لماذا سمحت مصر الآن لمواطنيها في الخارج باستيراد السيارات؟

وسط مساعٍ حكومية لزيادة الأرصدة الدولارية

تسعى الحكومة المصرية لتعزيز الأرصدة الدولارية لتجنب انخفاض احتياطي العملات (أ.ف.ب)
تسعى الحكومة المصرية لتعزيز الأرصدة الدولارية لتجنب انخفاض احتياطي العملات (أ.ف.ب)
TT

لماذا سمحت مصر الآن لمواطنيها في الخارج باستيراد السيارات؟

تسعى الحكومة المصرية لتعزيز الأرصدة الدولارية لتجنب انخفاض احتياطي العملات (أ.ف.ب)
تسعى الحكومة المصرية لتعزيز الأرصدة الدولارية لتجنب انخفاض احتياطي العملات (أ.ف.ب)

وسط مساع رسمية مصرية لزيادة الأرصدة الدولارية في البلاد، وإعلان حكومي عن «قرب التوصل لاتفاق مع (صندوق النقد الدولي) للحصول على قرض جديد»، فاجأت الحكومة المصرية مواطنيها المقيمين في الخارج بالإعلان عن تلبية جانب من مطلب يصفه المراقبون بـ«التاريخي» للسماح لهم باستيراد السيارات مع «الإعفاء من الرسوم والجمارك المقررة»، لكنها أضافت شرطاً يقضي بإيداع تلك الرسوم كوديعة بالعملة الأجنبية (الدولار) بلا فوائد لدى مصر، ويُسترد بعد خمس سنوات بسعر الصرف السائد حينه».
وأقر مجلس الوزراء المصري، (الأربعاء) مشروع قانون ينص على أن «يتم استرداد المبلغ النقدي (قيمة الجمارك والضرائب) الذي تم تحويله لصالح وزارة المالية بعد مرور خمس سنوات من تاريخ السداد، بالقيمة ذاتها بالمقابل المحلي للعملة الأجنبية المسدد بها بسعر الصرف المُعلن وقت الاسترداد»، فضلاً عن ضوابط أخرى ستحددها اللائحة التنفيذية.
وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، سهى جندي، قالت مخاطبة مواطنيها في الخارج، إن «خطواتنا تُكلل بالنجاح في طريق منح التيسيرات لأبنائنا في الخارج استجابة لمطالبكم».
لكن قرارات تنظيم استيراد السيارات، لم تكن منفردة في سياق تعزيز الأرصدة الدولارية في البلاد، إذ سبقها بأيام إطلاق أكبر بنكين حكوميين في البلاد لـ«شهادات دولارية مدتها 3 سنوات، وكذا شهادات بآجال 5 سنوات و7 سنوات، وذلك بعائد سنوي 5.3 في المائة (العائد السابق 2.25 في المائة)، وأخرى لمدة 5 سنوات بعائد سنوي 5.15 في المائة، وشهادة لمدة 7 سنوات بعائد 5.05 في المائة».
ومصرفياً كذلك، حددت بنوك مصرية سقفاً للسحب بالدولار الأميركي من أجهزة الصرف الآلي خارج البلاد، وكذلك المشتريات بالكارت بالخارج أيضاً.
وتعاني مصر تراجعاً في احتياطي العملات الأجنبية، وأقرت الحكومة أخيراً قرارات تتضمن ترشيد استهلاك الكهرباء، بهدف توفير الغاز الطبيعي المستخدم في المحطات للتصدير وتوفير عملات أجنبية، كما أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي عن استعداد بلاده لاتخاذ أي قرار في القطاع السياحي، بهدف جذب السائحين الذين يمثلون مصدراً مهماً للعملة الأجنبية في البلاد.
بدوره، قال محمد معيط وزير المالية المصري، خلال تصريحات تلفزيونية على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي إنه «لا يجب تحميل المواطن المصري بالكامل أعباء أزمة مالية عالمية»، ومع تأكيده على «صعوبة المرحلة الحالية» فإنه قال إن الحكومة «تديرها بشكل جيد، مع العمل على حل أزمة تراكم البضائع في الموانئ وبدء إخراج بعضها إلى مستودعات خارج الموانئ»، وأضاف أن «الدولار يضع ضغوطاً على جميع العملات ومنها الجنيه المصري».
بدوره قال الخبير الاقتصادي، وائل النحاس، إن «تحويلات المصريين في الخارج تعد مصدراً أساسياً للعملة الأجنبية في البلاد، لكن يصعب تصور أن قرارات السماح باستيراد السيارات وفق صيغتها الراهنة، يمكن أن تضيف الكثير لمساعي تعزيز الأرصدة الدولارية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «لا أتصور أن عائداتها ستزيد عن مليار دولار».
وشرح النحاس: «توقيت القرار الذي يأتي بعد فترة الإجازات المعتادة للعمالة المصرية في الخليج سيقلل كثيراً من التعويل عليه، فضلاً عن أن هناك ضغوطا تضخمية وحروب عملات مستعرة في بقاع مختلفة حول العالم»، منبهاً إلى «خطورة استغلال بعض التجار لعلاقاتهم بالخارج لصالح استخدام تلك الميزة في استيراد سيارات معفاة وإعادة بيعها في السوق المحلية، وهو ما يجب أن تراعيه اللائحة التنفيذية المرتقبة لمشروع القانون».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


«الوحدة» الليبية تبحث تنظيم دخول العمالة المصرية عبر «قنوات رسمية»

وزيرا العمل المصري والليبي في اجتماع بالقاهرة (وزارة العمل الليبية)
وزيرا العمل المصري والليبي في اجتماع بالقاهرة (وزارة العمل الليبية)
TT

«الوحدة» الليبية تبحث تنظيم دخول العمالة المصرية عبر «قنوات رسمية»

وزيرا العمل المصري والليبي في اجتماع بالقاهرة (وزارة العمل الليبية)
وزيرا العمل المصري والليبي في اجتماع بالقاهرة (وزارة العمل الليبية)

بحث علي العابد، وزير العمل والتأهيل بحكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، خلال زيارته للقاهرة، ملف قضية العمالة المصرية في بلده، وسبل تنظيمها، بقصد إنهاء «التدفق العشوائي للعمالة».

وقالت وزارة العمل، الأحد، إنه «في إطار الجهود الهادفة إلى تنظيم سوق العمل وحماية الاقتصاد الوطني»، التقى العابد في القاهرة السفير عبد المطلب ثابت، القائم بأعمال السفارة الليبية لدى مصر ومندوب ليبيا الدائم لدى جامعة الدول العربية. مشيرة إلى أنه أكد «ضرورة تفعيل منظومة التأشيرات العمالية بشكل عاجل لضمان دخول العمالة المصرية عبر المنافذ الرسمية؛ بما يتوافق مع احتياجات السوق الليبية، وذلك لتفادي الآثار السلبية الناتجة عن التدفق العشوائي للعمالة».

من جهته، أشار السفير ثابت إلى «جاهزية» السفارة الليبية، بما في ذلك القسم القنصلي والملحقية العمالية، لبدء إصدار التأشيرات وفق الآليات المعتمدة من قِبَل وزارة العمل والتأهيل ووزارة الخارجية. فيما أكد اللواء يوسف مراد، رئيس مصلحة الجوازات والجنسية، استعداد المصلحة لتنفيذ التدقيق الأمني في طلبات التأشيرات، وتزويد الجهات المعنية بالبيانات اللازمة لتسهيل دخول العمالة بشكل منظم وآمن.

وانتهى اللقاء بالتأكيد على أهمية «تعزيز التنسيق المشترك بين جميع الأطراف لضمان تنظيم دخول العمالة وفق الضوابط القانونية، بما يخدم مصالح الاقتصاد الوطني ويعزز التعاون مع الدول الشقيقة».

العابد وثابت خلال لقاء بالسفارة الليبية في القاهرة (وزارة العمل الليبية)

وكان وزير العمل عقد اجتماعاً ثنائياً بالقاهرة مع محمد عبد العزيز جبران، وزير العمل المصري لمناقشة سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال العمل والتشغيل.

وخلال اللقاء الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي، تم التأكيد على أهمية «وضع آلية واضحة لحصر وتنظيم العمالة المصرية في ليبيا، بما يضمن حقوق صاحب العمل والعامل وفق الأطر الرسمية القانونية». كما بحث الجانبان «آليات تنظيم سوق العمل وتسهيل الإجراءات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين».

وكانت حكومة «الوحدة» قد وجهّت عبر وزارة العمل «بضرورة تسوية أوضاع العمالة الأجنبية وفق القوانين المعمول بها»، مؤكدة عزمها إطلاق حملة تفتيشية موسعة لضبط المخالفين بالتعاون مع الجهات المختصة.

وسبق وناقشت الوزارة سبل تعزيز الربط الإلكتروني بين منصة (وافد) الرقمية ومصلحة الجوازات، لتسجيل بيانات الأجانب وتصاريح العمل، ما يسهم في تحسين متابعة أوضاع العمالة الأجنبية وضمان الامتثال للإجراءات القانونية.

وسبق أن منحت وزارة العمل مهلة مدتها 60 يوماً للعمال الأجانب، تبدأ من 12 فبراير (شباط) الماضي، بهدف «تنظيم سوق العمل وتعزيز الاستقرار الاقتصادي في ليبيا». وتلزمهم المهلة بالتسجيل في منصة (وافد)، وإبرام عقود عمل رسمية مع جهات العمل، بالإضافة إلى استكمال الفحوصات الطبية المطلوبة».