وزارة الدفاع السورية: ضربة إسرائيلية تسفر عن جريحين مدنيين

صورة أرشيفية لتصدي الدفاعات السورية لقصف إسرائيل (رويترز)
صورة أرشيفية لتصدي الدفاعات السورية لقصف إسرائيل (رويترز)
TT

وزارة الدفاع السورية: ضربة إسرائيلية تسفر عن جريحين مدنيين

صورة أرشيفية لتصدي الدفاعات السورية لقصف إسرائيل (رويترز)
صورة أرشيفية لتصدي الدفاعات السورية لقصف إسرائيل (رويترز)

أدت غارة جوية إسرائيلية على الساحل الغربي لسوريا صباح السبت إلى إصابة مدنيين اثنين بجروح، حسب ما أفادت وزارة الدفاع السورية في بيان.
ونقل البيان عن مصدر عسكري قوله: «نحو الساعة 06:30 صباح اليوم (السبت) نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً بعدة صواريخ من فوق البحر المتوسط غرب طرابلس مستهدفاً عدة مداجن في محيط بلدة الحميدية جنوب طرطوس، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف أن ذلك «أدى إلى إصابة مدنيين بجروح أحدهما امرأة ووقوع بعض الخسائر المادية».
من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهي منظمة غير حكومية لها شبكة واسعة من المصادر في سوريا، أن القصف استهدف «هنغارات سابقة لتربية الحيوانات» في المنطقة «يستخدمها (حزب الله) اللبناني لنقل الأسلحة».
وأوضح المرصد: «لم تُسمع أصوات مضادات الدفاع الجوي التابعة للنظام حيث كان الاستهداف مباغتاً».
والسبت أبلغ الجيش الإسرائيلي وكالة الصحافة الفرنسية بأنه «لا يعلق على تقارير لوسائل إعلام أجنبية».
من جهته، دان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي تعد بلاده حليفاً كبيراً لسوريا، الغارة الإسرائيلية.
والسبت خلال زيارة إلى العاصمة السورية قال الوزير الإيراني إن «الكيان الصهيوني يحاول باعتداءاته إظهار دمشق كمدينة غير آمنة لعرقلة عودة المهجرين السوريين».
وأظهرت مشاهد فيديو لوكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» ركاماً في موقع المنشأة المستهدفة بالغارة.
وتظهر المشاهد أشخاصاً يتفقدون الموقع وسط حطام الإسمنت والحديد في أحد الحقول.

منذ بداية الحرب في سوريا في 2011. شنت إسرائيل مئات الغارات الجوية على جارتها قالت إنها استهدفت مواقع للجيش السوري والقوات الإيرانية و«حزب الله» اللبناني، حلفاء النظام السوري.
ونادراً ما تعلق إسرائيل على ضرباتها لسوريا لكنها تقول إنها لن تسمح لإيران ببسط نفوذها بالقرب من المناطق التي تسيطر عليها.
والشهر الماضي قصف الطيران الإسرائيلي مطار دمشق الواقع جنوب العاصمة السورية وألحق أضراراً بالمباني وأخرج مهابط الطائرات عن الخدمة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت مستودعات تابعة لـ«حزب الله» اللبناني والقوات الإيرانية بالقرب من المطار فوق مدرج التشغيل الوحيد المتبقي فيه.
أدى النزاع في سوريا الذي بدأ بقمع مظاهرات مؤيدة للديمقراطية، إلى مقتل نحو 500 ألف شخص وتدمير البنية التحتية للبلاد وتشريد الملايين من سكانها.


مقالات ذات صلة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

المشرق العربي «قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

أعلنت سوريا، أمس، سقوط قتلى وجرحى عسكريين ومدنيين ليلة الاثنين، في ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في محيط مدينة حلب بشمال سوريا. ولم تعلن إسرائيل، كعادتها، مسؤوليتها عن الهجوم الجديد الذي تسبب في إخراج مطار حلب الدولي من الخدمة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

في حين أعلنت الولايات المتحدة أنها لا تستطيع تأكيد ما أعلنته تركيا عن مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو الحسين الحسيني القرشي في عملية نفذتها مخابراتها في شمال سوريا، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن قوات بلاده حيدت (قتلت) 17 ألف إرهابي في السنوات الست الأخيرة خلال العمليات التي نفذتها، انطلاقاً من مبدأ «الدفاع عن النفس».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يوم أمس (الأحد)، مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا خلال عملية نفذتها الاستخبارات التركية. وقال إردوغان خلال مقابلة متلفزة: «تم تحييد الزعيم المفترض لداعش، واسمه الحركي أبو الحسين القرشي، خلال عملية نفذها أمس (السبت) جهاز الاستخبارات الوطني في سوريا». وكان تنظيم «داعش» قد أعلن في 30 نوفمبر (تشرين الأول) مقتل زعيمه السابق أبو حسن الهاشمي القرشي، وتعيين أبي الحسين القرشي خليفة له. وبحسب وكالة الصحافة الفرنيسة (إ.ف.ب)، أغلقت عناصر من الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية المحلية المدعومة من تركيا، السبت، منطقة في جينديرس في منطقة عفرين شمال غرب سوريا.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
المشرق العربي الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

قالت الرئاسة التونسية في بيان إن الرئيس قيس سعيد عيّن، اليوم الخميس، السفير محمد المهذبي سفيراً فوق العادة ومفوضاً للجمهورية التونسية لدى سوريا، في أحدث تحرك عربي لإنهاء العزلة الإقليمية لسوريا. وكانت تونس قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا قبل نحو عشر سنوات، احتجاجاً على حملة الأسد القمعية على التظاهرات المؤيدة للديمقراطية عام 2011، والتي تطورت إلى حرب أهلية لاقى فيها مئات آلاف المدنيين حتفهم ونزح الملايين.

«الشرق الأوسط» (تونس)
المشرق العربي شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

أثار تمسك سوريا بانسحاب تركيا من أراضيها ارتباكاً حول نتائج اجتماعٍ رباعي استضافته العاصمة الروسية، أمس، وناقش مسار التطبيع بين دمشق وأنقرة.


بغداد تتحرك لاحتواء زلزال سوريا وسط تباين بين القوى العراقية

السوداني يترأس اجتماعاً للحكومة ويجلس بجواره وزير الخارجية فؤاد حسين (رئاسة الوزراء)
السوداني يترأس اجتماعاً للحكومة ويجلس بجواره وزير الخارجية فؤاد حسين (رئاسة الوزراء)
TT

بغداد تتحرك لاحتواء زلزال سوريا وسط تباين بين القوى العراقية

السوداني يترأس اجتماعاً للحكومة ويجلس بجواره وزير الخارجية فؤاد حسين (رئاسة الوزراء)
السوداني يترأس اجتماعاً للحكومة ويجلس بجواره وزير الخارجية فؤاد حسين (رئاسة الوزراء)

بعد سقوط النظام السوري، نشطت دبلوماسية الهاتف لرئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، الذي أجرى اتصالات مع قادة المنطقة، بينما قام وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، بزيارة لمحافظة البصرة بدلاً من القيام بزيارات خارجية لتوضيح موقف بغداد.

في هذا السياق، تسعى بغداد لتكون محورية في التعامل مع الأزمة السورية، مع استمرار التحصينات على الحدود. وفي وقت تتضارب فيه مواقف القوى السياسية العراقية حول ما يجري في سوريا.

ونشط رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مؤخراً على أكثر من صعيد، سواء من خلال زيارة خاطفة إلى المملكة الأردنية الهاشمية أو من خلال إجراء اتصالات هاتفية مع قادة المنطقة، بالإضافة إلى تلقيه اتصالات مماثلة لمواجهة تداعيات محتملة في سوريا بعد سقوط النظام السوري.

وبذلك، تسعى بغداد لتكون نقطة محورية في التعامل الدبلوماسي مع الأزمة السورية بعد رحيل الأسد، فيما تستمر عمليات التحصين على الحدود السورية - العراقية.

أما على الصعيد الأمني، فقد قام وزيرا؛ الداخلية عبد الأمير الشمري، والدفاع ثابت العباسي، بزيارات مؤخراً إلى الجدار الحدودي العازل بين سوريا والعراق. بالإضافة إلى ذلك، زار رئيس أركان الجيش العراقي، الفريق عبد الأمير يارالله، ومعاونوه المنطقة بشكل متكرر. وفي هذا السياق، قام رئيس «هيئة الحشد الشعبي»، فالح الفياض، الخميس، بزيارة إلى منطقة القائم في محافظة الأنبار لتفقد قواطع العمليات والاطلاع على التحصينات والإجراءات الأمنية على الشريط الحدودي مع سوريا.

دبلوماسية الهاتف

وفي الأيام الأخيرة التي تلت سقوط النظام السوري ونجاح «هيئة تحرير الشام» في بسط سيطرتها على سوريا، نشطت دبلوماسية الهاتف من قِبَل رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني. ففضلاً عن زيارته السريعة إلى عمان، الأربعاء الماضي، وتلقيه في اليوم نفسه اتصالاً هاتفياً من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أجرى مساء الخميس، مباحثة هاتفية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. كما تلقى اتصالاً آخر من وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي.

وأوضح الوزير البريطاني بعد المكالمة أنه اتفق مع رئيس الوزراء العراقي على الحاجة إلى انتقال سياسي في سوريا. وقال لامي في تدوينة على موقع «إكس»: «اتصال مهم مع رئيس الوزراء العراقي السوداني، ناقشنا دور العراق الرئيسي في ضمان استقرار المنطقة، واتفقنا على الحاجة إلى انتقال سياسي في سوريا يضمن مواقف السوريين جميعاً لإعادة بناء حياتهم».

من جانبه، أكد المكتب الإعلامي أن الاتصال بين السوداني ولامي تناول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة وتداعيات الأحداث على الساحة السورية.

وأكد السوداني خلال الاتصال موقف العراق الثابت إزاء ضرورة الحفاظ على أمن سوريا وسلامة أراضيها وسيادتها، مع احترام إرادة الشعب السوري وخياراته المتنوعة. كما أشار إلى أهمية دور الدول الكبرى في وقف المأساة في غزة.

من جانبه، أعرب لامي عن تطلعه لزيارة السوداني إلى بريطانيا الشهر المقبل، لتعزيز الشراكة البناءة بين البلدين. كما أكد التزامات التحالف الدولي تجاه العراق في مختلف المجالات، وأهمية دور العراق المحوري في حفظ أمن المنطقة واستقرارها.

تضارب المواقف

تتضارب مواقف القوى السياسية العراقية، خصوصاً الشيعية والسنية، تجاه الأحداث في سوريا. ففي حين عبّر زعيم ائتلاف دولة القانون ورئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، عن قلقه من تطورات الوضع السوري، فإن رئيس «تحالف السيادة»، خميس الخنجر، طالب بتنفيذ ورقة الاتفاق السياسي ودعوة ممثل بعثة يونامي في العراق، محمد الحسان، عقب زيارته للمرجعية في النجف، حيث شدد على أهمية اتخاذ العراق قرارات جديدة تخدم الوضع الراهن وتساعد في تجنب الأزمات المستقبلية.

وقد أثارت دعوة الحسان لإجراء مصالحة شاملة في البلاد قلق عدد من القيادات الشيعية، خصوصاً في ظل التحديات التي تطرأ على سوريا وما قد يترتب عليها من تراجع في وضعها.

من جهته، وصف المالكي في كلمة له الأزمة بأنها «كبيرة»، وعدَّ ما حدث في سوريا «مؤسفاً»، مشيراً إلى أن الانهيار كان غير متوقع بهذا الشكل. ورأى أن «تحريك الشارع العراقي من أهداف الأزمة السورية»، مبيناً أن عوامل متداخلة بحاجة إلى إعادة النظر.

كما أكّد المالكي أن العراق دولة ديمقراطية تشهد تداولاً سلمياً للسلطة، وأن هناك تفاهمات واتفاقات بين الإطار التنسيقي وائتلاف إدارة الدولة.

وبشأن ما يتعلق بسقوط نظام الأسد، قال المالكي: «لا نعرف لغاية الآن بالتفصيل ما حدث في سوريا من انسحابات عسكرية»، وأضاف أن «الدور التركي كان واضحاً في إسقاط النظام».

في المقابل، أكد الخنجر في بيان له، أن تنفيذ بنود ورقة الاتفاق السياسي المتعلقة بحقوق الإنسان، مثل تعديل قانون العفو وعودة المهجرين وكشف مصير المخفيين قسراً، هو السبيل لتجنيب العراق مخاطر الصراعات والأجندة الخارجية، وهو نقطة انطلاق نحو تحصين الجبهة الداخلية.