واشنطن تفرض عقوبات جديدة على مزودي ميانمار بأسلحة روسية

مسلحون معارضون للحكومة في شمال غربي ميانمار 10 أغسطس (أ.ف.ب)
مسلحون معارضون للحكومة في شمال غربي ميانمار 10 أغسطس (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تفرض عقوبات جديدة على مزودي ميانمار بأسلحة روسية

مسلحون معارضون للحكومة في شمال غربي ميانمار 10 أغسطس (أ.ف.ب)
مسلحون معارضون للحكومة في شمال غربي ميانمار 10 أغسطس (أ.ف.ب)

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على رجل أعمال من ميانمار واثنين آخرين متورطين في شراء أسلحة روسية الصنع من بيلاروسيا للمجلس العسكري الذي استولى على السلطة في هذه الدولة من جنوب شرقي آسيا أوائل العام الماضي. ونفذ الجيش الميانماري انقلاباً في فبراير (شباط) 2021 واعتقل زعماء مؤيدين للديمقراطية بينهم مستشارة الدولة أونغ سان سو تشي الحائزة على جائزة نوبل، ثم قمع الاحتجاجات بعنف، مما أدى إلى أزمة.
وأعلنت وزارة الخزانة في بيان أنها ستفرض عقوبات على رجل الأعمال الميانماري أونغ موينت، نجل ضابط عسكري أكدت أنه سهل صفقات أسلحة بما في ذلك صواريخ وطائرات، بالإضافة إلى شركة «داينستي إنترناشيونال» التي أسسها مع اثنين من مديريها. وأكدت أن الجيش «ارتكب العديد من الفظائع ضد الناس في بورما، بما في ذلك القمع العنيف للمعارضة السياسية، وقتل أكثر من 2300 من المدنيين الأبرياء، وتشريد أكثر من 900 ألف شخص». وأكدت أن إدارة الرئيس جو بايدن «ستحاسب أولئك الذين يمكّنون ويسهلون هذه الأعمال الشائنة»، موضحة أن العقوبات تستهدف «الذين يستفيدون من الإجراءات القمعية للنظام من خلال العمل في قطاعات الدفاع في اقتصاد بورما وتوفير الأسلحة وغيرها من الدعم المادي لجيش بورما». وشددت على أنها «لا تستهدف سكان بورما، الذين عانوا في ظل الحكم الوحشي للنظام لفترة طويلة جداً».
وأفادت وزارة الخزانة بأن وزارة الخارجية منعت رئيس شرطة ميانمار السابق ونائب وزير الشؤون الداخلية تان هلاينغ من السفر إلى الولايات المتحدة لتورطه في انتهاكات حقوق الإنسان، مشيرة على وجه التحديد إلى عمليات القتل خارج نطاق القضاء للمتظاهرين السلميين في فبراير (شباط) 2021. يجمد الإجراء أي أصول أميركية لهؤلاء ويمنع الأميركيين بشكل عام من التعامل معهم.
وأشار بلينكين في بيان إلى إعدام ميانمار لأربعة نشطاء في يوليو (تموز) الماضي، وإلى هجوم مميت على مدرسة بواسطة مروحية عسكرية الشهر الماضي. كما أشار إلى الدور الذي يُزعم أن الأشخاص الثلاثة الذين تمت معاقبتهم الخميس لعبوه في الحصول على أسلحة روسية الصنع من بيلاروسيا. وقال مستخدماً بورما، الاسم السابق للبلاد: «تشير هذه التصنيفات أيضاً إلى روابط طويلة الأمد للجيش البورمي بالجيشين الروسي والبيلاروسي». وأضاف: «سنواصل استخدام سلطات العقوبات لدينا لاستهداف أولئك الموجودين في بورما وأماكن أخرى الذين يدعمون الغزو الروسي غير القانوني لأوكرانيا، فضلاً عن تسهيل روسيا وبيلاروسيا لعنف النظام البورمي ضد شعبه».
وتعد روسيا مصدراً رئيسياً للعتاد العسكري لجيش ميانمار وهي وفرت غطاء دبلوماسياً وسط إدانة دولية للانقلاب. وزار زعيم المجلس العسكري مين أونغ هلاينغ روسيا مرتين في الأشهر الأخيرة. وأصدرت الدول الغربية عدة جولات من العقوبات ضد الجيش وشركاته منذ الانقلاب، لكن جهود عزل المجلس العسكري فشلت في منع الانزلاق إلى ما وصفه مبعوث أميركي بأنه «حرب أهلية». والعقوبات، بما في ذلك تلك التي صدرت الخميس، لا ترقى إلى مستوى استهداف مبيعات الغاز في ميانمار، أكبر مصدر للدخل الأجنبي للجيش، وهي خطوة تقول القوات المناهضة للمجلس العسكري ومدافعون عن حقوق الإنسان إنها قد تؤثر على سلوك الجيش.


مقالات ذات صلة

ميانمار: بقاء الوضع الراهن يخدم مصالح اللاعبين الدوليين الكبار

حصاد الأسبوع ميانمار: بقاء الوضع الراهن يخدم مصالح اللاعبين الدوليين الكبار

ميانمار: بقاء الوضع الراهن يخدم مصالح اللاعبين الدوليين الكبار

تعتمل دولة ميانمار (المعروفة كذلك باسم بورما) بأحداث مشتعلة، مع وقوع عدة معارك بين الجيش ومجموعات مسلحة. في واقع الأمر، لا يعد هذا بالأمر الجديد، فميانمار دولة تتسم بتاريخ مضطرب وعنيف. نالت هذه الدولة الواقعة بين شبه الجزيرة الهندية وشبه جزيرة الهند الصينية استقلالها عن بريطانيا عام 1948، إلا أنها عانت من صراعات داخلية واسعة وانقلابات عسكرية متكررة بين عامي 1962 و1988. وفي موجة جديدة من الهجمات ضد المدنيين، شنّ جيش ميانمار واحدة من أعنف الغارات الجوية، يقال إنها أسقطت أكثر من 170 قتيلاً، بينهم نساء وأطفال غير مسلحين، في خضم الحرب الأهلية المستعرة.

براكريتي غوبتا (نيودلهي)
العالم الهجوم الجوي في ميانمار أسفر عن مقتل 130 شخصاً وفقاً لتقديرات جديدة

الهجوم الجوي في ميانمار أسفر عن مقتل 130 شخصاً وفقاً لتقديرات جديدة

أسفر الهجوم الجوي الذي شنّته المجموعة العسكرية الحاكمة في ميانمار (بورما)على منطقة ساغاينغ في وسط البلاد الثلاثاء، عن مقتل ما لا يقل عن 130 شخصاً وفقاً لتقديرات جديدة، بينما «أدانته بشدّة» رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) الخميس. ولم تقدّم السلطات حتى الآن أي حصيلة لهذا الهجوم. ورداً على سؤال وكالة الصحافة الفرنسية، الخميس، قال قروي شارك في أعمال الإغاثة مشترطاً عدم كشف اسمه: «جارٍ إحصاء 130 جثة والتعرّف عليها».

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الولايات المتحدة​ واشنطن تندد بقرار المجلس العسكري في ميانمار حلّ حزب سو تشي

واشنطن تندد بقرار المجلس العسكري في ميانمار حلّ حزب سو تشي

نددت واشنطن، أمس (الأربعاء)، بقرار المجلس العسكري الحاكم في ميانمار حل حزب الزعيمة المدنية المسجونة أونغ سان سو تشي التي أطاحها انقلاب للجيش، وحذرت من أن هذه الخطوة ستؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وأعلنت لجنة الانتخابات التي شكّلها المجلس العسكري، الثلاثاء، أنه سيتم حل حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية بعد فشله في إعادة التسجيل بموجب القانون الانتخابي الجديد. وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يستعد فيه المجلس العسكري لإجراء انتخابات يعتقد معارضون أنها تهدف فقط إلى تعزيز قوة الجيش الذي أطاح بحكومة سو تشي المنتخبة في فبراير (شباط) 2021. وقال المتحدث باسم الخارجي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم المجموعة العسكرية الحاكمة في ميانمار تحلّ حزب أونغ سانغ سو تشي

المجموعة العسكرية الحاكمة في ميانمار تحلّ حزب أونغ سانغ سو تشي

أعلن التلفزيون الرسمي في ميانمار (بورما) أنّ اللجنة الانتخابية التي شكّلتها المجموعة العسكرية الحاكمة قرّرت، اليوم الثلاثاء، حلّ «الرابطة الوطنية للديمقراطية»، الحزب الذي تتزعّمه أونغ سانغ سو تشي. وقالت اللجنة، بحسب التلفزيون، إنّه «تقرّر في الحال نزع صفة الحزب السياسي» عن الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، الحزب الذي فاز بنسبة كبيرة من الأصوات في دورتي الانتخابات التشريعية اللتين أُجريتا في 2015 و2020. وأضافت اللجنة أنّها اتّخذت هذا القرار لفشل الحزب في تأمين الشروط اللازمة لتسجيل نفسه وفقاً لقانون الانتخابات الجديد الذي أقرّته المجموعة الحاكمة ويتضمّن بنوداً صارمة. وتشهد ميانمار حالة من الف

«الشرق الأوسط» (رانغون)
الولايات المتحدة​ واشنطن تعلن عن مساعدات إضافية للروهينغا بـ26 مليون دولار

واشنطن تعلن عن مساعدات إضافية للروهينغا بـ26 مليون دولار

أعلنت الولايات المتّحدة، اليوم، عن مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 26 مليون دولار للاجئين الروهينغا في بنغلادش ومناطق أخرى مجاورة. ويعيش حوالي مليون لاجئ من هذه الأقلية البورمية المسلمة في أوضاع مزرية في مخيّمات ببنغلادش، ولجأ أغلبهم إلى بنغلادش المجاورة هرباً من حملة قمع قادها الجيش البورمي في 2017. وتسبّبت هذه الحملة العسكرية بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، إنّ «هذا التمويل الجديد يتيح لشركائنا في العمل الإنساني مواصلة توفير مساعدة منقذة للحياة لمجتمعات متضرّرة على جانبي الحدود بين بورما وبنغلادش». وأوضح أنّ المبلغ المعلن عنه ير

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».