسيا التي نشرت قوات لحفظ السلام.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم أذربيجان تقيم نقطة تفتيش على طريق باتجاه أرمينيا

أذربيجان تقيم نقطة تفتيش على طريق باتجاه أرمينيا

أعلنت أذربيجان أمس الأحد أنها أقامت نقطة تفتيش على الطريق الحيوي، الذي يربط أرمينيا بناغورني قره باغ والمعروف بـاسم «ممر لاتشين». وقالت دائرة الحدود الأذربيجانية إن «وحدات من دائرة الحدود الأذربيجانية أقامت نقطة تفتيش على الأراضي الخاضعة لسيطرة أذربيجان، عند مدخل طريق لاتشين - خانكيندي»، رداً على تحرك مماثل من قبل أرمينيا. ودارت حرب خاطفة بين أرمينيا وأذربيجان، وهما جمهوريتان سوفياتيتان سابقتان في القوقاز، عام 2020 للسيطرة على جيب ناغورني قره باغ. وأدى هذا النزاع إلى هزيمة عسكرية لأرمينيا واتفاق لوقف إطلاق النار برعاية روسيا، التي نشرت قوات لحفظ السلام.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

المحكمة الجنائية الدولية تحذّر من «التهديدات الانتقامية» ضدّها

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (وسط) (حسابه على منصة «إكس»)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (وسط) (حسابه على منصة «إكس»)
TT

المحكمة الجنائية الدولية تحذّر من «التهديدات الانتقامية» ضدّها

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (وسط) (حسابه على منصة «إكس»)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (وسط) (حسابه على منصة «إكس»)

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، الجمعة، تحذيراً إلى «الأفراد الذين يهدّدون بالانتقام» منها أو من موظفيها، مؤكدة أنّ مثل هذه الأعمال يمكن أن تشكّل «هجوماً على إدارة العدالة».

وقال مكتب المدعي العام كريم خان، ومقرّه في لاهاي، في بيان نشره على موقع «إكس»، إنّه يسعى إلى «الانخراط بشكل بنّاء مع جميع أصحاب المصلحة في كلّ مرّة يكون الحوار متوافقاً مع صلاحياته».

وأضاف: «مع ذلك، فإنّ هذا الاستقلال وهذا الحياد يتمّ تقويضهما عندما يهدّد الأفراد باتخاذ إجراءات انتقامية ضدّ المحكمة أو ضدّ موظفي المحكمة» في حال اتخاذ «قرارات» بشأن تحقيقات تقع ضمن صلاحياتها.

وحذّر من أنّ «مثل هذه التهديدات، حتى لو لم يتمّ تنفيذها، يمكن أن تشكّل هجوماً على إدارة العدالة» المنوطة بالمحكمة الجنائية الدولية.

وقال إنّ المحكمة الجنائية الدولية تدعو إلى وضع حدّ «فوري» لـ«محاولات العرقلة أو التخويف أو التأثير بشكل غير مبرّر على مسؤوليها».

ولم يرغب مكتب خان في أن يحدّد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» الجهة التي أطلقت هذه التهديدات وما إذا كانت مرتبطة بإسرائيل والحرب في غزة.

وفتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً في عام 2021 بشأن إسرائيل، وكذلك بشأن حركة «حماس» وفصائل فلسطينية مسلّحة أخرى، بتهمة ارتكاب جرائم حرب محتملة في الأراضي الفلسطينية، ثمّ وسّعت نطاق التحقيق ليشمل «تصعيد الأعمال العدائية والعنف منذ هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023» التي نفّذتها «حماس» على الأراضي الإسرائيلية.

وقال مسؤولون إسرائيليون لصحيفة «نيويورك تايمز» إنهم يتوقعون أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكّرات توقيف ضد أعضاء في الحكومة الإسرائيلية، وربما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فيما يتصل بإدارة العمليات العسكرية المدمّرة التي شنّتها إسرائيل في قطاع غزة رداً على هجوم «حماس».

وعدّ الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، الأربعاء، أن احتمال قيام المحكمة الجنائية الدولية بتوجيه التهم إلى قادة إسرائيليين على خلفية الحرب في غزة، يمثل «خطراً على الديمقراطيات»، داعياً حلفاءه إلى «معارضة» ذلك.

من جهته، قال نتنياهو إن هدف مذكرات التوقيف بحق قادة إسرائيليين، في حال صدورها، سيكون «تهديد قادة وجنود إسرائيل، وبشكل خاص شل قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها».

وأسفر هجوم السابع من أكتوبر عن مقتل 1170 شخصاً، وفقاً لتعداد أجرته «وكالة الصحافة الفرنسية» بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية. وخُطف خلال الهجوم أكثر من 250 شخصاً من جنوب إسرائيل، ما زال 129 منهم محتجزين رهائن في غزة، بينهم 35 تقول إسرائيل إنّهم لم يعودوا على قيد الحياة وجثثهم محتجزة في غزة.

وردّاً على هجوم «حماس»، تعهّدت إسرائيل القضاء على الحركة، وهي تشنّ مذذاك عملية عسكرية ضخمة ضدّ قطاع غزة أسفرت حتى اليوم عن مقتل 34622 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحّة في غزة.


التعبئة تأييداً لغزة تمتد إلى جامعات جديدة في دول عدة

خلال اعتصام تأييداً لغزة أمام جامعة نيومكسيكو المستقلة في المكسيك يوم 2 مايو 2024 (أ.ف.ب)
خلال اعتصام تأييداً لغزة أمام جامعة نيومكسيكو المستقلة في المكسيك يوم 2 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

التعبئة تأييداً لغزة تمتد إلى جامعات جديدة في دول عدة

خلال اعتصام تأييداً لغزة أمام جامعة نيومكسيكو المستقلة في المكسيك يوم 2 مايو 2024 (أ.ف.ب)
خلال اعتصام تأييداً لغزة أمام جامعة نيومكسيكو المستقلة في المكسيك يوم 2 مايو 2024 (أ.ف.ب)

تتوسّع التعبئة الطلابية في جامعات في عدد من الدول تضامناً مع قطاع غزة، غداة دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن يسود النظام في الجامعات الأميركية.

وتشهد جامعات في فرنسا، وكندا، وسويسرا، وأستراليا والمكسيك اعتصامات وتحركات تطالب بوقف الحرب التي اندلعت قبل سبعة أشهر بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة.

في الولايات المتحدة التي انطلقت منها التعبئة الطلابية على خلفية الحرب، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، ضرورة أن يسود «النظام» في الأحرام، وذلك بعدما لزم الصمت فترة طويلة حيال هذا الموضوع.

وأتى تصريح الرئيس الأميركي بعدما فكّكت الشرطة التي حضرت بكثافة المخيمات التي نصبها طلاب مؤيدون للفلسطينيين في جامعات مختلفة كانت آخرها جامعة كاليفورنيا لوس أنجليس حيث أوقف العشرات.

وليل الثلاثاء - الأربعاء، أخرجت القوات الأمنية التي تدخّلت بصورة مكثفة الطلاب الذين كانوا يحتلّون مبنى في جامعة كولومبيا العريقة في مانهاتن بنيويورك احتجاجاً على الحرب في غزة.

كذلك، فُكّكت مخيمات أخرى في جامعتَي أريزونا في توسون (جنوب غرب) وويسكنسن ماديسون (شمال) وفق وسائل إعلام محلية.

وأعلنت شرطة نيويورك، الخميس، أن 48 في المائة من الأشخاص الـ282 الذين أوقفوا في حرمي جامعتي كولومبيا و«سيتي كوليدج أوف نيويورك»، مساء الثلاثاء، هم متظاهرون غير منتسبين إلى المؤسستين.

وفي جامعة تكساس في دالاس، أخلت الشرطة الأربعاء مخيماً احتجاجياً وأوقفت 17 شخصاً على الأقل بتهمة «التعدي الإجرامي»، بحسب الجامعة.

وفي فرنسا، تدخلّت قوات الشرطة الجمعة في معهد العلوم السياسية العريق في باريس لإخراج عشرات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين يحتلون بعض أرجائه منذ الخميس.

وقالت إحدى طالبات معهد «سيانس بو» في تصريحات للصحافيين إن «زهاء 50 طالباً كانوا لا يزالون في المكان» مع بدء دخول قوات إنفاذ القانون.

من جهتها، أكدت الحكومة الفرنسية الجمعة أن «الحزم كامل وسيبقى كاملاً»، مع تدخل الشرطة لفضّ الاعتصام.

وقالت: «في ما يتعلق بالوضع في المؤسسات (الجامعية)، أمكن حلّ بعضها عن طريق الحوار. في ما يتعلّق بأخرى، قدّم رؤساء الجامعات طلبات وتدخلت قوات إنفاذ القانون على الفور».

وأشارت إلى أنه في ما يتعلق بالمعهد العريق في العاصمة، طلب رئيس الحكومة غابريال أتال «التدخل ما إن يقدّم مدير» المعهد طلباً بذلك.

كذلك، احتلّ نحو مائة طالب مؤيدين للفلسطينيين الخميس قاعة في ردهة مبنى تابع لجامعة لوزان في سويسرا، مطالبين بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية ووقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، حسبما أفادت وكالة أنباء «كيستون - ايه تي إس».

وقال المنظمون في بيان إنّ التحرّك «يتبع مثال التعبئة في الجامعات في كندا والولايات المتحدة وفرنسا».

ويتكرر المشهد في دول أخرى منها المكسيك، حيث نصب عشرات الطلاب والناشطين المؤيّدين للفلسطينيين في مكسيكو الخميس خياماً أمام «جامعة المكسيك الوطنية المستقلّة»، كبرى جامعات البلاد احتجاجاً على استمرار الحرب بين إسرائيل و«حماس».

ووضع الطلاب فوق مخيّمهم الاحتجاجي أعلاماً فلسطينية وردّدوا شعارات، من بينها «عاشت فلسطين حرّة!»، و«من النهر إلى البحر، فلسطين ستنتصر!».

ورفع المحتجّون مطالب عدّة، من بينها أن تقطع الحكومة المكسيكية العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل.

وفي أستراليا، تجمع مئات المتظاهرين منهم مؤيدون للفلسطينيين وآخرون مؤيدون لإسرائيل الجمعة في إحدى جامعات سيدني، وأطلق كل جانب شعارات. لكن الاحتجاج بقي سلمياً رغم بعض الجدالات المتوترة.

ويخيم ناشطون مؤيدون للفلسطينيين منذ عشرة أيام قبالة جامعة سيدني.

والخميس، نظّم طلاب في «جامعة النهرين» في بغداد وقفة تضامنية مع قطاع غزة والاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جامعات أميركية.

ورفع طلاب وأساتذة العَلمين الفلسطيني والعراقي، ولافتات تدعو إلى «فلسطين حرة».

وقبل أيام، نظّم طلاب في جامعات لبنانية وقفات تضامنية عدّة مع الفلسطينيين.

وتجمّع عشرات الطلاب داخل حرم الجامعة الأميركية العريقة في بيروت، هاتفين «انتفاضة، انتفاضة» ورافعين الأعلام الفلسطينية. ووضع عدد منهم كوفيات. وحمل بعضهم لافتة كُتب عليها «إزالة الاحتلال تعني تأسيس دولة ديمقراطية واحدة من النهر إلى البحر».


الحراك الطلابي في فرنسا يتوسع دعماً لفلسطين

طلاب مؤيدون لغزة لدى اعتصامهم خارج مبنى جامعة السوربون في باريس الاثنين (إ.ب.أ)
طلاب مؤيدون لغزة لدى اعتصامهم خارج مبنى جامعة السوربون في باريس الاثنين (إ.ب.أ)
TT

الحراك الطلابي في فرنسا يتوسع دعماً لفلسطين

طلاب مؤيدون لغزة لدى اعتصامهم خارج مبنى جامعة السوربون في باريس الاثنين (إ.ب.أ)
طلاب مؤيدون لغزة لدى اعتصامهم خارج مبنى جامعة السوربون في باريس الاثنين (إ.ب.أ)

القرار اتخذ والمظاهرات لن تفيد: هذا ما يُفهم من المواقف التي أعرب عنها المسؤولون الفرنسيون، و«الهيئة الفرنسية المنظمة للألعاب الأولمبية واللجنة الأولمبية الدولية» بخصوص مشاركة الرياضيين الإسرائيليين في الألعاب التي تستضيفها فرنسا ما بين 26 يوليو (تموز) و11 أغسطس (آب). فمنذ عدة أسابيع، أطلقت دعوة تحث باريس واللجنة الأولمبية على معاملة الرياضيين الإسرائيليين كما سيعامل الرياضيون الروس الذين منعوا من المشاركة باسم بلادهم أو أن يسيروا في ظل علمها.

ويوم الثلاثاء، جرى تجمع ضم عدة مئات من المتظاهرين المؤيدين قريباً من مقر اللجنة المنظمة للألعاب في ضاحية سان دوني الواقعة على مدخل باريس الشمالي، وحيث أقيمت «القرية الأولمبية»، رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات ضد «المشاركة المؤسسية» للرياضيين الإسرائيليين على خلفية حرب غزة، والعدد المريع من القتلى والجرحى والتدمير المنهجي في القطاع على أيدي القوات الإسرائيلية.

سيحضرون

كلمة السر جاءت بداية على لسان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ففي مقبلة مع قناة «بي إف إم» الإخبارية الفرنسية يوم 15 أبريل (نيسان)، سُئل عن هذه المسألة وجاء في رده أن الوضعين الروسي والإسرائيلي مختلفان. وقال ما حرفيته: «يمكن أن نكون على خلاف مع إسرائيل بخصوص ردها (على هجمات غزة) وكيفية حماية نفسها، ولكن لا يمكننا القول إنها كانت الجهة المهاجمة، إذ إن التمييز واضح. ولذا، فإن العلم الإسرائيلي سيكون موجوداً والرياضيين أيضاً، وآمل بأن يكونوا عامل سلام لأنهم سيخوضون منافسات (رياضية) مع كثير من اللاعبين من المنطقة (الشرق الأوسط)».

القوات الأمنية خلال مواجهتها لمجموعات الشغب التي عادة ما تندس في صفوف المتظاهرين (رويترز)

بيد أن هذه الحجة لم تقنع المتظاهرين، ونقلت «رويترز» عن أحد المتظاهرين واسمه نيكولا شاهشاهاني، العضو في مجموعة الناشطين الأوروبيين، الثلاثاء: «لم يحتاجوا إلى أكثر من أربعة أيام ليقرروا منع روسيا وبيلاروسيا من المشاركة في الأولمبياد بعد غزو أوكرانيا». لكنهم مستعدون للترحيب بالوفد الإسرائيلي.

وتجدر الإشارة إلى أن روسيا الرسمية غير مدعوة للمشاركة في الاحتفال الافتتاحي، كما أن الرياضيين الروس لن يسيروا وراء علمهم في الافتتاح ولن يعزف النشيد الوطني الروسي في حال فوزهم بعدد من المنافسات.

احتجاجات رغم العنف

جاءت المطالبة الرياضية بالتوازي، من جهة، مع الحراك الطلابي الجامعي للتعبير عن دعم غزة والمطالبة بوقف الحرب ووضع حد للشراكات القائمة بين الجامعات الفرنسية وإسرائيل، وتحديداً جامعتين في القدس وتل أبيب، ومن جهة ثانية، بعد استدعاء الشرطة لاستجواب رئيسة مجموعة نواب حزب «فرنسا الأبية» في البرلمان الفرنسي، ورغم لجوء السلطات إلى القوى الأمنية، الاثنين، لفض الاعتصام الذي قام به طلاب مناصرون لغزة في جامعة السوربون التاريخية بطلب مباشر من رئيس الحكومة غابريال أتال.

وأفادت الشهادات ومقاطع الفيديو المصورة بأن الإخلاء تم أحياناً باللجوء إلى العنف، خصوصاً لدى سحب عشرات الطلاب من الخيام التي نصبت داخل الحرم الجامعي.

استخدام القنابل الدخانية والقنابل المسيلة للدموع خلال المناوشات (إ.ب.أ)

وسبق لرجال الأمن أن استدعوا إلى معهد العلوم السياسية، ليل 24 - 25 أبريل (نيسان) للسبب نفسه. ونقلت صحيفة «لو موند» عن رئاسة الحكومة أن أتال «طلب ردة فعل سريعة لإعادة فرض النظام العام وهو يتابع الوضع من كثب والتواصل مع مديرية الشرطة» في باريس.

وجاء حراك السوربون بدعوة من «تنسيقية لجان الدعم لفلسطين» وبدعم من الاتحاد الطلابي وبعض النقابات. وبررت إحدى الطالبات الحراك بقولها: «ما نقوم به عمل ملموس يظهر تضامن الطلاب مع غزة. وقبل سنوات، أغلقت السوربون احتجاجاً على حرب فيتنام، واليوم حراكنا مماثل ونحن نطالب بتحرير الرهائن بالسلام للجميع». أما سبب المطالبة بوقف التعاون مع الجامعتين المذكورتين، فإن الطالبة ألكسندرين فيتري تعزو ذلك لكون 5 آلاف من طلابهما شاركوا في حرب غزة.

اتساع الحراك الطلابي

وفي اليومين الأخيرين، اتسعت رقعة المشاركة والدعم. فقد صدر عن الاتحاد الطالبي وعن الاتحاد الوطني لطلاب فرنسا بيانات تدعو لتعزيز التعبئة في الجامعات الفرنسية كافة، على غرار ما يحصل في الولايات المتحدة الأميركية وللتنديد بردود فعل السلطات المتهمة بالتعاطي «البوليسي» مع «طلاب مسالمين يناضلون من أجل السلام».

وندد الاتحاد الوطني بـ«ممارسة الرقابة والقمع» من جانب السلطات. بيد أن السياسة الحكومية جاءت بنتائج عكسية، إذ إن جامعة «جان مونيه» في مدينة سان إتيان مضربة «من أجل السلام ووقف إطلاق النار في غزة»، فيما تتهيأ معاهد العلوم السياسية في مدن ستراسبورغ ورين وبوردو وليون وتولوز وسان جيرمين ــ أون لي وريمس وغرنوبل وجامعة تولبياك في باريس، وغيرها، لأعمال شبيهة بما حصل في السوربون.

متظاهرون يتسلقون تمثال ساحة «لا ناسيون» في باريس التي شهدت أقسى المواجهات بين الأمن وبعض المتظاهرين (أ.ب)

ونشر على مدخل معهد العلوم السياسية في تولوز لافتة كتب عليها: «دعم فلسطين ليس جريمة».

أما طلاب المعهد نفسه في مدينة مونتون الساحلية فقد أصدروا بياناً يدعو للعمل على تنفيذ قرار «محكمة العدل الدولية» بشأن حرب إسرائيل على غزة واحتمال حصول مجزرة ضد المدنيين، مشددين على ضرورة وضع حد للضغوط التي تمارس على الطلاب وانتهاج ازدواجية المعايير في التعاطي مع حربي غزة وأوكرانيا. وكانت النتيجة أن مدير معهد مونتون، واسمه يوسف حلاوة، أمر بإغلاقه حتى إشعار آخر ومتابعة التعليم عن بعد.

وفي غرونوبل، طالبت النقابات الطلابية بتجميد الشراكة مع جامعة بن غوريون في النقب؛ لأنها ّتقدم منحاً ومساعدات مالية للطلاب الذين يشاركون في الحرب.

اليمين المتطرف

بيد أن الحراك لصالح فلسطين الذي يحظى بدعم اليسار موضع انتقادات شديدة من اليمين واليمين المتطرف.

فرئيسة منطقة باريس وضواحيها «إيل دو فرانس» فاليري بيكريس، قررت تجميد المساعدات المالية المخصصة لمعهد العلوم السياسية «إلى حين استعادة الأمن والصفاء في المعهد». ولم تتردد بيكريس المنتمية لحزب «الجمهوريون» اليميني التقليدي في التنديد بـ«أقلية راديكالية تسوق لمعاداة السامية الحاقدة ويحركها حزب فرنسا الأبية وحلفاؤه من اليساريين الإسلامويين الساعين لفرض قوانينهم على مجمل الأسرة التعليمية».

رئيس الحكومة الفرنسية غابريال أتال متبنياً الخط المتشدد في التعاطي مع حراك طلاب المعاهد والجامعات خلال زيارة له الأربعاء لمنطقة لواريه (أ.ف.ب)

كذلك، فإن نقابة طلابية يمينية «UNI» هاجمت ما سمته «اشتعال الجامعات الفرنسية» متهمة التنظيمات السياسية اليسارية المتشددة بالوقوف وراءها. ودعت النقابة المذكورة إلى معاقبة الطلاب الضالعين في الحراك أو الذين يشاركون في تعطيل الدراسة، عادة أنه قد «حان الوقت لكي تعمد الحكومة لقرع جرس نهاية الفرصة بالنسبة للمناضلين الداعمين للفلسطينيين والذين يعمدون لتعطيل المعاهد».

عيد العمال

وأمس، كان ملف غزة حاضراً في المسيرات والتجمعات التي شهدتها فرنسا بمناسبة عيد العمال، حيث انضم المئات من الطلاب والنقابيين الداعين لوقف الحرب والتنديد بما تقوم به إسرائيل.

وفي العديد من المدن الفرنسية التي شهدت المسيرات بدعوة من النقابات العمالية، حصلت مشادات ومناوشات بين المتظاهرين ورجال الأمن الذين حشدتهم وزارة الداخلية بقوة، إن في باريس أو في مدن مثل ليون أو سان إتيان ونيس ومرسيليا... وفي باريس، شهدت ساحة «ناسيون»؛ حيث انتهت المسيرة العمالية، اشتباكات وكرّاً وفرّاً بين رجال الأمن وفرق مكافحة الشغب من جهة، ومن جهة أخرى مجموعات من الملثمين. ولجأت الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المشاغبين الذين عمدوا إلى رمي ما تيسر لهم على القوى الأمنية، بما في ذلك المفرقعات، وقبضت على 29 شخصاً من بينهم، فيما أفيد بجرح 12 رجل أمن.


موجة حر تقتل 9 أشخاص بالهند

مكتب الأرصاد الهندي توقع تسجيل درجات حرارة أعلى من المعتاد في شهر مايو (إ.ب.أ)
مكتب الأرصاد الهندي توقع تسجيل درجات حرارة أعلى من المعتاد في شهر مايو (إ.ب.أ)
TT

موجة حر تقتل 9 أشخاص بالهند

مكتب الأرصاد الهندي توقع تسجيل درجات حرارة أعلى من المعتاد في شهر مايو (إ.ب.أ)
مكتب الأرصاد الهندي توقع تسجيل درجات حرارة أعلى من المعتاد في شهر مايو (إ.ب.أ)

شهدت منطقة شرق الهند ارتفاعاً في درجات الحرارة بشكل غير مسبوق في شهر أبريل (نيسان)، إذ اجتاحت موجة حر بعض أجزاء من البلاد وسط انتخابات عامة، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل، وتوقع مكتب الأرصاد الجوية اليوم (الأربعاء) تسجيل درجات حرارة أعلى من المعتاد في شهر مايو (أيار) أيضاً.

وأشار محللون سياسيون إلى أن الحرارة الشديدة أحد أسباب انخفاض نسبة إقبال الناخبين في الانتخابات البرلمانية التي تجرى على سبع مراحل بدأت في 19 أبريل ومن المقرر أن تظهر النتائج في الرابع من يونيو (حزيران).

ومع ذلك، من المتوقع أن تنحسر موجة الحر تدريجياً في الأيام المقبلة.

وبلغ متوسط درجات الحرارة في شرق الهند 28.12 درجة مئوية في أبريل، وهو الأعلى على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة في عام 1901.

وسجلت ولاية البنغال الغربية بشرق الهند أكبر عدد من أيام الموجات الحارة في أبريل خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، تليها ولاية أوديشا الساحلية المجاورة التي شهدت أسوأ موجات حر منذ تسع سنوات.

وأعلنت السلطات أيضاً عن موجة حارة نادرة في ولاية كيرالا الساحلية بجنوب غربي البلاد، حيث سُجلت حالتا وفاة على الأقل بسبب ارتفاع درجات الحرارة.


بكين تسخر من تعامل واشنطن مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات

قوات الأمن تعتقل امرأة خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة تكساس الأميركية (رويترز)
قوات الأمن تعتقل امرأة خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة تكساس الأميركية (رويترز)
TT

بكين تسخر من تعامل واشنطن مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات

قوات الأمن تعتقل امرأة خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة تكساس الأميركية (رويترز)
قوات الأمن تعتقل امرأة خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة تكساس الأميركية (رويترز)

نالت طريقة تعامل السلطات الأميركية مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التي تشهدها الكثير من الجامعات الأميركية انتقادات في الصين على خلفية الانتقادات التي تواجهها واشنطن إلى بكين في ملف حقوق الإنسان وقمع المعارضين.

من حركة الاحتجاج الطلابية في أميركا

وأعربت وسائل الإعلام الحكومية في الصين عن دعمها للاحتجاجات وأدانت ما وصفته بحملة القمع الصارمة التي تمارسها السلطات الأميركية ضد حرية التعبير، بحسب الإذاعة الأميركية.

وقالت صحيفة «الشعب» اليومية، المملوكة للدولة في الصين، في مقطع فيديو إن الطلاب الأميركيين يحتجون؛ لأنهم «لم يعد بإمكانهم تحمل المعايير المزدوجة للولايات المتحدة».

وشاركت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ في توجيه الانتقادات إلى الحكومة الأميركية، حيث نشرت مقطع فيديو للشرطة الأميركية وهي تعتقل المتظاهرين وعلقت عليه بسؤال: «هل تتذكرون كيف كان رد فعل المسؤولين الأميركيين عندما حدثت هذه الاحتجاجات في مكان آخر؟».

وقالت الإذاعة الأميركية إن هذه الانتقادات تتناقض مع حملة القمع التي تشنّها السلطات الصينية على المعارضة الداخلية وأي شكل من أشكال الاحتجاج في الشوارع.

وأضافت أن الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الصين للتخلص من فيروس كورونا والرقابة على الأصوات الناقدة أثناء الوباء إلى تحفيز احتجاجات الشوارع في الكثير من المدن الصينية في 2022 والتي أصبحت تُعرف باسم «حركة الكتاب الأبيض»، حيث كان المتظاهرون يحملون أوراقاً بيضاء للرمز إلى دعم الاحتجاجات، بينما لا يقولون أو يفعلون أي شيء؛ على أمل عدم الوقوع في مشاكل، ومع ذلك، ألقت الشرطة الصينية القبض على المتظاهرين، واتهم السفير الصيني لدى فرنسا لو شايه «قوى خارجية مناهضة للصين» بالوقوف وراء الاحتجاجات ووصفها بأنها «ثورة ملونة».


كيف أثر اعتراف «أسترازينيكا» على سمعة لقاحات «كورونا»؟

جرى توزيع مئات الملايين من جرعات لقاح «أسترازينيكا» في أكثر من 150 دولة (رويترز - أرشيفية)
جرى توزيع مئات الملايين من جرعات لقاح «أسترازينيكا» في أكثر من 150 دولة (رويترز - أرشيفية)
TT

كيف أثر اعتراف «أسترازينيكا» على سمعة لقاحات «كورونا»؟

جرى توزيع مئات الملايين من جرعات لقاح «أسترازينيكا» في أكثر من 150 دولة (رويترز - أرشيفية)
جرى توزيع مئات الملايين من جرعات لقاح «أسترازينيكا» في أكثر من 150 دولة (رويترز - أرشيفية)

أثار اعتراف شركة «أسترازينيكا» رسمياً بأن لقاحها ضد فيروس «كورونا» قد يسبب آثاراً جانبية نادرة، مثل جلطات الدم وانخفاض الصفائح الدموية، مخاوف من إمكان إحجام الناس عن تلقي اللقاحات بشكل عام.

وجاء الاعتراف في وثائق لمحكمة بريطانية ضمن دعوى جماعية تزعم أن اللقاح الذي طُور بالتعاون مع جامعة أكسفورد تسبب في وفاة وإصابة عشرات الأشخاص. وطالبت الدعوى بتعويضات تصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني لنحو 50 ضحية، وفق وسائل إعلام بريطانية.

أثارت هذه الأنباء قلقاً يفتح باباً واسعاً للتساؤلات حول تأثيرها على سمعة لقاحات «كورونا» بشكل عام. وقال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، رغم أن اعتراف «أسترازينيكا» بإمكان حدوث آثار جانبية للقاح «كورونا» لم يكن مفاجئاً للمجتمع العلمي، فإنه «يمكن أن يؤثر سلباً على سمعة اللقاحات بشكل عام، وليس فقط على لقاح (أسترازينيكا)؛ وهذا ما يثير قلق المتخصصين في هذا المجال».

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، شدد على ضرورة عدم الخوف من اللقاحات بشكل عام، وليس فقط من لقاحات «كورونا»، مشيراً إلى أن كل لقاح تجري الموافقة عليه من قبل هيئات الدواء العالمية يخضع لتقييم دقيق للمخاطر والفوائد. وفي سياق الجائحة، تبين أن فوائد اللقاحات تفوق بكثير المخاطر النادرة؛ لذا، أفادت هذه الهيئات بأن اللقاحات، بما في ذلك لقاح «أسترازينيكا»، آمنة للاستخدام العام رغم الآثار الجانبية النادرة التي قد تظهر.

وأوضح عنان أن «هذا ينطبق على جميع اللقاحات، بما في ذلك لقاحات شلل الأطفال»، مشيراً إلى أن «الآثار الجانبية شديدة الندرة لا تنفي الأهمية الكبيرة للقاحات في الحفاظ على صحة السكان».

وأكد أنه «لم يكن هناك تستر على آثار لقاح (أسترازينيكا) الجانبية؛ فالشركة أعلنت بالفعل عن بعض الآثار الجانبية النادرة، كالتجلط الدموي المناعي الناتج عن نقص الصفيحات (VITT)».

ويمكن للجلطات أن تؤدي لفقدان تدفق الدم في مناطق محددة من الجسم مثل الدماغ أو البطن، وتشمل الأعراض صداعاً شديداً أو مستمراً، وعدم وضوح الرؤية، وضيق التنفس، وألماً في الصدر، وتورماً في الساق، أو ألماً مستمراً في البطن، وتظهر عادة بين 4 إلى 42 يوماً بعد التطعيم.

ووفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، يجري تصنيف هذه الحالة بناءً على موقع الجلطة الدموية وشدة الأعراض.

وشدد عنان على أن وجود آثار جانبية نادرة جداً لا ينفي الأهمية الكبيرة للقاحات في الحفاظ على صحة المواطنين، مشيراً إلى أن هذه الآثار النادرة يجب ألا تمنع الأشخاص من الحصول على اللقاحات، خصوصاً أن دراسات قد أظهرت أنه دون اللقاحات كان من الممكن أن تزيد الوفيات نتيجة «كورونا»، بمقدار 50 مليون حالة عالمياً.

وبالنسبة للأشخاص الذين تلقوا اللقاح، نوه عنان إلى أنه لا يوجد إجراء خاص يحتاجون إلى القيام به بسبب الندرة الشديدة لهذه الآثار الجانبية، ففي الماضي، كانت هناك أدوية مثل «النوفالجين» تستخدم على نطاق واسع على الرغم من احتمالية حدوث آثار جانبية نادرة، وكانت مقبولة لأن حالات حدوث الآثار الجانبية المبلغ عنها كانت قليلة جداً.

وطالب الجمهور أن يثق بالتقييمات العلمية والموافقات الرسمية التي تُعطى للقاحات، حيث تجري هذه العمليات بدقة، مع الاحترام الشديد لمعايير الأمان والفاعلية.

ووفق الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» وعضو «الجمعية العالمية للحساسية»، فإن مئات الملايين من جرعات لقاح «أسترازينيكا» جرى توزيعها عالمياً في أكثر من 150 دولة، ما أسهم في تقليل انتشار الوباء وإنقاذ حياة الملايين.

وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن اللقاح أسهم في تغيير مسار الجائحة، وتقليل ظهور المتحورات الشرسة للفيروس. وأضاف: «من الطبيعي أن تحمل اللقاحات آثاراً جانبية، لكن آثار لقاح (كوفيد - 19) كانت نادرة، بما في ذلك حالات الجلطات الدموية»، مشدداً على ضرورة التشخيص المبكر والتدخل السريع؛ لتجنب مضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة.

ونوه بأن إعلان «أسترازينيكا» عن الآثار الجانبية يمكن أن يؤثر في سمعة اللقاحات، لكنه أكد أهمية الشفافية والنزاهة في الممارسات الطبية. وأشار إلى أن الآثار الجانبية النادرة لا تعكس بالضرورة خطأً طبياً، مدللاً على ذلك بأن حوادث الطيران النادرة لا تمنع الناس من السفر جواً.

بينما أشار الدكتور راجيف جاياديفان، الرئيس المشارك لفريق عمل «كوفيد» التابع للجمعية الطبية الهندية، إلى أن تجلط الدم المناعي الناجم عن نقص الصفيحات يتضمن تكوين جلطات دموية في الأوعية الدموية بالدماغ أو مناطق أخرى، مع انخفاض في عدد الصفائح الدموية، وهذا يحدث نادراً بعد تلقي بعض اللقاحات.

وأضاف لصحيفة «هيندو بيزنس لاين» الهندية، أن لقاحات «كوفيد» منعت كثيراً من الوفيات، لكن جرى أيضاً نشر تقارير عن هذه الحالات النادرة والخطيرة في مجلات علمية مرموقة.


غوتيريش يدعو إلى تحقيق «مستقل» في مقابر غزة الجماعية

أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة 18 أبريل 2024 (أ.ب)
أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة 18 أبريل 2024 (أ.ب)
TT

غوتيريش يدعو إلى تحقيق «مستقل» في مقابر غزة الجماعية

أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة 18 أبريل 2024 (أ.ب)
أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة 18 أبريل 2024 (أ.ب)

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الثلاثاء، عن «قلقه العميق» إزاء اكتشاف مقابر جماعية في المستشفيين الرئيسيين في قطاع غزة، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل.
وأضاف «من الضروري أن يُسمح لمحققين دوليين مستقلين بالوصول الفوري إلى المواقع لتحديد الظروف الدقيقة التي فَقد فيها الفلسطينيون حياتهم ودُفنوا أو أُعيد دفنهم».

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن «تقدماً تدريجياً» أحرز نحو تجنب «مجاعة من صنع الإنسان كلية» في شمال قطاع غزة، لكن هناك حاجة ملحة إلى بذل مزيد من الجهد. ودعا غوتيريش إسرائيل على وجه التحديد إلى الوفاء بتعهدها بفتح «نقطتي عبور بين إسرائيل وشمال غزة حتى يتسنى إدخال المساعدات إلى غزة من ميناء أسدود والأردن».

وقال غوتيريش للصحافيين أيضاً إن العقبة الرئيسية أمام توزيع المساعدات في جميع أنحاء غزة، هي انعدام الأمن لموظفي الإغاثة والمدنيين.


لازاريني: 267 مليون دولار مساعدات «الأونروا» المعلقة

المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني (أ.ف.ب)
المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني (أ.ف.ب)
TT

لازاريني: 267 مليون دولار مساعدات «الأونروا» المعلقة

المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني (أ.ف.ب)
المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني (أ.ف.ب)

أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، اليوم (الثلاثاء)، أن إجمالي المساعدات التي تم تجميدها للوكالة الأممية يبلغ حالياً 267 مليون دولار.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، أشار المفوض إلى أنه تم تعليق ما مجموعه 450 مليون دولار في الأساس.

وبفضل استئناف بعض المانحين لتمويلهم، ومساهمة بلدان جديدة وجمع أموال من القطاع الخاص، قال المفوض العام: «نحن اليوم في وضع أفضل مما كنا عليه قبل ثلاثة أشهر».

واتهمت إسرائيل التي تقصف غزة بلا هوادة وتنفذ عمليات برية منذ الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على أراضيها، «الأونروا» بتوظيف «أكثر من 400 إرهابي» في قطاع غزة والسماح للحركة بإخفاء الأسلحة في مدارسها والمباني الأخرى التي تديرها في القطاع.

وهي اتهامات تنفيها جملة وتفصيلاً الوكالة التي تعد الجهة الرئيسية التي تنظم المساعدات الإنسانية لسكان غزة.

ودفع ذلك كثيراً من الدول المانحة، بينها الولايات المتحدة، إلى تجميد تمويلها للوكالة الأممية، ما هدد قدرتها على التدخل في القطاع المحاصر، بينما حذرت الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة.

وأشار إلى أن «الولايات المتحدة أوضحت أنها ستبقي على تجميد التعليق حتى مارس (آذار) 2025، بسبب الحظر الذي فرضه الكونغرس».

كذلك، أشار إلى أن المملكة المتحدة والنمسا لم تبتا بعد بشأن استئناف تمويلهما. ومن المتوقع صدور قرار الحكومة السويسرية قريباً.

مانحون خاصون

وأوضح المسؤول الأممي أن دولاً جديدة، من بينها الجزائر والعراق، أعربت عن نيتها مساعدة الوكالة التي جمعت «أكثر من 115 مليون دولار خلال ستة أشهر بفضل مانحين خاصين».

ولذلك يعد لازاريني أن الوكالة ستكون قادرة على الصمود مالياً «حتى نهاية يونيو (حزيران)».

وفي رده على سؤال للصحافيين، قال: «إذا سألتني عما إذا كنت مطمئناً حتى شهر يوليو (تموز) أو لا، فسأقول إنه على مدى السنوات الأربع الماضية نادراً ما اتضحت الرؤية بالنسبة لي لأكثر من شهرين أو ثلاثة».

في 26 أبريل (نيسان)، قالت الأمم المتحدة إن مكتب الرقابة الداخلية «حقق مع 19 موظفاً في الأونروا»، وهم أول 12 موظفاً اتهمتهم إسرائيل في يناير (كانون الثاني) وتم «إنهاء» عقودهم، بالإضافة إلى سبعة آخرين تم الإبلاغ عنهم لاحقاً.

وأوضح لازاريني أنه «من بين الأشخاص التسعة عشر، تمت تبرئة شخص واحد وإعادته إلى منصبه»، مشيراً إلى أن «التحقيق معلق حالياً مع أربعة آخرين» بسبب نقص المعلومات.

وأكد لازاريني أن فريقه على الأرض أبلغ عن «صدمة راسخة بين السكان»، وأن قوافل الأونروا الراغبة في الذهاب من جنوب إلى شمال غزة «يتم رفضها بشكل منهجي».


«العدل الدولية»: لا إجراءات طارئة بشأن تصدير أسلحة ألمانية لإسرائيل

«العدل الدولية» تقضي بعدم اتخاذ إجراءات طارئة بشأن تصدير أسلحة ألمانية لإسرائيل (رويترز)
«العدل الدولية» تقضي بعدم اتخاذ إجراءات طارئة بشأن تصدير أسلحة ألمانية لإسرائيل (رويترز)
TT

«العدل الدولية»: لا إجراءات طارئة بشأن تصدير أسلحة ألمانية لإسرائيل

«العدل الدولية» تقضي بعدم اتخاذ إجراءات طارئة بشأن تصدير أسلحة ألمانية لإسرائيل (رويترز)
«العدل الدولية» تقضي بعدم اتخاذ إجراءات طارئة بشأن تصدير أسلحة ألمانية لإسرائيل (رويترز)

قضت محكمة العدل الدولية، اليوم (الثلاثاء)، بعدم اتخاذ إجراءات طارئة لوقف صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل، مضيفة أنها ما زالت تشعر بقلق بالغ إزاء الأوضاع في غزة.

وبحسب «رويترز»، رفضت المحكمة طلباً ألمانياً بوقف نظر القضية، وهو ما يعني أنها ستمضي قدماً.

من جانبها، رحبت ألمانيا بالحكم، وجاء في بيان لوزارة الخارجية الألمانية على منصة «إكس»: «لا أحد فوق القانون. وهذا ما يوجه تصرفاتنا».

ورفضت محكمة العدل الدولية طلباً قدّمته نيكاراغوا تطالبها فيه باتخاذ إجراءات عاجلة بعد اتهام ألمانيا بانتهاك اتفاقية 1948 لمنع الإبادة الجماعية بتزويدها إسرائيل أسلحة تستخدمها في حربها مع «حماس» في غزة.

لم تبت المحكمة بعد في جوهر الدعوى التي رفعتها ماناغوا، ما يمكن أن يستغرق أشهرا أو حتى سنوات.

وقال رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام: «ترى المحكمة أن الظروف ليست على النحو المطلوب لكي تمارس سلطتها بطلب إجراءات احترازية».

وبمواجهة الحرب المدمرة المستمرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، رفعت نيكاراغوا دعوى ضد ألمانيا أمام أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة.

وأصدرت المحكمة اليوم (الثلاثاء) قرارها بشأن طلب إجراءات عاجلة قدمته هذه الدولة الواقعة في أميركا الوسطى التي كانت تأمل خصوصا أن يلزم القضاة برلين بوقف إمداد الدولة العبرية أسلحة ومساعدات أخرى.

وأوضح محامو نيكاراغوا أن الدعوى تستهدف ألمانيا وليس الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، لأن واشنطن لا تعترف بصلاحية المحكمة في هذه القضية.

ينتظرون «أكثر من ذلك»

وبعد ترحيب ألمانيا بقرار القضاة، قالت وزارة الخارجية إن «ألمانيا ليست طرفا في الصراع في الشرق الأوسط، بل على العكس: نحن ملتزمون ليل نهار في العمل من أجل حل الدولتين... لكننا نرى أيضا أن إرهاب 7 أكتوبر أثار هذه الدوامة الجديدة من المعاناة التي يجب على إسرائيل أن تدافع عن نفسها منها».

وكانت برلين أعلنت الأسبوع الماضي عن استئناف قريب للتعاون مع وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة، بعدما فشل تحقيق في تقديم أدلة على وجود صلات مفترضة مع منظمات إرهابية.

من جهته قال ممثل نيكاراغوا كارلوس أرغيو في ختام الجلسة إن «الفلسطينيين كانوا ينتظرون ما هو أكثر من ذلك». وأضاف: «لكن المحكمة أشارت إلى أن ما يحصل في فلسطين أمر رهيب وأن الناس يقتلون وأن على الدول أن تأخذ ذلك في الاعتبار». وتابع: «على أي حال، إذا استمرت الأمور على حالها أو تطورت فإن نيكاراغوا ستلفت انتباه المحكمة إلى هذه المسألة مجددا».

تصوير «منحاز» للوضع

عدّت نيكاراغوا في جلسة سابقة هذا الشهر أن إمداد ألمانيا إسرائيل أسلحة بموازاة تقديمها مساعدات لقطاع غزة أمر «مؤسف».

غير أن الوفد الألماني عدّ أن هذا التصوير للوضع ينم عن «انحياز فاضح»، مؤكدا أن أمن إسرائيل «في صلب» سياسة برلين الخارجية.

وقالت ممثلة ألمانيا أمام محكمة العدل الدولية المحامية تانيا فون أوسلار-غليشين إن «ألمانيا لا توفر أسلحة إلا بعد دراسة دقيقة تتجاوز بكثير شروط القانون الدولي».

وأكدت أن توفير أسلحة ومعدات عسكرية أخرى لإسرائيل «يخضع لتقييم مستمر للوضع الميداني».

في انتظار البت الكامل بالقضية والذي يمكن أن يستغرق أعواما، كانت ماناغوا طلبت خمسة إجراءات موقتة لا سيما أن تقوم ألمانيا «بتعليق مساعداتها لإسرائيل فورا وخصوصا مساعدتها العسكرية بما يشمل المعدات العسكرية».

وتحظى القضايا المطروحة أمام محكمة العدل الدولية المتعلقة بالنزاع في قطاع غزة باهتمام كبير.

في شكوى منفصلة، اتهمت جنوب أفريقيا إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، وهو ما نفته الدولة العبرية. وفي هذه القضية، دعت المحكمة إسرائيل إلى بذل كل ما في وسعها لمنع أي عمل من أعمال الإبادة الجماعية، وأمرت في الآونة الأخيرة بإجراءات إضافية تطالب إسرائيل بزيادة إمكانية الوصول إلى المساعدات الإنسانية.

لكن رغم أن قرارات محكمة العدل الدولية ملزمة، فإنها لا تملك آلية لتنفيذها. فقد أمرت روسيا على سبيل المثال بإنهاء غزوها لأوكرانيا لكن دون جدوى.

في السابع من أكتوبر، نفذت «حماس» هجوماً على إسرائيل أسفر عن مقتل 1170 شخصاً، معظمهم مدنيّون، حسب تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى بيانات إسرائيليّة رسميّة.

وخطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفّي 34 منهم وفق مسؤولين إسرائيليّين.

ورداً على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على «حماس» التي تعدها الدولة العبريّة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «منظّمة إرهابيّة». وأدّى هجومها على غزّة إلى مقتل 34535 شخصاً، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس».


انطلاق مؤتمر دولي حول أنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل في فيينا

يناقش المؤتمر المخاوف الناجمة عن تطور الأسلحة ذاتية التشغيل (أ.ف.ب)
يناقش المؤتمر المخاوف الناجمة عن تطور الأسلحة ذاتية التشغيل (أ.ف.ب)
TT

انطلاق مؤتمر دولي حول أنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل في فيينا

يناقش المؤتمر المخاوف الناجمة عن تطور الأسلحة ذاتية التشغيل (أ.ف.ب)
يناقش المؤتمر المخاوف الناجمة عن تطور الأسلحة ذاتية التشغيل (أ.ف.ب)

انطلق في فيينا، الاثنين، مؤتمر دولي يستمر يومين بشأن الأسلحة ذاتية التشغيل، بتحذيرات من استخدام «العناصر الإرهابية» و«مجرمي الحرب» لمثل هذه الأنظمة.

ووفق وكالة الأنباء الألمانية، حذرت ميريانا سبولجاريك إيجر، رئيسة اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر»، خلال المحادثات، من أنه لا يوجد في الوقت الحالي ضمانات تفيد بأن هذه الأنظمة التي تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي، لن تقع في أيدٍ غير أمينة.

وقالت: «لذلك، فإنه من المهم للغاية التصرف، والتصرف بسرعة كبيرة».

ونظمت النمسا المؤتمر الذي يحمل اسم «الإنسانية عند مفترق الطرق: أنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل وتحدي الضوابط»، بعد أن فشلت مفاوضات خبراء تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف على مدار الأعوام العشرة الماضية في أن تؤدي إلى محادثات على المستوى الدبلوماسي.

ومن المتوقع أن يحضر المؤتمر ممثلون عن نحو 130 دولة، إلى جانب الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية ومعاهد أبحاث.

وتمثل أنظمة الأسلحة التي تختار الأهداف، وتضربها بشكل مستقل باستخدام الذكاء الاصطناعي صلب اهتمام المشاركين في المؤتمر، خصوصاً في ظل الصراعات المستمرة في قطاع غزة وأوكرانيا.

وتقول القوات المسلحة الإسرائيلية إنها تستخدم نظاماً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي لاختيار الأهداف بسرعة عالية.

وتنشر أوكرانيا طائرات مسيرة يمكنها تحديد أهداف باستخدام الذكاء الاصطناعي حتى عندما تخضع للتشويش الإلكتروني الروسي، وفقاً لما ذكرته تقارير إعلامية ومعلومات من دوائر دبلوماسية.

وتؤدي هذه التطورات التكنولوجية إلى إنتاج أسلحة ذاتية التشغيل بشكل كبير مع مدخلات بشرية منخفضة.

ويناقش المؤتمر في فيينا المدى الضروري للسيطرة البشرية على مثل هذه الأسلحة. كما سيكون استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من قبل الإرهابيين ومخاطر حدوث سباق التسلح مدعوماً بالذكاء الاصطناعي على جدول الأعمال.

وسوف يعدّ المشاركون في المؤتمر تقريراً لتقديمه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي سيعرضه على الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة.

وفي حين أشارت دول عدة إلى استعدادها لوضع مدونة سلوك غير ملزمة بشأن هذه المسألة، فقد عارضت روسيا اتخاذ قرار سريع بشأن فرض قيود.