باشاغا يعترف بـ«فشل» حكومته في دخول طرابلس

المنفي يثني على دور ألمانيا في دعم المسار السياسي الليبي

قوات موالية لحكومة الدبيبة خلال دورية لتأمين شوارع طرابلس (أ.ب)
قوات موالية لحكومة الدبيبة خلال دورية لتأمين شوارع طرابلس (أ.ب)
TT

باشاغا يعترف بـ«فشل» حكومته في دخول طرابلس

قوات موالية لحكومة الدبيبة خلال دورية لتأمين شوارع طرابلس (أ.ب)
قوات موالية لحكومة الدبيبة خلال دورية لتأمين شوارع طرابلس (أ.ب)

اعترف فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الموازية في ليبيا، بفشله في ممارسة أعمالها من العاصمة طرابلس، رغم مرور نحو 8 شهور على نيلها ثقة مجلس النواب.
وقال باشاغا في كلمة، عقب وصوله مساء أول من أمس مدينة بنغازي (شرق)، بعد اختتام جولته الخارجية إن «حكومته ستمارس مهامها من مدينتي سرت وبنغازي، بعد فشل محاولتها العمل من طرابلس، وذلك لعدم رغبتها في إراقة الدماء أو إشعال الفتنة». مشيرا إلى أن عمل حكومته «سيكون لصالح كل الليبيين، دون الاقتصار على منطقة بعينها». كما اتهم «بعض الليبيين بالرغبة في استمرار الفوضى والانقسام في البلاد لأن فيها مصلحة لهم»، لافتا إلى أن هناك وضعا إقليميا ودوليا «لا يريد تقارب الليبيين أو المصالحة، بل استخدام ليبيا كورقة للتفاوض في مصالح أخرى».
في سياق ذلك، أكد باشاغا أن الحكومة «ستنطلق بالعمل الوطني، الذي سيخدم كافة الليبيين في كل ربوع الوطن، ويحقق المصالحة الوطنية التي تسعى إليها الحكومة، رغم ما يواجهها من صعوبات»، مشيرا إلى أن هناك أيادي داخلية وإقليمية «ما زالت تسعى لاستمرار الفوضى في ليبيا، وإرباك المشهد السياسي فيها وتقسيمها، وعرقلة المصالحة الوطنية بقصد تحقيق مصالحها على حساب الشعب الليبي واستقراره».
وبهذا الخصوص قال باشاغا إن الحكومة «حاولت البقاء في العاصمة طرابلس لممارسة عملها، لكن تجنباً لإراقة الدماء والفتنة، التي تقوم بها حكومة الوحدة المنتهية الولاية، تم إقرار العودة سلمياً رغم المعاناة التي يتكبدها أهالي العاصمة والغرب الليبي بشكل عام».
ومن المقرر بحسب وسائل إعلام محلية أن يتوجه باشاغا إلى القاهرة، بعد اجتماعه في مدينة القبة مع عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب.
في شأن آخر، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الدبيبة، مساء أول من أمس، تسلم وكيلها للشؤون ‏العامة، ‏محمود سعيد، سجينا ‏ليبيا من الحدود الأوكرانية - البولندية، ‏وفق اتفاقية تبادل المساجين ‏الموقعة مع الحكومة ‏الأوكرانية، وهو آخر المواطنين ‏الليبيين الموجودين في ‏أوكرانيا، والتوجه به للدولة الليبية.‏ وأوضحت الوزارة أن لجنة حكومية قامت مؤخرا بترحيل، وإجلاء كافة الجالية الليبية ‏الموجودة بأوكرانيا، وذلك بعد جملة من المفاوضات مع السلطات ‏‏الأوكرانية في شهر مارس (آذار) ‏الماضي، جرت بمشاركة القائم ‏بأعمال ‏السفارة الليبية هناك، مشيرة إلى ترحيل كافة أفراد ‏الجالية الليبية ‏وإعادتهم بسلام.‏
إلى ذلك، ناقش خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، مع أعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر المسار الدستوري بعض الملاحظات حول القاعدة الدستورية، التي نتجت عن المؤتمر، كما تمت مناقشة مستجدات المشهد السياسي والعقبات، التي تحول دون إنجاز الانتخابات حتى الآن. بينما أشاد المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، بما وصفه باستقبال شعبي كبير من مشايخ وأعيان وأهالي المنطقة الجنوبية خلال زيارته إلى مدينة غات جنوب البلاد، منتصف الأسبوع الجاري.
في سياق قريب، استغلت بعثة الأمم المتحدة مناسبة اليوم الدولي للسلام لتجدد التزامها بتحقيق السلام في ليبيا، عبر عملية شاملة يقودها ويملك زمامها الليبيون، مشيرة في بيان مقتضب أمس، إلى أنها تواصل العمل مع جميع الأطراف الليبية الفاعلة لتحقيق تقدم في عملية السلام، والوصول للانتخابات التي يطالب بها الشعب الليبي.
في غضون ذلك، أثنى محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، خلال الاجتماع الذي عقده المستشار الألماني أولاف شولتس بنيويورك، مع ماكي سال رئيس السنغال، بصفته رئيس الاتحاد الأفريقي، وموسى فقيه، رئيس المفوضية الأفريقية، على دور برلين في دعم المسار السياسي في ليبيا، وعدد من المناسبات، وخصوصا مؤتمري (برلين 1و2)، لافتاً إلى التعاون المشترك بين ألمانيا وأفريقيا، من أجل المساهمة في دعم استقرار ليبيا، والإسهام في إنجاح مشروع المصالحة الوطنية بالشراكة مع الاتحاد الأفريقي.
وأوضح المنفي في بيان وزعه مكتبه، أمس، الدور الذي يمكن أن تلعبه ليبيا، في حال استقرارها، في عديد الملفات، ومن أهمها ملفات النفط والطاقة والبيئة، وخلق فرص اقتصادية واستثمارية، تعود بالفائدة على القارتين، مما يساهم في وقف الهجرة غير الشرعية وتوطين التنمية المستدامة في أفريقيا.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

معركة «ديان بيان فو» تسلط الضوء على مغاربة حاربوا مع فرنسا في فيتنام

لي توان بِينه يحمل جواز سفره المغربي (أ.ف.ب)
لي توان بِينه يحمل جواز سفره المغربي (أ.ف.ب)
TT

معركة «ديان بيان فو» تسلط الضوء على مغاربة حاربوا مع فرنسا في فيتنام

لي توان بِينه يحمل جواز سفره المغربي (أ.ف.ب)
لي توان بِينه يحمل جواز سفره المغربي (أ.ف.ب)

حارب عشرات الآلاف من أبناء المغرب العربي من أجل فرنسا في الهند الصينية. وبينما غادرت غالبيتهم بعد الحرب، بدأ بعضهم حياة جديدة في فيتنام، حيث يدافع أحفادهم اليوم عن ذكراهم المنسية. لا يخفي لي توان بِينه (64 عاماً) أن «الكثير من المشاعر» تخالجه، بينما يحمل «شاهد قبر» والده محمد، أو مزيد بن علي، وفقاً لما كُتب عليه، والذي توفي في العام 1968. لكن بينه احتفظ باللوح الذي يحدّد الجنسية المغربية للمتوفى.

لي توان بِينه يحمل أوراق ثبوتيته المغربية (أ.ف.ب)

بين العامين 1947 و1954، التحق أكثر من 120 ألفاً من أبناء المغرب العربي، نصفهم من المغرب، الذي لم يكن قد نال استقلاله بعد، بصفوف الجيش الفرنسي في الهند الصينية. وكان والد بِينه من بين نحو 150 مغربياً فاراً أو سجيناً، بقوا في فيتنام الشيوعية لأكثر من عقد من الزمن بعد الهدنة. وتلقي قصّة هذا الأخير الضوء على جانب غير معروف للحرب التي لا تزال تؤثر على الذاكرة الفيتنامية والفرنسية، بعد مرور 70 عاماً على معركة ديان بيان فو ونهاية الحرب.

لي توان بِينه يحمل اللوح الذي يحدّد الجنسية المغربية لوالده المتوفى (أ.ف.ب)

يقول بيار جورنو، أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة بول فاليري في مونبيلييه، لوكالة «الصحافة الفرنسية»، إنّه في فرنسا «بقي تاريخ الشجاعة في ديان بيان فو لفترة طويلة حكراً على البيض، الذين كانوا يشكّلون الغالبية في كوادر القوات المسلّحة.. لكن بعد العام 1947، تمّ الاعتماد على الكتائب الاستعمارية لدعم المجهود الحربي، ومن ثمّ أصبح هؤلاء يشكّلون الأغلبية»، مضيفاً: «لقد فقدنا جزءاً من هذه الذاكرة» للجنود المستعمَرين.

شاي «على الطريقة المغربية»

يقدّم لي توان بينه في منزله الواقع في فو ثو، على بعد ساعتين برّاً شمال هانوي، شاياً أسود بأوراق النعناع التي قطفها من الحديقة. ويقول مازحاً: «على الطريقة المغربية، لكن من دون سكّر». يُلقّب بينه في القرية بـ«الأجنبي» بسبب لون بشرته الداكن، لكنّ مقرّبين منه يلقّبونه بـ«علي»، وهو الاسم الذي أطلقه عليه والده.

لي توان بِينه أو المكي علي في مزرعته في بلدة بو تو (أ.ف.ب)

أدّت الحرب ضدّ الولايات المتحدة والتنمية الاقتصادية إلى تشتيت العائلات المغربية - الفيتنامية القليلة التي كانت تعيش في المنطقة منذ عقود. وقد عاد بعضهم إلى المغرب في السبعينات، لكنّ بينه أراد البقاء مع والدته الفيتنامية وشقيقيه، ويتذكّر قائلاً: «كان والدي يتجنّب الحديث عن الحرب. كان رجلاً قليل الكلام». وتقدّم الدعاية الفيتنامية الفارّين الأجانب على أنّهم رفاق نضال للشعوب المضطهدة. غير أنّ باحثين فرنسيين يشيرون إلى أنّ دوافعهم كانت بعيدة كلّ البعد عن الآيديولوجيا، مثل الحصول على أجور أفضل، أو الخوف من العقاب بعد ارتكاب خطأ.

سائح يلتقط صورة مع بوابة بنين بالطراز المغربي في بلدة بافي في فيتنام (أ.ف.ب)

بعد الحرب، بقي نحو 300 جندي أفريقي وأوروبي «بعد استسلامهم»، وفق هانوي، في مزرعة جماعية في منطقة بافي، الواقعة على بعد ساعة من العاصمة. وفي هذا المكان، التقى والد بينه بامرأة فيتنامية وولد بينه في 1959.

ورغم أنه أزيل هذا الموقع في السبعينات، لكن لا تزال هناك بوابة بارتفاع عدّة أمتار مستوحاة من العمارة المغاربية، بناها عمّال مغاربة تخليداً لبلادهم. ويقع هذا النصب التذكاري في حديقة عائلة فيتنامية، حيث يزوره القليل من الزوّار، بما في ذلك أجانب، كلّ شهر. وبعدما تضرّرت هذه البوابة جراء الإهمال على مدى نصف قرن، استعادت مظهرها بعد أعمال تجديد في عامي 2009 و2018، في وقت بدأت فيه الأبحاث في تسليط الضوء على مقاتلي الكتائب الاستعمارية في الهند الصينية. في هذه الفترة، كان لي توان بينه يناضل من أجل الاعتراف بماضيه. وبعد سنوات من التعقيد الإداري، حصل في العام 2016 على جواز سفر مغربي له ولولدَيه المولودَين لأم فيتنامية، تحت كنية «المكي» التي اختارتها السفارة. تقول ابنته ليلى (36 عاماً) التي تعيش حالياً في الدار البيضاء: «شجّعني والدي على المغادرة. كان يتحدّث عن المغرب منذ أن كنت طفلة». لم تطأ قدما بينه المغرب. لكنه يقول «الآن أنا طاعن في السن، لقد أعطيت الفرصة لابنتي... وأنا سعيد الآن لأن بعض أحلامي تحقّقت».


الرئيس الجزائري يؤكد أن بلاده «لن تلجأ للديون الخارجية»

الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)
الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)
TT

الرئيس الجزائري يؤكد أن بلاده «لن تلجأ للديون الخارجية»

الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)
الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)

قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الأربعاء، إن بلاده «لم ولن تلجأ إلى الديون الخارجية، وفاء لشهداء الجزائر الأبرار».

وشدد تبون، في كلمة له من داخل مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين (نقابة عمالية مقربة من الحكومة)، بمناسبة عيد العمال، على ضرورة إرساء قواعد للحوار والتشاور مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وكل المواطنين الأحرار، من أجل الوصول إلى قرارات صائبة.

كما تحدث الرئيس تبون عن «الاقتصاد المنهار والأوضاع المزرية التي كانت تعيشها الجزائر قبل 2019 آخر سنة لعشرية مافياوية»، وفقاً لقوله. مشيراً إلى «خطابات البهتان التي كانت تدعي عجز الخزينة عن دفع أجور العمال، ووصول احتياطي الصرف إلى أدنى مستوياته، وكذا الفساد الذي نخر في كل القطاعات خلال عشرية حكم العصابة، التي تم فيها التخلي كلية عن الطبقة العاملة والوسطى والطبقة الهشة».

وأكد تبون أن «تلك الممارسات كان الهدف منها إحباط معنويات الجزائريين، وتسليم البلاد للخارج من خلال وضع الجزائر في يد صندوق النقد الدولي»، لافتاً إلى أن «الحراك (الشعبي) المبارك أنقذ البلاد من تلك الممارسات».

يذكر أن تبون انتخب رئيساً للجزائر في 12 من ديسمبر (كانون الأول) عام 2019.

ويرجح أن يترشح لولاية أخرى في الانتخابات الرئاسية المقررة في السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل.


مصر: الإعلان عن تدشين مدينة تحمل اسم السيسي في سيناء

الإعلان عن تدشين مدينة جديدة باسم السيسي في سيناء (عضو مجلس النواب مصطفى بكري - فيسبوك)
الإعلان عن تدشين مدينة جديدة باسم السيسي في سيناء (عضو مجلس النواب مصطفى بكري - فيسبوك)
TT

مصر: الإعلان عن تدشين مدينة تحمل اسم السيسي في سيناء

الإعلان عن تدشين مدينة جديدة باسم السيسي في سيناء (عضو مجلس النواب مصطفى بكري - فيسبوك)
الإعلان عن تدشين مدينة جديدة باسم السيسي في سيناء (عضو مجلس النواب مصطفى بكري - فيسبوك)

دشن «اتحاد القبائل العربية» في شبه جزيرة سيناء المصرية، الأربعاء، مدينة جديدة تحمل «السيسي» في رفح بشمال سيناء. وقال الاتحاد، في مناسبة الإعلان عن تأسيسه، إنه تم التوافق على «اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيساً شرفياً للاتحاد، وتغيير اسم منطقة (العجرة) إلى مدينة السيسي».

المدينة تقع برفح المصرية (عضو مجلس النواب مصطفى بكري - فيسبوك)

دمج الكيانات القبلية

وتأتي فكرة تأسيس الاتحاد بهدف «إدماج جميع الكيانات القبلية في إطار واحد دعماً لثوابت الدولة الوطنية، ومواجهة التحديات التي تهدد أمنها واستقرارها، خاصة في هذا الوقت»، بحسب المتحدث باسم الاتحاد وعضو مجلس النواب مصطفى بكري، الذي تلا البيان التأسيسي الأول للاتحاد في مؤتمر صحافي حظي بتغطية إعلامية محلية واسعة.

أقيم المؤتمر الصحافي للاتحاد في منطقة «العجرة». ووفق البيان فإنه «بناء على رغبة أبناء سيناء تقرر تغيير اسم المنطقة إلى (مدينة السيسي)، وهي مدينة تهدف إلى أن تكون من مدن الجيل الرابع مِن حيث الخدمات والرقمنة والتقدم». وعدّ المشاركون ذلك «لمسة وفاء مِن أبناء سيناء للقائدِ الذي وضع سيناء على الخريطة التنموية للمرة الأُولى في تاريخِها بعد أن تم القضاء على الإرهاب والمتآمرين».

وتقع المدينة المزمع إنشاؤها في منطقة صحراوية برفح المصرية، قريبة من قرية «العجرة» بشمال سيناء، وعلى مقربة من حدود مصر مع رفح الفلسطينية، على مساحة نحو 15 كيلومتراً مربعاً.

ويعد الشيخ عيسى الخرافين، شيخ مشايخ قبائل سيناء، مدينة «السيسي» الجديدة «نواة مهمة للتنمية في سيناء». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المدينة الجديدة تقع في أرض صحراء، لكن ستكون متكاملة، ما سيساهم في إنشاء تجمعات سكانية حولها لأهالي سيناء، وسيوفر فرص عمل لأهالي سيناء، ويعزز خطط تنمية سيناء».

وتشكل شبه جزيرة سيناء أهمية استراتيجية كبرى لمصر، بوصفها البوابة الحدودية الشرقية، وتبلغ مساحتها 61 ألف كيلومتر مربع، أي نحو 6 في المائة من مساحة مصر. وتعمل مصر على تنفيذ خطة وطنية لتنمية سيناء وربطها بالمدن الواقعة على الضفة الغربية لقناة السويس التي تفصلها عن الوادي، عقب إعلان السلطات «نجاح جهود القضاء على التنظيمات الإرهابية»، بعد حملة أمنية واسعة بدأت عام 2013.

وأعلن محافظ شمال سيناء محمد عبد الفضيل شوشة، الأسبوع الماضي، طرح وحدات سكنية جديدة لأهالي سيناء في مدينة «رفح الجديدة» تزامناً مع احتفالات عيد «تحرير سيناء»، وقال في مؤتمر صحافي حينها إن «إنشاء مدينة رفح الجديدة يأتي لتوفير السكن الملائم لأهالي مركز ومدينة رفح بعد الفترة العصيبة التي مروا بها، ولرغبة الدولة في إعادة الحياة الطبيعية على أرض سيناء الغالية».

وعدّ الشاب محمد سيد الهرش، 36 سنة، أحد أبناء مدينة بئر العبد بشمال سيناء، مدينة «السيسي» الجديدة، «تحمل دلالات أكبر من مفهوم تنمية سيناء»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المدينة الجديدة تقع على مقربة من الحدود المصرية مع رفح الفلسطينية، ووجود كثافة سكانية في المناطق الحدودية أمر مهم للأمن القومي المصري، يجعلنا نشعر فعلاً أن سيناء جزء لا يتجزأ من مصر».


صراع مفاجئ بين «الرئاسي» الليبي و«الرقابة الإدارية»

السفير الأميركى خلال اجتماعه بنظيره التركي بطرابلس (السفير الأميركي)
السفير الأميركى خلال اجتماعه بنظيره التركي بطرابلس (السفير الأميركي)
TT

صراع مفاجئ بين «الرئاسي» الليبي و«الرقابة الإدارية»

السفير الأميركى خلال اجتماعه بنظيره التركي بطرابلس (السفير الأميركي)
السفير الأميركى خلال اجتماعه بنظيره التركي بطرابلس (السفير الأميركي)

بينما اندلع صراع مفاجئ بين المجلس الرئاسي الليبي، وهيئة الرقابة الإدارية، اليوم الأربعاء، أقر مجلس النواب الليبي بالإجماع ميزانية حكومة الاستقرار «الموازية» برئاسة أسامة حماد. وتزامن ذلك مع إعلان رئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكالة، اعتزامه الاجتماع مجدداً في القاهرة مع رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، لاستكمال محادثاتهم حول الانتخابات، وتشكيل حكومة جديدة.

ووزع المجلس الرئاسي على أجهزته الأمنية حكماً قضائياً يطعن في أحقية عبد الله قادربوه في رئاسة هيئة الرقابة الإدارية، عقب إصدار الأخير قراراً مفاجئاً بوقف سامي، شقيق المنفي، عن عمله كرئيس لـ«الشركة الليبية - المغربية» القابضة، لدواعي ومقتضيات المصلحة العامة، على حد تعبيره.

وكان قادربوه قد أعلن، مساء الثلاثاء، إيقاف موظف، واكتفى بنشر الأحرف الأولى لاسمه عن العمل احتياطياً عن العمل بصفته مديراً لهذه الشركة.

المنفي أحال على الأجهزة الأمنية التابعة له حكما قضائيا بشأن عدم شرعية تولي قادربوه المنصب (الرئاسي)

ورداً على القرار، أحال المنفي، اليوم الأربعاء، على الأجهزة الأمنية التابعة له (المخابرات والحرس الرئاسي والردع ودعم الاستقرار) حكماً قضائياً من محكمة شمال طرابلس الابتدائية، بشأن عدم شرعية تولي قادربوه المنصب.

في غضون ذلك، أعلن تكالة أنه بصدد عقد لقاء جديد، لم يحدد موعده، مع المنفي وصالح في القاهرة، تحت رعاية جامعة الدول العربية. وتوقع ظهور ما وصفه بـ«نتائج مبشرة حول خريطة الطريق».

وقال تكالة في حديث متلفز، مساء الثلاثاء، إنه سيتم قريباً، خلال أسبوع أو أسبوعين، تشكيل لجنة مراجعة القوانين الانتخابية، التي تم التوافق في القاهرة على تشكيلها مع مجلس النواب، رغم أنه اعتبر أن «اعتماد مشروع الدستور، أو التوافق على القوانين، التي تم اعتمادها في مدينة بوزنيقة المغربية، أفضل خيارين لإجراء الانتخابات».

تكالة أكد أنه بصدد عقد لقاء جديد مع المنفي وصالح في القاهرة تحت رعاية جامعة الدول العربية (إ.ب.أ)

وقلل تكالة من أهمية إعلان مجلس النواب عن قبوله منفرداً لملفات المترشحين لحكومة جديدة، لافتاً إلى أنها «ليست حقيقة»، ورئيس مجلس النواب «لم يقلها»، مؤكداً استمرار «عملهما من أجل التوافق».

في سياق ذلك، قال المبعوث الأممي المستقيل، عبد الله باتيلي، إنه «لم يشارك في اجتماع القاهرة بين رؤساء المجالس الثلاثة، الذي رعته الجامعة العربية أخيراً، لأنه كان يرغب في إنجاح مشروعه فقط»، معتبراً أنه «فشل في الوصول إلى نتيجة».

ونفى تكالة تلقيه أي اعتراض من رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة» على «تشكيل أي حكومة جديدة». وقال إن «التنسيق سيحدث عند الجلوس على طاولة المفاوضات بين مجلسي الدولة والنواب».

من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، عبد الله بليحق، إن المجلس أقر بالإجماع قانون الميزانية العامة للدولة للعام الحالي، المقدم من حكومة «الاستقرار»، مع الأخذ ببعض تعديلات وملاحظات أعضاء المجلس، وتشكيل لجنة مشتركة من المجلس والحكومة لإدخال تلك التعديلات، والملاحظات في مشروع الميزانية، قبل التوقيع عليها وإحالتها للحكومة والنشر. موضحاً أنه من المقرر أن تقدم اللجنة ملاحظاتها والتعديلات المطلوبة في أجل أقصاه أسبوع، من أجل إدراجها والتوقيع على قانون الميزانية.

السفير الأميركى خلال اجتماعه بنظيره التركي بطرابلس (السفير الأميركي)

إلى ذلك، أكد السفير والمبعوث الأميركي الخاص لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، أنه ناقش مع السفير التركي، كنعان يلماز، دعم الولايات المتحدة وتركيا للعملية السياسية للأمم المتحدة نحو إجراء الانتخابات الليبية، ورغبتهما في رؤية تقدم على المسارين الأمني والاقتصادي. وهنأ في بيان عبر منصة «إكس»، مساء الثلاثاء، ليبيا وتركيا على استئناف رحلات الخطوط الجوية التركية، واعتبرها «علامة على الاستقرار في البلاد».

كما أكد نورلاند والقائم بالأعمال الأميركي، جريمي برنت، خلال لقائهما مع السفير القطري، خالد الدوسري في طرابلس، على أهمية الدور الذي يلعبه الشركاء الإقليميون في دعم الجهود، التي تقودها الأمم المتحدة لمساعدة ليبيا على تجاوز المأزق السياسي، ووضع خريطة طريق ذات مصداقية لإجراء انتخابات وطنية ناجحة. وقال إنه أكد مع برنت خلال اجتماعهما، مساء الثلاثاء، مع عضوي المجلس الرئاسي موسى الكوني وعبد الله اللافي، على «التزام الولايات المتحدة بدعم قدرة ليبيا على حماية سيادتها، والمشاركة السياسية لمنطقة الجنوب في ليبيا وعملية المصالحة».

الدبيبة في لقاء سابق مع ريتشارد نورلاند في طرابلس (رويترز)

من جهته، أوضح الدبيبة أنه بحث، مساء الثلاثاء في قطر، مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، مستجدات الأوضاع السياسية والاقتصادية في ليبيا والمنطقة، وسبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

في سياق آخر، هددت الجامعات الليبية على لسان رئيس أعضاء هيئة التدريس بجامعة طرابلس، أسامة الأزرق، بـ«اعتصام عام منتصف يونيو (حزيران) المقبل، إذا لم تنفذ حكومة الدبيبة ما تعهدت به بشأن مطالب أعضاء الهيئة».

وقال الأزرق: «ما زلنا نتابع ما اتُّفق عليه مع الجهات المعنية، لكن الدراسة مستمرة كالمعتاد». كما دعت تنسيقية معيدي ليبيا إلى إضراب شامل عن العمل، وتعليق الدراسة بالجامعات والمعاهد اعتباراً من (الأحد) المقبل. وحملت في بيان لها، اليوم الأربعاء، حكومة الدبيبة «مسؤولية تداعيات الاعتصام وإيقاف الدراسة».


البرهان وافق على توصية بإعلان حالة الطوارئ في ولاية الخرطوم

صورة أرشيفية تُظهر دخاناً يتصاعد فوق مدينة الخرطوم مع اشتباك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع 15 أبريل 2023 (رويترز)
صورة أرشيفية تُظهر دخاناً يتصاعد فوق مدينة الخرطوم مع اشتباك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع 15 أبريل 2023 (رويترز)
TT

البرهان وافق على توصية بإعلان حالة الطوارئ في ولاية الخرطوم

صورة أرشيفية تُظهر دخاناً يتصاعد فوق مدينة الخرطوم مع اشتباك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع 15 أبريل 2023 (رويترز)
صورة أرشيفية تُظهر دخاناً يتصاعد فوق مدينة الخرطوم مع اشتباك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع 15 أبريل 2023 (رويترز)

أبلغ والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة، اليوم (الأربعاء)، اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمة في الولاية بصدور قرار من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، بالموافقة على توصية حكومة الولاية بإعلان حالة الطوارئ فيها، حسبما أفادت «وكالة أنباء العالم العربي».

وبحسب إعلام حكومة ولاية الخرطوم، فقد قال حمزة إنّ الأيّام القادمة ستشهد صدور مراسيم ولائية لتطبيق حالة الطوارئ، مشيراً إلى أنّ رئيس مجلس السيادة وافق على توصية الولاية بالتعامل مع ما وصفه بالوجود الأجنبي «الذي أصبح يشكّل تهديداً للأمن القومي ويشارك أفراد منهم في القتال إلى جانب الميليشيا المتمردة».

وذكر حمزة أنّ حكومته ستعمل بالتعاون مع وزارة الداخلية ومعتمدية اللاجئين للتعامل مع ملف الأجانب.

وشدّد اجتماع اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمة على جميع الجهات الأعضاء في لجنة الطوارئ بالتقيّد التام بتنفيذ قرارات اللجنة. وأكّد إيهاب هاشم، الرئيس المناوب للجنة، أنّ أغلب القرارات والتكليفات قد جرى تنفيذها ويجري العمل في النسبة المتبقية.


الحكومة الجزائرية ترد على اتهامها بـ«عسكرة الإعلام»

مسيرو وسائل إعلامية يتابعون كلمة وزير الاتصال حول الإعلام وتوزيع الإعلانات (الوزارة)
مسيرو وسائل إعلامية يتابعون كلمة وزير الاتصال حول الإعلام وتوزيع الإعلانات (الوزارة)
TT

الحكومة الجزائرية ترد على اتهامها بـ«عسكرة الإعلام»

مسيرو وسائل إعلامية يتابعون كلمة وزير الاتصال حول الإعلام وتوزيع الإعلانات (الوزارة)
مسيرو وسائل إعلامية يتابعون كلمة وزير الاتصال حول الإعلام وتوزيع الإعلانات (الوزارة)

رفضت الحكومة الجزائرية اتهامها بـ«التضييق على الصحافيين»، معيبة على مهنيي قطاع الإعلام «ممارسة الرقابة الذاتية طمعاً في الحصول على إعلانات حكومية».

وحلت الجزائر في المركز 142 في تقرير «مراسلون بلا حدود» حول حرية الصحافة لعام 2023. وهو تصنيف عدته الحكومة «جائراً في حقها ولا يعكس الواقع».

جانب من لقاء وزير الاتصال مع الصحافيين والمثقفين (الوزارة)

وقال وزير الاتصال محمد لعقاب، مساء الثلاثاء، في لقاء مع مديري وسائل الإعلام العمومية والخاصة ومثقفين، عقد بمقر الوزارة بالعاصمة، إنه سأل «العديد من الصحافيين إن كان أي أحد (من المسؤولين) طلب منهم عدم الكتابة أو الاشتغال بأي موضوع، فكان ردهم أن لا أحد منعهم من ذلك. وحاولت التوقف عند أسباب تراجع الحريات... في الواقع، السبب غير مرتبط بالأوضاع السياسية، بل بالنشاط الاقتصادي غير المتطور بالشكل اللازم. وعندما يزدهر فستتحرر المؤسسة الإعلامية من الإعلانات الحكومية». مشيراً إلى أن الإعلانات «تدفع الصحافيين إلى الرقابة الذاتية علهم يظفرون بها، أما اتهام الحكومة أو رئاسة الجمهورية (بالتضييق عليهم)، فهذا لم يحدث».

مسيرو وسائل إعلامية يتابعون كلمة وزير الاتصال حول الإعلام وتوزيع الإعلانات (الوزارة)

والمعروف أن أكثر من 180 صحيفة، و30 قناة تلفزيونية عامة وخاصة، وعدداً كبيراً من المواقع الإلكترونية، تعيش حصرياً على الإعلانات التي تمنحها الحكومة عن طريق جهازها «وكالة النشر والإشهار»، وذلك في ظل انقطاع الإعلانات الخاصة في السنوات الأخيرة، بسبب ركود يعيشه اقتصاد البلاد المعتمد بشكل كبير على مداخيل بيع النفط والغاز.

والشائع في أوساط الصحافيين أن «الوكالة» وسيلة في يد الحكومة لـ«مكافأة المؤسسات الإعلامية الموالية بإغداق أموال الإشهار عليها، ولتأديب المعارضين لسياساتها بحرمانهم منها».

وخاض الوزير لعقاب في «قضية التضييق على الصحافة»، بمناسبة إضراب في قطاع التعليم يومي 27 و28 أبريل (نيسان) الماضي؛ حيث تداول صحافيون في مجموعات على منصة «واتساب»، أن وزارة الاتصال «وجهت بعدم إيلاء أي أهمية للإضراب». وقال لعقاب بهذا الخصوص: «لم أسمع بهذا الإضراب، لكن عندما سئلت عنه قلت إن الأمر يتعلق بالقانون الأساسي للمعلم الذي يوجد قيد التحضير. ورئيس الجمهورية نفسه أكد أهمية أن يكون للمعلم قانون خاص به. وقد رفض النسخة الخاصة بالقانون ثلاث مرات، وأعادها إلى وزارة التربية لمراجعتها، فهل بعد هذا يذهبون (نقابات التعليم) إلى الإضراب؟».

جانب من تفاعل الصحافيين مع الوزير حول حرية الإعلام بالجزائر (الوزارة)

كما أكد الوزير أنه عندما عبر عن موقفه من الإضراب «كنت أقصد أن الرئيس حريص على هذا الأمر (مطالب المضربين)، وأنه لا ينبغي أن يعطي الصحافيون أهمية للإضراب، لكن لم أسد توجيهات بعدم تغطيته... فكل واحد حرّ، ولا أحد من الوزارة منع الصحافيين من التعاطي مهنياً مع الإضراب».

وبخصوص اتهام بوجود توجه لعسكرة قطاع الإعلام في البلاد، نفى الوزير بشدة «وجود إرادة لعسكرة الإعلام»، لكنه لم يخف أن الوزارة طلبت من الصحافة «عدم إيلاء أهمية للإضراب». وقال: «لو أرادت منعهم من ذلك، لأصدرت أوامر واضحة بهذا الخصوص».

وعاد لعقاب إلى جدل وقع في رمضان الماضي، عندما جمع مديري أكثر من 20 قناة تلفزيونية عمومية وخاصة، من أجل إبلاغهم بأن الحكومة ضاقت ذرعاً بمحتويات مسلسلات الدرامية، بحجة أنها «تحمل جرعة زائدة من العنف، والمس بأخلاق المجتمع والذوق العام». وأوضح بهذا الخصوص أن السلطات «لم تقم محاكم تفتيش، وإنما لفتت انتباه الإخوة في القنوات الخاصة، بكل محبة، إلى أن المحتوى الذي تبثه لا يلائم المجتمع». وقال موضحاً: «هذا ردي على مجموعات تقول إن الوزير يراقب، والحكومة تراقب وسائل الإعلام». عادّاً الصحافيين «يشتغلون في بيئة صعبة، وهذا يؤثر على حريتهم ومهنيتهم».


هل يستطيع الدبيبة حشد الشارع الليبي للاستفتاء على الدستور؟

عقيلة صالح ورئيس حكومة الوحدة الوطنية «المؤقتة» أكدا في تصريحات متعددة جاهزية إجراء الانتخابات العامة (الشرق الأوسط)
عقيلة صالح ورئيس حكومة الوحدة الوطنية «المؤقتة» أكدا في تصريحات متعددة جاهزية إجراء الانتخابات العامة (الشرق الأوسط)
TT

هل يستطيع الدبيبة حشد الشارع الليبي للاستفتاء على الدستور؟

عقيلة صالح ورئيس حكومة الوحدة الوطنية «المؤقتة» أكدا في تصريحات متعددة جاهزية إجراء الانتخابات العامة (الشرق الأوسط)
عقيلة صالح ورئيس حكومة الوحدة الوطنية «المؤقتة» أكدا في تصريحات متعددة جاهزية إجراء الانتخابات العامة (الشرق الأوسط)

على مدار الأيام القليلة الماضية، تبارى رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية «المؤقتة» عبد الحميد الدبيبة، في إطلاق تصريحات متعددة تؤكد على جاهزية إجراء الانتخابات العامة. لكن رغم توحد دعوتهما لإجراء الاستحقاق الانتخابي، فإن أهدافهما اختلفت بدرجة كبيرة.

عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة الليبية المؤقتة (حكومة الوحدة)

ففي تصريحات سابقة لصالح توقع إجراء الانتخابات الرئاسية نهاية العام الحالي، في ظل جاهزية إصدار القوانين المنظمة لها، إلا أنه شدّد على أن «الأمر يتطلب تشكيل حكومة موحدة لعدم إمكانية إجرائها من قبل حكومتين»، وهو ما يعني، بحسب مراقبين، الإطاحة بحكومة الدبيبة.

أما الدبيبة الذي تحدث عن الانتخابات، وقدرة وزارة الداخلية بحكومته على تأمينها، فقد تساءل في المقابل عن أسباب عدم «طرح الدستور الذي أعدته لجنة منتخبة من الشعب للاستفتاء، وطالب بذلك».

عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي (المجلس)

ويرى مراقبون أنه بالرغم من تزايد حدة المناكفة السياسية بين صالح والدبيبة بخصوص إجراء الانتخابات، فإن ذلك لا ينبئ عن قدرة أي منهما على حسم الصراع بحشد الشارع الليبي، أو المواقف الدولية لصالح دعوته بشأن الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة.

في هذا السياق، تحدث رئيس الهيئة التأسيسية لحزب «التجمع الوطني الليبي»، أسعد زهيو، عن تكرار لجوء الدبيبة للحديث عن ضرورة إجراء الاستفتاء على الدستور، والاكتفاء بالانتخابات التشريعية «كلما استشعر وجود تحركات محلية أو إقليمية تستهدف استبدال حكومته بواسطة أخرى جديدة، أو مع طرح مبادرة ما تتعلق بإجراء الأخيرة».

وربط زهيو في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بين تصريحات الدبيبة الأخيرة، وبين ما تم تداوله من أنباء عن تسلم البرلمان لملفات مرشحين لرئاسة «حكومة جديدة»، وتكرار دعوات صالح طيلة الأشهر الماضية بضرورة تشكيل تلك الحكومة. كما ربط التصريحات أيضاً «بوصول الدبلوماسية الأميركية ستيفاني خوري إلى طرابلس، ومباشرتها مهامها بصفتها رئيساً للبعثة الأممية بالإنابة، وقرب انعقاد الجولة الثانية من اللقاء الثلاثي لرؤساء مجالس البرلمان والأعلى للدولة والرئاسي، برعاية الجامعة العربية في القاهرة خلال الفترة المقبلة».

وتوقع زهيو أن «تقابل خطوة الدبيبة إذا ما قرر فعلاً المضي قدماً بتفعيل مسار الاستفتاء على الدستور برفض واسع من قبل أغلب الأحزاب، والنشطاء وقطاع من الشارع» الليبي.

وسلط زهيو الضوء على قائمة طويلة من الاعتراضات والعقبات، التي تحاصر مسودة الدستور، ومن بينها رفض المكونات الثقافية، من تبو وأمازيغ وطوارق، وشرائح وقوى أخرى بالمجتمع لها، وكيف يمكن لهؤلاء جميعاً الطعن عليها، وهو ما قد يستغرق كثيراً من الوقت.

من جانبه، قال عضو مجلس النواب الليبي، صالح أفحيمة، إن «الأهم في قضية الانتخابات الليبية هو إيجاد ضمانات للقبول بنتائجها، وليس فقط معالجة أي عراقيل أو تحديات أمنية قد تواجه الحكومتين المتنازعتين على السلطة بالبلاد في مناطق نفوذهم».

ورأى أفحيمة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «من دون ضمانات للقبول بنتائجها ستعد الانتخابات قفزة للمجهول، وقد تعود بالبلاد إلى نقطة الصفر»، معرباً عن اعتقاده بأنه «من الأفضل، إذا ما صدق الحديث عن جاهزية إجراء الانتخابات، أن يفعل الاستحقاق التشريعي والرئاسي أيضاً، ومن قبلهما الاستفتاء على الدستور».

أسامة حماد رئيس حكومة الاستقرار الموازية (الاستقرار)

وتتنازع على السلطة في ليبيا حكومتان: الأولى تسمى «الوحدة» الوطنية المؤقتة في العاصمة طرابلس، ويرأسها عبد الحميد الدبيبة، والثانية مكلفة من البرلمان ويرأسها أسامة حماد، وتدير شؤونها من شرق البلاد.

وبخصوص تصوره لإمكانية دعم الدول الغربية المنخرطة بالساحة الليبية لدعوة الدبيبة بإجراء الاستفتاء، والاكتفاء بالانتخابات التشريعية، قال أفحيمة موضحاً أن هناك دولاً غربية بعينها «قد تدعم الدبيبة في توجهاته لكون بقاء حكومته بالسلطة يخدم مصالحها».

وعادة ما تندد الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور بعرقلة أطراف سياسية، وقوى محلية ودولية، عملية الاستفتاء على الوثيقة الدستورية التي أعدتها في يوليو (تموز) 2017.

كما أوضح أفحيمة أن جلّ الليبيين يتطلعون للانتخابات كونها وسيلة لتجديد الشرعية، وتحقيق الاستقرار دون اكتراث قطاع كبير منهم بنوعية الاستحقاق الانتخابي، سواء كان استفتاء، أو انتخابات رئاسية وتشريعية أو تشريعية فقط.

وخلال تصريحاتهما الأخيرة، تبادل صالح والدبيبة اتهامات بالسعي للاستمرار بالسلطة، وهو ما أثار موجة واسعة من الانتقادات بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت تشبث كل منهما بموقعه.

بالمقابل، دافع المحلل السياسي الليبي، عبد الله الكبير، عن دعوة الدبيبة لإجراء الاستفتاء، وعدّها «ضرورة لحسم المطالب، والتأكد من نسبة قبول أو رفض الليبيين لتلك المسودة»، بالإضافة إلى «عدم إثارة الأمر مجدداً حتى وإن استغرق الأمر بعض الوقت، وذلك لوجود اعتراضات عدة حول تلك المسودة». وذهب الكبير في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الدعوة بشأن الاستفتاء، وكذلك إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة «ستجد مناصرين كثيرين»، مرجعاً ذلك إلى «تضاؤل شعبية البرلمان، وكذلك المجلس الأعلى للدولة، الذي ينتهي دوره بالمشهد مع انتهاء دور البرلمان الحالي».

وانتهى المحلل السياسي إلى التأكيد على أن السيناريو الأقرب للواقع «هو تجميد الوضع الحالي، أي استمرار كل حكومة بمناطق نفوذها، وذلك بفعل تأثير التدخلات الدولية».


تونس تُحيي عيد العمال بالدعوة لحل الأزمات السياسية والاقتصادية

جانب من المسيرة العمالية التي جابت شوارع العاصمة وصولاً إلى شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي (إ.ب.أ)
جانب من المسيرة العمالية التي جابت شوارع العاصمة وصولاً إلى شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي (إ.ب.أ)
TT

تونس تُحيي عيد العمال بالدعوة لحل الأزمات السياسية والاقتصادية

جانب من المسيرة العمالية التي جابت شوارع العاصمة وصولاً إلى شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي (إ.ب.أ)
جانب من المسيرة العمالية التي جابت شوارع العاصمة وصولاً إلى شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي (إ.ب.أ)

جدد الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، اليوم الأربعاء، دعوته إلى العودة للحوار الوطني لحل القضايا السياسية والاقتصادية التي تشغل بال المواطن التونسي. وقال الطبوبي، في خطاب أمام تجمع للعمال بمناسبة الاحتفال بيوم العمال العالمي، إن الاتحاد سعى طوال الفترة الماضية إلى تجنيب تونس التوترات في ظرفٍ وصفه بالصعب، والدقيق على جميع الأصعدة، مؤكداً أنّه سيتصدّى لما وصفها بالإجراءات «اللاشعبية».

قادة الاتحاد التونسي للشغل خلال مشاركتهم في المسيرة العمالية وسط تونس العاصمة (إ.ب.أ)

ورأى الطبوبي، بحسب تقرير «وكالة أنباء العالم العربي»، أن بعض الإجراءات التي صدرت مؤخراً زادت من الأسعار، وأفرغت السوق من المواد، وأثقلت كاهل العائلات، على حد وصفه. وعقب خطاب الطبوبي نظم عمال تونسيون مسيرة جابت شوارع العاصمة، وصولاً إلى شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي، رافعة شعارات تطالب بتحسين أوضاعهم المالية، واستقلالية اتحاد الشغل والنقابات العمالية.

دعت الطبقة الشغيلة في تونس الحكومة إلى احترام الاتفاقيات الموقعة مع نقابات العمال (إ.ب.أ)

وأضاف الطبوبي بلهجة يطبعها التحدي: «سنتصدّى لكلّ من يستغل الحالة الاستثنائية التي تمر بها بلادنا ليُمعن في التنكيل بالشعب والعمال عبر إجراءات لا شعبية». في إشارة إلى اتهام المنظّمة النقابية العماليّة الحكومة بالتملّص من الحوار الاجتماعي، وعدم تطبيق الاتفاقيات المبرمة معها والحقوق النقابيّة. وتابع الطبوبي قائلاً: «مصمّمون على الحفاظ على أهمّ مكسب اجتماعي، وهو الحوار الاجتماعي، الذي ناضلت من أجله أجيال، ولن ندّخر جهداً من أجل إعادة الأمور إلى نصابها». مؤكداً أن الاتحاد الذي يضمّ نحو مليون شخص سيسعى إلى «فرض حقّ التفاوض، وحق تحسين أوضاع الأُجراء (العمال) والمتقاعدين وصون حقوقهم... ولن نقبل أن تُسحب تلك المكاسب».

الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل جدد في عيد العمال دعوته إلى العودة للحوار الوطني لحل القضايا السياسية والاقتصادية (أ.ف.ب)

كما رأى الطبوبي أن الإجراءات التي تتخذها الحكومة «ألهبت الأسعار، وأفرغت السوق من المواد، وأثقلت كاهل الأجراء، مباشرين ومتقاعدين، بالضرائب، وأنهكت العائلات بمزيد من الأعباء أمام تردّي خدمات المرفق العمومي (المؤسسات العامة)».

وفي معرض حديثه عن ضرورة إجراء حوار وطني لحل المشاكل العالقة مع الحكومة، أوضح الطبوبي أن الحديث عن حوار وطني «غير ممكن في ظل غياب حوار اجتماعي، وعقلية غير مهيأة ومكتملة الجوانب لبناء تونس، وإيجاد الحلول للمشاكل، عكس ما هو موجود في تونس اليوم من هروب للأمام، وضرب للعمل النقابي، ونقل تعسفي للنقابيين والمحاكمات الجائرة بملفات كيدية، لا أساس لها من الصحة»، وتابع متسائلاً: «إذا كانت هذه الوضعية لحوار اجتماعي فكيف يمكن التطرق لملفات سياسية وتطوير الحياة السياسية؟»'.

عرفت مسيرات العمال في تونس مشاركة واسعة للنساء أيضاً (أ.ف.ب)

كما شدد الطبوبي، عقب تدشين الحلة الجديدة لمبنى اتحاد الشغل وسط العاصمة، على أن مبادئ «الاتحاد» هي الدفاع عن الحقوق الاجتماعية والنقابية، وحرية التعبير، قائلاً إن تونس «متجهة لمحطات انتخابية مهمة، ولذلك يجب أن يسبق موعد إجراء الانتخابات تنقية المناخ الاجتماعي، وأجواء ملائمة حتى يتنافس المتنافسون، ويبقى الحكم الرئيسي هو الشعب».

ويشكو التونسيون من نقص في عدد من المواد الأساسيّة، وغلاء الأسعار وانهيار مقدرتهم الشرائيّة. وفي هذا السياق، اتهم الاتحاد العام التونسي للشغل، في تصريحات سابقة، الحكومة برفع الدعم بشكل مقنّع، وهو ما ظلت تنفيه الحكومة باستمرار. ولم يبد الاتحاد، الذي يتمتّع بنفوذ قوي في البلاد، معارضة لإجراءات الرئيس التونسي قيس سعيّد بتجميد البرلمان، وإقالة الحكومة في 25 يوليو (تموز) 2021، وهو القرار الذي أعقبه حلّ البرلمان، والحكم بمراسيم قبل إقرار دستور جديد للبلاد بعد استفتاء شعبي. لكنّ علاقة سعيّد مع الاتحاد توتّرت بعد اعتقال قياديين نقابيين بارزين، العام الماضي، وذلك على خلفية إضرابات عن العمل. وقد انتقد الاتحاد بشدّة ما وصفه بالتضييق على الحريّات النقابيّة.

في سياق ذلك، أكّدت رئاسة مجلس نواب الشعب (البرلمان)، بمناسبة عيد الشغل العالمي، الدور المحوري الذي تضطلع به الوظيفة التشريعية، ومدى استعدادها للتعامل مع ما يعرض عليها من تشريعات، ترمي إلى تطوير الإطار القانوني للشغل، وصيانة حقوق الموظفين والعمال في كل مواقع الإنتاج.

وبيّنت رئاسة مجلس النواب الشعب، في بيان لها اليوم الأربعاء، تجلّي هذا التمشي بصفة فعلية عبر مبادرة النواب بتقديم مقترحي قانون، يهدفان إلى تنقيح وإتمام القانون المتعلق بضبط النظام الأساسي العام لأطر الدولة والجماعات المحلية، والمؤسسات العمومية ذات الصبغة الإدارية، وبتنظيم عطل الأمومة والأبوة والولادة في القطاعين العام والخاص.


مصر: استمرار جهود التوصل إلى اتفاق لهدنة في غزة وسط أجواء إيجابية

أطفال فلسطينيون يسيرون أمام منزل تضرر في غارة إسرائيلية برفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
أطفال فلسطينيون يسيرون أمام منزل تضرر في غارة إسرائيلية برفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
TT

مصر: استمرار جهود التوصل إلى اتفاق لهدنة في غزة وسط أجواء إيجابية

أطفال فلسطينيون يسيرون أمام منزل تضرر في غارة إسرائيلية برفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
أطفال فلسطينيون يسيرون أمام منزل تضرر في غارة إسرائيلية برفح جنوب قطاع غزة (رويترز)

أكد مصدر مصري رفيع المستوى، اليوم (الأربعاء)، استمرار جهود التوصل إلى اتفاق لهدنة في غزة وسط أجواء إيجابية.

ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» اليوم، عن المصدر قوله إن «هناك مشاورات مصرية مع جميع الأطراف المعنية لحسم بعض النقاط الخلافية بين الطرفين».

وحسب القناة، كان مصدر رفيع المستوى قد أفاد، يوم الجمعة الماضي، بأن هناك تقدماً ملحوظاً في تقريب وجهات النظر بين الوفدين المصري والإسرائيلي بشأن الوصول إلى هدنة في قطاع غزة. ووفق القناة، «يعيش قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي غير مسبوق براً وبحراً وجواً، منذ السابع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ظروفاً إنسانية غاية في الصعوبة تصل إلى حد المجاعة، في ظل مواصلة سلطات الاحتلال منع وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، خصوصاً إلى مناطق الشمال، فيما لا تكفي المساعدات التي تصل إلى جنوب القطاع حاجة المواطنين، خصوصاً في رفح التي تعد أخر ملاذ للنازحين».


«القرضابية»... كيف هزم الليبيون القوات الإيطالية في معركة سرت؟

عميد بلدية سرت يفتتح النصب التذكاري لمعركة القرضابية بعد التجديد (صفحة سرت أولاً)
عميد بلدية سرت يفتتح النصب التذكاري لمعركة القرضابية بعد التجديد (صفحة سرت أولاً)
TT

«القرضابية»... كيف هزم الليبيون القوات الإيطالية في معركة سرت؟

عميد بلدية سرت يفتتح النصب التذكاري لمعركة القرضابية بعد التجديد (صفحة سرت أولاً)
عميد بلدية سرت يفتتح النصب التذكاري لمعركة القرضابية بعد التجديد (صفحة سرت أولاً)

نجح الليبيون قبل 109 أعوام في واحدة من المعارك الفاصلة التي خاضوها ضد المحتل الإيطالي؛ لكنهم بعد هذا التاريخ لا يزالون يبحثون عن نقطة التقاء تجمع شتاتهم السياسي الذي لا يزال يفرض نفسه، منذ إسقاط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي.

وحول النصب التذكاري للمعركة التي دارت رحاها ضد الغزاة الإيطاليين في سرت (450 كيلومتراً شرق طرابلس)، أحيا ليبيون مساء الاثنين ذكرى المعركة، بحضور شخصيات رسمية وعدد من المواطنين.

وشهدت سرت معركة فاصلة في 29 من أبريل (نيسان) عام 1915، بين المجاهدين الليبيين من جهة، والغزاة الإيطاليين الذين استقدموا قوات مساعدة من إريتريا والحبشة، بالإضافة إلى مقاتلين محليين من مدن ساحلية، لتنتهي الحرب بهزيمة الإيطاليين أمام اصطفاف الليبيين.

ويرى عدد من المؤرخين الليبيين أن الإيطاليين أرغموا سكان المدن الساحلية التي احتلوها على الانضمام إلى قواتهم، وكان على رأسهم زعيم مصراتة رمضان السويحلي؛ لكنهم أوضحوا أن الأخير عقد اتفاقاً مع السنوسيين بأن يندس بقواته مع الجيش الإيطالي الذي كان يقوده الكولونيل ماني.

الخيالة على جانبي النصب التذكاري لمعركة القرضابية (صفحة سرت أولاً)

في تلك الأثناء، بدأت تتساقط المدن التي تسيطر عليها القوات الإيطالية تباعاً؛ لكنها ظلت تبسط سيطرتها على طرابلس العاصمة ومواقع أخرى على طول الساحل. ورغم ما شهدته موقعة القرضابية التي تصفها كتب التاريخ الليبي بأنها «ملحمة»، فإن الغزاة الإيطاليين تمكنوا من العودة سريعاً، مدعومين بوصول بينيتو موسوليني إلى السلطة في روما، والذي أسفر عن إعدام شيخ المجاهدين الليبيين عمر المختار في 16 من سبتمبر (أيلول) عام 1931.

وفي ظل انقسام سياسي يسيطر على ليبيا، تقع سرت راهناً تحت ولاية حكومة أسامة حمّاد، المدعومة من مجلس النواب، و«الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر.

وعدّ حمّاد معركة القرضابية: «ملحمة وطنية، ستظل خالدة أمد الدهر»، وقال إنها «تميزت بمشاركة غالبية المدن والقبائل الليبية، من غرب البلاد إلى جنوبها وشرقها».

مقبرة شهداء معركة القرضابية (صفحة سرت أولاً)

كما أبرز حمّاد عبر حسابه على «إكس» أن الليبيين الأوائل «هبُّوا جميعاً للدفاع والذود عن الأرض والعرض؛ مجسدين فيها أروع ملاحم الجهاد التي تحققت فيها اللحمة والوحدة الوطنية، بعيداً عن التشرذم والفرقة والتشتت».

ويزداد الانقسام السياسي في ليبيا مع وجود حكومتين في البلاد؛ حيث يرأس عبد الحميد الدبيبة حكومة «الوحدة الوطنية» في العاصمة طرابلس، بينما يقود أسامة حمّاد الحكومة المكلفة من البرلمان، ويدير شؤونها من شرق البلاد.

وأُخضع النُّصب التذكاري الذي التف الخيالة بمحيطه احتفالاً بالمناسبة، لصيانة عاجلة استغرقت 12 يوماً، وذلك عقب زيارة أجراها مؤخراً حمّاد ومدير عام «صندوق ليبيا للتنمية والإعمار» بلقاسم حفتر، بعدما تعرض للإهمال والعبث خلال السنوات الماضية.

وراق لكثير من المجالس الاجتماعية في البلاد تذكّر «أمجاد أجدادهم» في معركة القرضابية؛ إذ قال المجلس المحلي للشباب ببلدية القطرون (جنوب) إن «هذه الملحمة من معارك الجهاد الكبرى، حارب وناضل فيها الأجداد ضد المحتل الإيطالي، ولقنوهم فيها درساً في القتال، تكبدوا خلالها خسائر في الأرواح والعتاد، وهزموا فيها المستعمر الإيطالي أكبر هزيمة، منذ غزوهم ليبيا في أكتوبر (تشرين الأول) 1911».

وقال الخبير الليبي في الجغرافيا العمرانية، بشير عبد الله، إنه احتفل مع عدد من المواطنين بزيارة النصب التذكاري للمعركة، ومقبرة الشهداء (جنوب شرقي سرت)، متحدثاً عن التقاء المجاهدين الليبيين من كل مناطق البلاد، وتصديهم لغطرسة المغرور مياني قائد الحملة، كما قال إن الأخير «هُزم في القرضابية شر هزيمة، وأفل نجمه في المجال العسكري... لقد كانت ملحمة تاريخية يحق لنا أن نفتخر بها».

وانتهى عبد الله مثمناً «كفاح الليبيين ضد الغزو الإيطالي قرابة 20 عاماً، وفي أكثر من 400 معركة في شرق وغرب وجنوب ووسط ليبيا، وهو من رسم ملامح وكيان ليبيا المعاصرة».

ولم تشارك سلطات طرابلس في الاحتفال بذكرى القرضابية، لكون سرت لا تخضع لسلطتها، كما لم تصدر عنها أي بيانات بهذه المناسبة.

عاجل بلينكن: لا يمكن لأمريكا دعم عملية عسكرية في رفح في ظل غياب خطة إنسانية