«النواب» الليبي يستبعد بقاء حكومة «الوحدة» في السلطة

استنفار أمني في طرابلس استعداداً لمؤتمر وزراء الخارجية العرب

تعزيزات أمنية مكثفة في طرابلس قبل انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب (أ.ف.ب)
تعزيزات أمنية مكثفة في طرابلس قبل انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب (أ.ف.ب)
TT

«النواب» الليبي يستبعد بقاء حكومة «الوحدة» في السلطة

تعزيزات أمنية مكثفة في طرابلس قبل انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب (أ.ف.ب)
تعزيزات أمنية مكثفة في طرابلس قبل انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب (أ.ف.ب)

استبعد عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، بقاء حكومة الوحدة الوطنية في السلطة، ووصفها بالحكومة «غير الشرعية»، كاشفاً النقاب في تصريحات تلفزيونية، مساء أول أمس، أنه اقترح «مهلة مدتها شهر» للفائز بالانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة للتنازل عن جنسيته الأجنبية، إذا كان يمتلك واحدة أخرى غير الليبية.
وقال صالح إن اتفاقه مع خالد المشري، رئيس مجلس الدولة في القاهرة، اقتصر على دعوة اللجنة الدستورية المشتركة للاجتماع، باعتبارها مكلفة بإحالة مشروع الدستور للمجلسين بعد التوافق وحل النقاط الخلافية. ودعا إلى طرح جميع مواد الوثيقة الدستورية للاستفتاء، بعد التوافق عليها من المجلسين، لافتاً إلى أنه يجب ألا يقتصر ذلك على المواد الخلافية فقط، وأكد مجدداً أن «يد مجلس النواب ممدودة للتوافق؛ لكنها متمسكة بالثوابت والحقوق»، مشيراً إلى أنه «رغم إرسال سبعة ملفات لمرشحي المناصب السيادية لمجلس الدولة؛ فإنه لم يرد منذ أكثر من عام»، واتهم المشري بـ«عدم الالتزام باتفاق بوزنيقة بشأن المناصب السيادية، وتوحيد السلطة التنفيذية».
كما اتهم صالح المجلس الرئاسي بـ«الانحياز لفئة محددة في العاصمة طرابلس، والقيام بترقيات عسكرية في المنطقة الغربية»، مشيراً إلى أنه «فوجئ بوجود المنفي في اجتماع القاهرة».
في المقابل، توقع ناجي مختار، نائب المشري، إنجاز القاعدة الدستورية وإجراء الانتخابات هذا العام، موضحاً أن المادتين محل النزاع بين مجلسي النواب و«الدولة» تتعلقان بترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية في الانتخابات.
إلى ذلك، تمسكت حكومة الوحدة المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بعقد اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم (الأحد) في العاصمة طرابلس، رغم شكوك حول مستوى الحضور، ونفت أي اتجاه لتأجيل انعقاد الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في طرابلس.
وقالت مصادر في حكومة الدبيبة إن «الاجتماع المقرر سيعقد في موعده»، لكن مصدراً بالجامعة العربية - طلب عدم تعريفه - أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «معظم المشاركين في الاجتماع لم يؤكدوا رسمياً اعتزامهم المشاركة أو مستواها»، لافتاً إلى أن «النصاب المتمثل في حضور ثلثي وزراء الخارجية العرب لم يتوافر بعد»، مضيفاً أن «حكومة الدبيبة تتمسك بعقد الاجتماع». وطبقاً لما أعلنته مديرية أمن طرابلس مساء أول أمس، فإنه سيتم إغلاق عدة طرق في العاصمة اليوم (الأحد)، اعتباراً من الساعة السابعة صباحاً بمناسبة انعقاد الاجتماع، وأشارت إلى «توزيع دوريات لتنظيم الحركة المرورية»، بينما تحدثت وسائل إعلام محلية عن «إغلاق المحال التجارية».
ووفق وكالة الأنباء الليبية، أمس، فقد شهدت شوارع طرابلس الرئيسة وميادينها انتشاراً لمركبات وزارة الداخلية، كما ازدانت الشوارع الرئيسية للعاصمة برايات الاستقلال، وأعلام الدول المشاركة، في إطار الاستعدادات القائمة لاحتضان العاصمة لهذا المؤتمر. كما قررت حكومة الوحدة منح الجهات والمؤسسات العامة، وما في حكمها ببلديات طرابلس الكبرى، اليوم عطلة تجنباً للازدحام وعرقلة حركة السير.
إلى ذلك، اتهم الدبيبة «أجهزة استخبارات دولية، لم يحددها، بالتلاعب في قضية عودة المهاجرين والنازحين إلى مدينة تاورغاء». وقال أمس في تصريحات لدى حضوره فعاليات ملتقى المرأة بمدينة مصراتة (غرب)، إن الاستخبارات الدولية «تتلاعب بنا في قضية عودة تاورغاء، وصُوِّرَ لنا ما لم يكن موجوداً في الواقع»، وادعى أن من وصفهم بأعداء الشعب الليبي «لا يريدون الفرحة لأبنائه، ويشنون هجوماً شرساً ضد الوطن». كما دافع الدبيبة عن المساعدات التي أرسلتها حكومته أخيراً إلى تونس، وأدرجها في «إطار دعم بين الأشقاء»، واعتبر أن المروجين لغير ذلك «يصطادون في الماء العكر».
من جهة ثانية، انتقد التيار المحسوب على سيف الإسلام، النجل الثاني للعقيد الراحل معمر القذافي، الذين شاركوا في المؤتمر التحضيري لملتقى المصالحة الوطنية، وقال إن «المصالحة لا تتم في الفنادق الفخمة، بل تتم بين أصحاب الشأن شريطة تناسي الماضي». وأكد أن «عليهم تصفية أوضاعهم وتسويتها عبر القضاء».
على صعيد غير متصل، رصد شهود عيان ووسائل إعلام محلية تحشيدات عسكرية في منطقة ورشفانة جنوب غرب العاصمة طرابلس، بعد ساعات من إعلان رمزي اللفع، آمر «السرية 3 مشاة» التابعة لحكومة الدبيبة، نجاته من محاولة اغتيال استهدفته مساء أول من أمس داخل منزله في ورشفانة.
وقالت السرية في بيان إن «اللفع تعرض فجر الجمعة بمنزله الكائن بمنطقة أولاد عيسى لهجوم نفذته مجموعات خارجة عن القانون»، تزامناً مع الخطة الأمنية التي شكلتها وزارة الداخلية مع مديريات الأمن بالمناطق، وأوضحت أن الهجوم أسفر عن إصابة اثنين من العمالة الأجنبية.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

لماذا لا تتدخل مصر عسكرياً في اليمن؟

سفن حاويات تعبر قناة السويس المصرية في وقت سابق (رويترز)
سفن حاويات تعبر قناة السويس المصرية في وقت سابق (رويترز)
TT

لماذا لا تتدخل مصر عسكرياً في اليمن؟

سفن حاويات تعبر قناة السويس المصرية في وقت سابق (رويترز)
سفن حاويات تعبر قناة السويس المصرية في وقت سابق (رويترز)

أعاد نفي مصري لتقارير إسرائيلية عن استعداد القاهرة شن هجمات عسكرية ضد جماعة «الحوثي» في اليمن، تساؤلات بشأن أسباب إحجام مصر عن التدخل عسكرياً في اليمن، رغم ما تعانيه من تداعيات اقتصادية جراء هجمات «الحوثي» على السفن المارة في البحر الأحمر.

وأكد خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر لا تفضل أن تقوم بأعمال عسكرية خارج حدودها»، وأشاروا إلى أن القاهرة «تدرك أن توترات البحر الأحمر سببُها استمرارُ الحرب في غزة»، ومن هنا فهي تُفضل «الطُرق الدبلوماسية لوقف الحرب».

ونفى مصدر مصري مسؤول، الأحد، ما تناولته تقارير إعلامية إسرائيلية عن «قيام مصر باستعدادات بهدف التدخل العسكري في اليمن».

وذكر المصدر المصري المسؤول، في تصريحات أوردتها قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، أن مثل هذه التقارير، وما تتضمنه من معلومات «مُضللة»، ليس لها أساس من الصحة.

وادعت تقارير إسرائيلية أن «مصر تستعد لضرب الحوثيين بعد تكبدها خسائر اقتصادية كبرى جراء تصاعد التهديدات ضد هيئة قناة السويس التي تعد شرياناً حيوياً للتجارة العالمية».

كما زعمت التقارير أيضاً أن مصر «أبدت رغبة متزايدة في لعب دور فعال في الصراع اليمني، مع تجهيز طائرات لتنفيذ عمليات جوية تستهدف الحوثيين، الذين أثاروا مخاوف متزايدة حول سلامة الملاحة عبر البحر الأحمر».

نيران اشتعلت في ناقلة نفط استهدفها الحوثيون بالبحر الأحمر خلال وقت سابق (رويترز)

ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 غيّرت شركات شحن عالمية مسارها، متجنبةً المرور في البحر الأحمر، إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية السفن المارة بالممر الملاحي، «رداً على استمرار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة»؛ ما دفع شركات الشحن العالمية لتغيير مسارها، متجنبةً المرور في البحر الأحمر.

وعدَّ الخبير العسكري المصري، اللواء سمير فرج، التقارير الإسرائيلية، «محاولة للضغط على مصر ودفعها للعب دور في اليمن». وقال إن «مصر لن تشارك في أي عمل عسكري في اليمن»، مشيراً إلى أن القاهرة «تدرك أن السبب وراء التوترات في البحر الأحمر ليس في الحوثي أو في اليمن؛ بل في استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة». وأضاف فرج: «لو توقفت الحرب الإسرائيلية في غزة سوف تتوقف الهجمات على السفن بالبحر الأحمر».

واتفق معه مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، وقال إن «المشكلة ليست في (الحوثي)، فما يحدث جزءٌ من حرب مفتوحة بين إيران وإسرائيل، و(الحوثي) مجرد أداة، والقاهرة لن تتعامل مع الأدوات ولن تتورط في هذا الصراع».

وأضاف أن «القاهرة تؤمن بالحلول الدبلوماسية لأزمات المنطقة، ولن ترسل قواتها خارج الحدود، لا سيما مع إدراكها حجم التوترات على جميع حدودها، سواء في غزة أو ليبيا أو السودان».

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2023 شكّلت الولايات المتحدة الأميركية، تحالف «حارس الازدهار» للرد على هجمات «الحوثي»، لكن مصر لم تعلن انضمامها له، وهو ما فسره خبراء آنذاك بأن القاهرة «تفضل المسار الدبلوماسي لحل الأزمة».

سفينة شحن خلال عبورها قناة السويس المصرية في وقت سابق (رويترز)

وحسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور أحمد يوسف أحمد، فإن رفض مصر التدخل عسكرياً ضد «الحوثي» في اليمن «دليل على موضوعية السياسة المصرية». وقال إن «مصر هي الخاسر الأكبر من هجمات الحوثي، لكنها على مدار أكثر من عام لم تدنها، واقتصرت التصريحات الرسمية على التأكيد على ضرورة تأمين الملاحة في البحر الأحمر».

وأرجع أستاذ العلوم السياسية ذلك إلى أن «مشاركة مصر في أي تحالف حالياً ضد الحوثي قد ينظر له البعض على أنه دعم لتل أبيب في حربها على قطاع غزة».

وسبق وأشارت مصر مراراً إلى تأثر حركة الملاحة بقناة السويس بالتوترات الإقليمية. وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي الذي يبدأ من يوليو (تموز) 2022 حتى نهاية يونيو (حزيران) 2023، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي 2023 - 2024، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نهاية الشهر الماضي، إن «إيرادات قناة السويس شهدت انخفاضاً تجاوز 60 في المائة مقارنة بعام 2023، مما يعني أن مصر خسرت ما يقرب من 7 مليارات دولار في عام 2024».

وذكرت مجلة «إسرائيل ديفنس»، الصادرة عن الجيش الإسرائيلي، في تقرير نشرته في أكتوبر الماضي، أنه «رغم ما تعانيه مصر من خسائر بسبب توترات البحر الأحمر، فإنها ترفض القيام بعمل عسكري ضد جماعة الحوثي»، وأشارت حينها إلى أن «القاهرة تضع الاعتبارات الاستراتيجية والخوف من التصعيد الإقليمي والعلاقات السياسية مع العالم العربي فوق أي اعتبار».