الناتج المحلي السعودي لأعلى قفزة نمو مسجلة منذ عقد

تقرير دولي يتوقع استمرار الانتعاش القوي لاقتصاد المملكة بدعم أسعار النفط الجارية

الاقتصاد السعودي يواصل مسار النمو مسجلاً أعلى مؤشر نمو ربعي منذ عقد (الشرق الأوسط)
الاقتصاد السعودي يواصل مسار النمو مسجلاً أعلى مؤشر نمو ربعي منذ عقد (الشرق الأوسط)
TT

الناتج المحلي السعودي لأعلى قفزة نمو مسجلة منذ عقد

الاقتصاد السعودي يواصل مسار النمو مسجلاً أعلى مؤشر نمو ربعي منذ عقد (الشرق الأوسط)
الاقتصاد السعودي يواصل مسار النمو مسجلاً أعلى مؤشر نمو ربعي منذ عقد (الشرق الأوسط)

في أعلى قفزة محققة خلال نحو عقد، كشفت الهيئة العامة للإحصاء السعودية، أمس، خلال نشرتها ربع السنوية عن الناتج المحلي الإجمالي ومؤشرات الحسابات القومية للربع الرابع من عام 2021. عن تسجيل ارتفاع نسبته 6.7%، مقابل ذات الفترة من العام السابق، مشيرةً إلى تحقيق معدل نمو لإجمالي العام المنصرم قوامه 3.2%.
يأتي ذلك في وقت كشف فيه أحدث تقارير المستجدات الاقتصادية لـ«الشرق الأوسط»، أعدته «أكسفورد إيكونوميكس» بتكليف من معهد المحاسبين القانونيين في إنجلترا وويلز، عن توقع وتيرة انتعاش قوية للاقتصاد السعودي العام الجاري 2022، رغم نكسة «أوميكرون» في بداية العام، وحالة عدم اليقين بشأن الصراع الروسي الأوكراني.
وحسب نتائج النشرة، حقق الناتج المحلي الحقيقي للقطاع النفطي خلال الربع الرابع من العام الماضي نمواً إيجابياً بنسبة 10.8%، بينما حقق عن كامل العام نمواً بنسبة 0.2% مقابل العام 2020.
ووفقاً للإحصائية، حقق الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للقطاع الخاص خلال الربع الرابع من عام 2021م نمواً بنسبة 4.9%، فيما حقق نسبة نمو 6.2% عن إجمالي العام المنقضي.
وقال التقرير: «من المفترض أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى جانب زيادة الإنتاج وبيانات إجمالي الناتج المحلي المعدّلة إلى استمرار المملكة في مسار النمو المرتفع على مدى عقد من الزمان، وتحويل عجزها المالي إلى فائض بعد ثماني سنوات».
وأوضح التقرير أن الاقتصاد السعودي يتعافى بقوة من موجة أوميكرون بينما حقق الاقتصاد مفاجأة في الربع الأخير من 2021، حيث نما بنسبة 6.7% وتوسع الإنتاج بنسبة 3.3% العام الماضي، مضيفاً توقع تسارع وتيرة نمو إجمالي الناتج المحلي بنسبة 3.9% في العام 2022.
وذهب التقرير إلى أنه مع تصاعد مطالب «أوبك+» وزيادة إمدادات النفط وسط حالة عدم اليقين بشأن الصراع الروسي - الأوكراني، سيكون قطاع النفط المحرك الرئيسي لنمو الاقتصاد السعودي، حيث سيتوسع بنسبة 12.5% في العام 2022.
وبيّن التقرير أن الغزو الروسي أدى إلى عقوبات شديدة من الدول الغربية، مما جعل السعودية أكبر منتج للنفط في «أوبك+»، مع زيادة الإنتاج إلى 10.1 مليون برميل يومياً في يناير (كانون الثاني) الماضي، مرتفعاً من 9.1 مليون برميل في اليوم في 2021.
ويتوقع معهد المحاسبين القانونيين أن ينمو الإنتاج إلى 10.5 مليون برميل يومياً في 2022 مع احتمال أن يرتفع أكثر اعتماداً على تأثير واستمرار الصراع في أوكرانيا.
وفي ظل ارتفاع أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل، أشار التقرير إلى أنه يجب أن تسجل السعودية فائضاً في الميزانية بنسبة 7.3% من إجمالي الناتج المحلي هذا العام، وهو تحسن جذري بقيمة 24 مليار دولار يمثل 2.5% من إجمالي الناتج المحلي المتوقع في ميزانيتها للعام 2022، والتي حددت سعر النفط عند 65 - 75 دولاراً.
وحسب التقرير، سيكون أول فائض في ميزانية المملكة منذ ثماني سنوات، إلا أنه من غير المتوقع أن تؤثر المكاسب النفطية على معدلات الإنفاق للمملكة، مفيداً بأنه سيتم استخدام الفائض لتجديد الاحتياطيات التي تضررت في عام 2020.
وأوضح التقرير أن الإيرادات غير النفطية ارتفعت بوتيرة قوية، وإن كانت أبطأ، حيث زادت بنسبة 5% على أساس سنوي. وعلى الرغم من تحسن أوضاع القطاع الخاص، لا تزال البطالة بين المواطنين مرتفعة، حيث بلغت 11.3% في الربع الثالث من 2021، مع توظيف نحو نصف القوى العاملة الوطنية من الحكومة، إلا أن هناك زيادة إيجابية في توظيف الإناث، وهو اتجاه من المتوقع أن يستمر بشكل أكبر مع انفتاح القطاعات، بما في ذلك السياحة والضيافة، إلى جانب مواصلة إنجاز المشاريع الضخمة.
من جانبه، قال سكوت ليفرمور، المستشار الاقتصادي لمعهد المحاسبين القانونيين «ICAEW» وكبير الخبراء الاقتصاديين والمدير العام في «أكسفورد إيكونوميكس الشرق الأوسط»: «سيوفر توسع قطاع النفط في السعودية دعماً حيوياً للتطور السريع لاقتصادها غير النفطي الجاري حالياً، مما يوفر منصة اقتصادية مواتية للتنويع السلس... إنّ ما بدا ذات يوم على أنه تحول غير مستدام يبدو الآن ذا قيمة كبيرة للمملكة، وسيلعب دوراً مهماً في تحقيق أهداف (رؤية 2030)».
ويرى ليفرمور أن التضخم يبقى متواضعاً نسبياً، حيث يزيد قليلاً على 1%، ويُعزى ذلك، على حد وصفه، إلى الآثار الأساسية من ارتفاع التضخم في العام 2021 بعد قرار مضاعفة ضريبة القيمة المضافة ثلاث مرات.


مقالات ذات صلة

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد القوات البحرية الملكية السعودية مع باتريس بيرا خلال الملتقى البحري السعودي الدولي 2024 (الشرق الأوسط)

«مجموعة نافال» تتعاون مع الشركات السعودية لتوطين صناعة السفن البحرية

أكد نائب رئيس المبيعات في الشرق الأوسط والمدير الإقليمي لـ«مجموعة نافال» في السعودية باتريس بيرا، أن شركته تنتهج استراتيجية لتطوير القدرات الوطنية في المملكة.

بندر مسلم (الظهران)
الاقتصاد جانب من الاجتماع الاستراتيجي لـ«موانئ» (واس)

«موانئ» السعودية تلتقي كبرى شركات سفن التغذية لتعزيز الربط العالمي

اجتمعت الهيئة السعودية العامة للموانئ (موانئ) مع كبرى شركات سفن التغذية العالمية، بهدف تعزيز الربط العالمي، وزيادة التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.

«الشرق الأوسط» (دبي)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، اليوم، تصنيف السعودية إلى «Aa3» من«A1»، مشيرة إلى جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

وتستثمر المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، مليارات الدولارات لتحقيق خطتها «رؤية 2030»، التي تركز على تقليل اعتمادها على النفط وإنفاق المزيد على البنية التحتية لتعزيز قطاعات مثل السياحة والرياضة والصناعات التحويلية.

وتعمل السعودية أيضاً على جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية لضمان بقاء خططها الطموحة على المسار الصحيح.

وفي الشهر الماضي، سعى وزير الاستثمار السعودي إلى طمأنة المستثمرين في مؤتمر بالرياض بأن السعودية تظل مركزاً مزدهراً للاستثمار على الرغم من عام اتسم بالصراع الإقليمي.

وقالت موديز في بيان: «التقدم المستمر من شأنه، بمرور الوقت، أن يقلل بشكل أكبر من انكشاف المملكة العربية السعودية على تطورات سوق النفط والتحول الكربوني على المدى الطويل».

كما عدلت الوكالة نظرتها المستقبلية للبلاد من إيجابية إلى مستقرة، مشيرة إلى حالة الضبابية بشأن الظروف الاقتصادية العالمية وتطورات سوق النفط.

وفي سبتمبر (أيلول)، عدلت وكالة «ستاندرد اند بورز» نظرتها المستقبلية للسعودية من مستقرة إلى إيجابية، وذلك على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية.