لبنان: أهالي ضحايا انفجار المرفأ يعتصمون للمطالبة بإخلاء سبيل ناشط

القوى الأمنية تقتاد ويليام نون (المركزية)
القوى الأمنية تقتاد ويليام نون (المركزية)
TT

لبنان: أهالي ضحايا انفجار المرفأ يعتصمون للمطالبة بإخلاء سبيل ناشط

القوى الأمنية تقتاد ويليام نون (المركزية)
القوى الأمنية تقتاد ويليام نون (المركزية)

اعتصم لبنانيون، اليوم السبت، أمام مركز لأمن الدولة في العاصمة احتجاجاً على توقيف شقيق أحد ضحايا انفجار مرفأ بيروت.
وتوافد عدد من أهالي ضحايا انفجار المرفأ والنواب إلى مركز أمن الدولة في الرملة البيضاء في بيروت للمطالبة بإخلاء سبيل الناشط وليام نون.
وجرى توقيف الناشط، أمس الجمعة، في مركز أمن الدولة في الرملة البيضاء في بيروت على خلفية إطلاقه تهديداً بتفجير قصر العدل بالديناميت إذا تم تعيين قاض رديف لقاضي التحقيق العدلي في قضية انفجار المرفأ طارق البيطار.
ولا يزال الناشط نون قيد التوقيف في مركز أمن الدولة في الرملة البيضا في بيروت، بعدما عدل القاضي زاهر حمادة عن قراره بإخلاء سبيله، في حين تم استدعاء الناشط بيتر بوصعب وهو أيضاً شقيق أحد ضحايا الانفجار المشؤوم، للتحقيق.
وأعلن النائب اللبناني ملحم خلف أن القاضي زاهر حمادة عدل عن قراره بترك ويليام نون، وأبقاه موقوفاً وربط ملفه بملف بيتر بوصعب في قضية أمن الدولة في حين أفاد مصدر قضائي أن جهاز أمن الدولة أنهى تحقيقاته مع ويليام نون منذ التاسعة لكن القاضي زاهر حمادة طلب تأجيل إطلاق السراح ثم لم يعد يجيب على هاتفه.
وأكد خلف أن القاضي زاهر حمادة طلب إحضار بيتر بوصعب وربط ملف ويليام نون بملف بوصعب وبالتالي فإن حمادة عدل عن قرار ترك نون بسند الإقامة وأبقى عليه رهن التحقيق وبالتالي الأمور تعقدت بالكامل.
https://twitter.com/salloum_jad/status/1614017957788635157
وظهرا، أكد خلف أنه «تم الإبقاء على ويليام نون حتى الفجر لدى أمن الدولة من دون فتح محضر»، لافتاً إلى أنه «قد جرى نصب فخ قضائي له وللمرة الأولى نشهد جهازين يحققان في نفس الموضوع».
وتابع من أمام مديرية أمن الدولة: «تبين أن جهازين متفقان على بلاغ البحث والتحري في حق ويليام نون وهي سابقة».
وأكد خلف «أننا أمام دولة بوليسية بلا مرجعية ونطالب بعقلنة الملف»، وختم: «ميزان العدالة معطل بشكل غير مقبول».
وكان خلف الذي يتابع ملف توقيف ويليام نون منذ أمس في مديرية أمن الدولة في الرملة البيضاء أعلن أن «الشرطة القضائية أنهت التحقيق معه واتصلت بالقاضي زاهر حمادة الذي قرر تركه حراً بسند إقامة في قضية الشرطة القضائية بانتظار ما سيحصل في قضية أمن الدولة».
من جهته، شدد النائب اللبناني غسان حاصباني على أن «الأنظمة القمعية التي نشاهد رواسبها اليوم، تلفظ أنفاسها الأخيرة»، مشيراً إلى أنها «تتلطى خلف قضية انفجار المرفأ وتستدعي أهالي الشهداء لعرقلة وصول الملف إلى نهايته ومعرفة الحقيقة ومحاسبة المرتكبين».
وقال: «نشعر أكثر فأكثر أن ما يجري اليوم مع الأهالي ليس صدفة بل عن سابق تصور وتصميم من بعض الجهات التي ما زالت تتلاعب بالقضاء اللبناني لحرف أنظارنا. نحن ملتزمون بالدستور والقوانين ولكن نحذر من خطورة الوضع ومن تفاقم العواقب إذا استمرا على ما هما عليه».
https://twitter.com/kataeb_Ar/status/1426960621623513093
من جانبه، لفت رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض من الرملة البيضاء إلى أن «قضية ويليام نون هي قضية شخص ظلم يوم فجر شقيقه وعندما عطلت العدالة واليوم حين توقف أيضاً يظلم وقضية نون تخص كل لبناني حر».
وأضاف معوض: «يستخدمون القضاء اللبناني لإركاع اللبنانيين والتهرب من العدالة والمحاسبة ومعركتنا هي للإصلاح وهم يريدون إخضاع أهالي الضحايا».
واستمر اليوم اعتصام أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت إلى جانب عشرات الناشطين أمام المديرية العامة لأمن الدولة في الرملة البيضاء، للمطالبة بإطلاق ويليام نون.
وانضم إلى المعتصمين، عدد من النواب من بينهم رازي الحاج، إلياس حنكش وميشال معوض، وعدد من المحامين الذين دخلوا إلى مقر أمن الدولة للعمل على إطلاق سراحه.
وعمد المعتصمون إلى قطع المسلك الغربي لأوتوستراد الماريوت بواسطة الأشخاص وأغصان الأشجار ما تسبب في زحمة سير، وحول السير في اتجاه الطريق البحرية.
وأكد المعتصمون تصميمهم الاستمرار بقطع الطريق والتجمع أمام المديرية حتى إطلاق نون.
إلى ذلك، كشفت معلومات وردت لقناة «إم تي في» المحلية، أن تحركات شعبية مرتقبة في كل المناطق إذا لم يتم إطلاق سراح نون في أقرب وقت.


مقالات ذات صلة

الجيش يواصل تفكيك مصانع لتزوير العملات بشرق لبنان

المشرق العربي الجيش يواصل تفكيك مصانع لتزوير العملات بشرق لبنان

الجيش يواصل تفكيك مصانع لتزوير العملات بشرق لبنان

يواصل الجيش اللبناني تفكيك مصانع للعملات المزورة في البقاع في شرق لبنان؛ حيث ضبط آلتين ضخمتين في البقاع وصادرهما، بعد ثلاثة أيام على مصادرة آلات شبيهة في المنطقة نفسها. وأعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان أن قوة من الجيش دهمت في بلدة بريتال منازل مطلوبين بجرمي إطلاق نار وتزوير العملات، وضبطت آلتين لطباعة العملات المزوّرة، ومبالغ مالية مزوّرة بعملات عربية وأجنبية. ولفتت إلى أن المضبوطات سُلمت وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص. وكانت قوة كبيرة مؤللة من الجيش اللبناني بمؤازرة من قوة من مخابرات البقاع، أحكمت الطوق على الطريق الدولية عند مدخل بلدة بريتال، على عصابة لتزوير العملات يوم السبت.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الجيش اللبناني يتريث في اتهام إسرائيل بـ«تشغيل مجموعة إجرامية»

الجيش اللبناني يتريث في اتهام إسرائيل بـ«تشغيل مجموعة إجرامية»

طمأن مصدر أمني لبناني بأن الأمن في البلاد ممسوك، وتنشط السلطات على خط الأمن الاستباقي للحيلولة دون أي توتر أمني، نافياً التقديرات التي تحدثت عن مخاطر أمنية، بعد القبض على شخصين متهمين بالتخطيط لـ«عمل إجرامي»، أواخر الشهر الماضي، في ضاحية بيروت الجنوبية؛ مركز نفوذ «حزب الله». وتصاعدت التحليلات حول «مخططات أمنية» في العمق اللبناني، وتحدثت معلومات، نشرتها وسائل إعلام عن «شبكات إسرائيلية» لضرب الأمن الداخلي، استناداً إلى دويّ انفجار صغير حصل، في أواخر الشهر الماضي، في الضاحية الجنوبية لبيروت، واعتقلت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني الشخص المتورط به. وقال المصدر الأمني، لـ«الشرق الأوسط»، إن المو

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تقدر وقوع حرب «لا يريدها أحد خلال سنة»

الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تقدر وقوع حرب «لا يريدها أحد خلال سنة»

أصدرت شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان)، تقديرات تفيد بأن احتمالات الانجرار إلى حرب خلال السنة القريبة، قد ازدادت في الأشهر الأخيرة، وتأتي التوقعات على الرغم من التقديرات بأن إسرائيل، وأياً من أندادها في المنطقة (إيران و«حزب الله» و«حماس»)، غير معنيين بتصعيد حربي. وقال تقرير «أمان»، إن القادة في إيران و«حزب الله» و«حماس»، ليسوا معنيين بالضرورة بمواجهة مباشرة وشاملة مع إسرائيل، وهم يعبّرون عن هذا الموقف بشتى الطرق والرسائل، ولكن يلاحظ بوضوح أنهم يقدمون على خطوات وعمليات عسكرية لم يقدموا عليها من قبل، «يمكنها أن تشعل المنطقة»، فهم يشعرون بأن المظاهرات الأسبوعية بمشاركة مئات ال

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي الجيش اللبناني يفكك منصات صواريخ جاهزة للإطلاق في سهل القليلة

الجيش اللبناني يفكك منصات صواريخ جاهزة للإطلاق في سهل القليلة

أعلنت قيادة الجيش اللبناني عبر حسابها على «تويتر»، اليوم السبت، أن «وحدة من الجيش عثرت في سهل القليلة على منصات صواريخ وعدد من الصواريخ التي كانت قد أعِدّت للإطلاق منذ أيام، ويجري العمل على تفكيكها»، وفق ما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية. وأطلق، الخميس، نحو 30 صاروخاً من لبنان باتجاه إسرائيل، ما أدى إلى إصابة شخص وخلّف أضراراً مادية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي لبنان يعلن تقديم شكوى لمجلس الأمن بعد «الاعتداءات الإسرائيلية جوا وبرا وبحراً»

لبنان يعلن تقديم شكوى لمجلس الأمن بعد «الاعتداءات الإسرائيلية جوا وبرا وبحراً»

عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اجتماعا مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، صباح اليوم (السبت)، لمتابعة البحث في الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب وموضوع الصواريخ التي أطلقت من الأراضي اللبنانية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأعلن بوحبيب، حسبما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» أنه تقرر توجيه رسالة شكوى إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، عبر بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة. ووفق الوكالة، «تتضمن الرسالة تأكيد التزام لبنان بالقرار الدولي 1701، كما تشجب الرسالة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان جوا وبرا وبحرا».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

التكتم العراقي على رسائل أميركية بشأن إيران والفصائل يثير التكهنات

السوداني لدى استقباله رئيس وأعضاء مجلس نقابة المعلمين العراقيين بمناسبة عيد المعلّم الأحد (رئاسة الوزراء العراقية)
السوداني لدى استقباله رئيس وأعضاء مجلس نقابة المعلمين العراقيين بمناسبة عيد المعلّم الأحد (رئاسة الوزراء العراقية)
TT

التكتم العراقي على رسائل أميركية بشأن إيران والفصائل يثير التكهنات

السوداني لدى استقباله رئيس وأعضاء مجلس نقابة المعلمين العراقيين بمناسبة عيد المعلّم الأحد (رئاسة الوزراء العراقية)
السوداني لدى استقباله رئيس وأعضاء مجلس نقابة المعلمين العراقيين بمناسبة عيد المعلّم الأحد (رئاسة الوزراء العراقية)

في الوقت الذي تعيش فيه بغداد طقساً شديد البرودة وصلت فيه درجات الحرارة إلى الصفر، تشتعل الأجواء السياسية بالشائعات والتوتر منذ عودة دونالد ترمب إلى الرئاسة الأميركية.

وبينما تتابع بغداد الرسمية بقلق وترقب خطوات الإدارة الأميركية الجديدة، تسعى لاستكشاف آفاق التفاهم معها، خصوصاً في ظل التصعيد الإقليمي المتصاعد على مختلف الجبهات، بما فيها الجبهة الإيرانية وانعكاساتها على العراق.

ويتجلى هذا التصعيد في قضايا مثل وقف استيراد الغاز الإيراني لتشغيل محطات الطاقة في العراق، والموقف من الفصائل المسلحة. وشهد الأسبوع الماضي سلسلة أحداث عززت حدة التوتر السياسي، ليصبح التصعيد بين مختلف القوى والأطراف العراقية هو العنوان الأبرز للمشهد.

مكالمة روبيو والسوداني

بعد نحو شهر ونصف الشهر من تولي إدارة ترمب السلطة، أجرى وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أول مكالمة مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني. وكان من المتوقع أن تحسم هذه المكالمة الجدل حول مستقبل العلاقة بين البلدين، لكنها زادت الأمور تعقيداً، وفتحت المجال لمزيد من التأويلات والتصريحات من كبار المسؤولين العراقيين بشأن طبيعة العلاقات بين بغداد وواشنطن.

وبينما أصدرت بغداد بياناً رسمياً حول فحوى المكالمة بين السوداني وروبيو، نشرت واشنطن رواية مختلفة حملت تهديدات صريحة لإيران، بل إن البيان الأميركي ذهب إلى حد وصف دور إيران في المنطقة بـ«الخبيث»، وهو تعبير لم يرد في النسخة العراقية من البيان.

رسالة غامضة

رغم تباين وجهات النظر بين بغداد وواشنطن بشأن الملفات العالقة، لا سيما العلاقة مع إيران، يرى المراقبون في العاصمة العراقية أن هذا التباعد قد يكون مقدمة لقطيعة بين إدارة ترمب والحكومة العراقية، ما لم تحسم الأخيرة موقفها بوضوح. غير أن اتخاذ قرار حازم في هذا الشأن يبدو مهمة شديدة التعقيد.

وبينما انشغلت النخب السياسية بتحليل الرسالة الأميركية الغامضة التي حملها روبيو في مكالمته مع السوداني، وما إذا كان تباين بيانات الجانبين يعكس اختلافاً في المواقف، تمر الدبلوماسية بين بغداد وواشنطن بمرحلة انتقالية بين إدارتين. فالسفيرة السابقة، ألينا رومانسكي، كانت على تواصل مستمر مع المسؤولين العراقيين، في حين أن السفيرة الجديدة لم تتسلّم منصبها بعد، مما جعل الاتصال بين البلدين مقتصراً على المكالمة الوحيدة بين وزير الخارجية الأميركي ورئيس الوزراء العراقي.

سوق التأويلات السياسية

ووسط تصاعد التكهنات حول خطوات الإدارة الأميركية الجديدة في العراق، شكّل اقتحام قوة أميركية لمطار النجف الدولي تطوراً غير مسبوق. ورغم تقليل الحكومة العراقية من أهمية الحادث، ونفيها ما أُشيع عن اعتقال قائد «الحشد الشعبي» فالح الفياض، وزعيم منظمة «بدر» هادي العامري، فإن رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وصفه بأنه «انتهاك للسيادة الوطنية».

وأثارت عملية الاقتحام الغامضة لمطار النجف من قبل قوة عسكرية أميركية موجة من الشائعات، وأدت إلى زيادة التكهنات بشأن توجهات الإدارة الأميركية الجديدة. ومع ذلك، لم يتعدَّ الأمر حدود ما يُتداول في سوق الشائعات؛ إذ لم يصدر العراق احتجاجاً رسمياً، ولم تقدم واشنطن أي توضيح حول طبيعة الحادث، مما جعل الحادث مصدراً إضافياً يغذي تلك الشائعات بالمزيد من الأخبار.

نشاط الكاظمي والشائعات

وفي الوقت نفسه، كانت عودة رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي إلى بغداد مفاجئة وفي توقيت غير متوقع، مما أضاف مزيداً من التوتر إلى الأجواء السياسية في البلاد.

ورغم أنه لا توجد قضية قضائية ضد الكاظمي تمنع عودته، فإن تزامن عودته مع سلسلة من الأحداث والتحركات في العراق والمنطقة، جعلها تبدو كما لو كانت مدفوعة أو مرتبطة بتطورات معينة.

وبدأت ماكينة التسريبات الإعلامية تعمل على مدار الساعة، خاصة مع النشاط الملحوظ للكاظمي هذه المرة، حيث زار كبار المسؤولين، واستقبل وزراء وشيوخ عشائر وإعلاميين. وأسهم هذا النشاط في ارتفاع منسوب الشائعات حول ما إذا كانت عودته طبيعية ومرتبطة بالانتخابات المقبلة، أم أنها مرتبطة بتطورات معينة في العراق والمنطقة.