الأسواق تتراجع في ختام أسبوع حافل

بقيادة أسهم التكنولوجيا والسفر... والذهب يعود للتألق

(أ.ب)
(أ.ب)
TT

الأسواق تتراجع في ختام أسبوع حافل

(أ.ب)
(أ.ب)

هبطت المؤشرات الرئيسية الكبرى مع ختام الأسبوع بسبب الشكوك المحيطة بسرعة تفشي السلالة أوميكرون المتحورة من فيروس «كورونا» ومدى تأثير ذلك على النمو في 2022، فضلاً عن نتائج اجتماعات لجان السياسة النقدية في بعض البنوك المركزية الكبرى.
وهبطت الأسهم في بداية التعامل في بورصة وول ستريت يوم الجمعة مع تراجع أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى. وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي 97.53 نقطة أو 0.27 في المائة إلى 35800.11 نقطة. وهبط مؤشر ستاندرد آند بورز القياسي 16.17 نقطة، أو 0.35 في المائة، إلى 4652.50 نقطة. بينما تراجع مؤشر ناسداك المجمع 143.66 نقطة، أو 0.95 في المائة، إلى 15036.77 نقطة.
كما تراجعت الأسهم الأوروبية وسط إحجام عن المخاطرة، وبحلول الساعة 1520 بتوقيت غرينتش انخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.06 في المائة، ليمحو مكاسب كبيرة سجلها الخميس، بعدما قلص البنك المركزي الأوروبي دعمه للسياسة النقدية على نحو طفيف، في حين رفع بنك إنجلترا المركزي سعر الفائدة ولمح المركزي الأميركي إلى خطط لتشديد السياسة النقدية في 2022.
وتراجع مؤشر قطاع التكنولوجيا الأوروبي 1.1 في المائة، لكن قطاع السيارات تصدر الخسائر، أعقبه قطاع النفط مع انخفاض الأسعار وسط مخاوف من تأثير زيادة الإصابات بأوميكرون على الطلب على الوقود.
وبدورها، تراجعت الأسهم اليابانية لتفقد معظم المكاسب التي سجلتها في الجلسة السابقة. وانخفض المؤشر نيكي 1.79 في المائة ليغلق عند 28545.68 نقطة بعد ارتفاعه بأكثر من اثنين في المائة الخميس. وصعد المؤشر 0.38 في المائة هذا الأسبوع. ونزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 1.42 في المائة إلى 1984.47 نقطة، لكنه ارتفع 0.46 في المائة هذا الأسبوع.
وتراجعت أسهم التكنولوجيا اليابانية مقتفية أثر تراجع حاد الليلة السابقة لنظيراتها في مؤشر ناسداك الأميركي. كما تضررت الأسهم المرتبطة بالسفر بعد أنباء عن تسجيل أول حالة إصابة محلية بالمتحور أوميكرون من فيروس «كورونا». وتراجع مؤشر قطاع الطيران 1.26 في المائة، وانخفض مؤشر قطاع السكك الحديدية 1.49 في المائة.
من جانبها، ارتفعت أسعار الذهب في طريقها لتسجيل أفضل أداء أسبوعي منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، إذ نزل الدولار وعاد التركيز إلى مخاطر التضخم بعد تحركات من جانب البنوك المركزية العالمية لسحب حزم التحفيز التي طرحتها لمواجهة جائحة «كورونا».
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.5 في المائة إلى 1807.19 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0940 بتوقيت غرينتش، في حين ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.6 في المائة إلى 1809.70 دولار للأوقية. وصعد المعدن الأصفر نحو 1.4 في المائة هذا الأسبوع.
وزاد الإقبال على الذهب فيما يتجه مؤشر الدولار إلى تسجيل انخفاض أسبوعي بعدما سجل أدنى مستوى له في أسبوع يوم الخميس، عقب إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي أنه سيمهد الطريق لثلاث زيادات في أسعار الفائدة بحلول نهاية عام 2022.
وقال المحللون إن الذهب زاد رغم احتمال رفع أسعار الفائدة الأميركية، التي تزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن النفيس، لأن المستثمرين أخذوا في اعتبارهم بالفعل احتمالات زيادة أسعار الفائدة قبل إعلان مجلس الاحتياطي.
وصعدت الفضة 0.6 في المائة إلى 22.60 دولار للأوقية، وزاد البلاديوم 2.4 في المائة إلى 1770.80 دولار، في حين تراجع البلاتين 0.1 في المائة إلى 935.48 دولار للأوقية.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
TT

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، إن المنظمة ستُشارك بقوة خلال فعاليات مؤتمر الأطراف «كوب 16» لمواجهة التصحر، الذي ينعقد في السعودية مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه يتوقع خروج المؤتمر -وهو الأول من نوعه الذي يعقد في منطقة الشرق الأوسط- بمخرجات مهمة.

تعليقات الواعر جاءت على هامش لقاء «مائدة مستديرة»، أعده المكتب الإقليمي لـ«فاو» في مقره بالعاصمة المصرية، القاهرة، بحضور ممثلين محدودين لوسائل إعلام مختارة، وذلك لشرح شكل مشاركة المنظمة في المؤتمر المقبل، وتأكيد أهمية ما يُعرف باسم «ثالوث ريو» (Rio trio)، وهي الاتفاقية التي تربط مؤتمرات الأطراف الثلاثة لحماية الأرض التابعة للأمم المتحدة في مجالات تغيُّر المناخ، وحماية التنوع البيئي، ومكافحة التصحر.

وقالت فداء حداد، مسؤول برامج إعادة تأهيل الأراضي والتغيُّر المناخي في منظمة الفاو، إن اتفاقيات الأطراف الثلاثة غاية في الأهمية والتكامل، وإن المؤتمر المقبل في السعودية سيركز على الأراضي والمياه، وإعادة تأهيلهما والإدارة المستدامة لهما.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وأشارت فداء حداد إلى أن نحو 90 بالمائة من منطقة الشرق الأوسط تعاني الجفاف، إلا أنه على الرغم من ذلك، تمكَّنت المجتمعات المحلية والحكومات العربية في كثير منها في اتخاذ إجراءات لمواجهة الجفاف والتصحر.

وكشفت فداء حداد أن «فاو» نجحت للمرة الأولى في وضع موضوع النظم الغذائية على أجندة اجتماعات مؤتمر الأطراف لمواجهة التصحر، الذي يعقد في السعودية، لتتم مناقشة أهمية إعادة تأهيل الأراضي في تحسين السلاسل الغذائية وأنظمتها.

من جانبه، أوضح الواعر أن «فاو» لديها دور كبير في تحقيق الهدف الثاني الأممي من أهداف التنمية المستدامة، وهو القضاء على الجوع، ومن ثم فهي تشارك بقوة وفاعلية في مؤتمرات الأطراف لمواجهة تغيُّر المناخ والتصحر وحماية التنوع، التي تخدم ذات الهدف.

وأكد الواعر أن المنظمة تحاول إبراز دور الغذاء والزراعة وتحول النظم، بحيث تكون أكثر شمولاً وكفاءة واستدامة، من أجل تحقيق إنتاج وتغذية أفضل لحياة أفضل، مشيراً إلى نجاح المنظمة في إدخال هذه الرؤية إلى أجندة الاتفاقيات الثلاث التي تهدف لحماية الأرض، والإسهام مع عدد من الدول المستضيفة في بعض المبادرات.

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

وأضاف المسؤول الأممي أن هناك تواصلاً كبيراً مع السعودية لدعم بعض المبادرات خلال استضافتها «كوب 16»، خصوصاً أن هذه الاستضافة تعد مهمة جدّاً من أجل دول المنطقة، كونها الأكثر معاناة فيما يتعلق بندرة المياه والجفاف والتصحر، إلى جانب مشكلات الغذاء والزراعة وغيرهما... ولذا فإن أمام هذه الدول فرصة لعرض الأزمة وأبعادها والبحث عن حلول لها، وإدراجها على لوائح المناقشات، ليس في الدورة الحالية فقط؛ ولكن بشكل دائم في مؤتمرات «كوب» التالية.

وأكد المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، أن العالم حالياً أكثر انتباهاً واهتماماً بمشكلة التصحر، لكونها بدأت في غزو مناطق لم يسبق لها أن شهدتها في تاريخها أو تصورت أن تشهدها، على غرار جنوب أوروبا أو مناطق في أميركا اللاتينية مثلاً، وهذه الدول والمناطق بدأت تلاحظ زحف التصحر وانحسار الأراضي الزراعية أو الغابات بشكل مقلق، ومن ثم بدأت النظر إلى المنطقة العربية تحديداً لتعلُّم الدروس في كيفية النجاة من هذه الأزمة عبر قرون طويلة.

وأفاد الواعر بأن «فاو» ستشارك في «كوب 16» بجناحين، أحدهما في المنطقة الزرقاء والآخر في المنطقة الخضراء، وذلك حتى يتسنى للمنظمة التواصل مع الحكومات، وكذلك الأفراد من المجتمع المدني ورواد المؤتمر.

كما أوضح أن «فاو»، بالاتفاق مع السعودية والأمم المتحدة، ستقوم بقيادة التنسيق في يومي «الغذاء» و«الحوكمة» يومي 5 و6 ديسمبر، إضافة إلى مشاركتها القوية في كل الأيام المتخصصة الباقية خلال فعاليات «كوب 16» لمكافحة التصحر.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وحول أبرز الموضوعات والمحاور التي جرى إدراجها للنقاش في أروقة «كوب 16» بالرياض، أوضح الواعر أن من بينها «الاستصلاح والإدارة المستدامة للأراضي» في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والتي تعد مسألة مهمة وأساسية في محاولة استرجاع وإعادة تأهيل الأراضي المضارة نتيجة التصحر، خصوصاً من خلال المبادرات المتعلقة بزيادة رقعة الغابات والمناطق الشجرية، على غرار المبادرات السعودية الخضراء التي تشمل خطة طموحاً لمحاولة زراعة 50 مليار شجرة بالمنطقة العربية.