الأردن: تعديل مفاجئ على حكومة الخصاونة

في خضم تلويح نيابي بحجب الثقة بعد أحداث معان

جلسة مجلس النواب الأردني صباح أمس (بترا)
جلسة مجلس النواب الأردني صباح أمس (بترا)
TT

الأردن: تعديل مفاجئ على حكومة الخصاونة

جلسة مجلس النواب الأردني صباح أمس (بترا)
جلسة مجلس النواب الأردني صباح أمس (بترا)

على نحو مفاجئ أجرى رئيس الحكومة الأردني بشر الخصاونة تعديلا وزاريا، هو السادس منذ تكليفه بتشكيل الحكومة في أكتوبر (تشرين الأول) من العام قبل الماضي. في وقت ما تزال فيه البلاد تعيش تداعيات استشهاد 4 رجال أمن، على خلفية الكشف عن خلية إرهابية جنوب المملكة.
وبموجب التعديل الوزاري، فقد استدعي مكرم القيسي السفير الأردني في باريس ليحمل حقيبة وزارة السياحة والآثار خلفا لنايف الفايز الذي قرر مجلس الوزراء تعيينه رئيسا لمجلس مفوضي سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة.
وتحدثت مصادر حكومية مطلعة أن انتقال الفايز لرئاسة سلطة العقبة، جاء في سياق تطوير البنية السياحية للمدينة التي شهدت تراجعا ملحوظا في عهد سابقه نايف البخيت، كما أن الفايز استطاع خلال مسؤوليته في وزارة السياحة لأكثر من مرة أن يستحدث برامج للسياحة الداخلية والخارجية، مكنت من رفع إيرادات الموازنة العامة من القطاع السياحي. كما ساهم في التخفيف من حدة الخسائر التي لحقت بالقطاع السياحي خلال أزمة وباء فيروس كورونا في عامي 2020 و 2022.
التعديل الحكومي الأخير جاء محملا بالرسائل السياسية في غمرة التحليلات التي تحدثت عن رحيل وشيك لحكومة الخصاونة، أمام غضبة نيابية تفاعلت للتلويح بتوقيع مذكرة حجب الثقة، إلا أن رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي تمكن من التخفيف من حدة الأزمة بين السلطتين، في وقت دخل فيه موعد الاستحقاق الدستوري لمناقشة وإقرار مشروع قانون الموازنة العامة.
وقد جاء التعديل على وقع احتجاجات شهدتها المحافظات الجنوبية على خلفية إضراب سائقي الشاحنات نتيجة رفع أسعار مادة الديزل، وتواصلت الاحتجاجات على مدى الأسبوعين الماضيين، بعد رفع سقف المطالبات برحيل الحكومة، كما أدت إلى أعمال شغب أغلقت الطريق الدولي الرابط بين العقبة وباقي محافظات المملكة.
وأدت الأحداث التي شهدتها محافظة معان (300 كم) جنوب العاصمة مؤخرا، للكشف عن خلية إرهابية نفذت كمينا ليلة الخميس قبل الماضي أسفر عن مقتل نائب مدير الشرطة في المحافظة، وبعدها جرى تنفيذ مداهمة لموقع اختباء الخلية ما تسبب بمقتل ثلاثة رجال أمن وإصابة آخرين، فيما قتل إرهابي واحد وألقي القبض على تسعة آخرين، ومصادرة مجموعة من الأسلحة الأوتوماتيكية والذخائر بحوزة الخلية الإرهابية التي يشتبه بارتباطها بجماعات متطرفة خارج البلاد.
وفي وقت سعت فيه أطراف لتحميل الحكومة المسؤولية عن الأحداث الأخيرة، جاء التعديل ليحسم تجاه استمرارها في تنفيذ الأجندة المطلوبة منها ضمن مسارات ثلاثة، وهي مشروع تحديث المنظومة السياسية، والرؤية الاقتصادية، والتطوير الإداري، التي كلفها بها العاهل الأردني خلال خطابه في افتتاح أعمال الدورة البرلمانية المنعقدة حاليا.
كانت الاحتجاجات السلمية والإضرابات لسائقي الشاحنات انطلقت في مناطق متفرقة من المملكة في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، تطورّت لاحقا في بعضها إلى أعمال عنف واعتداءات على الممتلكات، تخللها تعطيل حركة الشحن من وإلى ميناء العقبة، والطريق الصحراوي الذي يربط محافظات الجنوب ببعضها وبمناطق الوسط والشمال وسط ترجيحات بوقوع خسائر فادحة تقدّر بالملايين.
وتعيش المملكة أزمة اقتصادية حيث سجل معدّل البطالة في الربع الثاني فيه من العام الحالي 22.6 في المائة، فيما اقتربت نسبة التضخم من حاجز 5 في المائة حتى نوفمبر (تشرين ثاني) المنصرم. وقدرّت زيادات أسعار المحروقات خلال عامين بـ16 زيادة، في حين بلغ العجز المقدر في مشروع قانون الموازنة العامة للسنة الجديدة 2.5 مليار دينار، في حين أن المناطق الجنوبية من المناطق الأكثر معاناة تنمويا واقتصاديا وتضم عدة جيوب الفقر، ما يدفع باتجاه الخشية من عودة الاحتجاجات مجددا.


مقالات ذات صلة

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

المشرق العربي اليمين الإسرائيلي يطالب بتدفيع الأردن ثمناً سياسياً مقابل تحرير العدوان

اليمين الإسرائيلي يطالب بتدفيع الأردن ثمناً سياسياً مقابل تحرير العدوان

خلال المفاوضات الجارية بين الحكومتين حول اعتقال النائب الأردني عماد العدوان، المشتبه به في محاولة تهريب كمية كبيرة من الأسلحة والذهب إلى الضفة الغربية، أبدت السلطات الإسرائيلية موقفاً متشدداً أوضحت فيه أنها لن تطلق سراحه قبل الانتهاء من محاكمته، فيما طالبت أوساط في اليمين الحاكم بأن يدفع الأردن ثمناً سياسياً ذا وزن ثقيل مقابل تحريره، مثل تخليه عن الوصاية الهاشمية على الحرم القدسي الشريف وبقية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة. وقالت مصادر في اليمين إن «تهمة النائب الأردني خطيرة للغاية على الصعيدين الدبلوماسي والأمني على السواء، وكان يمكن له أن يتسبب في قتل إسرائيليين كثيرين لو نجحت خطته

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي الأردن يؤكد أن ظروف توقيف العدوان في إسرائيل تحترم حقوقه القانونية والإنسانية

الأردن يؤكد أن ظروف توقيف العدوان في إسرائيل تحترم حقوقه القانونية والإنسانية

أكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، أن النائب عماد العدوان الذي أوقفته السلطات الإسرائيلية قبل أيام على خلفية قضية تهريب مزعومة لكميات من الأسلحة والذهب، بـ«صحة جيدة ولا يتعرض لأي ممارسات مسيئة جسدياً أو نفسياً»، لافتة إلى أنه «طلب طمأنة أسرته أنه بصحة جيدة». وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السفير سنان المجالي، في بيان صحافي (الثلاثاء)، إن السفير الأردني في تل أبيب غسان المجالي، تحدث بشكل مفصل مع النائب العدوان حول ظروف توقيفه وإجراءات التحقيق معه، وتأكد منه أن ظروف توقيفه تحترم حقوقه القانونية والإنسانية.

المشرق العربي إسرائيل تحقق في وجهة أسلحة النائب الأردني

إسرائيل تحقق في وجهة أسلحة النائب الأردني

يحقق جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في وجهة الأسلحة التي كان ينقلها النائب الأردني، عماد العدوان، في سيارته إلى الضفة الغربية، فيما ستحدد المسألة إلى حد كبير كيف ستتعامل إسرائيل مع القضية التي زادت من حدة التوترات مع عمان. وفيما فرض «الشاباك» تعتيماً إعلامياً على القضية، فإنَّ التحقيق مع العدوان استمر أمس، لليوم الثاني، حول الأسلحة، وما إذا كانت متعلقة بالتجارة أم بدعم المقاومة الفلسطينية، وهل كانت المرة الأولى، ومن هم المتورطون في القضية. وكان العدوان اعتُقل الأحد على جسر «اللنبي» الإسرائيلي، بين الأردن والضفة الغربية، بعد معلومات قال وزير الخارجية الإسرائيلية إيلي كوهين، إنَّها استخبا

كفاح زبون (رام الله)
يوميات الشرق بيانات تعزية متواصلة لمصر في وفاة مساعد ملحقها الإداري بالخرطوم

بيانات تعزية متواصلة لمصر في وفاة مساعد ملحقها الإداري بالخرطوم

مع إعلان مصر، مساء الاثنين، «استشهاد» مساعد الملحق الإداري بسفارتها في الخرطو، توالت اليوم (الثلاثاء) بيانات عدد من الدول، في مقدمتها المملكة العربية السعودية، والأردن، وروسيا، للإعراب عن مواساتها للقاهرة في الحادث. في حين أكدت وزارة الخارجية المصرية أن «السفارة المصرية في الخرطوم وقنصليتي الخرطوم وبور سودان والمكتب القنصلي في وادي حلفا تواصل التنسيق مع المواطنين المصريين لإجلائهم». ونعت وزارة الخارجية المصرية وأعضاؤها ببالغ الحزن والأسى «شهيد الواجب» مساعد الملحق الإداري بسفارة مصر في الخرطوم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

العراق: بوادر اتفاق لحسم رئاسة البرلمان

جانب من اجتماع للسوداني مع قادة الأحزاب السياسية بكركوك في فبراير الماضي (إعلام حكومي)
جانب من اجتماع للسوداني مع قادة الأحزاب السياسية بكركوك في فبراير الماضي (إعلام حكومي)
TT

العراق: بوادر اتفاق لحسم رئاسة البرلمان

جانب من اجتماع للسوداني مع قادة الأحزاب السياسية بكركوك في فبراير الماضي (إعلام حكومي)
جانب من اجتماع للسوداني مع قادة الأحزاب السياسية بكركوك في فبراير الماضي (إعلام حكومي)

أفادت مصادرُ عراقية بأنَّ أحزاباً سُنية وشيعية باتت قريبة من حسم الخلاف على رئاسة البرلمان.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إنَّ «القوى السياسية توافقت بعد أشهر من الخلافات على تعديل النظام الداخلي للبرلمان، ليتمكّن من فتح باب الترشيح مجدداً لمنصب الرئيس». وأشارت إلى أنَّ «الإطار التنسيقي يميل الآن إلى التهدئة مع السُّنّة والأكراد، لأنَّهما حليفان محتملان في الانتخابات التشريعية المقبلة».

وأوضحت المصادر أنَّ القوى السُّنية من خارج «تقدم» أخفقت في تقديم مرشح يتوافق عليه «الإطار التنسيقي»، ما أسهم في تعزيز حظوظ حزب الحلبوسي ومرشحه المرتقب للمنصب.

ولوّح حزب «تقدم»، الأسبوع الماضي، بالانسحاب من العملية السياسية.

وفي كركوك، ظهرت بوادر اتفاق على المحافظ الجديد بعد مرور 6 أشهر على الانتخابات المحلية. وقالت مصادر، لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ القوى الكردية والعربية قريبة من اتفاق على تناوب المنصب سنتين لكل طرف.

ورجَّح مصدر «خروج التركمان من المنافسة، بعد أن اقترحوا صيغة ثلاثية لتقاسم المنصب، غير أنَّهم يملكون مقعدين فقط في مجلس المحافظة، وهو ما لا يؤهلهم لشغل المنصب».


مفوضية اللاجئين لـ«الشرق الأوسط»: لا مؤامرة لإبقاء السوريين في لبنان

ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إيفو فرايسن (مفوضية شؤون اللاجئين)
ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إيفو فرايسن (مفوضية شؤون اللاجئين)
TT

مفوضية اللاجئين لـ«الشرق الأوسط»: لا مؤامرة لإبقاء السوريين في لبنان

ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إيفو فرايسن (مفوضية شؤون اللاجئين)
ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إيفو فرايسن (مفوضية شؤون اللاجئين)

أكَّد ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إيفو فرايسن أنَّه «لا توجد مؤامرة دولية لإبقاء اللاجئين السوريين في لبنان، كما أنَّه لا توجد أجندة خفية في هذا الشأن».

ويأتي كلام المسؤول الأممي في ظل اتهامات تسوّقها المعارضة للحكومة بالقبول بـ«رشوة» من المفوضية الأوروبية بعد تبرعها بمليار دولار للبنان، وهو مبلغ ترى فيه المعارضة «ثمناً» لإبقاء النازحين السوريين في لبنان. وتمنَّى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة إلى جلسة نيابية عامة لمناقشة موضوع النازحين بهدف «وقف الاستغلال السياسي الرخيص الحاصل» لهذا الموضوع.

وكشف ممثل مفوضية اللاجئين، إيفو فرايسن، في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، أنَّ المفوضية ستدعو خلال مؤتمر ببروكسل في 27 مايو (أيار) الحالي، لـ«زيادة الدعم» للنازحين «داخل سوريا، وكذلك في البلدان المجاورة». وشدَّد على أنَّ الحل لأزمة النازحين هو داخل سوريا، معتبراً أنَّه «إذا أرادت سوريا والمجتمع الدولي عودة مزيد من اللاجئين (إلى بلادهم)، فتجب تهيئة ظروف العودة بشكل أكبر. وهذه مسؤولية تقع على عاتق السلطات السورية».

ودعا فرايسن: «المجتمعات اللبنانية إلى الامتناع عن إلقاء اللوم بشكل جماعي وظالم على الأفراد السوريين، وحمايتهم من استهدافهم بجرائم لم يرتكبوها».


إسرائيل: «حماس» تعرقل التوصل إلى اتفاق بالإصرار على وقف الحرب

جنود الجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود مع غزة (أ.ف.ب)
جنود الجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود مع غزة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل: «حماس» تعرقل التوصل إلى اتفاق بالإصرار على وقف الحرب

جنود الجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود مع غزة (أ.ف.ب)
جنود الجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود مع غزة (أ.ف.ب)

قال مسؤول إسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية، السبت، إن حركة «حماس» تعرقل إمكان التوصل إلى اتفاق تهدئة في غزة بإصرارها على مطلب وقف الحرب في القطاع.

ورأى المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، أن «المعلومات التي تفيد بأن إسرائيل وافقت على وضع حد للحرب، في إطار اتفاق على تبادل للسجناء أو بأن إسرائيل ستسمح للوسطاء بضمان وقف الحرب، غير دقيقة. إلى الآن، لم تتخلَّ (حماس) عن مطلبها وضع حد للحرب، وهي بذلك تعرقل إمكان التوصل إلى اتفاق»، بشأن مقترح للتهدئة بعد نحو 7 أشهر على اندلاع الحرب في قطاع غزة.

من جهته، قال مسؤول في حركة «حماس» إن المحادثات التي جرت، السبت، في القاهرة مع الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) لم تشهد «أي تطورات».

وأضاف القيادي في الحركة: «انتهى اليوم (السبت) من التفاوض وغداً جولة جديدة».

وذكرت وسائل إعلام صباح السبت أن واشنطن قدمت ضمانات لـ«حماس» بأن إسرائيل ستوافق على وقف إطلاق النار بمجرد التوصل إلى اتفاق هدنة.

ويدير الوسطاء منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة بين «حماس» وإسرائيل للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة الذي يشهد غارات دامية ومعارك منذ نحو 7 أشهر.

من المفترض أن تشمل هذه الهدنة خصوصاً وقف القتال وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل رهائن خطفوا خلال الهجوم غير المسبوق الذي نفذته الحركة الفلسطينية من قطاع غزة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) وأدى لاندلاع الحرب.

وأكدت «حماس»، الجمعة، إلى أنها ستتوجه إلى القاهرة «بروح إيجابية... للتوصل إلى اتفاق»، في حين شددت على أنها تظل «عازمة» على تحقيق شرط «وقف العدوان بشكل كامل وانسحاب قوات الاحتلال وعودة النازحين وإغاثة شعبنا وبدء الإعمار وإنجاز صفقة تبادل جادة».

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كرر مراراً تصميمه على شن هجوم كبير على مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، التي يعتبرها آخر معقل لـ«حماس»، ويستبعد إنهاء الحرب قبل القضاء على الحركة.

واعتبرت «حماس» أن تلك التصريحات هدفها «إفشال أي إمكانية لعقد اتفاق».

على صعيد متصل، تظاهر آلاف الأشخاص ومن بينهم أقارب رهائن مساء السبت في تل أبيب لمطالبة حكومة نتنياهو بإبرام اتفاق هدنة يسمح بعودة الرهائن، وكُتب على لافتة تحمل صورة لنتنياهو: «أنت من يقوض أي اتفاق».


لماذا تريد «حماس» هدنة الآن... الحسابات السياسية والخاصة

فلسطينيون يتفقدون الأضرار في أعقاب القصف الإسرائيلي على رفح (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتفقدون الأضرار في أعقاب القصف الإسرائيلي على رفح (أ.ف.ب)
TT

لماذا تريد «حماس» هدنة الآن... الحسابات السياسية والخاصة

فلسطينيون يتفقدون الأضرار في أعقاب القصف الإسرائيلي على رفح (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتفقدون الأضرار في أعقاب القصف الإسرائيلي على رفح (أ.ف.ب)

بعد أسابيع طويلة من المفاوضات التي كانت تصل دائماً إلى طريق مسدودة، بدا ضوء في آخر النفق هذه المرة، ساعدت في بزوغه تنازلات قدّمها كل من إسرائيل و«حماس». ومع بدء مفاوضات شبه حاسمة في القاهرة، يوم السبت، أكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» أن حركته ستستكمل المباحثات بروح إيجابية.

ويتضح من موقف الحركة أنها ماضية نحو اتفاق أكثر جدية هذه المرة، أرادته أن يكون تحت «مظلة وطنية»، وذلك بعد الاتصالات التي أجرتها لأول مرة بشكل علني مع فصائل فلسطينية أخرى في لقاءات عقدت في إسطنبول خلال زيارة هنية للمدينة. وفتح هذا التغيير الإيجابي كثيراً من التساؤلات حول التغييرات التي طرأت في مواقف «حماس»، فهل هي حقيقية؟ ولماذا الآن؟

دخان تصاعد في وقت سابق بعد الغارات الإسرائيلية على رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

تأكيد على التغييرات

وأظهرت وسائل الإعلام التابعة لحركة «حماس» تغييراً في لغة الخطاب في الساعات الأخيرة، وبدا أنها تروج لقرب التوصل إلى الاتفاق، حيث نشرت مقابلات مع قيادات من «الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية»، باعتبارهما الفصيلين اللذين شاركا بشكل أساسي في لقاءات إسطنبول، وأشاد هؤلاء بموقف المقاومة والصمود الذي أبلته في الميدان، وكذلك في الحوارات التي خاضتها لتحقيق مطالب سكان قطاع غزة.

وسلطت بعض تلك الوسائل على ما نسب لعضو مكتب سياسي من «الجبهة الشعبية»، قال إن قائد «حماس» في قطاع غزة الذي تلاحقه إسرائيل منذ هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تواصل مع القيادة السياسية للفصائل خلال اجتماعاتها الأخيرة. وبذلك، تكون وسائل الإعلام التابعة لـ«حماس» قد دخلت في مرحلة الترويج لحقيقة قرب الاتفاق، واعتباره اتفاقاً شاركت فيه الفصائل الأخرى، مثل «الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية»، وكذلك قائد «حماس» في غزة يحيى السنوار.

إسماعيل هنية ويحيى السنوار خلال اجتماع لقادة فصائل فلسطينية في غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

ترويج للاتفاق

وقالت مصادر في الحركة لـ«الشرق الأوسط» إن الاتفاق قريب فعلاً. كما بدأ محللون محسوبون على «حماس» بالترويج لهذا الاتفاق. وكتب إياد القرا، الشخصية المعروف قربها من السنوار، عبر صفحاته في شبكات التواصل الاجتماعي، يوم الخميس: «بعد حرب 7 أشهر، وتعنت نتنياهو في الوصول لاتفاق، قد نكون أقرب للذهاب إلى شكل من أشكال وقف إطلاق النار، لكن القتال توقف، والحرب لم تتوقف». ثم عاود صباح يوم السبت، وكتب: «ساعات حاسمة، والكرة باتت في ملعب الاحتلال الذي يمارس القتل والتدمير. إما أن يوافق على الورقة المصرية، أو يواصل المراوغة وإطالة أمد الحرب».

لكن إذا كانت «حماس» جادة اليوم، فما الذي تغير؟ بعد مرور 211 يوماً على الحرب الإسرائيلية المدمرة في قطاع غزة، يتضح أن حركة «حماس» أصبحت أكثر حاجة للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار، ولو كان مؤقتاً، وليس بالشكل الذي كانت تتمناه الحركة، من أجل تحقيق «انتصار» كانت ترغب فيه.

يحيى السنوار... جهاز «الشاباك» عرض على رئيس الوزراء الإسرائيلي 6 مخططات لاغتياله (أ.ب)

أسباب التغيير

المرونة التي أبدتها «حماس» جاءت في الحقيقة لعدة أسباب، الأول أن الحركة التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007، بدأت تشعر أنها منهكة أكثر من أي وقت سبق، وبحاجة إلى هذه الهدنة، ولو كانت مؤقتة، على أمل أن تنجح الضمانات التي ستحصل عليها من الوسطاء، ومن الولايات المتحدة، في إقناع إسرائيل بوقف الحرب بشكل نهائي.

وتسببت الحرب الإسرائيلية في تدمير كثير من مقدرات «حماس»، وجناحها العسكري «كتائب القسام»، لذلك هناك إجماع داخل الحركة من المستويين السياسي والعسكري على أن تكون هناك مرونة أكبر في التعامل مع الهدنة.

أما السبب الثاني فهو الأزمة المالية الكبيرة التي تعاني منها «حماس»، حيث لم تستطع سوى توفير دفعات مالية محدودة لا تتعدى 200 دولار لموظفيها الحكوميين، و250 دولاراً لموظفيها التابعين للعمل الحركي التنظيمي، و300 دولار لنشطاء «القسام».

ومن بين الأسباب غير المعلنة أيضاً أن «كتائب القسام» تسعى لمنح مقاتليها استراحة، ومحاولة ترتيب وإعادة تموضع لقواتها، وحصر الخسائر والأضرار. وسبب آخر أن «حماس» تسعى إلى التخلص من عبء بقاء الأسرى الإسرائيليين لديها في ظل استمرار القصف ومقتل عدد منهم وحاجتها لكثير من الموارد لحمايتهم، ولا تريد أن تجازف بخسارتهم باعتبارهم الورقة الرابحة والأهم، من أجل تحقيق اتفاق قد ينهي الحرب ويضمن إطلاق عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين.

والأهم من كل ذلك أن «حماس» تريد تجنب اقتحام رفح، لأن ذلك يهدد سلامة اللواء الوحيد التابع لـ«كتائب القسام» الذي بقي كما هو من دون أن يمسه الجيش الإسرائيلي، وقد يعني دخول رفح أيضاً الوصول إلى قيادات في «حماس» ومحتجزين إسرائيليين، إضافة إلى المجازر المتوقع حدوثها إذا اقتحمت إسرائيل المدينة.

«مجاعة شاملة» بعد أكثر من 6 أشهر على الحرب بين إسرائيل و«حماس» (أ.ب)

اقتحام رفح

وتضع «حماس» مسألة اقتحام رفح ضمن شروط الهدنة. وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي مصطفى إبراهيم، لـ«الشرق الأوسط»، إنه من «الواضح أن القضايا الإنسانية الملحة كانت سبباً دفع الطرفين لقبول مقترح الهدنة المصري الأخير». وأضاف: «لكن بالتأكيد هناك حسابات سياسية دخلت في هذا التغيير، سواء من قبل (حماس) أو إسرائيل، إذ إن الأولى لا تريد أن تخسر احتضان قطر لها في ظل ما تتعرض له، كما لا تريد أن تخسر مصر كجارة مهمة لقطاع غزة، ومرور قياداتها عبر أراضيها للتنقل من القطاع وإليه».

وتابع: «بذلك تكون قد فقدت عوامل مهمة في الوقوف إلى جانبها، ولو كان بشكل محايد في بعض القضايا. في المقابل، لا تريد إسرائيل أن تخسر مزيداً من الدعم الأميركي، في ظل الانتقادات الموجهة باستمرار لحكومة بنيامين نتنياهو، ومعارضة واشنطن لأي عملية عسكرية في رفح، قد تزيد من معاناة سكان القطاع».


«حماس»: وقف إطلاق النار في غزة مرتبط بالاستجابة لمطالبنا

مقاتل من الجناح العسكري لـ«حماس» في عرض عسكري (رويترز)
مقاتل من الجناح العسكري لـ«حماس» في عرض عسكري (رويترز)
TT

«حماس»: وقف إطلاق النار في غزة مرتبط بالاستجابة لمطالبنا

مقاتل من الجناح العسكري لـ«حماس» في عرض عسكري (رويترز)
مقاتل من الجناح العسكري لـ«حماس» في عرض عسكري (رويترز)

قال طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن «وقف إطلاق النار والوصول إليه مرتبطان بالاستجابة لمطالب الحركة والمطالب الوطنية للشعب الفلسطيني».

وأضاف النونو في حديثه مع «وكالة أنباء العالم العربي»، اليوم السبت، أن الحركة تتمسك بأربع نقاط أساسية هي: «وقف العدوان بشكل كامل على قطاع غزة، أي وقف إطلاق النار الدائم والمستدام، والنقطة الثانية انسحاب الاحتلال الكامل والشامل من قطاع غزة، النقطة الثالثة صفقة تبادل مشرفة وجادة، والنقطة الرابعة هي الإعمار وإنهاء الحصار ودخول احتياجات الشعب الفلسطيني».

وتابع النونو: «إذا ما تم هذا الأمر يمكن أن يكون هناك اتفاق». مشيراً إلى أن الاتفاق مرتبط بمدى استجابة إسرائيل لهذه المطالب.

ورداً على سؤال عن آلية تنفيذ الاتفاق، إن حدث، قال النونو: «نحن نتحدث عن اتفاق رزمة واحدة حول هذه القضايا، هناك كثير من التفاصيل في هذا الموضوع، إذا ما تم الاتفاق بالتأكيد فسنعلن للشعب الفلسطيني ومن ثم سيعرف شعبنا كيف سيتم التنفيذ».

ورداً على تصريحات مسؤول إسرائيلي قريب من محادثات وقف إطلاق النار في غزة، التي أكد فيها أن «إسرائيل لن توافق تحت أي ظرف من الظروف على إنهاء الحرب بوصفه جزءاً من اتفاق للإفراج عن المحتجزين»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، قال النونو: «التصريحات الإسرائيلية كثيرة، نحن نتعامل مع عروض ومع أوراق تصل إلينا وليس مع التصريحات الإعلامية، ومن ثم نحن نؤكد أن أي اتفاق لا بد أن يضمن وقف إطلاق النار، وإلا فعمَّ نتحدث؟ إذا كان هذا المسؤول يقول إنه لا يوجد وقف إطلاق النار، فالاتفاق إذن حول ماذا؟».

وتابع: «من ثم لا يمكن أن يكون هناك اتفاق إلا بوقف إطلاق النار، وإلا فما معنى اتفاق دون وقف إطلاق النار».

وحول مغادرة أي من قيادات حماس غزة، قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس «لا يمكن مناقشة خروج أي من قادة الحركة من قطاع غزة، وهذا غير موجود على أجندة الحركة ولا على أجندة المفاوضات».

وفيما يتعلق بموضوع الانقسام الداخلي الفلسطيني، قال النونو: «لا يوجد ربط ما بين قضية الانقسام وقضية الاتفاق، والمفاوضات تتم بشكل غير مباشر مع الاحتلال الإسرائيلي».

وأضاف: «هذا جزء من حواراتنا الوطنية، هو مرتبط بالحوارات الفلسطينية - الفلسطينية، وهي غير موجودة حالياً، لا يوجد أي حوار الآن في موضوع إنهاء الانقسام».


قوات إسرائيلية تقتل 5 فلسطينيين خلال مداهمة بالضفة الغربية

عناصر من القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية (أرشيف - رويترز)
عناصر من القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية (أرشيف - رويترز)
TT

قوات إسرائيلية تقتل 5 فلسطينيين خلال مداهمة بالضفة الغربية

عناصر من القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية (أرشيف - رويترز)
عناصر من القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية (أرشيف - رويترز)

نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر أمنية فلسطينية القول إن القوات الإسرائيلية قتلت 5 فلسطينيين خلال مداهمة ليلية في بلدة قريبة من مدينة طولكرم بالضفة الغربية المحتلة.

وقالت المصادر الأمنية ومراسل لـ«رويترز» في مكان الحادث إن القوات الإسرائيلية انتشلت بعض الجثث بعد المداهمة في بلدة دير الغصون.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ينفذ «أنشطة لمكافحة الإرهاب في المنطقة».

والمداهمة التي وقعت، السبت، في مدينة طولكرم المضطربة هي الأحدث في سلسلة من الاشتباكات في الضفة الغربية المحتلة بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين والتي تصاعدت منذ أكثر من عامين، لكن حدتها تفاقمت منذ الهجوم الذي قادته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول).

وتشير سجلات وزارة الصحة الفلسطينية إلى مقتل ما لا يقل عن 460 فلسطينياً على أيدي القوات الإسرائيلية والمستوطنين اليهود في الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وكان معظم القتلى من المقاتلين المسلحين، إلى جانب مقتل شبان يرشقون الحجارة ومدنيين غير مشاركين في أعمال العنف.

ويريد الفلسطينيون أن تكون لهم دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وتضم الضفة الغربية وغزة.

وتعثرت محادثات تدعمها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين خلال العقد الماضي، لكن حرب غزة زادت الضغوط من أجل إحياء الجهود الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين.

وقال مسؤولو صحة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة «حماس» إن أكثر من 34 ألف فلسطيني قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ 7 أشهر على القطاع.

وبدأت الحرب عندما هاجم مسلحون من «حماس» إسرائيل في السابع من أكتوبر، وهو ما أدى حسبما تشير إحصاءات إسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص، واختطاف 252 آخرين، يعتقد أن 133 منهم ما زالوا محتجزين في غزة.


السياسة والميدان يتحكمان بوتيرة المواجهات في جنوب لبنان

النيران تتصاعد من بلدة طيرحرفا في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
النيران تتصاعد من بلدة طيرحرفا في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

السياسة والميدان يتحكمان بوتيرة المواجهات في جنوب لبنان

النيران تتصاعد من بلدة طيرحرفا في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
النيران تتصاعد من بلدة طيرحرفا في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

تتصاعد حدة المواجهة حيناً، وتتراجع حيناً آخر في جنوب لبنان، ما يبقي كل الاحتمالات واردة، بما فيها توسعة الحرب، وهو ما تعكسه التحركات العسكرية والمواقف الصادرة عن الطرفين، ولا سيما إسرائيل، التي قامت في الأيام الأخيرة بمحاكاة لعملية هجومية على الجبهة الشمالية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه خلال الأسبوع الأخير أُجْرِي تمرين مباغت، جرى خلالها التدرب على سيناريوهات متنوعة، حيث شمل التمرين نشراً سريعاً للمدافع لأغراض هجومية، وذلك بهدف محاكاة القتال في سيناريوهات قتالية مختلفة على الحدود اللبنانية في مواجهة «حزب الله».

وانخفضت في الأيام الأخيرة حدة المواجهات على جبهة الجنوب، وهو ما يرى فيه البعض أنه يرتبط بمسار المفاوضات السياسية، بينما يعزو البعض الآخر هذا التبدّل لواقع الأرض العسكري.

وفيما يجمع الخبراء والمحللون على أن احتمال توسعة الحرب في لبنان لا يزال مرتفعا، يربط بعضهم وتيرة المواجهات بالمفاوضات المرتبطة بغزة من جهة، وبجبهة الجنوب من جهة أخرى، بينما يرى البعض الآخر أن التطورات الميدانية والعسكرية هي التي تتحكم بوتيرة المواجهات.

ويتحدث العميد المتقاعد، الخبير العسكري، خليل حلو، عن عوامل عدة تتحكم بالمعركة، على رأسها الوضع الميداني. ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «ظروف القتال هي التي تجعل المواجهات العسكرية تتراجع أو تتصاعد، فإذا عمد الإسرائيلي إلى اكتشاف مراكز لـ(حزب الله) وتدميرها كما حصل أخيراً، في عيترون وعيتا الشعب، فستتراجع الوتيرة، حيث سيعمل الحزب على البحث عن مراكز قتال أخرى، وأن يبدل في طريقة القتال، والعكس صحيح بالنسبة إلى إسرائيل».

ولا يرى الحلو ترابطاً في تبدل وتيرة العمليات مع المفاوضات، موضحاً: «على سبيل المثال، الطرح الفرنسي والمفاوضات المرتبطة بالجنوب لم تشهد أي تبدل منذ 7 أشهر، بينما لا تزال الموانع الأميركية لناحية شنّ عملية كبيرة ضد (حزب الله) على حالها، في حين لا يريد الحزب بدوره توسيع الحرب، وهو ما تعكسه ردة فعله على العمليات التي تستهدفه، حيث لم يسجل استهدافه حقول الغاز في إسرائيل، على سبيل المثال».

وعن المناورات الأخيرة للجيش الإسرائيلي، يقول الحلو: «احتمال الحرب لا يزال مرتفعاً، وليس سهلاً أن تحرك إسرائيل 3 أو 4 فرق عسكرية، وهي التي تبدو على كامل استعدادها لتوسعة الحرب، وهي متفرغة لجبهتين عبر 4 فرق على الحدود مع لبنان (نحو 40 ألفاً) و3 فرق على الحدود مع غزة، مقابل نحو 10 آلاف عنصر من (حزب الله)، وفق التقديرات الإسرائيلية، في بداية الحرب، وهو العدد الذي لا شك أنه انخفض اليوم».

وبانتظار ما ستؤول إليه المعركة الجارية بين إسرائيل و«حزب الله»، يؤكد الحلو أن مسار الحروب لا يسير دائماً كما هو مخطط لها، ويقول: «اذا اتخذت تل أبيب قرار الحرب، فعندها لا يمكن التحكم والسيطرة على الوضع وحصرها في الجنوب، ولا سيما أن مراكز الحزب الأساسية حيث الصواريخ الدقيقة والمسيرات موجودة في بعلبك والهرمل، إضافة إلى سوريا».

في المقابل، تختلف وجهة نظر مدير معهد «الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية»، الدكتور سامي نادر، الذي يعدّ أن وتيرة المعركة تسير على وقع المفاوضات التي تقترب حيناً إلى الحلّ، وتبتعد عنه حيناً آخر. ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن هناك ضغوطاً تمارس من قبل أميركا للتوصل إلى تسوية، لكن لا تبدي تل أبيب استعداداً لذلك، لأسباب كثيرة، فيما لا يزال سقف حركة «حماس» مرتفعاً، ما يجعل المعركة مفتوحة على كل الاحتمالات، بما فيها توسعة الحرب التي تبدو مضبوطة اليوم بفعل الضغوط الدولية.

وبين هذا وذاك، يرى رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري» (أنيجما)، رياض قهوجي، أن الإسرائيلي يناور ويستفيد في مرحلة المفاوضات الشاقة، من الفرص العسكرية، وهو ما يجعل وتيرة المواجهات والعمليات تنخفض وترتفع. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «(حزب الله) اليوم هو في موقف صعب، ولا تزال ردة فعله محصورة ببعض المنشآت العسكرية والمستوطنات، فيما يتم اعتراض معظم الصواريخ التي يطلقها، كما أنه لم يسجل في إسرائيل إلا 5 بالمائة من نسبة القتلى الذين سقطوا في صفوفه، ما يوضح من الذي يدفع الثمن الأكبر، ومن المستفيد الأكبر».

وميدانياً، أطلق الجيش الإسرائيلي النار قرب راعي ماشية في الوزاني دون إصابته، ونفّذت مسيرة إسرائيلية غارة جوية استهدفت سيارة مركونة إلى جانب الطريق العام بين مدينة بنت جبيل وبلدة كونين، ولم يفد عن وقوع إصابات.

كما شنّ الطيران الإسرائيلي غارة استهدفت منزلاً خالياً من سكانه في بلدة طيرحرفا فدمرته بالكامل، واستهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي جبل بلاط لجهة بلدة راميا وأطراف بلدتي الناقورة وعلما الشعب وأطراف بلدة عيتا الشعب لجهة بلدة دبل.

في المقابل، نفّذ «حزب الله» عدة عمليات، وأعلن في بيانات متفرقة عن استهدافه جنوداً إسرائيليين أثناء تحركهم داخل ‏موقع بيّاض والتجهيزات التجسسية في موقع الراهب، إضافة إلى موقع الرادار في مزارع شبعا.


«الصحة الفلسطينية»: غزة تعيش كارثةً صحية غير مسبوقة واجتياح رفح يعني «إبادة جماعية»

فلسطينيون أصيبوا في غارات إسرائيلية ينتظرون العلاج في مستشفى «الشفاء» بمدينة غزة (أ.ب)
فلسطينيون أصيبوا في غارات إسرائيلية ينتظرون العلاج في مستشفى «الشفاء» بمدينة غزة (أ.ب)
TT

«الصحة الفلسطينية»: غزة تعيش كارثةً صحية غير مسبوقة واجتياح رفح يعني «إبادة جماعية»

فلسطينيون أصيبوا في غارات إسرائيلية ينتظرون العلاج في مستشفى «الشفاء» بمدينة غزة (أ.ب)
فلسطينيون أصيبوا في غارات إسرائيلية ينتظرون العلاج في مستشفى «الشفاء» بمدينة غزة (أ.ب)

قالت وزارة الصحة الفلسطينية، السبت، إن قطاع غزة يعيش كارثةً صحية غير مسبوقة، وإن اجتياح إسرائيل المتوقع لمدينة رفح على الحدود المصرية يعني «إبادة جماعية».

وأشارت الوزارة إلى أن الهجوم الإسرائيلي على غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين) الأول الماضي أدى إلى «انهيار المنظومة الصحية في القطاع، وحرمان المرضى والجرحى من حصولهم على العلاج اللازم، ووفاة كثير منهم».

وحذرت الوزارة من «إبادة جماعية قد تحدث» إذا نفذت إسرائيل تهديداتها باجتياح رفح، وقالت إن أكثر من 1.2 مليون مواطن هربوا إلى رفح، بينما لا تعمل هناك سوى 3 مستشفيات بشكل جزئي، وتشهد «انعداماً في مستوى الصحة العامة والمياه والغذاء وسبل الوقاية الصحية».

وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن إسرائيل تتعمد استهداف مراكز وكوادر العلاج والإسعاف والمرضى، حيث استهدفت 155 مؤسسة صحية، ما أدى لإخراج 32 مستشفى و53 مركزاً صحياً عن الخدمة، وتدمير 130 سيارة إسعاف، وقالت إن ذلك يشكل مجمل المنظومةَ الصحية التي كانت تقدمُ الخدمات العلاجية لسكان غزة.

وأضافت أن 496 من الكوادر الصحية قُتلوا في القطاع منذ بدء الصراع، واعتقل 309، وأصيب أكثر من 1500، بينما دمرت مراكز العلاج الرئيسية التي كانت تُحول إليها الحالات من المستشفيات والمحافظات الأخرى.


مفوضية اللاجئين لـ«الشرق الأوسط»: لا مؤامرة دولية لإبقاء اللاجئين في لبنان

ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إيفو فرايسن (مفوضية شؤون اللاجئين)
ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إيفو فرايسن (مفوضية شؤون اللاجئين)
TT

مفوضية اللاجئين لـ«الشرق الأوسط»: لا مؤامرة دولية لإبقاء اللاجئين في لبنان

ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إيفو فرايسن (مفوضية شؤون اللاجئين)
ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إيفو فرايسن (مفوضية شؤون اللاجئين)

تتعاظم التحديات التي تواجهها مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان، مع تصاعد الدعوات الرسمية لإعادة أكثر من مليوني سوري موزعين على معظم المناطق اللبنانية إلى بلدهم، وكذلك مع ازدياد الشرخ بين المجتمعين السوري اللاجئ واللبناني المضيف، نظراً للأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي يعاني منها لبنان، والتنافس على فرص العمل.

ولم يلاقِ قسم كبير من اللبنانيين إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، عن دعم أوروبي بقيمة مليار دولار، بكثير من الحماسة، بل أعربوا عن الخشية من أن يكون هذا المبلغ بمثابة «رشوة» لإبقاء اللاجئين السوريين في لبنان.

وتعول السلطات اللبنانية على أن يسفر مؤتمر بروكسل الثامن لـ«دعم مستقبل سوريا والمنطقة» الذي يعقده الاتحاد الأوروبي في 27 مايو (أيار) الحالي عن اتخاذ إجراءات تسرّع عودة اللاجئين إلى ديارهم.

لا مؤامرة دولية لإبقاء اللاجئين في لبنان

وفي مقابلة مع «الشرق الأوسط»، تحدث ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، إيفو فرايسن، عما ستحمله المفوضية إلى مؤتمر بروكسل، كما رد على اتهامات عدة تطول المنظمة الدولية، فأكد أنه «لا توجد مؤامرة دولية لإبقاء اللاجئين السوريين في لبنان، كما أنه لا توجد أجندة خفية في هذا الشأن»، لافتاً إلى أن «المفوضية كانت دائماً شفافة جداً بشأن موقفها القائل إن الأمم المتحدة، بما في ذلك مفوضية اللاجئين، لا تعوق عودة اللاجئين إلى سوريا، وتدعم العودة الطوعية والآمنة والكريمة للاجئين».

ويشير فرايسن إلى أن المفوضية ستدعو خلال مؤتمر بروكسل إلى «زيادة الدعم داخل سوريا، وكذلك في البلدان المجاورة لسوريا»، موضحاً أنها ستحث المجتمع الدولي على «استكشاف ما هو ممكن فيما يتعلق بالتعامل بشأن سوريا، فنحن نعترف بأن هذا أمر صعب وحساس، وربما يستغرق بعض الوقت، ولكن إذا أردنا عودة اللاجئين، فعلينا أن ننظر إلى ظروف العودة في سوريا».

وأضاف: «إحدى الرسائل الرئيسية للمفوضية في بروكسل هي أنه إذا أرادت سوريا والمجتمع الدولي عودة مزيد من اللاجئين، فتجب تهيئة ظروف العودة بشكل أكبر، وهذه مسؤولية تقع على عاتق السلطات السورية، ونحن نحاول أن نبذل قصارى جهدنا للمشاركة بشكل بنَّاء، لكن الأمر يتطلب أكثر بكثير من جهود المفوضية حصراً، ومن الواضح أن هذا أمر يتجاوز نطاق وكالة تابعة للأمم المتحدة، ونتوقع أن تلتف الدول الأعضاء حول هذه القضية، وأن تجد طريقة لإجراء حوار بنَّاء حول هذا الموضوع... وفي غضون ذلك، سندعو إلى دعم مستدام وكبير للبلدان الرئيسية المضيفة للاجئين المحيطة بسوريا».

الحل داخل سوريا

ويجزم فرايسن بأن «المفوضية لا تعوق عودة اللاجئين إلى سوريا، لكنها تسعى لأن تكون الحلول الدائمة والعودة الآمنة ممكنة لأعداد أكبر من اللاجئين»، موضحاً أن «هناك عدداً من الأسباب التي تجعل الناس لا يزالون غير قادرين على العودة، ومجرد وقف المساعدة في لبنان لن يساعد». ويؤكد فرايسن أن «غالبية اللاجئين السوريين يريدون العودة إلى سوريا، والسؤال ليس إذا كان ذلك ممكناً، بل متى، إذ إن معظمهم يقولون للمفوضية إنهم ما زالوا يشعرون بالقلق بشأن السلامة والأمن والمأوى والوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، فالسلامة والأمن يتجاوزان القضايا المتعلقة بالنزاعات المسلحة، كما أن الخوف من الاعتقال والاحتجاز، وعدم القدرة على التنبؤ بما سيكون عليه الواقع بما يتعلق بالخدمة العسكرية، يشكلان أيضاً مصدراً للقلق».

ويشدد فرايسن على أن «تهيئة ظروف أكثر ملاءمة داخل سوريا أمر بالغ الأهمية، ونحن نسعى للمساهمة في تسهيل مثل هذه الظروف. ومع ذلك، فمن الأهمية بمكان أن ندرك أن هناك تحديات كبيرة تمتد إلى ما هو أبعد من نطاق العمل الإنساني»، مضيفاً: «تعمل المفوضية مع جميع المعنيين، بما في ذلك الحكومة السورية والحكومة اللبنانية، وغيرها من البلدان المضيفة المجاورة، وكذلك المجتمع الدولي، لمعالجة المخاوف التي يعدها اللاجئون عقبات أمام عودتهم بأعداد كبيرة، فضلاً عن زيادة الدعم داخل سوريا».

ويؤكد فرايسن أن «المفوضية وشركاءها يقدمون الدعم داخل سوريا للمجتمعات التي تستقبل العائدين. وتلحظ المساعدات المأوى، والمساعدة القانونية، والحصول على الوثائق المدنية، وتوزيع مواد الإغاثة، والوصول إلى سبل العيش، وإعادة تأهيل المدارس والمرافق الصحية وغيرها من البنى التحتية المدنية». ويقول: «الحل هو داخل سوريا، ونحن نتحدث بانتظام مع اللاجئين، ونجري استطلاعات، وهم يشيرون باستمرار إلى أن الأسباب التي تؤثر في قرارهم بالعودة مرتبطة بالوضع داخل سوريا. لقد قمنا على مستوى المفوضية بإثارة هذه القضايا مع السلطات السورية، ولكننا نلاحظ أيضاً أن هذه مسألة معقدة تتطلب مشاركة مجموعة من الجهات الفاعلة خارج المجال الإنساني».

دعوة لضبط النفس

ويتناول فرايسن الوضع داخل لبنان، مؤكداً أن «المفوضية تعي وتقدر ما يفعله لبنان والدول المجاورة الأخرى في المنطقة، وأماكن أخرى حول العالم، في ما يتعلق باستضافة اللاجئين، خصوصاً عندما تصبح استضافة اللاجئين طويلة الأمد وأكثر صعوبة، ومع ذلك، فإن البحث عن حلول هو عملية معقدة، ونحن ندعو جميع الأطراف الفاعلة إلى ضمان عدم تفاقم الوضع الصعب بسبب التوترات الكبيرة وزيادة جوانب الضعف؛ لذلك، عندما تتصاعد التوترات، تكرر المفوضية دعوة الحكومة والسلطات اللبنانية للحفاظ على الهدوء وضبط النفس».

وأضاف أن «أعمال العنف والتهديدات العشوائية ضد السوريين خلقت حالة من الذعر بين العائلات السورية في لبنان، وأن المفوضية تراقب هذه التطورات من كثب، وتتابع الحالات الفردية للاجئين الذين أبلغوا عن تعرضهم للإساءة أو العنف أو الإخلاء، وتدعو المفوضية المجتمعات اللبنانية إلى الامتناع عن إلقاء اللوم بشكل جماعي وظالم على الأفراد السوريين، وحمايتهم من استهدافهم بجرائم لم يرتكبوها»، ملاحظاً أنه «للأسف، فإن التمييز والكراهية ضد اللاجئين في ارتفاع على مستوى العالم، بما في ذلك في لبنان».

ويعبر فرايسن عن قلقه الشديد بشأن «كمية السلبية والمعلومات المضللة والتحريض التي يجري توجيهها إلى اللاجئين السوريين»، ويضيف: «أتفهم الإحباط، خصوصاً وسط الأزمة المتعددة الأوجه التي يمر بها لبنان، لكن هذا الخطاب المتنامي ضد اللاجئين يضر بالجميع، وينبغي أن تسود روح التضامن والاحترام المتبادل التي كانت السمة المميزة للمجتمعات في لبنان».

«داتا» اللاجئين

ويتناول فرايسن ملف «داتا» اللاجئين التي باتت بحوزة الأمن العام اللبناني، الذي طالب بـ«داتا» أكثر تفصيلاً، قائلاً: «تأخذ المفوضية طلب الأمن العام اللبناني في ما يتعلق ببيانات اللاجئين السوريين على محمل الجد، ونحن، بالتعاون مع مقرنا الرئيسي، بصدد مراجعة الطلب بدقة، إذ ندرك الاهتمام المشروع للحكومة اللبنانية بمعرفة الأشخاص الموجودين على أراضيها، لذلك توصلنا إلى اتفاق لتبادل البيانات في 8 أغسطس (آب) من العام الماضي، وتلتزم هذه الاتفاقية التي تعتمد على تعاوننا الطويل الأمد مع الحكومة اللبنانية، بالحماية الدولية والمعايير العالمية لحماية البيانات. وتماشياً مع الاتفاقية، قامت المفوضية بنقل البيانات الحيوية الأساسية للاجئين السوريين في لبنان لمرة واحدة في ديسمبر (كانون الأول) 2023. ومن خلال استكمال عملية نقل البيانات الشخصية هذه، تكون المفوضية قد أوفت بالتزامها بموجب هذه الاتفاقية. بالمقابل، التزمت الحكومة اللبنانية بعدم استخدام أي بيانات مشتركة لأغراض تتعارض مع القانون الدولي، وأكدت التزامها بمبدأ عدم الإعادة القسرية بموجب القانون الدولي».

تصاعد معدلات الهجرة غير الشرعية

وعن ملف الهجرة غير الشرعية من لبنان إلى أوروبا، يشير فرايسن إلى أن «اللاجئين في لبنان يردون ذلك إلى عدم قدرتهم على البقاء على قيد الحياة بسبب الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتردي في لبنان، وعدم حصولهم على الخدمات الأساسية، كما أشاروا إلى تصاعد التوترات الاجتماعية والتدابير التقييدية، فضلاً عن خوفهم من الترحيل. ويقترن ذلك مع انخفاض ملحوظ في الدعم التمويلي الدولي للبنان، الذي يستضيف منذ فترة طويلة عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين».

وكشف فرايسن أنه «في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى 17 أبريل (نيسان) 2024، تحققت المفوضية في لبنان من 59 حركة فعلية أو محاولة دخول، شملت ما مجموعه 3191 راكباً، معظمهم من السوريين. وبالمقارنة، لم تكن هناك سوى 3 تحركات للقوارب خلال نفس الفترة من عام 2023، شملت 54 راكباً. وطوال عام 2023، تحققت المفوضية من إجمالي 65 حركة فعلية أو محاولة للقوارب، تضم 3927 راكباً في المجمل».

التمييز والكراهية ضد اللاجئين في ارتفاع على مستوى العالم بما في ذلك في لبنان

إيفو فرايسن


«حماس»: لا مفاوضات بشأن مكان قيادات الحركة

القيادي في حركة «حماس» حسام بدران (موقع حركة حماس)
القيادي في حركة «حماس» حسام بدران (موقع حركة حماس)
TT

«حماس»: لا مفاوضات بشأن مكان قيادات الحركة

القيادي في حركة «حماس» حسام بدران (موقع حركة حماس)
القيادي في حركة «حماس» حسام بدران (موقع حركة حماس)

أكد القيادي في حركة «حماس» حسام بدران، اليوم السبت، أن ملف قطاع غزة بعد الحرب هو شأن داخلي فلسطيني، ولا علاقة لأي جهة أخرى به.

وبخصوص مستقبل قيادات الحركة في الدوحة والتقارير التي تتحدث عن إخراجهم من قطر، ضمن المقترح الذي يجري التفاوض بشأنه في القاهرة، قال بدران: «لا يوجد جديد حول وجودنا في الأماكن التي نحن موجودون فيها حالياً خارج فلسطين. الأمر الذي نفكر فيه ونبذل كل الجهود لتحقيقه حالياً هو كيفية وقف هذا العدوان على شعبنا الفلسطيني. هذا هو رأس مالنا الحقيقي، الشعب الفلسطيني».

وحول اليوم التالي في غزة، أضاف بدران: «غزة ما بعد الحرب هي شأن داخلي فلسطيني، وليس من حق أي طلب إقليمي أو دولي أن يملي علينا (بوصفنا) فلسطينيين كيف ندير شؤوننا الخاصة في غزة وفي الضفة على حد سواء».

وتابع لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «موقفنا في (حماس) واضح وأعلناه أكثر من مرة. نحن مع تشكيل حكومة توافق وطني فلسطيني تدير الأوضاع في غزة والضفة، وتوحد المؤسسات الفلسطينية، وتحضر للانتخابات، وتشرف أيضاً على الإعمار».

وحول ما إن كان موقف الرئيس الفلسطيني برفض لقاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مؤخراً بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض سيشكل نقطة اتفاق بين «فتح» و«حماس»، رأى بدران أن «أميركا في هذه الحرب كانت أكثر وضوحاً من أنها شريك أساسي في القتال والحرب ضد شعبنا الفلسطيني، وهي بالتأكيد منحازة بشكل مطلق للاحتلال، سياسياً ودبلوماسياً، وفي مجلس الأمن من خلال استخدام حق النقض (الفيتو) في مرات عديدة للدفاع عن هذا الاحتلال».

وتابع: «نحن نعتقد أنه يجب توحيد الحالة الفلسطينية وعدم الثقة بالولايات المتحدة، وهذا يتطلب الاتفاق الوطني على خطوات عديدة لمواجهة الموقف الأميركي».

ومضى يقول: «يجب أن نتحدث مع العالم بلغة واحدة وبصوت واحد، والموضوع ليس متعلقاً فقط بردود الفعل هنا أو هناك، بل نحتاج إلى سياسة وطنية متفق عليها في مواجهة التحديات جميعها، بما في ذلك هذا الدعم المتواصل من قبل الولايات المتحدة الأميركية للاحتلال».