المصريون يواجهون موجة الصقيع بالتندر و«الكوميكس»

وسط جدل متكرر بين محبي الشتاء وأنصار الصيف

انخفضت درجات الحرارة في مصر إلى 5 درجات للمرة الأولى (إ.ب.أ)  -  طالب عدد من المصريين بتغيير الوصف التقليدي للطقس إلى «شديد الحرارة صيفاً شديد البرودة ممطر شتاء» (إ.ب.أ)
انخفضت درجات الحرارة في مصر إلى 5 درجات للمرة الأولى (إ.ب.أ) - طالب عدد من المصريين بتغيير الوصف التقليدي للطقس إلى «شديد الحرارة صيفاً شديد البرودة ممطر شتاء» (إ.ب.أ)
TT

المصريون يواجهون موجة الصقيع بالتندر و«الكوميكس»

انخفضت درجات الحرارة في مصر إلى 5 درجات للمرة الأولى (إ.ب.أ)  -  طالب عدد من المصريين بتغيير الوصف التقليدي للطقس إلى «شديد الحرارة صيفاً شديد البرودة ممطر شتاء» (إ.ب.أ)
انخفضت درجات الحرارة في مصر إلى 5 درجات للمرة الأولى (إ.ب.أ) - طالب عدد من المصريين بتغيير الوصف التقليدي للطقس إلى «شديد الحرارة صيفاً شديد البرودة ممطر شتاء» (إ.ب.أ)

«الدفا عفا» مقولة ترددها الجدة نادية سليمان، المقيمة بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة)، وهي تراجع طقوسها السنوية لبث الدفء بمنزلها، في هذه الأيام بالغة البرودة، لكن إجراءاتها، لم تفلح أمام موجات البرد المتتالية، والقادمة من أوروبا والقطب الشمالي، فقد تجاوز الأمر تناول «شوربة العدس» مع البصل الأخضر، أو المحشي الملتهب، أو «زِر» بطاطا مشوي، أو احتساء «حمص الشام» الحار، أو «السحلب، بعدما سجلت درجات الحرارة في العاصمة المصرية القاهرة أدنى مستويات لها منذ سنوات.
تتساءل نادية، (68 عاماً)، عما تبقى من أيام «طوبة» التي تجعل «الشابة كركوبة»، فبحسابات السنة القبطية، توافق هذه الأيام نهايات شهر «طوبة»، وهو الشهر الأكثر برودة خلال العام، وربطه المصريون بالأمثال الشعبية التي تُعبر عن صعوبته.
وما زال الارتباط بالشهور القبطية مألوفاً لدى قطاع كبير من كبار السن، الذين يتساءلون وسط هذا الشتاء اللاذع «كم تبقى على نهاية طوبة؟».
وتدعو الجدة المصرية مع ملايين غيرها، أن ينتهي هذا الشهر بسلام، مع شهر «أمشير» المقبل، الذي «يفصص الجسم» بدوره إلى «نسير نسير»، ورغم حالة الدفء النسبي، التي يتمتع بها هذا الشهر مقارنة بـ«طوبة»، فإن الخوف من «زعابيبه الكتير» التي تأخذ «العجوزة وتطير» يفرض نفسه بشدة، خصوصاً في ساعات الليل، التي تحول شوارع الريف المصري الطينية والموحلة بفعل الأمطار، إلى مناطق أشباح عقب صلاة العشاء، بعد تجمع سكان كل دار حول «شالية النار»، وبراد الشاي الذي ينفث حممه الساخنة داخل الموقد، باعثاً على الدفء، وفي المدن يجبر البرد أصحاب المقاهي وروادها على الانكماش إلى الداخل، مع صد النسمات الباردة بحواجز بلاستيكية شفافة، في ظل متابعة مباريات كأس أمم أفريقيا التي يشارك فيها المنتخب المصري حالياً بالكاميرون.
يعزز شعور المصريين بالبرد، اعتيادهم عليه فترات قليلة من السنة تارة، وعدم تهيئة بيوتهم لمقاومته تارة أخرى، فلا تدفئة مركزية أو فردية، مثل التي توجد في أوروبا أو حتى بلاد الشام، أو جدران معزولة، وحدها البطاطين، مع الوجبات الدسمة هي التي تقوم بـ«الواجب»، في ظل استمرار تحذير «هيئة الأرصاد» من موجات الصقيع التي ستضرب البلاد حتى بداية فبراير (شباط) المقبل، بعدما سجلت القاهرة 5 درجات مئوية أخيراً، مما أجبر الكثير من المواطنين على تأجيل بعض احتياجاتهم اللوجيستية، والعاطفية، إلى ما بعد انتهاء الموجة الباردة، ورفع حالة الطوارئ، والتخفيف من البطاطين المتراكمة.
صقيع الشتاء «الاستثنائي» أعاد المناوشات بين «محبي الصيف»، و«محبي الشتاء» على «السوشيال ميديا»، فبينما احتفى فيه «محبو الشتاء» بنشر الصور الفوتوغرافية التي تُظهر تنويعات السماء الشتوية، وصخب سُحبها المُحملة بالأمطار، كان فريق «محبي الصيف» يعبرون عن انزعاجهم من البرودة القاسية، وهم ينشرون كوميكسات ساخرة، يظهر فيها المواطنون، يقضون مصالحهم وهم يرتدون «البطاطين».
السخرية لم تكن هي الوجه الأوحد في مواجهة الصقيع، فكما تقول نيرمين محمد، ناشطة اجتماعية ومديرة إحدى الجمعيات الخيرية: «لاحظنا تأثر الكثير من الأسر، بسوء الأحوال الجوية، وخصوصاً العمالة غير المنتظمة، وتزايد الطلب على المواد الغذائية والبطاطين».
وبحكم نشاطها الاجتماعي، تؤكد نيرمين أن «موجات الصقيع هذا العام أشد من نظيراتها خلال الأعوام السابقة، فنحن لم نعتد التعايش مع درجات البرودة التي تصل لخمس درجات».
ما تشير له نيرمين ليس مجرد انطباع شخصي، لا سيما بعد تصريحات مسؤولي الهيئة العامة للأرصاد، والتي أعلنوا خلالها عن عزمهم دراسة تغيير التوصيف التقليدي لمناخ مصر بوصفه «حار جاف صيفاً... دافئ ممطر شتاء»، وسط مطالبات بتغيير التوصيف ليكون «شديد الحرارة صيفاً شديد البرودة ممطر شتاء».


مقالات ذات صلة

تقرير: مناخ بريطانيا ازداد حرّاً ومطراً

أوروبا أشخاص يستمتعون بالطقس الدافئ في لندن (رويترز)

تقرير: مناخ بريطانيا ازداد حرّاً ومطراً

توقع تقرير، نُشر اليوم (الخميس)، تزايد موجات الحر والمطر في المملكة المتحدة، في إطار تحليله عواقب الاحترار المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية على مناخ بريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رجل إطفاء يعمل على إطفاء حريق لون روك المشتعل في سبراي بولاية أوريغون بالولايات المتحدة في 21 يوليو 2024 في لقطة الشاشة هذه التي تم الحصول عليها من مقطع فيديو (رويترز)

العالم يسجل اليوم الأكثر سخونة على الإطلاق

كان الأحد 21 يوليو (تموز) اليوم الأكثر حرارة على الإطلاق على مستوى العالم، وفقاً للبيانات الأولية الصادرة عن خدمة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا شرطيون صينيون في قارب من المطاط يبحثون عن متضررين أو محاصَرين في منطقة أغرقتها مياه الأمطار في تشونغ تشينغ (أرشيفية - أ.ف.ب)

5 قتلى و8 مفقودين في أمطار طوفانية في الصين

أدت الأحوال الجوية القصوى التي تشهدها الصين خلال الصيف إلى مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا الأمطار تغرق مناطق بأكملها في بلدة الشيخ جلال بأفغانستان (أرشيفية - رويترز)

35 قتيلاً على الأقل جراء أمطار غزيرة في شرق أفغانستان

قضى 35 شخصاً على الأقل وأصيب 230 آخرون اليوم الاثنين جراء أمطار مصحوبة بعواصف عنيفة في مدينة جلال آباد وضواحيها في شرق أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (كابول)
يوميات الشرق الطقس العاصف في اليمن يزيد من المخاطر الجسيمة على الأرواح وتعطيل سبل العيش (إعلام محلي)

الأرقام القياسية للحرارة تتهاوى حول العالم في 2024

شهد العام 2024 تسجيل الكثير من الأرقام القياسية الجديدة في درجات الحرارة حول العالم، مع استمرار تأثير زيادة غازات الدفيئة في الغلاف الجوي على مناخ الكوكب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.