هل من أفق سياسي يجعل أبو مازن متفائلاً؟

يصل إلى باريس اليوم لتجديد الحديث عن مبادرة أوروبية

الرئيس الفلسطيني في بوخارست أمس (أ.ب)
الرئيس الفلسطيني في بوخارست أمس (أ.ب)
TT

هل من أفق سياسي يجعل أبو مازن متفائلاً؟

الرئيس الفلسطيني في بوخارست أمس (أ.ب)
الرئيس الفلسطيني في بوخارست أمس (أ.ب)

(تحليل إخباري)
في الوقت الذي يطالب فيها عدد من قادة منظمة التحرير الفلسطينية ومعهم قوى المعارضة في حماس والجهاد بتنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني بسحب الاعتراف بإسرائيل، نتيجة سياستها التصعيدية وممارساتها في توسيع الاستيطان، يتخذ الرئيس محمود عباس مواقف معتدلة يتحدث فيها عن أفق سياسي جديد يسعى لفتحه.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده، الثلاثاء، مع الرئيس الروماني كلاوس يوهانس، في العاصمة الرومانية بوخارست، عاد ليتحدث عن «أهمية التوجه نحو تطبيق الاتفاقيات الموقعة، تمهيداً للانتقال للأفق السياسي، الذي يستند إلى حل الدولتين على أساس حدود 1967، ووفق قرارات الشرعية الدولية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش جميع دول المنطقة بأمن وسلام وحسن جوار».
وقال عباس: «إننا على استعداد للانخراط في أي جهود سلام أو مبادرات مبنية على أساس الشرعية الدولية، وبما يؤدي إلى إحلال السلام والأمن والاستقرار للجميع في المنطقة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد دولة فلسطين، بعاصمتها القدس الشرقية».
وسيتوجه الأربعاء إلى باريس، للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون، حيث يتوقع منه أن يستمر في هذه اللهجة، مع العلم بأن جميع دول الاتحاد الأوروبي كانت قد قررت استئناف الحوار مع الحكومة الإسرائيلية، التي كانت قد قطعته قبل عشر سنوات احتجاجاً على سياسة بنيامين نتنياهو الذي تنكر لعملية السلام. وفي تل أبيب يقدرون بأن القرار الأوروبي طبخ قبل أسبوعين، في لقاء بين لبيد وماكرون، وأن عباس يصل إلى باريس لتجديد الحديث عن مبادرة أوروبية لدفع العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وكان عباس قد اتخذ هذا الخطاب منذ نهاية مايو (أيار) الماضي، عندما استقبل رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، حيث أعرب عن التطلع لخلق أفق سياسي ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويحقق الاستقلال لدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967. وأكد حرص فلسطين على تنفيذ التزاماتها المترتبة عليها وفق الشرعية الدولية.
ورغم أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، اتخذ موقفاً متحيزاً لإسرائيل، فإنه أبدى فيه تفهما لقرارها عدم الدخول في مفاوضات سلام ولم يمارس ضغوطاً عليها لوقف مشاريع الاستيطان وحملات الاعتقال الجماعية وزيادة أعمال القتل والبطش والهدم وتوفير الحماية للمتطرفين في اعتداءاتهم على الفلسطينيين، لا بل إنه لم يشر إلى نيته تنفيذ وعوده الانتخابية بفتح قنصلية في القدس أو إعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، فقد أعرب عباس عن أمله في أن تكون زيارة بايدن فرصة لتغيير الوضع السياسي بين إسرائيل والفلسطينيين، وأبدى استعداده للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لبيد، لنقاش الأمر، وقال: «أيدينا ممدودة للسلام» و«نحن جاهزون للتقدم بخطوات تزيد الثقة بين إسرائيل والفلسطينيين«، و«إن عقد لقاء مع لبيد سيكون إشارة مهمة تدل على الرغبة في فتح أفق سياسي وأجواء جيدة».
وفي إسرائيل، كشف وزير التعاون الإقليمي في الحكومة الإسرائيلية، عيساوي فريج، إنه سيلتقي خلال الأيام القريبة وزير الاقتصاد الفلسطيني خالد العسيلي، من أجل ترتيب موعد رسمي لعقد القمة الاقتصادية JEC بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، بعد تعطيل استمر منذ عام 2009.
وليس فقط في رام الله وغزة يتساءلون عن مغزى هذه التطورات ومغزى اللهجة الناعمة التي تتسم بها تصريحات عباس، بل في إسرائيل أيضاً، فهناك من يعتبرها «تكتيكاً يستهدف تحسين العلاقات مع أوروبا وأميركا، في وقت تتم فيه إعادة الدعم المالي وإعادة التأكيد على حل الدولتين والتحذير من خطورة الوضع من دون هذا الحل». وهناك من يراها «تجاوباً مع تصريحات لبيد»، الذي يعرب عن تأييده لحل الدولتين وتأكيده أنه لا يوجد حل آخر للحفاظ على إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية». وهناك من يراها جزءاً من المعركة الداخلية الفلسطينية، لإظهار الاختلاف العميق في وجهات النظر بينه وبين المعارضة المتمثلة بحماس والجهاد وعناصر مختلفة من فتح وبقية فصائل منظمة التحرير. وهناك من يعتبرها «جهوداً فلسطينية للتأثير على المعركة الانتخابية الإسرائيلية لصالح معسكر التغيير، الذي يقوده يائير لبيد».
لكن المعركة الانتخابية في إسرائيل هي مناسبة أيضاً لليمين المتطرف، الذي يستغل أي حراك سياسي مع الفلسطينيين ليهاجم لبيد ويكسب النقاط على حسابه، علماً بأن 11 في المائة من الإسرائيليين يعتبرون عملية السلام مع الفلسطينيين تدخل في حساباتهم لاختيار الحزب الذي سيؤيدونه عند التصويت.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

روسيا تجري اتصالات مع «هيئة تحرير الشام»

تظهر صورة الأقمار الاصطناعية طائرات ومروحيات ومعدات عسكرية روسية في قاعدة حميميم الجوية بالقرب من اللاذقية 9 ديسمبر 2024 (رويترز)
تظهر صورة الأقمار الاصطناعية طائرات ومروحيات ومعدات عسكرية روسية في قاعدة حميميم الجوية بالقرب من اللاذقية 9 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

روسيا تجري اتصالات مع «هيئة تحرير الشام»

تظهر صورة الأقمار الاصطناعية طائرات ومروحيات ومعدات عسكرية روسية في قاعدة حميميم الجوية بالقرب من اللاذقية 9 ديسمبر 2024 (رويترز)
تظهر صورة الأقمار الاصطناعية طائرات ومروحيات ومعدات عسكرية روسية في قاعدة حميميم الجوية بالقرب من اللاذقية 9 ديسمبر 2024 (رويترز)

نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي قوله، الخميس، إن موسكو بدأت اتصالات مباشرة مع الإدارة السياسية في «هيئة تحرير الشام» المعارضة في سوريا.

وذكر بوغدانوف أيضاً أن موسكو تستهدف الإبقاء على قاعدتيها العسكريتين في سوريا لمواصلة «قتال الإرهاب الدولي» في البلاد، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.