عثرت السلطات الأميركية على نفق كبير لتهريب المخدرات بطول ستة ملاعب لكرة القدم، يمتد من المكسيك إلى مستودع في منطقة صناعية في سان دييغو الأميركية.
وقالت السلطات إن الممر السري من تيخوانا إلى سان دييغو يتميز بسكة حديد وأنظمة التهوية والكهرباء والجدران المقواة، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل».
وأوضح موظفو تحقيقات الأمن الداخلي، يوم الاثنين، أن طول النفق يبلغ 1744 قدم (أكثر من نصف كيلومتراً) وعمقه 61 قدماً.
تم اكتشافه بالقرب من معبر أوتاي ميسا الحدودي في سان دييغو بمنطقة تم فيها العثور على أكثر من عشرة أنفاق متطورة أخرى في العقدين الماضيين.
وكانت الشرطة تراقب «مخبأ مخدرات معروفاً» في ناشيونال سيتي، جنوب وسط مدينة سان دييغو.
وقالت السلطات الأميركية إنه من غير المعروف المدة التي لطالما استخدم فيها التجار النفق وكمية المخدرات المهربة عبره.
وضبطت السلطات أيضاً 1762 رطلاً (799 كيلوغراماً) من الكوكايين و165 رطلاً (75 كيلوغراماً) من الميثامفيتامين و3.5 رطل (1.6 كيلوغرام) من الهيروين فيما يتعلق بالتحقيق.
واتُّهم ستة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 31 و55 عاماً بالتآمر لتوزيع الكوكايين. وجميعهم من سكان جنوب كاليفورنيا ودفعوا ببراءتهم. ويقع النفق في واحد من أكثر الامتدادات المحصنة للحدود، ما يسلّط الضوء على الثغرات المرتبطة بالجدران الحدودية.
رغم اعتبارها فعالة ضد الأنفاق الصغيرة المبنية بشكل بدائي التي تسمى «الثقوب الغوفر»، فإن الجدران لا تتناسب مع الممرات الأكثر تعقيداً التي تمتد على عمق أكبر تحت الأرض.
وكان الممر الأخير الذي تم اكتشافه يوم الجمعة يمتد بثلث ميل إلى تيخوانا - قطره 4 أقدام وعمقه يصل إلى نحو ستة طوابق.
قد يشير نوع المخدرات المضبوطة إلى التحول من حمولات الماريجوانا التي يبلغ وزنها أطناناً عدة، التي غالباً ما كانت موجودة في الاكتشافات من قبل.
عادة ما يتم تهريب المخدرات القوية، مثل الهيروين والميثامفيتامين والفنتانيل، عبر المعابر الحدودية الرسمية من المكسيك، لأن صغر حجمها وافتقارها إلى الرائحة يجعلان من الصعب اكتشافها. لكن الأنفاق تمنح المهربين القدرة على حمل الأوزان الضخمة بسرعة البرق.
ويخرج النفق من الولايات المتحدة عبر مستودع اسمه «أميستاد بارك» في شارع مزدحم بمقطورات كبيرة في أثناء النهار ولكنه هادئ في الليل.
والنفق هو رقم 91 في منطقة تيخوانا - سان دييغو ورقم 272 الموجود على طول الحدود بأكملها منذ عام 1993.
واكتشفت السلطات نحو 15 نفقاً متطوراً على حدود كاليفورنيا مع المكسيك منذ عام 2006، كان أكبرها نفقاً ضخماً يبلغ 4309 أقدام في تيخوانا اكتشفه عملاء اتحاديون في يناير (كانون الثاني) عام 2020.
وقد تم تجهيز النفق المتطور بأنظمة تهوية وكهرباء وعربة سكة حديد ومصعد.
توجد العديد من الأنفاق، بما في ذلك النفق الذي أُعلن عنه يوم الاثنين، في منطقة أوتي ميسا الصناعية في سان دييغو، حيث تساعد التربة الشبيهة بالطين على الحفر، وتوفر المستودعات الغطاء.
تعود الممرات العابرة للحدود إلى أوائل التسعينات، وقد تم استخدامها في المقام الأول لتهريب كميات من الماريجوانا متعددة الأطنان.
ورفضت السلطات ربط النفق الأخير بأي كارتل محدد، وتحدثت عن النصر من دون معرفة المدة التي لطالما كان النفق موجوداً فيها.