الجزائر: أحكام بسجن مسؤولين ورجال أعمال بـ«تهم فساد»

الرئيس السابق لـ«سوناطراك» ولد قدور (سوناطراك)
الرئيس السابق لـ«سوناطراك» ولد قدور (سوناطراك)
TT

الجزائر: أحكام بسجن مسؤولين ورجال أعمال بـ«تهم فساد»

الرئيس السابق لـ«سوناطراك» ولد قدور (سوناطراك)
الرئيس السابق لـ«سوناطراك» ولد قدور (سوناطراك)

قضت محكمة جزائرية مختصة في قضايا الفساد، أمس، بالسجن 12 سنة مع التنفيذ بحق برلماني سابق، والسجن لست سنوات مع التنفيذ ضد محافظ سابق بشرق البلاد، والسجن 5 سنوات مع التنفيذ ضد 3 رجال أعمال، بتهم «غسيل أموال» و«التزوير»، و«استغلال الوظيفة الحكومية».
جاءت هذه الأحكام بعد يوم واحد فقط من قرار محكمة الاستئناف بالعاصمة، إنزال عقوبة السجن 5 سنوات مع التنفيذ بحق محمد مزيان، الرئيس السابق لشركة المحروقات المملوكة للدولة «سوناطراك».
وبعد 7 سنوات من رفع الحصانة البرلمانية عن برلماني محافظة برج بوعريريج، عز الدين حماوي، دانته «محكمة سيدي امحمد» بالعاصمة بعقوبة ثقيلة سالبة للحرية، كما حكمت على محافظ الولاية نفسها عز الدين مشري بالسجن، وعلى رجال أعمال بارزين من الولاية ذاتها، المعروفة بكونها قطباً مهماً للاستثمار الصناعي في البلاد. كما قضت المحكمة ذاتها بمصادرة كل أملاك المتهمين، فيما أعلن محامو المتهمين استئناف الأحكام. وتضمنت لائحة الاتهامات «التزوير في محررات رسمية، وإساءة استغلال الوظيفة على نحو يخرق القوانين والتنظيمات، والتستر على الإثراء غير المشروع، وتبييض الأموال في إطار جماعة إجرامية منظمة». وتتمثل الوقائع في ممارسات فساد تخص تسيير العقار الصناعي ببرج بوعريريج، ومنح امتيازات «غير مستحقة» مقابل رشى، لفائدة مقاولين ورجال أعمال بالمنطقة.
يشار إلى أن قضايا الفساد، التي يتهم فيها كبار المسؤولين الحكوميين تحال على «محكمة سيدي امحمد»، بالعاصمة التي أعطتها السلطات صلاحيات واسعة لمعالجة ملفات الفساد.
في سياق ذلك، دانت محكمة الاستئناف الجنائية بالعاصمة، أول من أمس، الرئيس المدير العام السابق لمجمع «سوناطراك»، محمد مزيان، بالسجن لخمس سنوات مع التنفيذ، كما قضت بالسجن 4 سنوات مع التنفيذ بحق اثنين من أبنائه؛ محمد رضا وبشير فوزي، إثر متابعتهما بتهم ذات صلة بالفساد، تتمثل في «قيادة جماعة أشرار، وإبرام صفقات مخالفة للتشريع، ومنح امتيازات غير مستحقة، وسوء استغلال الوظيفة، وتعارض المصالح وغسيل أموال». وتخص هذه القضية عقوداً وصفقات في مشروعات مرتبطة بقطاع النفط، تدخل فيها رئيس «سوناطراك» بنفوذه لفائدة ابنيه، اللذين يملكان شركة ناشطة في مجال النفط والغاز. وكانت محكمة الاستئناف قد أصدرت في فبراير (شباط) 2016 أحكاماً في هذه القضية، تتراوح بين 18 شهراً و6 سنوات سجناً، وغرامات مالية في حق 12 متهماً، فيما استفاد 7 آخرون من البراءة. ودانت محمد مزيان بخمس سنوات حبساً مع التنفيذ. وتقررت إعادة المحاكمة خلال الدورة القضائية الجنائية الجارية، بعد أن قبلت المحكمة العليا الطعن بالنقض.
في سياق متصل، أجلت محكمة الجنح الاستئنافية بالعاصمة، أمس، محاكمة الرئيس - المدير العام السابق لمجمع «سوناطراك» عبد المؤمن ولد قدور، وأفراد من عائلته وكوادر من الشركة، إلى 20 من الشهر الحالي بسبب عدم حضور شهود في القضية.
وعرفت هذه القضية بـ«تضخيم فواتير شراء (أوغستا)»؛ وهي مصفاة لتكرير النفط مملوكة لعملاق المحروقات الأميركي «إكسون موبيل»، عام 2018. وكانت المحكمة الابتدائية قد دانت في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ولد قدور، بالسجن 15 سنة. وشملت أحكامها إدانة إطارين من المجموعة الحكومية؛ هما أحمد مزيغي، مسؤول الأنشطة التجارية الذي حكم عليه بالسجن سبع سنوات، وعبد الحميد رايس علي، نائب إطار ثالث يدعى إبراهيم بوماوت، ونائب مدير التخطيط بالمجمع النفطي الحكومي. كما أنزلت المحكمة عقوبة السجن عامين مع التنفيذ بحق زوجة ولد قدور، فيما حكمت على نجله غيابياً بالسجن 10 سنوات، إضافة إلى إصدار مذكرة اعتقال دولية ضده.


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

مصر: انتشال 3 جثث بعد غرق مركب سياحي في البحر الأحمر

عناصر من رجال الإسعاف والإنقاذ المصري يسعفون أحد الناجين من ركاب المركب (المتحدث العسكري المصري - «فيسبوك»)
عناصر من رجال الإسعاف والإنقاذ المصري يسعفون أحد الناجين من ركاب المركب (المتحدث العسكري المصري - «فيسبوك»)
TT

مصر: انتشال 3 جثث بعد غرق مركب سياحي في البحر الأحمر

عناصر من رجال الإسعاف والإنقاذ المصري يسعفون أحد الناجين من ركاب المركب (المتحدث العسكري المصري - «فيسبوك»)
عناصر من رجال الإسعاف والإنقاذ المصري يسعفون أحد الناجين من ركاب المركب (المتحدث العسكري المصري - «فيسبوك»)

قال عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر في مصر، لـ«رويترز» اليوم (الثلاثاء)، إنه تم انتشال 3 جثث من مركب سياحي غرق قبالة سواحل البحر الأحمر أمس (الاثنين)، ولا يزال 13 شخصاً في عداد المفقودين.

ووقع الحادث في الساعات الأولى من صباح أمس (الاثنين)، بشحوط اللانش «سي ستوري» خلال رحلة غوص وسفاري، حيث كان يقل 31 سائحاً من جنسيات أجنبية مختلفة، بالإضافة إلى طاقمه المكون من 14 فرداً من بحارة وغطاسين. وحتى مساء أمس (الاثنين)، أنقذت الفرق المعنية 28 شخصاً، بينما استمرت عمليات البحث عن 17 مفقوداً.

وأعلن محافظ البحر الأحمر، في بيان، أن الناجين الذين تم إنقاذهم يتلقون الرعاية الطبية اللازمة، مع تكثيف الجهود للعثور على باقي المفقودين.

ومن جانبه، قال المتحدث العسكري المصري عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن القيادة العامة للقوات المسلحة، كلفت قيادة القوات البحرية بدفع عدد من القطع البحرية وطائرات مركز البحث والإنقاذ فور تلقي بلاغ استغاثة يفيد بتعرض المركب السياحي «سي ستوري» للغرق أثناء تنفيذ أعمال الغطس جنوب مدينة مرسى علم بنحو (35) كم، للمشاركة في أعمال البحث عن المفقودين والناجين، وذلك في ظل سوء الأحوال الجوية واتساع نطاق الحادث.

وذكر في البيان: «وقد أسفرت الجهود عن إنقاذ 28 فرداً بالتعاون مع إحدى السفن السياحية التي تصادف وجودها بمنطقة الحادث، كما تم تقديم الرعاية الطبية والإدارية اللازمة للناجين ونقل الحالات التي تستدعي رعاية طبية عاجلة إلى المستشفيات القريبة من موقع الحادث بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية لمحافظة البحر الأحمر، كما أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة أوامرها للقوات البحرية بتكثيف جهودها لمواصلة عمليات البحث عن باقي المفقودين والناجين».