إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

كتل جلدية في الساق واليدين

> ظهرت عندي في أعلى الساق واليدين عدة كتل، تشبه الحبوب المتحجرة، ليس لها رأس ولا يوجد بها سائل وهي جافة جدا ومؤلمة جدا، وأشعر أنها تزداد ألما مع الوقت. ووضعت لها المضاد الحيوي «فيوسيدين»، وكمادات. ولا حل لها، مع العلم أنني لا أستطيع حاليا الذهاب للطبيب. ما تنصح؟
نسرين خ. - بريد إلكتروني
- هذا ملخص أسئلتك، التي لم يتضح لي منها مقدار عمرك، والوزن، ومدى وجود أي أمراض مزمنة لديك، وما هي الأدوية التي تتناولينها. كما لم يتضح لي منذ متى بدأت الحالة، وهل حصلت في السابق، وهل تعرضت لأي قرص من حشرات أو إصابات، أو هل من أحد حولك لديه نفس تلك الحبوب، وهل ثمة حرارة موضعية في منطقة تلك الكتل الجلدية، أو ارتفاع في حرارة الجسم، أو هل ثمة تعرق ليلي، أو أي أعراض أخرى لديك، كنقص الوزن، أو أعراض في بقية الجسم، أو هل ثمة حمل، وغيرها من الجوانب.
ورغم إشارتك إلى أنك لا تستطيعين حاليا الذهاب للطبيب، فإن زيارة الطبيب ضرورية. وعادة ليس من الصعب تشخيص الأمر ومعرفة السبب عند مراجعة الطبيب، لأن ثمة تسلسلا منهجيا في التشخيص لهذه الحالات، ويمكن ذلك للطبيب عند إتاحة الفرصة له لخدمتك.
ومع ذلك، لاحظي معي أن الكتلة الجلدية عبارة عن نتوء أو عُقَيدة أو منطقة موضعية من التورم، التي يمكن أن تحدث في أي مكان في الجسم، ومنها الساق أو القدم أو العضد أو الساعد. واحتمالات أن تكون لها مسببات حميدة عالية، وهي تسعة أضعاف أن يكون الأمر نتيجة شيء مقلق جدا.
ويمكن أن تحدث كتل الساق بسبب عدد من الحالات، بما في ذلك الالتهابات والإصابات والتفاعل مع أحد مسببات الحساسية أو الأدوية أو غيرها. واعتماداً على السبب، قد تكون كتل الساق مفردة أو متعددة، ناعمة أو صلبة، مؤلمة أو غير مؤلمة. كما قد تنمو بسرعة أو قد لا تتغير في الحجم. وأيضاً ربما يظهر احمرار جلدي عليها أو لا يكون ذلك. وكذلك ربما يكون لها رأس أبيض أو يُرافقها خروج صديد، أو لا يكون أياً من ذلك.
وكتل الساق الناتجة عن أسباب مُعدية موضعية، قد تظهر على شكل دمامل أو خراجات أو مناطق منتفخة. وتتراوح الأسباب المؤلمة للكتل، من لدغات الحشرات والتهابات بصيلات الشعر، إلى إصابات الصدمات الشديدة وتجمع الدم في أنسجة الجسم. ولاحظي أن لدغات الحشرات قد لا يتنبه لها المرء، وقد ينفي الشخص ذلك رغم أنها من أكثر الأسباب.
كما قد تترافق الحالات التي تُسبب الالتهاب في جميع أنحاء الجسم، مثل الالتهابات المناعية التفاعلية، كالتهاب المفاصل أو أعضاء أخرى في الجسم، أو التهابات ميكروبية في مناطق أخرى من الجسم، بظهور الكتل الجلدية واحمرار الجلد فيما حولها، والتي قد تكون مؤلمة أو غير مؤلمة.
والمهم ملاحظة الأعراض الموضعية التي قد تشير إلى حالة تتطلب عناية مستعجلة، مثل برودة في القدمين مع ضعف النبض أو انعدامه، ارتفاع في درجة الحرارة، فقدان الإحساس في أسفل الساق، كسر أو تشوه واضح في العظام، عدم القدرة على تحريك جزء من الجسم، ألم لا يمكن السيطرة عليه، نزيف حاد أو غير منضبط. وكذلك الأعراض العامة كارتفاع حرارة الجسم أو نقص الوزن أو التعرق الليلي وغيره.
وعند عدم وجود تاريخ واضح لإصابات حوادث أو تعرض لحشرات، فإن هناك احتمالين رئيسيين، هما إما التهابات ميكروبية موضعية، أو حالات التهاب عامة (ميكروبية أو غير ميكروبية) في مناطق أخرى من الجسم. والالتهابات العامة التي تحصل في مناطق أخرى من الجسم، وتتسبب بظهور كتل مؤلمة واحمرار في الساق أو العضد، قد تكون حالة «الحمامية العقدية» Erythema Nodosum، الذي هو اضطراب يسبب ظهور كتل حمراء تحت سطح الجلد. وقد ينتج عن التهاب (ميكروبي أو غير ميكروبي) في مواضع أخرى في الجسم، أو تفاعل مع أحد الأدوية. وكذلك قد يتسبب النقرس أو الصدفية أو التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة الحمراء أو أنواع من الحساسية الجلدية، وغيرها بظهور تلك الكتل مع احمرار الجلد فوقها.
ولذا فإن المطلوب مراجعة الطبيب لفحصها وإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة. وثقي أن الطبيب يسهل عليه التعامل مع هذه الحالات، ويستطيع إعطاءك التشخيص الدقيق.

كبد الدجاج
> ما القيمة الغذائية لتناول كبد الدجاج؟
- هذا ملخص أسئلتك عن تناول كبد الدجاج كقيمة غذائية وكاحتمال التأثير على الكولسترول. ولاحظ أن كبد الدجاج يعتبر من الأطعمة الصحية جداً لعموم الناس. وكبد الدجاج لا يُصنف بأنه لحم أحمر أو أبيض، بل هو من «لحوم الأعضاء».
«لحوم الأعضاء» هي أطعمة مُغذية جداً وتوفر قيمة غذائية أكبر بكثير، مقارنة بلحوم العضلات العادية. وتحديداً، تحتوي «لحوم الأعضاء» على كمية كبيرة من العناصر الغذائية التي يمكن أن نتناول «جرعة زائدة» من بعضها إذا تناولناها يومياً. وهو ما قد لا يُناسب بعض الحالات، كما سيأتي.
ووفق ما تشير إليه مصادر التغذية الاكلينيكية، فإن كل 100 غرام من كبد الدجاج المطهو، يوفر للجسم 170 كالوري من السعرات الحرارية - ما يعادل شريحة ونصف من الخبز المحمص (التوست) -، وأقل من 1 غرام من السكريات. وحوالي 5 غرامات من الدهون، منها حوالي 2 غرام فقط دهون مشبعة، والبقية دهون غير مشبعة. والأهم في جانب القيمة الغذائية هو:
- احتواء تلك الكمية من كبد الدجاج المطهوة على حوالي 30 غراما من البروتينات، ما يجعلها من المصادر الغذائية الأعلى في الاحتواء على البروتينات. والبروتين الموجود في كبد الدجاج هو بروتين «كامل»، أي أنه يحتوي على جميع الأحماض الأمينية التسعة التي نحتاجها من نظامنا الغذائي.
- توفيرها احتياج الجسم اليومي من فيتامين بي - 12 بنسبة 290 في المائة، ومن فيتامين إيه A بنسبة 270 في المائة، ومن فيتامين الفوليت وفيتامين بي - 2 بنسبة 130 في المائة ، إضافة إلى توفير احتياج الجسم اليومي من فيتامينات بي - 5 وبي - 3 وسي C وبي - 6 بنسب تقارب 40 في المائة . وهذا ما يجعل كبد الدجاج مصدرا غذائيا يوفر نسبة عالية من احتياجات الجسم لعدد مهم من الفيتامينات الحيوية. واللافت للنظر أن كبد الدجاج مصدر غير نباتي نادر للحصول على فيتامين سي C.
- توفيرها احتياج الجسم اليومي من معدن السيلينيوم بنسبة 120 في المائة، ومن الحديد بنسبة 70 في المائة، ومن الفسفور بنسبة 40 في المائة، والزنك بنسبة 30 في المائة وكلها معادن أساسية ومهمة.
وبالنسبة للكولسترول، فإن تلك الكمية تحتوي على حوالي 300 مليغرام منه، الحد الأعلى اليومي للتناول. ولكن تعودنا على الاعتقاد بأن الكوليسترول الموجود في الطعام الذي نتناوله يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب. إلا أن الدراسات أظهرت أن الدهون المشبعة والدهون المتحولة في الغذاء هي التي تزيد من نسبة الكوليسترول لدينا أكثر من الكوليسترول الغذائي.
استشاري باطنية وطب قلب للكبار
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني:[email protected]



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».