رحلات العيد والشاطئ في سوريا للأثرياء فقط

محل حلويات في سوق الحميدية بدمشق يوم الخميس (أ.ف.ب)
محل حلويات في سوق الحميدية بدمشق يوم الخميس (أ.ف.ب)
TT

رحلات العيد والشاطئ في سوريا للأثرياء فقط

محل حلويات في سوق الحميدية بدمشق يوم الخميس (أ.ف.ب)
محل حلويات في سوق الحميدية بدمشق يوم الخميس (أ.ف.ب)

«الكهرباء 24/24» باتت ميزة تتصدر إعلانات عروض السياحة الداخلية في سوريا، مع انقطاع الكهرباء لمدة تتجاوز العشرين ساعة يومياً في غالبية المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، ويستغل أصحاب المنتجعات والفنادق قدرتهم على تأمينها من دون انقطاع لجذب الزبائن القادرين على تسديد الفواتير الباهظة للإقامة في تلك الأماكن التي باتت، إلى حد كبير، حكراً على الأثرياء.
وقد تمكن نحو 40 منشأة سياحية من الاشتراك بـ«الخط الذهبي» المعفى من برنامج التقنين الكهربائي مقابل رسوم أعلى من التسعيرة العادية. لكن ذلك يعني بالتالي رفع الأسعار في تلك المنشآت بما يتناسب وتقديمها خدمة الاستمتاع بالكهرباء دون انقطاع في بلاد تغرق في الظلام.
ومع حلول عيد الأضحى، قفزت أسعار إيجار الشاليهات والفنادق والمنتجعات في مناطق الساحل السوري، إلى حد جعلها حلماً صعب المنال لغالبية السوريين، عدا قلة قليلة من الأثرياء والمغتربين الذين يبدو عددهم كافياً لإشغال كل الفنادق في مناطق السياحة الصيفية، لا سيما ذات التصنيف العالي. ويعول أصحاب تلك المنشآت السياحية في الموسم على المغتربين السوريين الذين يزورون البلاد خلال الصيف، ويقصدون تلك المنشآت هرباً من انقطاع الكهرباء. وتشير أرقام وزارة السياحة السورية إلى قدوم 500 ألف شخص إلى سوريا خلال العام الماضي، بينما وصل عدد نزلاء الفنادق إلى 900 ألف شخص من السوريين والعرب والأجانب.
وأصدرت وزارة السياحة، الشهر الماضي، نشرة الأسعار الرسمية، حددت أجور الفنادق بفئاتها المختلفة؛ حيث تراوحت أجور الإقامة للسوريين في فنادق الـ4 نجوم بين 125 ألف ليرة سورية و300 ألف ليرة، حسب مساحة الغرفة و25 ألف ليرة للسرير الإضافي. ولغير السوريين، تراوحت الأسعار بين 35 و200 دولار، إضافة إلى أجور أخرى. أما فنادق الـ5 نجوم فتحدد أسعارها بتنسيق مع وزارة السياحة. ويشار إلى أن الأسعار حددت نظراً إلى تكاليف تشغيل المنشآت، وطرق تأمين الكهرباء بمختلف أشكالها، ورواتب وأجور العاملين فيها.
وتشير معطيات وزارة السياحة بدمشق إلى أن عائدات المنشآت السياحية التابعة للحكومة خلال العام الماضي بلغت 11 مليار ليرة سورية منها 5.6 مليار ليرة سورية عائدات مباشرة، و5.5 مليار ليرة عائدات غير مباشرة كالضرائب والرسوم، علماً بأن خسائر القطاع السياحي في سوريا منذ بداية الحرب تُقدر رسمياً بنحو 330 مليار ليرة سورية.
وتزعم الحكومة في دمشق اهتمامها بشكل خاص بالسياحة الشعبية، إلا أن منتقديها يشيرون إلى استبعاد ذوي الدخل المحدود من قائمة العناية السياحية، إذ تتجاوز تكاليف تمضية يوم واحد على الشاطئ بالحد الأدنى نصف مليون ليرة سورية لتأمين النقل والإقامة والطعام، أي ما قيمته 125 دولاراً، وهو ضعف الراتب الشهري للموظف الحكومي.
وتقول مصادر سياحية إن تكلفة إيجار الشاليهات في مدينة اللاذقية تصل إلى 800 ألف ليرة، بما في ذلك الشاليهات الشعبية التي كان يقصدها الموظفون الحكوميون وذوو الدخل المحدود. قبل اشتداد أزمة المحروقات منذ ثلاث سنوات، كانت أجور النقل السياحي (تاكسي) داخل المحافظات تتراوح بين 5 و10 آلاف ليرة، فيما الأسعار تتراوح الآن بين الخمسين والمائة وخمسين ألف ليرة. وتحتاج عائلة متوسطة الدخل إلى مليوني ليرة سورية كحد أدنى لقضاء عطلة العيد على البحر، علماً بأن هذا المبلغ هو كلفة الإقامة ليوم واحد فقط في منتجعات الـ5 نجوم التي تبدأ من 700 ألف ليرة وتصل إلى مليون و200 ألف ليرة، حسب مساحة وموقع الغرفة أو الشاليه.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

بيان منسوب لبشار الأسد: غادرت بطلب روسي في اليوم التالي لسقوط دمشق

الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)
الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)
TT

بيان منسوب لبشار الأسد: غادرت بطلب روسي في اليوم التالي لسقوط دمشق

الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)
الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)

نفى الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، أن يكون قد غادر سوريا «بشكل مخطَّط له كما أُشيع»، مؤكداً: «بل بقيت في دمشق أتابع مسؤولياتي حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول)».

وأوضح الأسد، في بيان منسوب إليه نشرته حسابات تابعة للرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي: «مع تمدد (الإرهاب) داخل دمشق، انتقلتُ بتنسيق مع الأصدقاء الروس إلى اللاذقية لمتابعة الأعمال القتالية منها».

وأضاف: «عند الوصول إلى قاعدة حميميم صباحاً تبيَّن انسحاب القوات من خطوط القتال كافة وسقوط آخر مواقع الجيش. ومع ازدياد تدهور الواقع الميداني في تلك المنطقة، وتصعيد الهجوم على القاعدة العسكرية الروسية نفسها بالطيران المسيّر، وفي ظل استحالة الخروج من القاعدة في أي اتجاه، طلبت موسكو من قيادة القاعدة العمل على تأمين الإخلاء الفوري إلى روسيا مساء يوم الأحد 8 ديسمبر».

وتابع: «مع سقوط الدولة بيد (الإرهاب)، وفقدان القدرة على تقديم أي شيء يصبح المنصب فارغاً لا معنى له، ولا معنى لبقاء المسؤول فيه».

وأضاف الأسد في البيان: «لم أكن في يوم من الأيام من الساعين للمناصب على المستوى الشخصي، بل عددت نفسي صاحب مشروع وطني أستمدّ دعمه من شعب آمنَ به».

وأعلنت المعارضة السورية، يوم الأحد 8 ديسمبر، أنها حررت دمشق وأسقطت حكم الرئيس بشار الأسد الذي امتد 24 عاماً. وورد في بيان المعارضة على شاشة التلفزيون الرسمي: «تم بحمد لله تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد».

وأضافت المعارضة أنه جرى إطلاق سراح جميع المعتقلين، فيما كشف ضابطان كبيران بالجيش السوري عن أن الرئيس بشار الأسد غادر البلاد على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة، قبل أن يعلن الكرملين أن «الأسد وأفراد عائلته وصلوا إلى موسكو»، مضيفاً: «منحتهم روسيا اللجوء لدواعٍ إنسانية».

وشكَّلت المعارضة السورية بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكومة انتقالية مؤقتة برئاسة محمد البشير، حتى الأول من مارس (آذار) 2025.