«الغذاء العالمي»: 345 مليون جائع... نصفهم أطفال

«أوكسفام» ترصد تفاقم الكارثة في 10 دول بسبب «المناخ»

حذر «الغذاء العالمي» من أن 23 مليون شخص انضموا لحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد (رويترز)
حذر «الغذاء العالمي» من أن 23 مليون شخص انضموا لحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد (رويترز)
TT

«الغذاء العالمي»: 345 مليون جائع... نصفهم أطفال

حذر «الغذاء العالمي» من أن 23 مليون شخص انضموا لحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد (رويترز)
حذر «الغذاء العالمي» من أن 23 مليون شخص انضموا لحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد (رويترز)

حذّر برنامج الغذاء العالمي من أن أزمة الغذاء العالمية دفعت 23 مليون شخص دون سن 18 عاماً - في 82 دولة - إلى حالة من انعدام الأمن الغذائي الحاد منذ بداية العام، ما رفع إجمالي عدد الأطفال المتضررين إلى 153 مليوناً، وهو ما يمثل ما يقرب من نصف الأشخاص البالغ عددهم 345 مليون شخص الذين يواجهون الجوع الحاد.
وأشار البرنامج، في تقرير صدر الجمعة وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن الأطفال في سن المدرسة يتحملون العبء الأكبر للأزمة الحالية، مع عواقب وخيمة على تعليمهم وقدرتهم على تعويض ما فقدوه أثناء إغلاق المدارس بسبب وباء «كورونا».
وقال التقرير إن تصاعد الجوع بين الأطفال في سن المدرسة يشكل الآن خطراً حقيقياً وقائماً على التعافي في قطاع التعليم، ودعا برنامج الغذاء إلى خطة عمل طموحة لاستعادة برامج الوجبات المدرسية، التي عطلها الوباء وتوسيع نطاق وصولها إلى 73 مليون طفل إضافي.
وأوضح أن تقديرات التكلفة التفصيلية للخطة، توضح أن هناك حاجة إلى نحو 5.8 مليار دولار سنوياً؛ حيث ستكمل الخطة تدابير أوسع لمكافحة جوع الأطفال، بما في ذلك توسيع برامج صحة الطفل والأم ودعم الأطفال خارج المدرسة وزيادة الاستثمار في شبكات الأمان.
وحذر برنامج الغذاء العالمي من أن مستويات الجوع بين 250 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس هي بالتأكيد أعلى مما هي عليه في المدارس. وأكد التقرير أن برامج الوجبات المدرسية تعد من بين أكبر شبكات الأمان الاجتماعي وأكثرها فاعلية للأطفال في سن المدرسة؛ حيث لا يقتصر الأمر على إبقاء الأطفال، خصوصاً الفتيات في المدرسة؛ لكنها تساعد أيضاً في تحسين نتائج التعلم، من خلال توفير أنظمة غذائية أفضل وتدعم الاقتصادات المحلية وتخلق فرص العمل وسبل العيش في المجتمعات، كما تساعد على كسر الروابط بين الجوع ونظام الغذاء غير المستدام وأزمة التعلم.
وفي شأن مستقل، حذرت منظمة أوكسفام غير الحكومية بأن موجات الجفاف القصوى والفيضانات الكاسحة وظاهرة التصحّر زادت من شدة «الجوع الحاد» بأكثر من الضعف في الدول الأكثر عرضة للكوارث المناخية، داعية الدول الصناعية إلى الحد بشكل كثيف من انبعاثات الغازات المسببة للاحترار وإصلاح الأضرار التي تسببت بها.
وأفادت «أوكسفام»، في تقرير صدر الجمعة، واطلعت عليه «الشرق الأوسط»، بأن الجوع الحادّ ازداد بنسبة 123 في المائة في عشر دول تصنف من الأكثر عرضة للمخاطر المناخية هي الصومال وهايتي وجيبوتي وكينيا والنيجر وأفغانستان وغواتيمالا ومدغشقر وبوركينا فاسو وزيمبابوي.
وأورد التقرير أن 48 مليون شخص في هذه الدول العشر يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد ويحتاجون إلى مساعدة عاجلة من أجل البقاء على قيد الحياة، مشيراً إلى أن 18 مليون شخص من بينهم على شفير المجاعة.
وإن كانت النزاعات والأزمات الاقتصادية العاملين الأولين خلف الجوع، فإن «ظواهر الطقس القصوى التي تزداد وتيرة وشدة، تحد هي أيضاً من قدرة الشعوب الفقيرة على التصدي للجوع ومواجهة الصدمات المقبلة»، بحسب ما أورد التقرير.
وأوردت «أوكسفام» مثل الصومال الذي يواجه أسوأ جفاف في تاريخه أرغم مليون شخص حتى الآن على الفرار من منازلهم، في حين أنه من الدول الأقل استعداداً لمواجهة أزمة المناخ.
وفي غواتيمالا، تسبب نقص المياه بفقدان 80 في المائة من محصول الذرة وأتى على مزروعات البنّ، ما أرغم العديد من السكان على مغادرة البلاد.
ورأت «أوكسفام» أن كون الدول التي تتحمل أقلّ قدر من المسؤولية عن الأزمة المناخية هي التي تعاني الأكثر، هو «دليل صارخ على وجود فوارق في العالم».
وشددت على أن الدول الصناعية، ولا سيما دول مجموعة العشرين، «مسؤولة عن أكثر من ثلاثة أرباع انبعاثات الكربون في العالم»، في حين لا يزيد مجمل انبعاثات الدول العشر الأكثر عرضة للمخاطر على 0.13 في المائة. ولفتت إلى أن شطب ديون هذه الدول المعرضة للمخاطر سيسمح لها بالاستثمار في مكافحة الأوضاع المناخية الطارئة.


مقالات ذات صلة

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

الاقتصاد جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، إنه يتوقع مخرجات مهمة من مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر الذي ينعقد في السعودية.

لمياء نبيل (القاهرة)
يوميات الشرق النظام الغذائي النباتي يعتمد بشكل أساسي على الأطعمة النباتية (جامعة كولومبيا)

التحول للنظام النباتي يوفر 650 دولاراً للفرد سنوياً

أظهرت دراسة أميركية أن اتباع نظام غذائي نباتي منخفض الدهون يمكن أن يخفض تكاليف الطعام للفرد بنسبة 19%، أي ما يعادل 1.80 دولار يومياً أو نحو 650 دولاراً سنويا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي نزوح سكان شمال غزة في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية (أ.ف.ب)

المنسق الأممي للسلام: الوضع في غزة «كارثي» مع بداية الشتاء ونزوح سكان الشمال

قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند اليوم الاثنين إن الوضع في قطاع غزة «كارثي» مع بداية فصل الشتاء.

«الشرق الأوسط» (غزة)
أفريقيا لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
أفريقيا أدى العنف والتصحر إلى منافسات عنيفة أحياناً بين المجتمعات الزراعية والرعاة الرُحّل في نيجيريا (أ.ف.ب)

أكثر من 33 مليون نيجيري سيعانون من الجوع العام المقبل

أفاد تقرير بأن أكثر من 33 مليون نيجيري سيعانون من الجوع العام المقبل، وهو رقم يزداد مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتفاقم آثار الحرب والتغير المناخي.

«الشرق الأوسط» (أبوجا )

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.