السعودية تختار كمبوديا لزيادة استيراد الأرز محلياً

خطوة تساهم في تقديم أسعار تنافسية للمنتج الأكثر استهلاكاً في الخليج

إحدى أسواق المواد الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المواد الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تختار كمبوديا لزيادة استيراد الأرز محلياً

إحدى أسواق المواد الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المواد الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

علمت «الشرق الأوسط» أن الحكومة السعودية تحفز القطاع الخاص حالياً لاستيراد الأرز الكمبودي في خطوة تزيد من انتشار هذا المنتج في السوق المحلية مع بقية الأنواع الأخرى المستوردة من عدة دول، أبرزها: الهند، وباكستان، وأميركا، ومصر، وغيرها. إلا أن قوة الطلب على هذا المحصول المفضل في السعودية ومنطقة الخليج بصفة عامة، وبعض التحديات الأخرى بما فيها ارتفاع تكاليف الشحن، والتغيرات المناخية، تتسبب في تذبذب أسعارها بين حين وآخر، ما يجعل البلاد تفتح مجالاً لاستيراد الأرز من دول أخرى وتتجه حالياً صوب بنوم بنه، لضمان توفير هذه السلعة الاستراتيجية بشكل مكثف في السوق واستقرار أسعاره. وقررت المملكة أخيراً زيادة وارداتها من الأرز الباكستاني إلى 20 في المائة من احتياجاتها الإجمالية، لتوفير المزيد من المنتج في السوق المحلية وتحقيق الاستقرار وتعزيز الأمن الغذائي.

ووفق المعلومات تتواصل الهيئة العامة للتجارة الخارجية السعودية مع القطاع الخاص لفتح مجال استيراد الأرز الكمبودي، وذلك ضمن إطار نتائج زيارة وزيرة التجارة الكمبودية إلى المملكة في فبراير (شباط) الماضي، بهدف بحث سبل تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين ودعوة الشركات الوطنية لزيارة المزارع في كمبوديا، وإمكانية وصول هذا المنتج إلى السوق المحلية.

حجم استهلاك السعوديين

اكتسبت كمبوديا اسماً لتصديرها للأرز عالي الجودة إلى الدول الآسيوية، وتحوز للمرة السادسة لقب أفضل أرز في العالم، في المؤتمر الدولي للأرز في العاصمة الفلبينية مانيلا، حيث تشكل 63 في المائة من إجمالي صادراتها لهذا المنتج. وتنتج كمبوديا نحو 12 مليون طن من الأرز سنوياً، حيث تولي الحكومة القطاع الزراعي الأولوية بهدف زيادة الإنتاج والوصول إلى الأسواق العالمية.

وفي الجهة المقابلة، يتوقع أن يبلغ متوسط استهلاك الفرد في السعودية من الأرز نحو 50 كيلوغراماً سنوياً خلال الأعوام القادمة، مقابل 45.77 كيلوغرام في الوقت الراهن. وتعد سوق الأرز بالمملكة من أهم قطاعات صناعة الأغذية في البلاد، مدفوعة بالاستهلاك المحلي، حيث يشكل الأرز جزءاً مهماً من الأطباق التقليدية.

الأمن الغذائي

كما تتأثر اتجاهات استهلاك الغذاء في المملكة بشكلٍ كبيرٍ بعدد السكان، إضافة إلى العدد الكبير من المغتربين، خاصة من جنوب آسيا وجنوب شرقي آسيا والشرق الأوسط، حيث يتمتع هؤلاء بمعدل استهلاك مرتفع للأرز.

طبق من الأرز (الشرق الأوسط)

وعملت المملكة على تحويل نُظمها الغذائية بإعادة هيكلتها بإنشاء هيئة عامة للأمن الغذائي، وإطلاق العديد من الاستراتيجيات الوطنية التي تُعنى بالأمن الغذائي، والزراعة، والمياه، والبيئة، مما ساهم في زيادة نسبة تمويل الاستثمارات الزراعية بنحو 1000 في المائة خلال السنوات الـ5 الأخيرة، ورفع حجم القروض الزراعية إلى نحو 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) في عام 2022، وتحفيز القطاع الخاص لتنويع مصادر استيراد الغذاء، وتطوير للبنى التحتية واللوجيستية وزيادة الكفاءة الإنتاجية للنظم الزراعية والارتقاء بسلاسل إمداد مستدامة وزيادة المخزونات الاستراتيجية للسلع الأساسية والتأكد من توفرها بأسعار مناسبة.


مقالات ذات صلة

تباطؤ نمو إيجارات المساكن يُبقي معدل التضخم في السعودية مستقراً

الاقتصاد مشاريع سكنية تابعة لوزارة البلديات والإسكان السعودية (الشرق الأوسط)

تباطؤ نمو إيجارات المساكن يُبقي معدل التضخم في السعودية مستقراً

أظهرَ تباطؤ نمو الإيجارات المدفوعة للسكن تأثيره على معدل التضخم في السعودية ليبقى مستقراً عند 2.3 في المائة خلال أبريل (نيسان) الماضي.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«يونيكوين» للعملات المشفرة: السعودية تعزز موقعها العالمي في التمويل الرقمي

في ظل التحولات الاقتصادية المتسارعة التي تشهدها السعودية، يبرز التمويل الرقمي بوصفه إحدى الركائز الأساسية في مساعي تنويع الاقتصاد خلال السنوات المقبلة.

زينب علي («الشرق الأوسط»)
الاقتصاد أحد متاجر المواد الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

معدل التضخم في السعودية يستقر عند 2.3 %

كشفت الهيئة العامة للإحصاء، الخميس، أنّ معدل التضخم السنوي في السعودية بلغ 2.3 % خلال شهر أبريل (نيسان) 2025.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
عالم الاعمال «ترينديول» و«زد» تتعاونان لدعم نمو الشركات الصغيرة في السعودية والإمارات

«ترينديول» و«زد» تتعاونان لدعم نمو الشركات الصغيرة في السعودية والإمارات

أعلنت «ترينديول» ومنصة «زد» عن توقيعهما شراكةً تهدف إلى تعزيز فرص نمو التجار في كل من السعودية والإمارات.

الاقتصاد مقر «أكوا باور» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

«أكوا باور» توقع مذكرات تفاهم بـ500 مليون دولار مع شركات أميركية

وقَّعت شركة «أكوا باور» مذكرات تفاهم بقيمة 500 مليون دولار، مع شركات أميركية، وذلك خلال فعاليات منتدى الاستثمار السعودي الأميركي المنعقد في الرياض

«الشرق الأوسط» (الرياض)

فتور الحماس التجاري يُخفض عوائد سندات منطقة اليورو

أوراق نقدية من فئة اليورو (رويترز)
أوراق نقدية من فئة اليورو (رويترز)
TT

فتور الحماس التجاري يُخفض عوائد سندات منطقة اليورو

أوراق نقدية من فئة اليورو (رويترز)
أوراق نقدية من فئة اليورو (رويترز)

تراجعت عوائد سندات حكومات منطقة اليورو يوم الجمعة، متخلية عن أعلى مستوياتها في عدة أسابيع، والتي بلغتها في وقت سابق من الأسبوع، مع ترقب المستثمرين لمزيد من التطورات التجارية في ظل تراجع شهية المخاطرة التي غذّتها مؤخراً تهدئة التوترات بين الصين والولايات المتحدة.

وانخفضت عوائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات - التي تُعد المعيار القياسي لسوق السندات في منطقة اليورو - بمقدار 3.3 نقطة أساس لتسجل 2.59 في المائة، لكنها لا تزال في طريقها لتحقيق ارتفاع أسبوعي رابع على التوالي، في إشارة إلى تراجع الإقبال على الديون الحكومية، وفق «رويترز».

وكانت الولايات المتحدة قد أبرمت اتفاقات تجارية مع كل من المملكة المتحدة والصين هذا الشهر، مما ساعد على تهدئة المخاوف من ركود اقتصادي ناجم عن الحرب التجارية، وأدى إلى تراجع الإقبال على الأصول الآمنة، ودفع بعوائد السندات الأميركية والأوروبية إلى أعلى مستوياتها في شهر خلال الأسبوع الجاري.

لكن سلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة الصادرة يوم الخميس أوضحت تباطؤاً في وتيرة النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة خلال الشهر الماضي، ما عزز التوقعات بقيام مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» بخفض أسعار الفائدة، ودفع عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى التراجع بمقدار 7 نقاط أساس.

وفي تداولات يوم الجمعة في الأسواق الأوروبية، انخفض العائد على السندات الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار 4.7 نقطة أساس ليصل إلى 4.40 في المائة.

كما تراجع العائد على السندات الألمانية لأجل عامين، الأكثر تأثراً بتوقعات أسعار الفائدة لدى البنك المركزي الأوروبي، بمقدار 1.8 نقطة أساس ليسجل 1.865 في المائة.

أما السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات، فقد انخفض عائدها بمقدار 3.4 نقطة أساس ليصل إلى 3.6 في المائة، وتقلص الفارق بينها وبين نظيرتها الألمانية بمقدار 1.5 نقطة أساس، ليسجل 100.7 نقطة أساس.