ثنائية اللغة عند الأطفال.. حقائق وخرافات

التحدث بلغتين يعزز الإدراك ويطور المهارات الأكاديمية والاجتماعية

ثنائية اللغة عند الأطفال.. حقائق وخرافات
TT

ثنائية اللغة عند الأطفال.. حقائق وخرافات

ثنائية اللغة عند الأطفال.. حقائق وخرافات

ماذا يحدث عندما يتعرض الطفل لأكثر من لغة؟ هل يؤدي ذلك إلى أنه يرتبك ويتأخر؟ هل من الممكن أن يواجه صعوبة أكثر في تعلم الكلام من الأطفال الذين يتحدثون لغة واحدة فقط؟ هل استخدام أكثر من لغة مع طفل يعاني من صعوبات في التواصل يساهم في زيادة مشكلته؟ هل من الممكن أن يصبح طفل ذو احتياج خاص ثنائي اللغة؟
إن التطور المتسارع في وسائل الاتصال والتكنولوجيا، وتلاشي الحدود بين المجتمعات والثقافات، دفع كثيرا من الآباء إلى تعليم أبنائهم منذ الصغر أكثر من لغة إعدادا لهم لمستقبل قد لا يكون فيه مكان لمن يتحدثون لغة واحدة (محلية)، ولكن ذلك السعي الحثيث يجب أن يراعي مقدرة هذا الجيل على الاحتفاظ بثقافته ولغته اللتين تمثلان الهوية له، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة تنوع مصادر المعرفة.
إن كانت هذه هي حال الأطفال الذين لا يعانون من مشكلات تتعلق بالنمو، سواء كان لغويا أو إدراكيا أو غيرهما من التحديات، فما طبيعة الحال بالنسبة للأطفال المتأخرين لغويا أو ذوي الاحتياجات الخاصة؟

* ثنائية اللغة
للإجابة عن هذا التساؤل المهم في مستقبل أجيالنا ولتحديد أبعاد هذه المشكلة المعاصرة، التقت «صحتك» الدكتور وائل الدكروري، الحاصل على الـ«بورد» الأميركي واستشاري ورئيس قسم اضطرابات التواصل بمجمع العناية النفسية بالرياض والباحث في اضطرابات اللغة عند الأطفال، فأرجع إجابته لنتائج دراسة كندية حديثة أجريت على 63 طفلا، بعضهم يتحدث لغة واحدة، والبعض يتحدث لغتين (ثنائي اللغة). ووجد أن من يتحدثون لغتين قد أظهروا تقدما في المجال الإدراكي، مقارنة بأقرانهم الذين يتحدثون لغة واحدة، وقد تمثل ذلك في أن الأطفال الذين يتحدثون لغتين لديهم قدرة على التركيز على مثير واحد وتجاهل المثيرات الأخرى عند طلب ذلك منهم، وهو ما يسمى «بالانتباه الاختياري»، وتغيير استجابتهم بناء على متطلبات الموقف، وهو ما يعرف بـ«المرونة الإدراكية».
كما أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين يتحدثون لغتين، تكون اللغتان في صراع كما لو كانت كل منهما تحاول إقناع الطفل باختيارها عند الاستجابة لمثير لغوي، وهو ما يتطلب قدرة على تنحية لغة وإعلاء الأخرى، مما يستلزم تفعيل الانتباه الاختياري والمرونة الإدراكية؛ حيث توصلت الدراسة إلى أن هذه المهارات تكون أفضل عند الأطفال الذين يتحدثون لغتين، وهو ما يظهر بشكل واضح عند بداية الدراسة الأكاديمية؛ حيث يظهر الأطفال الذين يتحدثون لغتين تقدما في المجال الإدراكي، يتمثل في تطور أعلى لمهارات السيطرة على الذات، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على مستقبلهم الأكاديمي وتطور المهارات الاجتماعية لديهم، فالطفل الذي لديه مهارات متقدمة في السيطرة على الذات يكون من السهل عليه تركيز انتباهه على النقاط المهمة، وأقل تفاعلا مع المشتتات المختلفة، مما يكون له تأثير إيجابي على التطور الأكاديمي. أما بالنسبة للتفاعل الاجتماعي فيكون لديه سيطرة أكبر على سلوكياته وتفاعلاته.
إن استخدام أكثر من لغة مع الطفل لا يسبب تأخرا في حد ذاته، في حين أن الأطفال الذين يتعرضون لأكثر من لغة قد تكون بداية الكلام عندهم أبطأ قليلا من الأطفال الذين يتعرضون للغة واحدة، ولكن يظلون ضمن الحدود الطبيعية، بل لقد أظهرت الدراسات أنه حتى الأطفال الذين يعانون من تأخر في نمو مهارات اللغة والكلام يمكنهم الاستفادة من تعلم أكثر من نظام لغوي.

* مزايا ونواقص من فوائد ثنائية اللغة:
- قدرة أفضل على التركيز وتجاهل المشتتات.
- قدرة أفضل على حل المشكلات الصحية.
- التأثير على مخ الإنسان عند البالغين، فيتأجل ظهور أعراض الخرف لمدة 4 سنوات.
ولكن، هل يساعد استعمال لغتين على زيادة مشكلة التأخر في الكلام؟ يجيب د. وائل الدكروري أنه مثال لحالة الاكتساب المتزامن للغات (أي اكتساب الطفل أكثر من لغة قبل سن الثالثة)؛ حيث أظهرت الأبحاث أن كون الطفل المتأخر لغويا دون وجود مسببات مثل ضعف السمع أو الاضطرابات النمائية وهو ما يعرف بالمصطلح الأكاديمي «SpecificLanguage Impairment، SLI»، من ثنائي اللغة، لا يعني مواجهة صعوبة أكبر من الأطفال أحاديي اللغة، فلقد كانت معدلات أدائهم متساوية، ولا يمكن الإقرار بوجود صعوبة أكثر في تطوير مهارات اللغة والكلام بسبب ثنائية البيئة اللغوية للطفل، وهو ما أظهرته الدراسات من أنه مماثل لنتائج الدراسات التي أجريت على الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد؛ حيث إن النتائج لم تظهر أي آثار سلبية على تطور مهارات التواصل واللغة بسبب ثنائية اللغة، عن أطفال اضطرابات طيف التوحد الخاضعين لهذه الدراسة، لدرجة تطابق نتائج اختبار فهم المفردات والتسمية عند الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد ثنائي اللغة والأطفال أحاديي اللغة، شرط تماثل درجة شدة الأعراض، وهو ما تطابق مع نتائج دراسات أجريت على أطفال التحدي الذهني مثل «متلازمة داون».
وهنا يمكننا استنتاج أن الأطفال ثنائيي اللغة والمصابين بصعوبات في نمو مهارات اللغة والكلام، لا يعانون من مشكلات أكثر من الأطفال أحاديي اللغة، الذين يعانون من الصعوبات نفسها في نمو مهارات اللغة والكلام.
هل يمكن تقديم لغة ثانية للطفل الذي أظهر تأخرا في اكتساب لغته الأم؟
يجيب د. وائل الدكروري أن هناك ما يعرف بـ«اكتساب اللغات المتسلسل»، (أي اكتساب الطفل اللغة الثانية بعد الأولى بثلاث سنوات)؛ حيث تم اكتساب بعض مهارات اللغة الأولى، ويتم تقديم لغة ثانية بعد عمر ثلاث سنوات. لقد خلصت نتائج الدراسات التي أجريت في العقد الأخير إلى عدم وجود اختلافات بين هؤلاء الأطفال والأطفال أحاديي اللغة، الذين يتفقون في وجود صعوبات في تطور ونمو مهارات اللغة والكلام؛ حيث إنهم توافقوا في سرعة اكتساب المهارات اللغوية وكمية المهارات التي تم اكتسابها، في حين يجب توضيح أن البيئة التي يعيش فيها الطفل لها تأثير كبير من حيث كون اللغة لغة أقلية في هذا المجتمع أو لغة أغلبية، ومثال ذلك نتائج الدراسات المطولة التي أجريت على الجاليات التركية المقيمة بألمانيا؛ حيث وجد أن الأطفال الأتراك، الذين يعانون من تأخر نمو مهارات اللغة والكلام، وتم البدء بتعليمهم اللغة الألمانية لغة ثانية بعد بلوغ سن الثالثة، ظلوا متأخرين مقارنة بأقرانهم متحدثي اللغة الألمانية أحاديي اللغة حتى بعد 4 سنوات من التعليم والتدريب المكثف، كما ظل مستوى أدائهم أقل من المعدلات الطبيعية لمتحدثي اللغة التركية أحاديي اللغة.
ومن الغريب أن «دراسة هايلي وزملائها»، التي نشرت عام 2011 في مجلة التوحد والاضطرابات النمائية، والتي أجريت بهدف مقارنة تطور نمو مهارات اللغة عند من اكتسبوا اللغات بشكل متزامن أو متسلسل، أو أحاديي اللغة، شريطة أن يكونوا تحت اسم «اضطرابات طيف التوحد»، لم تظهر فروقا مميزة لأي فئة من فئات الدراسة، وهو ما يثبت عدم اختلاف ثنائية اللغة بأنواعها مقارنة بأحادية اللغة عند الحديث عن اكتساب مهارة لغة ثانية. فلقد أظهرت نتائج البحوث التي أجريت أن الأطفال المتأخرين لغويا يمكن أن يكتسبوا لغة ثانية بعد اكتساب اللغة الأولى، شريطة أن يتم التعامل مع اللغتين بشكل دائم في البيئة المنزلية أو بيئة المدرسة.
وهنا يمكننا استنتاج أن الأطفال الذين يكتسبون لغة ثانية وهم يعانون من تأخر في نمو وتطور اللغة الأم، لا يواجهون مصاعب أكثر من الأطفال أحاديي اللغة، الذين يعانون من التأخر نفسه في نمو مهارات اللغة.

* مشكلات الطفل المهاجر
ما مشكلات الطفل العربي الذي يعيش في مجتمع لا يتحدث لغته؟
يجيب د. وائل الدكروري بأن ما يحدث عندما يكتشف الأهل أن طفلهم يعاني من تأخر في تطور ونمو مهارات اللغة والكلام وهم في مجتمع يتحدث لغة أخرى (مثال: طفل عربي في مجتمع أميركي)، هو أن يعتقد الأهل أن تعلم لغة المجتمع (لغة الأغلبية) أكثر أهمية، بل إن اللغة الأصلية (العربية) قد تكون غير مهمة الآن حتى لو كان الأهل لا يتحدثون الإنجليزية بطلاقة كما في بعض الأحيان. وهنا تظهر مشكلات كثيرة؛ منها على سبيل المثال لا الحصر:
- الأطفال الذين يتحدثون لغة الأغلبية عرضة لعدم اكتمال لغتهم الأصلية أو حتى فقدها.
- في حال عدم طلاقة الأهل في استخدام لغة الأغلبية، وإصرارهم على استخدامها لمساعدة طفلهم، قد يتأثر نمط العلاقة بين الطفل والأهل من حيث التفاعل، مما يلقي بظلاله على العلاقة العاطفية والنواحي النفسية؛ حيث إن اللغة مرتبطة بهما بشكل كبير، كما أنها ترتبط بمفهوم تحديد مرجعية الهوية الثقافية للطفل.
- تأثر علاقة الطفل بثقافته وأصوله بشكل سلبي.
وهنا يمكننا استنتاج أن على الأهل أن يتواصلوا مع أطفالهم بلغتهم الأصلية، كذلك المتخصصون يجب أن يبذلوا أقصى ما في وسعهم لتقديم المساعدة التي تدعم تطوير مهارات اللغة الأم عند الطفل.

* دراسة عالمية
ولقد تناولت هذا الموضوع الدكتورة كاثرين كوهنرت وزملاؤها في دراسة خلصت إلى ضرورة أن يكون الهدف الأساسي للتدخل العلاجي لعلاج النطق واللغة هو مساعدة الطفل المتأخر لغويا على تطوير لغته الأم في الوقت نفسه الذي يتلقى فيه علاجا بلغة الأغلبية في المجتمع الذي يعيش فيه.
هل من الضرورة أن يتم توجيه الأطفال المتأخرين لنظام تعليم أحادي اللغة فقط؟ يجيب د. وائل الدكروري بأن الإجابة هنا تتمثل في أن نتائج الأبحاث التي أجريت حتى عام 2014 خلصت إلى أن الأطفال المتأخرين لغويا يؤدون الأعمال بشكل مماثل في البيئة التعليمية ثنائية اللغة كما في البيئة أحادية اللغة.
فالتعلم سواء كان بلغة واحدة أو لغتين بالنسبة للأطفال المتأخرين لغويا يتساوى مع وجوب وجود الدعم المتمثل في علاج أمراض النطق واللغة؛ لمساعدة الطفل على اجتياز المصاعب التي يواجهها، فالمعيار بالنسبة لهؤلاء الأطفال ليس وجود لغة أو لغتين، بل وجود الدعم الكافي بالجلسات العلاجية.
وفي النهاية نقول: إن الأطفال ثنائيي اللغة، الذين يعانون من تأخر في نمو مهارات اللغة والكلام، يحتاجون لدعم كامل للغتين؛ لضمان اكتسابهما بشكل متوافق مع أعمارهم. أما الاعتقاد الخاطئ بأن ثنائية اللغة مسؤولة عن تأخر الأطفال أو تحد من إمكانية تطورهم على المستوى اللغوي، فيجب عدم إعطائه أي اهتمام؛ لأنه يتنافى مع نتائج الدراسات التي أجريت في العشرين سنة الماضية.



6 نصائح من مايو كلينيك لتأخير الشيخوخة

من شأن عاداتك اليومية أن تسرع أو تبطئ العديد من العوامل المؤثرة في شيخوخة الجسم (شاترستوك)
من شأن عاداتك اليومية أن تسرع أو تبطئ العديد من العوامل المؤثرة في شيخوخة الجسم (شاترستوك)
TT

6 نصائح من مايو كلينيك لتأخير الشيخوخة

من شأن عاداتك اليومية أن تسرع أو تبطئ العديد من العوامل المؤثرة في شيخوخة الجسم (شاترستوك)
من شأن عاداتك اليومية أن تسرع أو تبطئ العديد من العوامل المؤثرة في شيخوخة الجسم (شاترستوك)

من شأن عاداتك اليومية أن تسرع أو تبطئ العديد من العوامل المؤثرة في شيخوخة الجسم.

وبحسب موقع «ثورن» للصحة العامة، إليكم 6 نصائح من مايو كلينيك لمساعدتك على التقدم في العمر برشاقة من الداخل والخارج.

يؤدي اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المسببة للالتهابات إلى تسريع عملية الشيخوخة (شاترستوك)

1. النظام الغذائي:

يؤدي اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المسببة للالتهابات إلى تسريع عملية الشيخوخة. مثل السكريات والمعجنات.

والنصيحة هنا هي مساعدة جسمك بأطعمة تقلل الالتهاب، مثل الفواكه الطازجة، والخضروات والورقيات الخضراء، وزيت الزيتون، بالإضافة إلى الأسماك الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، وعدم إهمال المكسرات.

أما الأطعمة التي ينصح بتجنبها لأنها تزيد الالتهاب فتتمثل في الدهون الموجودة في الأطعمة المقلية والأطعمة واللحوم المصنعة والدهن النباتي والنشويات المكررة، مثل الدقيق الأبيض والأرز الأبيض، والبطاطس البيضاء، وأنواع كثيرة من الحبوب، والخبز والمقرمشات المصنوعة من الكميات الزائدة من أحماض أوميغا 6 الدهنية والسكر المضاف.

فيما يخص التغذية أيضاً، ينصح بالابتعاد عن الكحوليات تماماً.

اجعل هدفك ممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أسبوعياً (رويترز)

2. النشاط البدني:

ممارسة الرياضة هي إحدى أفضل وأقصر الطرق لمحاربة الشيخوخة. ببساطة لأن الجلوس وقلة الحركة لفترات طويلة يرتبطان بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسرطان والوفاة المبكرة.

تحتاج للحركة كل 30 دقيقة والتحرك أكثر بشكل أكبر أثناء القيام بأعمال بسيطة مثل التحدث على الهاتف أو متابعة فيلم.

من المهم أن ترفع معدل ضربات قلبك واستخدام عضلاتك كما في تمارين الـ«إيروبيكس»، حيث يعتمد النشاط على رفع معدل النبض، وبالتالي تسريع التنفس عن المستوى المعتاد.

اجعل هدفك ممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أو 75 دقيقة من النشاط البدني العنيف أسبوعياً.

يمكنك أيضا ممارسة تمارين القوة مثل رفع الأثقال أو تمارين وزن الجسم فهي من شأنها تحسين صحة العظام وتقليل خطر هشاشة العظام.

عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن تكون له عواقب صحية خطيرة (رويترز)

3. النوم يساعدك على البقاء شاباً:

عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم لا يعني فقط الشعور بالتعب في اليوم التالي، بل يمكن أن تكون له عواقب صحية خطيرة. ويرتبط عدم كفاية النوم على المدى الطويل بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والسمنة والالتهابات وأمراض القلب والوفاة المبكرة.

نصائح لنوم أفضل:

  • اذهب إلى السرير واستيقظ في نفس الوقت، حتى في عطلات نهاية الأسبوع. فهذا يساعد جسمك على الالتزام بدورة نوم واستيقاظ متسقة.
  • استغل الساعة التي تسبق موعد نومك للقيام بأنشطة الاسترخاء والاستعداد للنوم.
  • تجنب ممارسة التمارين الرياضية الشاقة وضوء شاشات التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر والهواتف.
  • تجنب الكافيين والنيكوتين قبل النوم.
  • حافظ على غرفة نومك هادئة وباردة ومعتمة، هذه بيئة مثالية للنوم الجيد.

تحتوي أشعة الشمس على الأشعة فوق البنفسجية التي تسبب شيخوخة الجلد المبكرة (شاترستوك)

4. احمِ بشرتك من ضوء الشمس وتلوث الهواء:

تحتوي أشعة الشمس على الأشعة فوق البنفسجية التي تسبب شيخوخة الجلد المبكرة وتزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.

نصائح للبقاء آمناً في الشمس:

  • تجنب الشمس أثناء ذروتها من الساعة 10:00 صباحاً حتى الساعة 4:00 مساءً.
  • استخدام واقي الشمس واسع النطاق كل يوم يحتوي على عامل حماية 30 SPF أو أعلى.
  • يمكن أن يؤدي الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف الجوالة والتلفزيون وشاشات الكمبيوتر أيضاً إلى إتلاف خلايا الجلد، لحجب الضوء الأزرق، ابحث عن واقي الشمس الذي يحتوي على مزيج من أكاسيد الحديد أو أكسيد الزنك أو أكسيد التيتانيوم.

نصائح لحماية بشرتك من تلوث الهواء:

  • يؤثر تلوث الهواء الداخلي والخارجي أيضاً على مدى سرعة شيخوخة الجلد. تطفو جزيئات صغيرة من التلوث المروري في الهواء وتسبب فرط تصبغ الجلد.
  • كذلك الطبخ أو حرق الوقود غير النظيف يزيد من تجاعيد الجلد في الوجه وظهر اليدين.
  • تساعد بعض مضادات الأكسدة على حماية بشرتك وتقليل الأضرار الناجمة عن التلوث البيئي مثل الفيتامينات C وE.

تمارين التأمل فعالة بشكل ملحوظ في تقليل التوتر (أ.ف.ب)

5. الاسترخاء:

يساهم التوتر المستمر في مشكلات صحية خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة المبكرة. وتشمل الحالات المرتبطة بالإجهاد المزمن النوبات القلبية والسكتة الدماغية والسكري والاكتئاب واضطرابات المناعة والصداع النصفي وحرقة المعدة والغثيان والعديد من مشكلات الأمعاء الأخرى.

نصائح لإدارة التوتر:

  • تمارين التأمل فعالة بشكل ملحوظ في تقليل التوتر لأنها تزيد من مساحة الدماغ التي تنظم العواطف. الأفراد الذين يجلسون بهدوء يمارسون التأمل لمدة ساعة واحدة فقط في الأسبوع يقولون إنهم أكثر رضا وسعادة.
  • الحياة الاجتماعية النشطة: ترتبط بحياة أطول وإحساس أكبر بالرفاهية. ركز على الأفراد أو الأنشطة التي تعني لك الكثير مثل العائلة والأصدقاء، والهوايات.
  • حرك جسمك: يمكن للتمرين أن يطرد المواد الكيميائية المسببة للتوتر من الجسم. لقد ثبت أن جلسة تمرين واحدة فقط تعمل على رفع معدل ضربات القلب وتخفض ضغط الدم، وتحسن النوم، وتقلل من القلق في اليوم الذي تمارس فيه الرياضة.
  • الامتنان: يميل الأفراد الذين يمارسون الامتنان إلى ظهور أعراض أقل للاكتئاب ومشاعر أكثر إيجابية بشكل عام.

إذا لم يكن الإقلاع عن التدخين بشكل صارم يناسبك حاول التقليل تدريجياً (أ.ف.ب)

6. الابتعاد عن التدخين:

إذا كنت تدخن، فمن المحتمل أنك تدرك أن الإقلاع عن التدخين هو أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها من أجل صحتك.

إذا لم يكن الإقلاع عن التدخين بشكل صارم يناسبك، حاول التقليل تدريجياً.

  • إدارة الرغبة الشديدة: فكر في العلاجات البديلة للنيكوتين، وتحدث مع طبيبك حول العلاجات التي يمكن أن تقلل الرغبة الشديدة في التدخين، بما في ذلك أقراص الاستحلاب، أو العلكة، أو غيرهما من الأجهزة.
  • تجنب الأماكن والمواقف التي تجعلك ترغب في التدخين.

الأغذية النباتية قد تحدّ من تقدّم سرطان البروستاتا

بعض الأغذية النباتية الصحّية (رويترز)
بعض الأغذية النباتية الصحّية (رويترز)
TT

الأغذية النباتية قد تحدّ من تقدّم سرطان البروستاتا

بعض الأغذية النباتية الصحّية (رويترز)
بعض الأغذية النباتية الصحّية (رويترز)

وجدت دراسة أميركية أُجريت على رجال شُخِّصت إصابتهم بسرطان البروستاتا، أنّ اتباع نظام غذائي نباتي بعد التشخيص قد يُسهم في تقليل خطر تطوّر المرض.

وأوضح الباحثون في «جامعة كاليفورنيا» أنّ هذه النتائج تشير إلى دور البالغ الأهمية الذي يمكن أن يؤديه النظام الغذائي في تحسين نتائج الصحّة بين المرضى المصابين بسرطان البروستاتا؛ ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية «جاما نتوورك».

ويُعد سرطان البروستاتا ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال في الولايات المتحدة، وينمو في غدّة البروستاتا، وهي غدّة صغيرة بحجم حبّة الجوز، تقع أسفل المثانة وتُنتج السائل المنوي.

وهو ينمو ببطء في معظم الحالات، وقد لا يُسبّب أي أعراض في مراحله المبكرة، ومع ذلك، يمكن أن ينتشر في النهاية إلى مناطق أخرى من الجسم، بما فيها العظام والرئتان.

وتشير الدراسات إلى أنّ تناول الأطعمة النباتية يمكن أن يقلّل من خطر تكرار الإصابة به أو الوفاة بسببه، لكن البحوث حول تأثير النظام الغذائي النباتي بعد التشخيص لا تزال محدودة.

وأجرى الفريق دراسته لتقييم تأثير تناول الأطعمة النباتية على المرضى بعد تشخيص إصابتهم بسرطان البروستاتا، وشملت الدراسة 2062 مريضاً به.

وجُمعت البيانات الغذائية للمشاركين باستخدام استبيان تكرار تناول الطعام، وركز الفريق على النظام الغذائي النباتي، الذي صُنّف إلى أغذية نباتية صحّية، مثل الحبوب الكاملة، والفاكهة، والخضراوات، والمكسرات، والبقوليات، والزيوت النباتية، والشاي، والقهوة؛ وأغذية نباتية غير صحّية مثل عصائر الفاكهة، والمشروبات المحلاة بالسكر، والحبوب المكرّرة، والبطاطا، والحلويات.

وتبيّن أن الرجال الذين تناولوا كميات كبيرة من الأطعمة النباتية الصحّية تمتّعوا بخطر أقل بنسبة 47 في المائة لتطوُّر المرض، مقارنةً بأولئك الذين تناولوا كمية أقلّ من الأطعمة النباتية.

ويشير الباحثون إلى أنّ هذه النتائج تعني أنّ تناول نظام غذائي نباتي في المقام الأول قد يرتبط بنتائج صحّية أفضل بين الرجال المصابين بسرطان البروستاتا.

وتدعم الدراسة التوصيات الغذائية الحالية التي تحضُّ على أهمية اتّباع الأنظمة الغذائية النباتية الغنية بالفاكهة، والخضراوات، والحبوب الكاملة؛ ليس فقط وقايةً من سرطان البروستاتا، ولكن أيضاً بوصفه جزءاً من إدارة المرض بعد تشخيص الإصابة به.


9 نقاط حول ضعف السمع المرتبط بتقدم السن

9 نقاط حول ضعف السمع المرتبط بتقدم السن
TT

9 نقاط حول ضعف السمع المرتبط بتقدم السن

9 نقاط حول ضعف السمع المرتبط بتقدم السن

قدم البروفسور فرانك ر. لين، أستاذ أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة، ومدير «مركز القوقعة للسمع» في كلية «جونز هوبكنز» للطب، مراجعة علمية متقدمة حول ضعف وفقدان السمع المرتبط بالسن Age-related Hearing Loss.

مراجعة علمية لمشكلات السمع

ووفق ما نُشر ضمن عدد 24 أبريل (نيسان) الماضي من مجلة «نيوإنغلاند جورنال أوف ميديسن» الطبية (N Engl J Med)، أفاد البروفسور لين في مستهل عرضه بالقول: «يؤثر فقدان السمع المرتبط بالسن، وبشكل تدريجي، على كل شخص خلال حياته. وتعتمد قدرة السمع لدى الشخص على «كفاءة عمل» القوقعة (Cochlea) في الأذن الداخلية (Inner Ear) التي تقوم بتشفير الأصوات (Encoding Sound) بدقة، وتحويلها إلى إشارات عصبية (Neural Signals)، ثم إرسالها إلى الدماغ. وفي منطقة قشرة الدماغ تتم بعد ذلك معالجة تلك الإشارات العصبية وفك تشفيرها، لتحويلها إلى معنى يفهم المرء منه الكلام الذي سمعه.

ويمكن للعمليات المرضية التي تحدث على أي مستوى من هذا المسار من الأذن إلى الدماغ، أن تؤثر سلباً على السمع. ولكن ضعف السمع المرتبط بالسن، والذي يشمل القوقعة، هو السبب الأكثر شيوعاً».

وتضمن عرض المراجعة الحديثة والمتقدمة حول ضعف السمع المرتبط بالسن، النقاط التالية:

1- يتميز فقدان السمع المرتبط بالسن بالضعف «التدريجي» في كفاءة عمل خلايا الشعر الحسية (Sensory Hair Cells) في الأذن الداخلية، نتيجة تناقص عددها بموت كثير منها. وهذه هي خلايا متخصصة مسؤولة بالأساس عن تشفير الصوت وتحويله إلى إشارات عصبية. ومن أهم خصائص هذه الخلايا أنها -على عكس الخلايا الأخرى في جميع أنحاء الجسم- لا يمكن لها أن تتجدد.

ويحصل تناقص تدريجي في عدد هذه الخلايا على مدار الحياة، وذلك بسبب التأثيرات التراكمية لكثير من العمليات والمؤثرات المسببة لأذاها. والتقدم في السن بحد ذاته يُعد أقوى عامل خطر لفقدان السمع المرتبط بالسن. كما أن لون البشرة الفاتح، بوصفه مؤشراً على مدى درجة تصبغ القوقعة (Cochlear Pigmentation) -نظراً لأن صبغة الميلانين (Melanin) تحمي القوقعة- وجنس الذكور، والتعرض للضوضاء، هي عوامل أخرى مهمة.

وهناك عوامل خطر أخرى لا يتم التنبه لها، مثل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض السكري، والتدخين، وارتفاع ضغط الدم. والتي جميعها يمكن أن تساهم في إصابة الأوعية الدموية الدقيقة (Microvascular Injury) في قوقعة الأذن الداخلية.

انخفاض حدّة السمع

2- بدءاً من مرحلة البلوغ المبكرة، تبدأ حدة السمع في الانخفاض تدريجياً؛ خصوصاً فيما يتعلق بالأصوات ذات الترددات الأعلى. ويزداد انتشار ضعف السمع المهم إكلينيكياً، طوال فترة الحياة.

وللتوضيح، يتضاعف تقريباً مقدار ضعف السمع لدى الشخص مع كل عقد من العمر، بحيث يعاني أكثر من ثلثي جميع البالغين الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكثر، من شكل من أشكال فقدان السمع المهم إكلينيكياً. وتشير الإحصائيات إلى أنه في عام 2019 بالولايات المتحدة، قُدر أن ما يقرب من 73 مليون شخص، أو واحداً من كل خمسة، يعانون من ضعف السمع. وأظهرت الدراسات الوبائية وجود ارتباطات بين فقدان السمع من جهة، وبين ضعف قدرات التواصل والتدهور المعرفي (Cognitive Decline) والخرف (Dementia) وارتفاع التكاليف الطبية، وغيرها من النتائج الصحية الضارة، من جهة أخرى.

وركزت الأبحاث الطبية على مدى العقد الماضي بشكل خاص، في فهم آثار فقدان السمع على التدهور المعرفي والخرف. ووفق الأدلة العلمية المتجمعة، خلصت لجنة «لانسيت» المعنية بالخرف في عام 2020 إلى أن فقدان السمع في منتصف العمر وما بعده، كان أكبر عامل خطورة «للإصابة بالخرف» يمكن تعديله (Modifiable Risk Factor)، وهو ما يمثل 8 في المائة من جميع حالات الخرف.

وتشمل الآليات الرئيسية التي من خلالها يُفترض أن فقدان السمع يزيد من مخاطر التدهور المعرفي والخرف، تلك الآثار الضارة لفقدان السمع في التسبب بضعف التشفير السمعي للصوت، وبالتالي على الشحن المعرفي في الذهن، وضمور الدماغ، والعزلة الاجتماعية.

3- يظهر فقدان السمع المرتبط بالسن في كلتا الأذنين بشكل تدريجي مع مرور الوقت، وبصفة خفية ودون ملاحظة أن ثمة أي حدث مُسبب واضح ويمكن تحديده. فهو يؤثر على مدى قوة سماع الأصوات، ومدى بيان وضوحها، وعلى قدرات التواصل اليومية للشخص. وغالباً لا يدرك الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع الخفيف، وجود ضعف السمع لديهم. وبدلاً من ذلك يعتقدون أن صعوبات السمع لديهم تعزى إلى أسباب خارجية (على سبيل المثال: عدم تحدث الآخرين بوضوح، أو وجود الضوضاء في الخلفية).

ولكن في المستويات الأعلى من فقدان السمع، قد يلاحظ الأشخاص بشكل متزايد أن ثمة مشكلة في وضوح الكلام حتى عند الوجود في البيئات الهادئة. كما يمكن أن يجدوا أن المحادثات في البيئات الصاخبة هي بالفعل مرهقة لهم، وذلك نظراً لازدياد الجهد الذهني الذي على دماغهم بذله لمعالجة إشارات الكلام غير الواضحة، وذلك نتيجة عدم معالجتها في قوقعة الأذن بشكل صحيح. وفي كثير من الأحيان، يكون أفراد أسرة الشخص هم أكثر من غيرهم إدراكاً أن الشخص لديه صعوبات في السمع.

تقييم مشكلات السمع

4- يتطلب تقييم مشكلات السمع لدى المريض فهم أن إدراك الشخص للسمع يعتمد على 5 مكونات:

- جودة الصوت الوارد. على سبيل المثال؛ لأن إشارة الكلام تصبح متدهورة في الغرف والصالات ذات الضوضاء الخلفية أو الصوتيات المترددة.

- التوصيل الميكانيكي للصوت من خلال الأذن الخارجية ثم الأذن الوسطى وصولاً إلى القوقعة (أي السمع التوصيلي «Conductive Hearing»).

- نقل الإشارة الصوتية (Acoustic Signal) إلى إشارة كهربائية عصبية (Neuroelectrical Signal) بواسطة القوقعة.

- نقل تلك الإشارات العصبية إلى الدماغ (أي السمع الحسي العصبي «Sensorineural Hearing»).

- فك تشفير الإشارة العصبية إلى معنى بواسطة قشرة الدماغ (أي المعالجة السمعية المركزية «Central Auditory Processing»).

وعندما يلاحظ المريض مشكلات في السمع، فإن السبب يمكن أن يكمن في أي من هذه المكونات. وفي كثير من الحالات يوجد أكثر من مكون من هذه المكونات المتسببة في تدهور السمع، قبل ظهور مشكلات السمع لدى الشخص.

5- الهدف من التقييم الإكلينيكي الأولي هو تقييم المريض بحثاً عن أشكال فقدان السمع التوصيلي؛ لأنها هي التي يمكن علاجها بسهولة، ثم البحث عن غيرها من أشكال فقدان السمع التي قد تستدعي مزيداً من التقييم من قبل طبيب أنف وأذن وحنجرة متخصص. وتشمل الأشكال التوصيلية لفقدان السمع التي يمكن علاجها بسهولة من قبل طبيب العيادات الأولية -أي التي لا تتطلب طبيباً مختصاً في أمراض الأذن والأنف والحنجرة- كلاً من التهاب الأذن الوسطى (Otitis Media)، وانحشار الصملاخ (Cerumen Impaction) (شمع الأذن). وهذه يمكن أن تكون واضحة على أساس التاريخ المرضي (على سبيل المثال، بداية حادة مع ألم في الأذن «Otalgia» وامتلاء سمعي «Aural Fullness» مع عدوى في الجهاز التنفسي العلوي) أو بتنظير الأذن (Otoscopy) بحثاً عن انحشار الصملاخ الكامل في قناة الأذن.

وبالمقابل، تشمل الأعراض والعلامات المصاحبة لفقدان السمع التي تتطلب مزيداً من التقييم أو التشاور مع طبيب الأنف والأذن والحنجرة، وجود تصريف سائل من الأذن، أو ملاحظة أن الفحص غير طبيعي بالمنظار، أو طنين الأذن المتواصل (Unremitting Tinnitus)، أو الدوار (Vertigo)، أو السمع المتقلب أو غير المتماثل، أو البداية المفاجئة لفقدان السمع دون دليل على وجود سبب توصيلي (على سبيل المثال، ضعف السمع المتوسط الناجم عن التهاب الأذن الوسطى). وتتيح التغييرات التكنولوجية الآن للبالغين إجراء اختبار ذاتي وتتبع سمعهم باستخدام الهاتف الذكي (www.hearingnumber.org)، وشراء أدوات مساعدة للسمع دون وصفة طبية. ويتماشى هذا النهج مع الاتجاهات الأوسع نحو تمكين المستهلكين بالمعرفة والخيارات للعمل على صحتهم دون وسيط طبي.

6- يعد فقدان السمع الحسي العصبي المفاجئ (SSNHL) أحد الأشكال القليلة لفقدان السمع التي تتطلب تقييماً عاجلاً من قبل طبيب الأنف والأذن والحنجرة (من الأفضل خلال 3 أيام بعد ظهور المرض). وذلك لأن التشخيص المبكر والتدخل العلاجي بأحد مشتقات الكورتيزون، قد يحسن فرص استعادة السمع. ويعد فقدان السمع الحسي العصبي المفاجئ حدثاً غير شائع نسبياً؛ حيث يبلغ معدل حدوثه سنوياً 1 من كل 10 آلاف شخص، ويحدث بشكل أكثر شيوعاً عند البالغين بسن 40 عاماً أو أكثر. وبالمقارنة مع فقدان السمع أحادي الجانب الناتج عن سبب توصيلي، فإن المرضى الذين يعانون من فقدان السمع الحسي العصبي المفاجئ غالباً ما يحصل لديهم فقدان حاد للسمع وغير مؤلم، وفي أذن واحدة، مما يؤدي إلى عدم القدرة شبه الكاملة على سماع أو فهم الكلام في الأذن المصابة.

معالجة حالات فقدان السمع

7- في الوقت الحاضر، لا توجد علاجات ترميمية (Restorative Therapies) ذات تأثيرات قصوى، لفقدان السمع المرتبط بالسن. ومصطلح «العلاج الترميمي» يُقصد به طبياً تحقيق أقصى مستوى من الأداء الوظيفي للعضو المريض، مما يمكِّن المريض من الاحتفاظ باستقلاليته في الاعتماد على نفسه بعد آثار المرض أو الإصابة. وهو يختلف تماماً عن العلاج التأهيلي (Rehabilitation Therapy).

ولذا حالياً تركز إدارة معالجة حالات فقدان السمع المرتبط بالسن على 3 جوانب: أولها هو حماية السمع وتقوية الاتصال. وتركز «استراتيجيات حماية السمع» على تقليل التعرض للضوضاء، عن طريق الابتعاد عن مصدر الصوت أو تقليل مستوى الصوت، واستخدام أجهزة حماية السمع (مثل سدادات الأذن) عند الحاجة.

وتتضمن «استراتيجيات تقوية الاتصال» تشجيع الأشخاص على أن يكونوا وجهاً لوجه، وعلى مسافة بعيدة عند التحدث، وتقليل الضوضاء في الخلفية. ويسمح الاتصال وجهاً لوجه للأذن باستقبال إشارة سمعية أكثر وضوحاً. كما يسمح الاتصال وجهاً لوجه للمستمع بإمكانية الوصول البصري إلى تعبيرات الوجه وحركات الشفاه التي يمكن أن تساعد في فك التشفير المركزي لإشارة الكلام.

فقدان السمع المرتبط بالسن يرتبط بالضعف «التدريجي» في كفاءة عمل خلايا الشعر الحسية

8- الجانب الثاني الذي تركز علية معالجة حالات فقدان السمع المرتبط بالسن، هو اعتماد استراتيجيات تحسين جودة الإشارة السمعية الواردة (أي التغلب على تأثيرات الضجيج في الخلفية الذي ينافس سمع أصوات الحديث بوضوح وفهمه).

والجانب الثالث هو استخدام تقنيات معينة على السمع، مثل مُعينات السمع (Hearing Aid) (السمّاعات)، وزراعة القوقعة الصناعية (Cochlear Implantation). والهدف هو زيادة وضوح إشارة الكلام وفهم معانيه والتفاعل معه من قبل الشخص، بدل انطوائه وابتعاده عن الاختلاط بالآخرين والتواصل معهم.

وتشير الأدلة المستمدة من الدراسات الإكلينيكية إلى أن استخدام المعينة السمعية يمكن أن يحسن التواصل ونوعية الحياة، وقد يقلل من تدهور وفقدان قدرات الإدراك الذهني في غضون 3 سنوات، لدى كبار السن المعرضين لخطر التدهور المعرفي والخرف.

9- لا يزال معدل انتشار استخدام المعينة السمعية أو زراعة القوقعة الصناعية بين الأشخاص الذين يمكنهم أن يستفيدوا من أي منهما (كما هو محدد على أساس نتائج فحص سمعهم) منخفضاً للغاية. وفيما بين الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع في الولايات المتحدة، يبلغ معدل انتشار استخدام المعينات السمعية أقل من 20 في المائة، ومعدل انتشار زراعة القوقعة الصناعية أقل من 5 في المائة.

وأسباب انخفاض معدل الاعتماد على هذه الاستراتيجيات العلاجية، هي بالفعل متعددة العوامل. وتشمل عوامل مثل: الوصمة «Stigma» أي: الشعور بأن تركيب السماعة شيء معيب، وضعف إمكانية الوصول إلى تلقي معالجات التدخلات السمعية وعدم القدرة على تحمل تكاليفها، وعدم قدرة تقنيات السمع على التعويض بشكل كامل عن تدهور التشفير المحيطي للصوت الناجم عن فقدان السمع المرتبط بالسن.

* استشارية في الباطنية


ضغط التحصيل الدراسي... وأعراض الاكتئاب لدى المراهقين

ضغط التحصيل الدراسي... وأعراض الاكتئاب لدى المراهقين
TT

ضغط التحصيل الدراسي... وأعراض الاكتئاب لدى المراهقين

ضغط التحصيل الدراسي... وأعراض الاكتئاب لدى المراهقين

من المعروف أن فترة الدراسة الأكاديمية تُعدّ فترة شديدة الخطورة لزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض النفسية المختلفة. وهي تشمل على وجه التقريب المراحل الدراسية كافة، بداية من رياض الأطفال، ونهاية بالجامعة لأسباب مختلفة.

وهناك عديد من الدراسات التي تناولت العلاقة بين التحصيل الأكاديمي والإصابة بالأعراض النفسية وأهمها الاكتئاب، وناقشت الطرق المُثلى لتفادي حدوثها والحفاظ على الصحة النفسية للطلاب؛ لأن بعض الحالات تكون شديدة الخطورة وتصل إلى محاولات الإقدام على الانتحار.

على الرغم من وجود كثير من الإجراءات والجهود التي تقوم بها المدارس لجعل البيئة المدرسية غير ضاغطة، عن طريق توفير أنشطة لا ترتبط بالدراسة بشكل مباشر؛ مثل الرحلات الترفيهية والمسابقات الرياضية، فضلاً عن توفير عناية نفسية في معظم المدارس وعلاج سلوكي معرفي، فإن غالبية هذه الأساليب فشلت في كثير من الأحيان في تخفيف حدة أعراض الاكتئاب والقلق.

الإنجاز والاكتئاب

أوضح علماء النفس أن الطلاب يتعرّضون لخطر الاكتئاب؛ بسبب ما تُسمى «أهداف الإنجاز (Achievement goals)» بمعنى توجيه السلوك لتحقيق إنجاز كبير معين وهو (النجاح) بجانب إنجاز آخر وهو (التفوق على الآخرين)، ما يجعل الطالب مهتماً بالتعلم وتطوير مهاراته الإدراكية. ولكن في المقابل فإنه يعاني الخوف من عدم القدرة على الاستيعاب بشكل مناسب وبالتالي يعاني من الفشل؛ ما يضع المراهق تحت ضغط نفسي؛ بسبب التعارض بين الرغبة في النجاح والتفوق على الأقران، والخوف من ضعف الأداء والظهور بعدم الكفاءة.

وفي الأغلب فإن معظم الذين يعانون من الاكتئاب يركزون بشكل أساسي على التفوق على الأقران، وفي حالة عدم تحقق ذلك يشعرون بعدم القيمة وتنخفض ثقتهم بنفسهم ويحدث تدنٍ في النظرة إلى الذات. وفي المقابل فإن الذين يركزون على النجاح يصبحون أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب ويسعون لتعلم مزيد من المهارات التي تساعدهم على مواجهة الصعوبات؛ لأن قيمتهم الذاتية لا تعتمد بشكل أساسي على التفوق على الآخرين، ولكن قدرتهم على التكيُّف بشكل إيجابي مع التحديات المختلفة.

ضغط دراسي

حذّر العلماء من الاستهانة بالضغط الدراسي بوصفه عاملاً مهماً لتردي الصحة النفسية في اثنتين من الدراسات الاستقصائية الكبيرة التي تم إجراؤهما في عامَي 2014 و2019 (Fildes et al 2014 - YoungMinds 2019)، حيث أشار المراهقون إلى الضغط الأكاديمي بوصفه واحداً من أهم المؤثرات في صحتهم النفسية. وربما يلعب المعلمون دون قصد دوراً في زيادة وطأة هذا الضغط على الطلاب.

وينطبق هذا الأمر على الطلبة المتفوقين والمتعثرين دراسياً. ويكفي أن نعرف أنه في دراسة كبيرة عن حالات الانتحار في المملكة المتحدة كان الضغط الأكاديمي واحداً من أهم الأسباب التي تم الإبلاغ عنها في تحقيقات الطب الشرعي.

وحسب «رابطة الكلية الأميركية للصحة (American College Health Association)» يعاني الطلاب من الضغوط؛ نتيجة لأسباب عدة؛ أهمها العامل الزمني، بمعنى أن المواعيد المحددة سلفاً للعام الدراسي تجعل الطلاب في «سباق ضد الزمن (rush against time)» ويستخدمون مزيداً من الطاقة لإنجاز مهمة معينة، وهو الأمر الذي يحتاج إلى تركيز مكثف يسبب ضغطاً عصبياً عليهم.

ويشكل الإفراط في المهام الدراسية عاملاً من عوامل الضغط. وعلى وجه التقريب يقضي الطلاب نحو 16.5 ساعة أسبوعياً في أداء الواجبات المنزلية فقط، بجانب الوقت الذي يقضيه الطلاب في المدارس، وهو ما يعادل تقريباً العمل ليوم كامل في أي مهنة أخرى. ولكن الدراسة تحتاج إلى مجهود ذهني مضاعف.

على الرغم من وجود المنافسة في الأداء في أي مهنة أو لعبة، فإن التنافس الأكاديمي على وجه التحديد يضغط نفسياً على الطلاب بشكل كبير. وبعيداً عن الرغبة في التفوق والخوف من الفشل، يمثل التميز العلمي نوعاً من تشكيل المستقبل للتلاميذ لأن كل درجة يمكن أن تلعب دوراً في التأهل لكلية معينة أو الحرمان منها، خصوصاً مع نظام التعليم الحالي في العالم كله الذي يعتمد على «الدرجة والأداء (grade and performance-based)» في تقييم كل طالب مهما كانت كفاءته.

معظم الذين يعانون من الاكتئاب يركزون بشكل أساسي على التفوق على الأقران

توتر الامتحانات

وتسبب الامتحانات المستمرة، سواء الدورية كل شهر أو في نهاية العام، توتر الطلاب معظم الوقت؛ لأنها تكون بمثابة اختبار لكفاءة كل طالب وتقييم لاستيعابه. وتحدد هذه الاختبارات ما إذا كان الطالب سيتقدم إلى المرحلة التالية في التعليم من عدمه.

وربط عديد من الدراسات السابقة بين التوتر في ليالي الامتحانات والأعراض العضوية نفسية المنشأ مثل الإحساس بالصداع، والشعور بألم في البطن، والغثيان، والقيء، والإسهال، واضطرابات الطعام؛ نتيجة للخوف من الاختبار، وهو الأمر الذي يضاعف من القلق والاكتئاب.

نصحت «الجمعية الأميركية للطب النفسي» الطلاب بضرورة البعد عن التوقعات غير الواقعية ووضع نموذج معين أقرب للكمال في جميع المواد الدراسية؛ ما يشعر الطالب بالفشل في حالة تحقيقه نتيجةً عادية يمكن أن تكون جيدةً. وقالت إن ذلك لا يعني عدم الاجتهاد في الدراسة ولكن يعني أن يدرك الطالب مناطق تميزه ومناطق ضعفه تبعاً لميوله الشخصية، ويعمل على تحسين مناطق ضعفه، ولكن ليس بالضرورة أن يحقق فيها تميزاً ملحوظاً. وحتى العلماء الكبار كانت لهم نقاط ضعف في المواد الأدبية البعيدة عن تميزهم.

وأشار تقرير لـ«المعهد الأميركي للقلق (American Institute of Stress)» إلى أن هناك نسبة 45 في المائة من الطلاب يعانون من التوتر يومياً، وكذلك 61 في المائة من المراهقين؛ وذلك بسبب ضعف الدرجات. ولذا يجب على الآباء أن يقدموا الدعم النفسي غير المشروط لأبنائهم.

• استشاري طب الأطفال


سلس البول... حلول واستراتيجيات لاستعادة السيطرة على المثانة

سلس البول... حلول واستراتيجيات لاستعادة السيطرة على المثانة
TT

سلس البول... حلول واستراتيجيات لاستعادة السيطرة على المثانة

سلس البول... حلول واستراتيجيات لاستعادة السيطرة على المثانة

سلس البول هو فقدان البول عرضاً عن طريق الخطأ ودون إرادة أو قصد. قد يكون سلس البول حالة مؤقتة تنتج عن حالة طبية كامنة. ويمكن أن تتراوح من الانزعاج الناجم عن فقدان البول إلى التبول الشديد والمتكرر.

وفقاً للرابطة الوطنية لاستمرار البول (National Association for Continence)، فإن أكثر من 25 مليون أميركي بالغ يعانون من سلس البول المؤقت أو المزمن، الذي يمكن أن يحدث سلس البول في أي عمر، ولكنه أكثر شيوعاً بين النساء فوق سن 50 عاماً.

وقد وجدت الأبحاث أن ما لا يقل عن نصف الأشخاص الذين يعانون من سلس البول لا يناقشون حالاتهم مع مقدمي الرعاية الصحية، في حين أنه ليست هناك حاجة للشعور بالحرج. فإذا كنت تعاني من تسريب المثانة، فتأكد أنك لست وحدك المصاب بهذه المشكلة الصحية.

إن تسريب المثانة، أو سلس البول، يؤثر على النساء والرجال من جميع الأعمار، كما أنه سيكون أكثر شيوعاً في وقت لاحق من الحياة.

الأسباب والأنواع

يقول الدكتور إدوارد. جيمس رايت (Edward. James Wright, M.D.)، دكتوراه في الطب، ومدير طب المسالك البولية في جونز هوبكنز - مركز «باي فيو الطبي» - إن من المؤكد أن السلس البولي Urinary incontinence (UI) مرض مهم جداً ويستحق المناقشة، فهو تسرب لا إرادي من المثانة يمكن أن يحدث عندما يحدث خطأ ما في التفاعلات المعقدة بين الدماغ والجهاز العصبي وأعضاء الحوض. هناك كثير من أسباب سلس البول، وكثير منها يمكن علاجه بالعلاجات الجراحية وغير الجراحية.

• ما الذي يسبب سلس البول؟ سلس البول ليس نتيجة حتمية للشيخوخة، ولكنه شائع بشكل خاص عند كبار السن. غالباً ما يكون سببه تغيرات محددة في وظائف الجسم قد تنجم عن الأمراض، واستخدام الأدوية و/أو ظهور المرض.

• في بعض الأحيان يكون هذا هو العرض الأول والوحيد لعدوى المسالك البولية. تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بسلس البول أثناء الحمل وبعد الولادة، أو بعد التغيرات الهرمونية المرتبطة بانقطاع الطمث.

• ما أنواعه؟ وما الاختلافات بينها؟

سلس البول الإلحاحي (Urgency Incontinence): عدم القدرة على حبس البول لفترة كافية للوصول إلى الحمام. يمكن أن يرتبط بالحاجة إلى التبول بشكل متكرر والشعور برغبة قوية ومفاجئة في التبول. يمكن أن تكون حالة منفصلة، ولكنها قد تكون أيضاً مؤشراً على أمراض أو حالات أخرى تتطلب أيضاً عناية طبية.

سلس البول الإجهادي (Stress Incontinence): تسرب البول أثناء ممارسة التمارين الرياضية، أو السعال، أو العطس، أو الضحك، أو رفع الأشياء الثقيلة أو أداء حركات الجسم الأخرى التي تضغط على المثانة.

سلس البول الوظيفي (Functional Incontinence): تسرب البول بسبب صعوبة الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب بسبب الظروف الجسدية، مثل التهاب المفاصل أو الإصابة أو غيرهما من الإعاقات.

سلس البول الفائض (Overflow Incontinence): يحدث التسرب عندما تتجاوز كمية البول المنتجة قدرة المثانة على الاحتفاظ بها.

الأعراض والتشخيص

• الأعراض الشائعة تشمل:

الحاجة للإسراع إلى الحمام و/أو فقدان البول إذا لم يصل في الوقت المناسب.

تسرب البول مع الحركات أو ممارسة الرياضة.

تسرب البول مع السعال أو العطس أو الضحك.

الشعور الدائم بالبلل دون الإحساس بتسرب البول.

الشعور بعدم إفراغ المثانة بشكل كامل.

تسرب البول الذي بدأ أو استمر بعد الجراحة.

• كيف يتم تشخيص سلس البول؟ بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من سلس البول، من المهم لهم استشارة مقدم الرعاية الصحية. في كثير من الحالات، تتم إحالة المرضى بعد ذلك إلى طبيب متخصص في أمراض المسالك البولية. يتم تشخيص سلس البول من خلال الفحص البدني الكامل الذي يركز على الجهاز البولي والعصبي والأعضاء التناسلية وعينات البول. وفقاً لفريق جونز هوبكنز.

خطوات تفادي سلس البول

وحول استراتيجيات لاستعادة السيطرة على تسرب المثانة، يقدم الدكتور إدوارد جيمس رايت من مركز جونز هوبكنز لمرضى تسرب المثانة، أخباراً جيدة وآمالاً جديدة، قائلاً: «يمكن علاج الغالبية العظمى من الحالات أو تحسينها بشكل ملحوظ، بغض النظر عن سبب تسرب المثانة». ويواصل رايت: «يتوفر كثير من الحلول، لكن يمكن للمريض فقط الحصول على المساعدة فيما يرغب بالتحدث عنه وشرحه».

وهذه بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد:

- أولاً: مراجعة النظام الغذائي، قد تتمكن من الحد من تسرب المثانة عن طريق تجنب بعض الأطعمة والمشروبات والمكونات، منها: الكحول - المحليات الصناعية - مادة الكافيين - المشروبات الغازية – الشوكولاته - الحمضيات والطماطم - شراب الذرة - العسل.

- ثانياً: التخلص من الوزن الزائد، وجدت الأبحاث أن النساء البدينات اللاتي فقدن الوزن أبلغن عن عدد أقل من نوبات تسرب المثانة.

- ثالثاً: تدريب المثانة، يمكن لبعض التمارين أن تساعد في إبقاء المثانة تحت سيطرة أفضل، مثل ممارسة تمارين «كيجل»، ويتم فيها شد عضلات معينة في الحوض بانتظام لتقويتها، ما يساعد على أن تصبح أكثر مقاومة للتسرب. وتمارين «موهبة»، ويتم فيها استخدام تمارين «كيجل» أثناء السعال أو العطس أو القيام بأي نشاط آخر يؤدي إلى حدوث التسرب. وهذه الأخيرة تحتاج إلى متخصص، أو طبيب أو معالج فيزيائي، ليوضح كيفية القيام بذلك بشكل صحيح.

- رابعاً: التعرف على خيارات العلاج، ويتم فيها الاختيار اعتماداً على نوع سلس البول، وفقاً لرأي د. رايت، وتكون كالتالي:

. الأدوية، التي يمكن أن تساعد المثانة في الاحتفاظ بقدر أكبر، وتقليل إلحاح المثانة، وتحسين القدرة على إفراغ المثانة. وهناك لصقة تمت الموافقة عليها مؤخراً من دون وصفة طبية للنساء اللاتي يعانين من فرط نشاط المثانة تساعدهن في استرخاء عضلة المثانة؛ وهي متاحة للرجال بوصفة طبية.

. حقن البوتوكس، في بطانة المثانة لمنع إطلاق مادة كيميائية تحفز تقلصات العضلات.

. حقنة من مادة سميكة، حول مجرى البول (الأنبوب الذي ينقل البول إلى خارج الجسم) لمساعدته في حبس البول.

. عملية جراحية، لإدخال شريط شبكي للضغط على مجرى البول ومنع التسربات.

علاج سلس البول

لإدارة سلس البول، يرتدي كثير من النساء حفاضات واقية لحماية ملابسهن من تسرب البول. وبدلاً من ذلك، يمكن ارتداء الملابس الداخلية الماصة المصممة خصيصاً لهذا الغرض، التي تشبه في مظهرها الملابس الداخلية العادية بسهولة تحت الملابس اليومية.

ووفقاً لفريق «مايو كلينيك»، يتم عادة تحديد العلاج المناسب لسلس البول بواسطة الطبيب المعالج بناءً على المؤشرات التالية:

العمر، والصحة العامة، والتاريخ الطبي.

نوع سلس البول ومدى تأثيره.

مدى تحمل المريض للأدوية أو الإجراءات العلاجية.

التوقعات لمسار المرض.

رأي المريض وتفضيلاته لطرق العلاج.

وقد يشمل العلاج ما يلي:

أولاً: العلاجات السلوكية، ومنها:

تدريب المثانة: تعليم الشخص كيفية مقاومة الرغبة في الإفراغ وتوسيع الفترات الفاصلة بين الإفراغ تدريجياً.

المساعدة في استخدام المرحاض: بشكل روتيني ومجدول، والحث على التبول لإفراغ المثانة بانتظام لمنع التسرب.

تعديلات النظام الغذائي: التخلص من مهيجات المثانة، مثل الكافيين والكحول والحمضيات.

ثانياً: تأهيل عضلات الحوض (لتحسين قوة عضلات الحوض ومنع التسرب) بممارسة تمارين محددة، منها:

تمارين «كيجل» (Kegel exercises): لتحسين سلس البول، بل وحتى الوقاية منه.

الارتجاع البيولوجي (Biofeedback): يُستخدم مع تمارين «كيجل»، لاكتساب الوعي والتحكم في عضلات الحوض، وفقاً لفريق «مايو كلينيك».

تدريب الوزن المهبلي (Vaginal weight training): يتم حمل أوزان صغيرة داخل المهبل عن طريق شد عضلات المهبل.

التحفيز الكهربائي لقاع الحوض (Pelvic floor electrical stimulation): تعمل النبضات الكهربائية الخفيفة على تحفيز تقلصات العضلات.

ثالثاً: العلاج الدوائي

أدوية مضادات الكولين.

الاستروجين المهبلي.

فرزجة (جهاز مطاطي صغير يتم ارتداؤه داخل المهبل لمنع التسرب).

حقن البوتوكس في المثانة.

عوامل تضخيم مجرى البول.

تحفيز الأعصاب المحيطية.

رابعاً: العلاج الجراحي

عملية الرافعات (Slings): قد تكون مصنوعة من شبكة صناعية أو من الأنسجة الخاصة.

عملية تعليق المثانة.

عملية تحفيز الأعصاب المحيطية.

جراحة سلس البول الإجهادي عند النساء قد توفر حلاً طويل الأمد خصوصاً عندما لا تنجح العلاجات الأخرى.

يهدف العلاج الجراحي إلى دعم مجرى البول وعنق المثانة. يساعد هذا الدعم الإضافي في إبقاء مجرى البول مغلقاً عند ممارسة الضغط، حتى لا يتسرب البول.

وعلى الرغم من أن الجراحة تنطوي على خطر حدوث مضاعفات أكبر من العلاجات الأخرى، فإنها قد توفر حلاً طويل الأمد. يعتمد العثور على الخيار الأفضل لجراحة سلس البول الإجهادي على الفوائد والمخاطر المرتبطة بكل إجراء، بالإضافة إلى الاحتياجات الصحية والعلاجية الخاصة.

مضاعفات ومخاطر محتملة

مثل أي عملية جراحية، فإن جراحة سلس البول لها مخاطرها، وإن كانت غير شائعة، ومنها:

صعوبة مؤقتة في التبول.

صعوبة مؤقتة في إفراغ المثانة (احتباس البول).

تطور فرط نشاط المثانة.

التهاب المسالك البولية.

عدوى الجرح.

ممارسة الجنس الصعبة أو المؤلمة.

خروج مادة جراحية إلى داخل المهبل.

ألم في الفخذ.

وأخيراً ننصح بالتحدث إلى الطبيب الجراح المعالج حول المخاطر والفوائد المحتملة للخيار الجراحي.

مقترحات لما قبل الجراحة

قبل اتخاذ قرار بشأن الجراحة وتحديد نوعها، يجب على المريض/ة أخذ المقترحات التالية في عين الاعتبار:

الحصول على تشخيص دقيق، تتطلب الأنواع المختلفة من سلس البول علاجات مختلفة. يقوم طبيب أمراض الجهاز البولي التناسلي (أو طبيب المسالك البولية) بإجراء مزيد من الاختبارات التشخيصية.

التفهم أن الجراحة لا تصحح إلا المشكلة التي صممت لعلاجها. فمثلاً لا تعالج جراحةُ سلس البول الإجهادي الرغبةَ المفاجئةَ والشديدةَ في التبول (فرط نشاط المثانة)، وكذلك فإن سلس البول المختلط - وهو مزيج من سلس البول الإجهادي وفرط نشاط المثانة - من المحتمل أن يحتاج إلى علاجات إضافية.

التفكير في المخططات المستقبلية لإنجاب الأطفال. فقد يوصي الطبيب بالانتظار لإجراء الجراحة حتى تنتهي من الإنجاب. قد يؤدي الضغط الناتج عن الحمل والولادة على المثانة والإحليل والأنسجة الداعمة إلى إبطال فوائد العلاج الجراحي.

أخيراً، ننصح كل من يعاني من سلس البول: «لا تدع سلس البول يمنعك من الاستمتاع بالحياة، راجع وناقش وتابع مع طبيب المسالك البولية، فإنه حتماً سيمنحك حلولاً مناسبة للتعايش بشكل جيد مع حالتك».

• استشاري طب المجتمع


كيف تتعامل مع آلام التهاب عرق النسا؟

كيف تتعامل مع آلام التهاب عرق النسا؟
TT

كيف تتعامل مع آلام التهاب عرق النسا؟

كيف تتعامل مع آلام التهاب عرق النسا؟

لا يواجه الأشخاص المصابون بعرق النسا مشكلة في التعرف على النوبات، فهي تظهر على شكل تنميل أو وخز أو ألم في الأرداف والساق، بسبب التهاب العصب الوركي، الذي يبدأ في العمود الفقري وينتقل إلى الأسفل باتجاه الساق.

وفي حين أن من السهل التعرف على النوبات، فإنه من الصعب التخلص منها. وقد يتطلب ذلك مزيجاً من الأساليب المتنوعة لتخفيف الشعور بالألم.

ما عرق النسا؟

يشير مصطلح عرق النسا sciatica إلى الشعور بالانزعاج الناجم عن تهيج العصب الوركي. يبدأ هذا العصب من كلا جانبي أسفل الظهر، ويمتد إلى الأرداف والجزء الخلفي من الفخذ وصولاً إلى أسفل الساق.

ويحدث التهيج عادة في العمود الفقري، تحديداً في أحد جذور الأعصاب التي تشكل في النهاية العصب الوركي. ويمكن لأي شيء يضغط على جذر العصب - مثل النمو العظمي الناتج عن حدوث التهاب في العمود الفقري أو انتفاخ قرص بين عظام العمود الفقري - أن يسفر عن التهاب جذر العصب وإطلاق موجة من الألم أو التنميل أو الوخز على طول المسافة باتجاه الأسفل بأحد الأعصاب الوركية.

في هذا السياق، يقول دكتور ماكس إبستاين، اختصاصي الطب الطبيعي لدى مستشفى سبولدينغ لإعادة التأهيل: «إذا لم تكن قد أصبت بمثل هذه النوبات من قبل، فمن الشائع أن تشعر بالقلق إزاء احتمالية تعرض العصب الوركي للتلف. ومع ذلك، عادة ما يكون الأمر مجرد تهيج، وليس إصابة واضحة. ومع ذلك، إذا كنت تعاني في الوقت ذاته من ضعف العضلات أو تغيرات كبيرة في عادات الأمعاء أو المثانة، فقد يكون ذلك مؤشراً على تلف الأعصاب. وفي كلتا الحالتين، ينبغي لك استشارة مقدم الرعاية الصحية في أقرب وقت ممكن».

وسائل طبيعية لتخفيف الألم

يبدأ التعامل مع الألم الناجم عن عرق النسا بوسائل خالية من تناول أي أقراص دوائية، يمكنك تجربتها على الفور.

* ابق نشيطاً

من بين أهم الأمور التي يمكنك الاضطلاع بها لدى اشتعال ألم عرق النسا، تجنب الاسترخاء في الفراش. عن ذلك، قال دكتور إبستاين: «يرتبط جزء من آلام أسفل الظهر بالعضلات، ربما لأن العضلات المحيطة بجذور الأعصاب المتهيجة تنقبض لمحاولة حماية المنطقة. في المقابل، تبقي الحركة العضلات مرتخية، وتعمل بشكل صحيح. وعليه، إذا لم تتحرك، فإن العضلات يمكن أن تصبح مشدودة، ويتفاقم الشعور بالألم».

* عدل أنشطتك

إذا وجدت النشاط مؤلماً بوجه عام، فاقصر نشاطاتك إذن على ما يمكنك تحمله فحسب. في هذا السياق، اقترح دكتور إبستاين: «تخيل مستويات الألم منقسمة إلى مناطق خضراء وصفراء وحمراء. تشير المنطقة الخضراء إلى قدر خفيف من الألم في أثناء الاضطلاع بنشاط ما. لا بأس بذلك. أما إذا وصلت إلى المنطقة الصفراء من الألم، فإن ذلك يعني أنه حان الوقت للتراجع وتعديل النشاط».

على سبيل المثال، إذا آلمك حمل سلة غسيل ممتلئة، فأخرج بعض الأشياء منها، أو إذا كان الوقوف عند الحوض وغسل الأطباق مؤلماً، فافتح الخزانة الموجودة أسفل الحوض وضع قدمك على الجزء السفلي من الخزانة، الأمر الذي سيزيل التوتر عن العصب».

* مدد عضلاتك

أبقِ العضلات مرتخية ومرنة عن طريق التمديد اللطيف للعضلات، لكن احرص على البقاء داخل المنطقة الخضراء من الألم. على سبيل المثال، يمكنك الوقوف ومحاولة لمس أصابع قدميك لتمديد عضلات ظهرك وساقك، أو يمكنك تجريب بعض أوضاع اليوغا.

ونصح دكتور إبستاين بتجربة وضعية البقرة - القطة cat - cow: انزل على أربع، مع وضع يديك مباشرة تحت كتفيك وركبتيك تحت وركيك. استنشق وارفع رأسك وعظم الذنب (العصعص) نحو السقف، مع ثني العمود الفقري السفلي نحو الأرض. في أثناء الزفير، دور ظهرك، وحرك ذقنك نحو صدرك وادفع عظمة الذنب باتجاه الأسفل. كرر التمرين 10 مرات.

المعاناة منه ومن ضعف العضلات قد تكون مؤشراً على تلف الأعصاب

علاج ساخن وبارد

* استخدم العلاج الساخن أو البارد... يمكن أن يتخذ العلاج الساخن أو البارد لعرق النسا أشكالاً عديدة. مثلاً، يمكنك الاستحمام في حمام دافئ أو الاستعانة بكمادة ساخنة أو باردة على ساقك أو ظهرك. في هذا الصدد، قال دكتور إبستاين: «ما يصلح لشخص ما قد لا يصلح لآخر، لذلك قد تضطر إلى التجربة لمعرفة الأفضل لك».

والآن، كيف يساعد ذلك في تخفيف آلام عرق النسا؟ شرح دكتور إبستاين: «قد تؤدي الحرارة إلى إرخاء العضلات، وقد يخفف البرد الالتهاب، لكننا لا نعرف ذلك على وجه اليقين».

* استرخ

يعد البقاء مسترخياً جزءاً مهماً من جهود السيطرة على الألم الحاد (النوع المفاجئ والمؤقت) أو الألم المزمن (المستمر).

وقال دكتور إبستاين: «تجري معالجة كل صور الألم داخل العقل. إذا كنت قادراً على تهدئة مراكز المعالجة، فقد ينخفض مستوى إدراكك للألم». وأوصي بتجربة تمارين التنفس أو التأمل أو اليوغا أو التاي تشي. وربما تساعد ممارسة اليقظة الذهنية - تركيز الاهتمام على اللحظة الراهنة - في تخفيف الشعور بالألم عبر مساعدتك على قبوله.

* العلاجات الصيدلية

يمكن للعديد من العلاجات المتاحة دون وصفة طبية أن تضطلع بدور في تخفيف عرق النسا.

* مسكنات الألم عن طريق الفم

تساعد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي يجري تناولها عن طريق الفم، مثل الأيبوبروفين ibuprofen («أدفيل» Advil، و«موترين» Motrin) على تقليص الالتهاب، الأمر الذي يقلل الشعور بالألم. ومع ذلك، ينبغي الانتباه لأن هذه المضادات قد تسبب قرحة المعدة والنزف، أو تلف الكبد أو الكلى، أو زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية. لذا، احرص على الحصول على موافقة طبيبك قبل استخدامها، وتأكد من الجرعة ومعدل التكرار الآمن لك.

في الغالب، يبدي الأسيتامينوفين Acetaminophen («تايلينول» Tylenol) فاعلية أقل في تخفيف آلام عرق النسا مقارنة بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية. إلا أنه في الوقت ذاته أقل خطورة، إلا إذا تناولته بجرعات كبيرة للغاية، ما قد يسبب تلف الكبد. المفترض ألا يزيد الحد المعتاد على 3000 ملليغرام يومياً، لكن قد يحدد طبيبك حداً أقل من ذلك، حسب حالتك الصحية.

* مسكنات الألم الموضعية

يمكن لوضع مسكنات الألم على بشرتك، مثل الكريمات أو الجل أو الرقع أن تخفف آلام التهاب عرق النسا. وربما تنطوي مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الموضعية، مثل جل ديكلوفيناك diclofenac gel («فولتارين» Voltaren) على مخاطر أقل من أقراص مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، نظراً لأن المسكنات الموضعية تظل قريبة من موضع الاستخدام، ولا يجري امتصاصها بعمق من قبل بقية أعضاء الجسم. ومع ذلك، تقتضي الحكمة مراجعة طبيبك قبل استخدامها.

وتتضمن الأنواع الأخرى من المسكنات الموضعية التي تحمل مخاطر أقل من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، الكريمات والبخاخات واللصقات التي تحتوي على مواد تخدير مثل الليدوكائين lidocaine؛ ومثبطات إشارات الألم مثل المنثول menthol، أو الكابسيسين capsaicin؛ وجل الأرنيكا arnica gel، وهو علاج عشبي يُعتقد أن له خصائص مضادة للالتهابات.

* مكملات الكركم

يحتوي الكركم Turmeric (أحد التوابل يتميز بلون أصفر ذهبي) على الكركمين، الذي يتسم - على ما يبدو - بخصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة. من ناحيته، قال دكتور إبستاين: «رغم عدم وجود دراسات تثبت فائدته حتى الآن، فإن مكملات الكركم تعد المكملات الوحيدة التي أؤيد تناولها لتخفيف الألم. لا توجد توصية واضحة للجرعة، لكن 1000 ملليغرام يومياً قد تساعد. ويمكنك تناولها كلها مرة واحدة أو تقسيمها على جرعات في الصباح والمساء».

* استشر طبيبك

في العادة، تستمر نوبة الألم ما بين بضعة أيام إلى أسبوع أو أسبوعين. إذا لم تتحسن الحالة أو تستجب للعلاجات المنزلية، فقد حان الوقت لتحديد موعد مع طبيبك.

قد يطلب طبيبك إجراء أشعة ويصف لك دواءً مضاداً للالتهابات، مثل بريدنيزون prednisone عن طريق الفم أو الحقن. وعن ذلك، قال دكتور إبستاين: «سيوفر لك ذلك فرصة من الوقت لتقوية العضلات دون ألم، والحفاظ على مرونتها. سيساعد ذلك في الحفاظ على جسمك قوياً ومحمياً، لذلك ستكون في نقطة أفضل من تلك التي بدأت منها».

ماذا لو لم تطلب المساعدة؟ قال دكتور إبستاين: «في بعض الأحيان، يظل العصب متهيجاً لسنوات. لذا، حاول ألا تؤخر العلاج. وعادة ما تكون تدخلاتنا قادرة على القضاء على الألم أو على الأقل تهدئة حدة الأعراض بطريقة مجدية».

* رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا».


8 فوائد صحية للقهوة السوداء

وجدت الدراسات أن بعض أنواع السرطان تكون أقل شيوعاً بين شاربي القهوة (أرشيفية-رويترز)
وجدت الدراسات أن بعض أنواع السرطان تكون أقل شيوعاً بين شاربي القهوة (أرشيفية-رويترز)
TT

8 فوائد صحية للقهوة السوداء

وجدت الدراسات أن بعض أنواع السرطان تكون أقل شيوعاً بين شاربي القهوة (أرشيفية-رويترز)
وجدت الدراسات أن بعض أنواع السرطان تكون أقل شيوعاً بين شاربي القهوة (أرشيفية-رويترز)

أشارت الأبحاث الأولية إلى أن فنجاناً من القهوة يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والربو، «ولكن عندما تنظر إلى الأدلة، الأمر عكس ذلك، يجب تناول المزيد من القهوة»، كما تقول البروفسور كلير كولينز، الخبيرة. في التغذية وعلم التغذية بجامعة نيوكاسل في نيو ساوث ويلز.

إليكم 8 فوائد صحية للقهوة السوداء:

حماية القلب

لعقود من الزمن، ارتبطت القهوة بضعف صحة القلب. لكن الأبحاث تشير اليوم إلى أن استمرار تناول القهوة يمكن أن يحمي القلب. ووجد علماء من جامعة كولورادو، الذين فحصوا البيانات المتعلقة بالنظام الغذائي والسجلات الطبية لأكثر من 15000 شخص، أنه مقارنة بالأشخاص الذين لم يشربوا القهوة، فإن كل شخص يشرب كوبا إضافيا من القهوة أسبوعيا، شهد انخفاضا 7% في خطر الإصابة بقصور القلب و8% في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ويعتقد الخبراء أن هذا التأثير يرجع إلى المركبات النشطة بيولوجيا (تلك التي لها تأثير فسيولوجي على الجسم) في القهوة، والتي يوجد منها أكثر من 100. وعلى وجه الخصوص، يعتقد أن مادة البوليفينول تقلل من الإجهاد التأكسدي، الذي يحدث عندما يكون هناك اختلال التوازن بين الجزيئات المفيدة والضارة في الجسم، والالتهابات، ما يحمي القلب من التلف.

انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2

الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي تعد من الطرق المدعومة بالأدلة لتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن شرب القهوة بشكل متكرر يمكن أن يحمي من هذه الحالة. وجدت مراجعة أجراها باحثون من جامعة هارفارد عام 2014، والتي نظرت في 28 دراسة سابقة، أن الأشخاص الذين شربوا كوباً واحداً يومياً كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 8 في المائة، مقارنة بمن لا يشربون القهوة.

إمكانية الوقاية من مرضي الألزهايمر وباركنسون

يبدو أن القهوة تحمي من الإصابة بمرض الألزهايمر ومرض باركنسون، كما أظهرت الأبحاث بشكل متكرر. واقترح العلماء في كندا الذين درسوا هذه الظاهرة في ورقة بحثية عام 2018 أن هذا التأثير يمكن أن يرجع إلى مركبات تسمى فينيليندان، والتي يتم إنتاجها عند تحميص حبوب البن. ويعتقد أنها تمنع تراكم البروتينات التي تسمى الأميلويد والتاو، وهي سامة لخلايا الدماغ.

الوقاية من السرطان

وجدت الدراسات أن بعض أنواع السرطان، وخاصة سرطان الكبد والرحم، تكون أقل شيوعا بين شاربي القهوة. هناك أيضاً بعض الأدلة على أن المشروب قد يحمي من سرطان الفم والجلد. وفي حين أن الآليات الدقيقة وراء ذلك غير واضحة، تقول البروفسور كولينز إن اثنين من المغذيات النباتية الموجودة في القهوة، اللذين يسميان الكافستول والكاهوول، يبدو أنهما وراء هذا التأثير.

المزاج والاكتئاب

الآثار العقلية للقهوة واضحة - ستشعر بمزيد من اليقظة والانتباه والنشاط في الساعات التي تلي شرب الكوب. ومع ذلك، وبعيداً عن هذه التغييرات قصيرة المدى، يبدو أن القهوة لها تأثيرات طويلة الأمد على الصحة العقلية. وجدت إحدى الدراسات، التي أجراها باحثون في الصين، أن هناك انخفاضاً في خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 24% بين من يشربون القهوة بكثرة، والذين كانوا يتناولون أربعة أكواب ونصف كوب من القهوة يومياً، مقارنة بأولئك الذين يشربون أقل من كوب واحد يومياً. ويعتقد أن هذا يرجع إلى أن الكافيين الموجود في القهوة يزيد من التعبير عن الناقلات العصبية في الدماغ، مثل الدوبامين (هرمون السعادة).

إدارة الوزن

تشير الأبحاث إلى أن القهوة، بالإضافة إلى كونها منخفضة السعرات الحرارية، قد تعزز أيضاً قدرات الجسم على حرق السعرات الحرارية عن طريق تنشيط الدهون البنية. الغرض من الدهون البنية، المخزنة عادة حول الرقبة، هو توليد حرارة الجسم عند التعرض لدرجات الحرارة الباردة، وهو ما يحدث عن طريق حرق السعرات الحرارية. وهو يختلف عن الدهون البيضاء الأكثر شيوعاً، والتي تتراكم إذا تناول الأشخاص الكثير من السعرات الحرارية.

زيادة في عمر الإنسان

تشير الدراسات إلى أن القهوة يمكن أن تزيد من عمر الإنسان. ووجد الباحثون في أستراليا، الذين راقبوا العادات الصحية وشرب القهوة لنحو 450 ألف شخص لأكثر من عقد من الزمن، أن الأشخاص الذين شربوا من كوبين إلى ثلاثة فناجين من القهوة المطحونة يوميا كانوا أقل عرضة للوفاة المبكرة بنسبة تصل إلى 27%. وقال الفريق إنه بدلا من الكافيين، فإن مركبات أخرى في القهوة، مثل حمض الكافيين وحمض الكلوروجينيك، هي على الأرجح وراء هذا التأثير.

تخفيف بعض الصداع

في حين أن الكثير من الكافيين يمكن أن يسبب الصداع، تشير الأبحاث إلى أن القهوة يمكن أن تخفف منه أيضاً. تقول البروفسور كولينز: «يبدو أن المنشط (يعزز فعالية) مسكنات الألم بكمية كبيرة». وجدت إحدى الدراسات من جامعة أكسفورد أن تناول الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لعلاج الصداع النصفي أو صداع التوتر يقلل الألم بنسبة 25 في المائة. ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين تناولوا مسكنات الألم إلى جانب الكافيين قالوا إن مستويات الألم لديهم انخفضت إلى النصف.


هكذا يؤثر الغضب على الأوعية الدموية ويؤدي لأمراض القلب

مشاعر الغضب تؤثر سلباً على صحة الأوعية الدموية (رويترز)
مشاعر الغضب تؤثر سلباً على صحة الأوعية الدموية (رويترز)
TT

هكذا يؤثر الغضب على الأوعية الدموية ويؤدي لأمراض القلب

مشاعر الغضب تؤثر سلباً على صحة الأوعية الدموية (رويترز)
مشاعر الغضب تؤثر سلباً على صحة الأوعية الدموية (رويترز)

أكدت دراسة جديدة أن مشاعر الغضب تؤثر سلباً على صحة الأوعية الدموية، الأمر الذي قد يزيد من احتمالات إصابة الشخص بأمراض القلب على المدى الطويل.

ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد شملت الدراسة 280 مشاركاً تم إعطاؤهم مهاماً مدتها 8 دقائق تستهدف إثارة مشاعر الغضب أو الحزن أو القلق أو الحياد لديهم.

وقبل المهام وبعدها، قام الباحثون بقياس صحة الأوعية الدموية لدى الأفراد.

ووجد الفريق أن مشاعر الغضب أثرت سلباً على صحة الأوعية الدموية وأضعفت عملها، حيث جعلت من الصعب عليها أن تمدد كما ينبغي.

وقال الباحثون إن هذه التأثيرات الضارة على الأوعية الدموية استمرت لمدة تصل إلى 40 دقيقة بعد انتهاء المهمة، لافتين إلى خطورة التأثير التراكمي لمشاعر الغضب.

الغضب قد يصيب الشخص بأمراض القلب على المدى الطويل (رويترز)

ولفتوا إلى أن مهام الحزن والقلق أحدثت تغيراً، ولكنه ليس كبيراً على الأوعية الدموية، فيما لم تحدث المهام المحايدة أي تغيرات.

وقال مؤلف الدراسة الرئيسي الدكتور دايتشي شيمبو، أستاذ الطب في جامعة كولومبيا بنيويورك: «كانت هناك بعض الدراسات في الماضي التي ربطت مشاعر الغضب والقلق والحزن بخطر الإصابة بأمراض القلب في المستقبل. وقد وجدنا أن هذا الأمر قد يكون ناتجاً في المقام الأول عن الآثار الضارة لهذه المشاعر على صحة الأوعية الدموية».

وأضاف: «إذا كنت شخصاً يغضب طوال الوقت، فأنت تعاني من إصابات مزمنة في الأوعية الدموية».

وقال الدكتور جو إيبينغر، الأستاذ المشارك في أمراض القلب ومدير التحليلات السريرية في معهد سميت للقلب في لوس أنجليس، إنه على الرغم من أن الدراسة الجديدة ليست الأولى التي تربط بين العواطف ومشكلات القلب والأوعية الدموية، فإنها تسلط الضوء على كيفية عمل هذا الارتباط.

ولفت فريق الدراسة إلى أن نتائجهم قد تساعد في تشجيع الأشخاص الذين يعانون من الكثير من الغضب على البحث عن علاجات سلوكية له، لتفادي تأثيره التراكمي الخطير على صحتهم.

وتكهنوا بأنه ربما تكون هناك طرق، مثل ممارسة التمارين الرياضية، أو تناول بعض الأدوية، لعلاج الآثار الضارة للغضب على الأوعية الدموية.


دراسة: النساء يعانين من الأمراض أكثر من الرجال لكنهن يعشن لفترة أطول

النساء يعانين من الأمراض أكثر من الرجال خلال حياتهن (رويترز)
النساء يعانين من الأمراض أكثر من الرجال خلال حياتهن (رويترز)
TT

دراسة: النساء يعانين من الأمراض أكثر من الرجال لكنهن يعشن لفترة أطول

النساء يعانين من الأمراض أكثر من الرجال خلال حياتهن (رويترز)
النساء يعانين من الأمراض أكثر من الرجال خلال حياتهن (رويترز)

تبيّن أن ثمة فرقاً عميقاً قائماً بين النساء والرجال فيما يتعلق بالأسباب الرئيسية للأمراض والوفيات المبكرة المشتركة بين الجنسين، على ما جاء في دراسة نُشرت، اليوم (الخميس)، في مجلة «ذي لانسيت بابليك هيلث».

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد قارن الباحثون سنوات الحياة الصحية المفقودة؛ بسبب الأسباب الرئيسية العشرين للمرض أو الوفاة المبكرة بين الذكور والإناث الذين تزيد أعمارهم على 10 سنوات على مستوى العالم، بين عامي 1990 و2021.

ومن بين هذه الأسباب التي أخذتها الدراسة في الاعتبار كورونا وأمراض القلب والأوعية الدموية، وتلك الرئوية، والسكّري، وأمراض الكبد المزمنة، إضافة إلى الاضطرابات العضلية الهيكلية، والحوادث المرورية، وحتى الاكتئاب واضطرابات القلق وألزهايمر.

تعاني النساء من مستويات أعلى من المرض والإعاقة مقارنةً بالرجال (د.ب.أ)

وأظهرت الدراسة التي تستند إلى البيانات الواردة في تقرير «العبء العالمي للأمراض (Global burden disease)» لعام 2021، أن خسارة سنوات الصحة الجيدة تبدو على مستوى العالم كله «أكبر لدى الرجال بسبب الوفيات المبكرة خصوصاً، لكنّ النساء يعانين أكثر من الأمراض خلال حياتهن رغم كونهنّ يملن إلى العيش لفترة أطول».

وكان الرجال على مستوى العالم أكثر تأثراً عام 2021 بالمشكلات التي تؤدي إلى الوفاة المبكرة، مثل كورونا والحوادث المرورية وأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والكبد، في حين تبيّن أن الاضطرابات العضلية الهيكلية والنفسية والتنكس العصبي طغت لدى النساء، وفقاً للدراسة.

وتعاني النساء طوال حياتهن من مستويات أعلى من المرض والإعاقة مقارنةً بالرجال لأنهن يعشن عموماً فترة أطول.

وبقي التباين بين الجنسين في تأثير هذه الأمراض العشرين مستقراً عالمياً خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة، ولكنه ازداد في بعض الأحيان، كما هي الحال بالنسبة لمرض السكري، الذي يصيب الرجال أكثر من ذي قبل، وفقاً للدراسة.

وخلال الفترة نفسها، ازدادت التغيرات الناجمة عن الاضطرابات الاكتئابية والقلق وبعض الاضطرابات العضلية الهيكلية التي تؤثر في النساء بشكل ملحوظ عالمياً.

الرجال أكثر تأثراً بالمشكلات التي تؤدي إلى الوفاة المبكرة (رويترز)

كذلك بيّنت الدراسة أن الاختلافات الصحية بين النساء والرجال تظهر منذ سن المراهقة.

ونقل بيان عن المُعِدّة الرئيسية للدراسة لويزا سوريو فلور، من جامعة واشنطن، تشديدها على أن «التحدي من الآن فصاعداً بات تحديد وتنفيذ طرق للوقاية، والعلاج من الأسباب الرئيسية للإصابة بالأمراض وللوفيات المبكرة تأخذ في الاعتبار الجنس والنوع الاجتماعي، منذ سن مبكرة، وضمن مجموعات سكانية متنوعة».

وأقرّ معدّو الدراسة بأن ثغرات عدة تعتريها، ومن أبرزها كمية بعض البيانات ونوعيتها، وأخطاء منهجية تشوب بعضها.

ومع أن الهدف كان تسهيل المقارنات، استبعد الباحثون أيضاً الأمراض الخاصة المحصورة بكل من النساء والرجال، مثل الأمراض النسائية وسرطان البروستاتا.


كيف يؤثر التدخين على وزن الجنين خلال الحمل؟

التدخين أثناء الحمل يضر بصحة الأم والجنين (رويترز)
التدخين أثناء الحمل يضر بصحة الأم والجنين (رويترز)
TT

كيف يؤثر التدخين على وزن الجنين خلال الحمل؟

التدخين أثناء الحمل يضر بصحة الأم والجنين (رويترز)
التدخين أثناء الحمل يضر بصحة الأم والجنين (رويترز)

ذكرت دراسة نرويجية أن التدخين أثناء الحمل يؤثر على المشيمة ومرتبط بانخفاض وزن المواليد. وأوضح الباحثون بجامعة هوكلاند النرويجية، أن الإقلاع عن التدخين أثناء الحمل يعود بفوائد كبيرة على صحة الأم والجنين، ونشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية (BMC Pregnancy and Childbirth).

وانخفاض وزن المشيمة أثناء الحمل، المعروف أيضاً باسم قصور المشيمة، هو حالة قد تؤثر على صحة الجنين والأم. وفي هذه الحالة، تكون المشيمة التي تنقل العناصر الغذائية والأكسجين من الأم إلى الجنين، أرق وأصغر من المعتاد.

ويمكن أن يكون لانخفاض وزن المشيمة عدد من المخاطر؛ منها تأخر نمو الجنين والولادة المبكرة وانفصال المشيمة عن جدار الرحم قبل الأوان، ما قد يؤدي إلى نزيف حاد وخطر على حياة الأم والجنين. وفي الحالات الشديدة، قد يؤدي انخفاض وزن المشيمة إلى موت الجنين.

وقد أظهرت الأبحاث السابقة وجود علاقة واضحة بين التدخين وانخفاض وزن الأطفال عند الولادة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى ضعف وظيفة المشيمة الناتجة عن التدخين.

ومع ذلك، فإن تأثير التدخين على وزن المشيمة كان أمراً مثيراً للجدل والنقاش بين المتخصصين. وأجرى فريق البحث دراسة جديدة لمعرفة تأثير التدخين على وزن المشيمة خلال الحمل.

ووجد الباحثون زيادة في وزن المشيمة بمقدار 182 غراماً عند الأمهات اللاتي واصلن التدخين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، و202 غرام للأمهات اللاتي واصلن التدخين حتى نهاية الحمل، مقارنة باللاتي أقلعن عن التدخين.

وعلى الرغم من أن المشيمة الأكبر حجماً تُعد عادة مؤشراً على الحمل الصحي، فإن الباحثين وجدوا أن التدخين يؤدي إلى ولادة أطفال بوزن أقل مما يعد طبيعياً. وقد تكون هذه الزيادة في وزن المشيمة محاولة لتعويض الآثار الضارة للتدخين على الجنين، وفقاً للنتائج.

وأشار الباحثون إلى أن وجود خلل في المشيمة يؤدي إلى تقييد نمو الجنين، ويعد أمراً خطيراً يمكن أن يسبب عواقب صحية طويلة المدى للأم والطفل. وأضافوا أن دراستهم تقدم أدلة قوية على أن التدخين يضر بصحة الجنين بشكل مباشر. ومن النقاط المشجعة، أن الإقلاع عن التدخين أثناء الحمل يحسّن التوازن بين وزن المشيمة ووزن الجنين.