المكسرات «بريئة» من زيادة الوزن

وسيلة غذائية لضبط وزن الجسم

المكسرات «بريئة» من زيادة الوزن
TT

المكسرات «بريئة» من زيادة الوزن

المكسرات «بريئة» من زيادة الوزن

قدّم باحثون من قسم التغذية والأطعمة بجامعة جورجيا بالولايات المتحدة، مراجعة تحليلية منهجية للدراسات التي فحصت العلاقة بين تناول المكسرات وزيادة وزن الجسم.

المكسرات والوزن

وتضمن عنوان الدراسة النتيجة التي توصل إليها الباحثون، إذْ كان العنوان «لا يؤدي تناول المكسرات إلى زيادة الوزن، بغض النظر عن تعليمات التغذية البديلة». ووفق ما تم نشره ضمن عدد مارس (آذار) - أبريل (نيسان) الماضي من «مجلة التغذية المتقدمة» Advances in Nutrition، لسان حال الجمعية الأميركية للتغذية ASN، قال الباحثون «تشير العديد من تقارير التدخلات الاكلينيكية إلى أن تناول المكسرات لن يؤدي إلى زيادة الوزن. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان نوع التعليمات المقدمة حول كيفية دمج المكسرات في النظام الغذائي يؤثر على نتائج الوزن. وأجرينا مراجعة تحليلية منهجية لـ55 دراسة تم نشرها حول تغذية البالغين بالمكسرات، لتحديد ما إذا كانت هناك تغييرات في وزن الجسم BW أو مؤشر كتلة الجسم BMI أو محيط الخصر WC أو النسبة الكلية للشحوم في الجسم BF في المائة».
وبعض تلك الدراسات كان مع تعليمات استبدال النظام الغذائي Dietary Substitution Instructions(لمعادلة كمية كالورى السعرات الحرارية في المكسرات)، والبعض الآخر كان من دون ذلك.
وأفاد الباحثون في نتائج الدراسة «لم يكن هناك تغيير في وزن الجسم أو محيط الخصر أو مؤشر كتلة الجسم في نوعي الدراسات. بل في دراسات تناول المكسرات مع تعليمات الاستبدال الغذائي، كان ثمة انخفاض كبير في النسبة الكلية للشحوم في الجسم، إضافة إلى عدم وجود تغيير في مؤشر كتلة الجسم أو محيط الخصر أو مؤشر كتلة الجسم».
وكان باحثون من 10 دول أوروبية قد نشروا في عدد أكتوبر (تشرين الأول) 2018 للمجلة الأوروبية للتغذية Eur J Nutr، نتائج دراستهم الواسعة والطويلة الأمد بعنوان «تناول المكسرات والتغيرات في وزن الجسم وخطر السمنة لدى البالغين لمدة 5 سنوات». وقالوا «هناك أدلة غير متسقة فيما يتعلق بالعلاقة بين الإكثار من تناول المكسرات؛ كونها غذاءً كثيف الطاقة، وبين زيادة الوزن. لقد درسنا العلاقة بين تناول المكسرات والتغيرات في الوزن على مدى 5 سنوات». وشمل الباحثون نحو 375 ألف شخص من البالغين في عشر دول أوروبية.
وكانت نتائج الدراسة لافتة للنظر، وعلى عكس ما قد يُتوقع؛ وذلك بقولهم في ملخص نتائجها «زيادة تناول المكسرات يرتبط بانخفاض زيادة الوزن وتقليل خطر الإصابة بزيادة الوزن أو السمنة».

السعرات الحرارية

والواقع أن ثمة أسباباً منطقية في «ظاهرها» للاعتقاد بأن تناول المكسرات قد يكون سبباً في زيادة الوزن؛ ما يجعل من السهل فهم سبب تردد الأفراد المهتمين بمقدار الوزن لديهم، في تناول المكسرات. وخاصة بسبب أن المكسرات عالية المحتوى بالسعرات الحرارية، نتيجة غناها بالدهون. ولكن تلك الدهون هي من نوعية الدهون الصحية غير المشبعة، كما أن المكسرات خالية بالمطلق من الكولسترول.
لذا؛ فإن الحقيقة هي أن تناول المكسرات ليس فقط وسيلة صحية لحفظ الجسم من الإصابة بالأمراض القلبية وأمراض الأوعية الدموية، وقائمة متعددة العناصر من الأمراض المزمنة، بل هو أيضاً وسيلة غذائية لخفض وزن الجسم وضبط التحكم في ذلك. وهي الحقيقة المستندة إلى الأدلة والبراهين العلمية. وأن ملاحظة البعض ممن يحرصون على تناول المكسرات، حصول زيادة في الوزن لديهم، فإن ذلك ليس مرده إلى تناول المكسرات، بل هو أسباب أخرى في مكونات وجبات طعامهم اليومية ومقدار الجهد البدني الذي يبذلونه مقارنة بما هو صحي فيهما (مكونات وجبات الطعام اليومية وممارسة الرياضة البدنية).
وتُعد المكسرات، كنوع من المنتجات الغذائية النباتية، مصدراً ممتازاً للألياف والدهون الصحية والبروتين والمعادن والفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة؛ مما يجعلها جزءاً أساسياً في النظام الغذائي الصحي للأشخاص في الأعمار كافة دون استثناء.
ووجود الدهون في المكسرات لا يعني تلقائياً أن المكسرات ستؤدي إلى زيادة الوزن. وذلك لسببين، الأول: أن تناول الدهون والبروتينات، أياً كان مصدرهما ليسا هما «السبب الرئيسي» في زيادة الوزن والسمنة، بل إن الإفراط في تناول نشويات سكريات الكربوهيدرات هو «السبب الرئيسي». ذلك أن الجسم يُحول تلك الكربوهيدرات التي تناولها المرء وتفيض عن حاجة جسمه، إلى شحوم تتراكم في الجسم. وعليه، فإن الدهون التي يتناولها المرء ليست هي «المكون الرئيسي» للشحوم المتراكمة في جسمه.
والأمر الآخر، أن التحذيرات الطبية من الإكثار من تناول الدهون هي ليست تحذيرات طبية عامة، بل مُوجّهة بالدرجة الرئيسية نحو تناول «الدهون المشبعة» بالذات. وهذا التحذير الطبي بضرورة تقليل تناول الدهون المشبعة له سببان، الأول: أن الدهون المشبعة غالباً مصدرها حيواني، وتأتي ممزوجة بالكولسترول لا محالة. ومن أجل تقليل تناول كولسترول الطعام يجدر تقليل تناول الشحوم والدهون الحيوانية المصدر.
والسبب الآخر، أن الدهون المشبعة بحد ذاتها، هي مُحفز قوي للكبد على إنتاج المزيد من الكولسترول.

دهون صحية

هذا، ويحتاج الجسم إلى الدهون الصحية لكي يعمل بشكل صحيح؛ ما يجعل تلك الدهون في الغذاء مفيدة للجسم. ولذا؛ لا تزال توصيات التغذية الصحية تتضمن أن تُشكل الدهون الصحية نسبة 35 في المائة من كمية طاقة السعرات الحرارية للطعام اليومي للشخص البالغ. ولكن لأن غالبية الناس تميل إلى تناول الكثير من الدهون الحيوانية المصدر (في اللحوم والدواجن والسمن والزبدة ومنتجات الألبان)، والتي غالبها دهون مشبعة، فإن نصائح التغذية الصحية تُنبه إلى ضرورة أن تكون الدهون النباتية المصدر، التي غالبها دهون غير مشبعة، هي المصدر الرئيسي لدهون الطعام اليومي.
ولذا؛ ما دام أن المرء يُحافظ على إجمالي كمية الدهون التي يتناولها عند حدود 30 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية لطعامه اليومي، فلا داعي للقلق بشأن الدهون في المكسرات بالنسبة لوزن الجسم، عندما تكون كمية المكسرات معتدلة، أي في حدود ما يملأ الكف يومياً.
وهذه الجوانب المتعلقة بالوزن وكمية السعرات الحرارية في المكسرات أوضحتها دراسة باحثين من جامعة هارفارد، والمنشورة ضمن عدد سبتمبر (أيلول) 2019 لـ«المجلة البريطانية للتغذية والوقاية والصحة» BMJ NPH، وكانت بعنوان «تأثيرات تغير تناول المكسرات على تغير الوزن لدى الرجال والنساء في الولايات المتحدة على المدى الطويل». وقال الباحثون في نتائجها «الخلاصة: ترتبط زيادة الاستهلاك اليومي للمكسرات بانخفاض زيادة الوزن على المدى الطويل وانخفاض خطر الإصابة بالسمنة لدى البالغين». وبتوضيح ما أضافته هذه الدراسة أن:
- ارتبطت زيادة الاستهلاك الكلي للمكسرات، وتناول نوعيات معينة من المكسرات، بقلة زيادة الوزن على الرغم من كونها غنية بالسعرات الحرارية.
- ارتبط الاستهلاك اليومي المتزايد للمكسرات بانخفاض مخاطر زيادة الوزن بشكل معتدل وانخفاض خطر الإصابة بالسمنة.
- يمكن أن يكون دمج المكسرات كجزء من نمط غذائي صحي، استراتيجية فعالة لإجراء تعديلات غذائية يمكن تحقيقها للوقاية الأولية من السمنة.
وأضاف الباحثون القول «غالباً ما يتم تبسيط سبب زيادة الوزن كنتيجة للفائض في مدخول الطاقة (كمية السعرات الحرارية المُتناولة من الطعام). ولكن الأدلة العلمية تدعم بشكل متزايد دوراً مهماً لجودة مكونات النظام الغذائي في إدارة الوزن. وعلى سبيل المثال، تشير الدراسات الحديثة إلى أن تنويع الأطعمة يُساهم في الحفاظ على الوزن على المدى الطويل من خلال مسارات مختلفة لتوازن الوزن. وبالتالي، فإن الاستراتيجيات التي تعزز الأنماط الغذائية الصحية الشاملة، بدلاً من تلك التي تركز فقط على السعرات الحرارية الإجمالية، قد تكون أكثر فاعلية بالنسبة للسيطرة على الوزن على المدى الطويل والوقاية من السمنة».
وضمن دراسة لباحثين أستراليين ونيوزلنديين تم نشرها في عدد 6 أكتوبر (تشرين الأول) 2018 من مجلة المغذيات Nutrients، قال الباحثون «ولأن تناول المكسرات يوفر الشعور بامتلاء الشبع، فإن تناولها يقلل من كمية الأطعمة المستهلكة في الوجبة. وقد أظهرت الدراسات أن ما بين 54 و150 في المائة من الطاقة التي يقدمها تناول المكسرات يتم تعويضها من خلال خفض تلقائي في تناول الطعام اللاحق في وجبة الطعام. واستناداً إلى الأدلة العلمية، قد يبدو أن تأثيرات المكسرات على الشهية هي لصالح البدناء المتقدمين في العمر».


مقالات ذات صلة

من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

يوميات الشرق الخروج في نزهة قصيرة لتجديد نشاطك قد يساعدك في محاربة النعاس بعد تناول الغداء (بكسلز)

من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

هل تجد صعوبة في إبقاء عينيك مفتوحتين بعد الغداء؟ كثيراً ما يبدأ الناس يومهم بنشاط ثم تنهار طاقتهم بعد الغداء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)

من الأسود إلى الأبيض... 8 أنواع شاي تساعد على خسارة الوزن وحرق الدهون

يبحث كثيرون عن طرق طبيعية وآمنة لدعم خسارة الوزن وتحسين عملية الأيض، ويعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك زيت الخروع يُستخدم مليّناً وفي منتجات العناية بالبشرة والشعر (بكسلز)

استخدمته كليوباترا لتفتيح بياض عينيها... ما الفوائد الصحية لزيت الخروع؟

زيت الخروع عبارة عن زيت كثيف عديم الرائحة، يُستخرج من بذور نبات الخروع. يعود استخدامه إلى مصر القديمة، حيث يُرجح أنه استُخدم وقوداً للمصابيح.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك توت البلسان يحتوي على كمية جيدة من فيتامين «سي» (بيكسلز)

نوع من التوت يساعد في التقليل من نزلات البرد الشتوية

استخدم السكان الأصليون في أميركا ثمار البلسان في الطب التقليدي لآلاف السنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سكري الحمل يمكن أن يؤدي إلى نمو مفرط للطفل... لذا أهمية المتابعة المستمرة له لوقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية (بيكسباي)

دراسة: المتابعة المستمرة لسكري الحمل يمكنها وقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية

أظهرت بيانات من تجربة جديدة أنه يمكن للنساء اللاتي يصبن بالسكري المرتبط بالحمل أن يقللن من احتمالات إنجاب مولود جديد بوزن أعلى من المتوسط عند الولادة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

لقاح الهربس النطاقي يخفض خطر الوفاة نتيجة الخرف

تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)
تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)
TT

لقاح الهربس النطاقي يخفض خطر الوفاة نتيجة الخرف

تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)
تلقي لقاح «زوستافاكس» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 % تقريباً (رويترز)

أظهرت نتائج دراسة كبيرة أن المصابين بالخرف الذين تلقوا لقاح الهربس النطاقي كانوا أقل عرضة للوفاة جراء ذلك المرض ممن لم يحصلوا عليه، ما يشير إلى أن اللقاح يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ تطور المرض المرتبط بالتقدم في السن.

وبشكل عام، توفي ما يقرب من نصف الـ14 ألفاً من كبار السن في ويلز الذين أصيبوا بالخرف في بداية برنامج التطعيم خلال متابعة استمرت 9 سنوات.

لكن الباحثين قالوا في دورية «سيل» العلمية إن تلقي لقاح «زوستافاكس» الذي تنتجه شركة «ميرك» قلّل خطر الوفاة بسبب الخرف 30 في المائة تقريباً.

ووجد الباحثون في ويلز، في وقت سابق من العام أن كبار السن الذين تلقوا لقاح «زوستافاكس» كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف 20 في المائة عن نظرائهم الذين لم يتلقوا اللقاح.

وقال معدّ الدراسة الدكتور باسكال غيلدسيتزر من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، في بيان، إن «الجزء الأكثر إثارة (من أحدث النتائج) هو أن هذا يشير حقّاً إلى أن لقاح الهربس النطاقي ليست له فوائد وقائية فقط في تأخير الخرف، بل له أيضاً إمكانات علاجية لمن يعانون بالفعل من ذلك المرض».

وذكر الباحثون أنه لا يزال من غير المعروف ما إذا كان اللقاح يحمي من الخرف عن طريق تنشيط الجهاز المناعي بشكل عام، أو عن طريق الحدّ من إعادة تنشيط الفيروس المسبب للهربس النطاقي على وجه التحديد، أو عن طريق آلية أخرى لا تزال غير معروفة.

ومن غير المعروف أيضاً ما إذا كان أحدث لقاحات الهربس النطاقي، وهو «شينغريكس» من إنتاج «غلاكسو سميث كلاين»، قد يكون فعالاً بالمثل أو أكثر فاعلية في الحدّ من آثار الخرف من اللقاح الأقدم الذي تلقاه المشاركون في دراسات ويلز.

وتبين أن الحماية من الهربس النطاقي بلقاح ميرك تتضاءل بمرور الوقت، ولم يعد معظم الدول يستخدم اللقاح بعدما ثبت أن لقاح «شينغريكس» أفضل.

ويقول الباحثون إنهم وجدوا في العامين الماضيين نتائج مشابهة لنتائج ويلز في السجلات الصحية من دول أخرى، من بينها إنجلترا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا.

وأضاف غيلدسيتزر: «لا نزال نرى هذه الإشارة الوقائية القوية من الخرف في مجموعة بيانات تلو الأخرى».


فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية

الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)
الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)
TT

فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية

الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)
الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)

كشفت دراسة إسبانية عن فحص بسيط لعينة بول يمكن أن يشخِّص ويحدد مرحلة سرطان المثانة بشكل فعال وبدقة عالية.

وأوضح الباحثون في مؤسسة أبحاث الصحة بمستشفى «لا في» في فالنسيا، أن هذا الفحص يوفر بديلاً غير جراحي للإجراءات التقليدية مثل تنظير المثانة، ويخفِّض التكاليف الصحية، ويُعزِّز راحة المرضى، ويحسِّن نتائج العلاج. ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «Journal of Molecular Diagnostics».

يُعدّ سرطان المثانة أحد أكثر السرطانات شيوعاً وخطورة في الجهاز البولي، ويتميَّز بمعدل انتكاس مرتفع بعد العلاج. وينشأ عادة في بطانة المثانة، ويظهر بأعراض مثل دم في البول، والحاجة المتكررة للتبول، أو ألم عند التبول.

ويعتمد تشخيصه حالياً على فحوص غازية مثل تنظير المثانة أو فحوص الخلايا البولية، لكنها محدودة الحساسية وقد تكون مؤلمة أحياناً.

وتشير أحدث الأبحاث إلى أن تحليل الحمض النووي الحر في البول (cfDNA) قد يقدِّم بديلاً غير جراحي لتشخيص المرض وتحديد مرحلته، مما يُحسِّن راحة المرضى ويقلل الحاجة إلى الإجراءات الغازية المكلِّفة.

ويعتمد الفحص الجديد على تحليل الحمض النووي الحرّ في عيّنة البول، وهو أسلوب غير جراحي يمكنه تشخيص سرطان المثانة ومتابعة تقدمه. ويرِّكز الفحص على قياس شظايا الحمض النووي الصغيرة والمتوسطة من 5 جينات محددة مرتبطة بسرطان المثانة، منها (MYC وACTB و AR).

وفي الدراسة، حلَّل الباحثون عينات بول من 156 مريضاً بسرطان المثانة، و79 فرداً سليماً من المجموعة الضابطة، باستخدام تقنية «تفاعل البوليميراز المتسلسل في الوقت الحقيقي (Real-Time PCR)» لقياس تركيز وتكامل شظايا الحمض النووي الحر في البول.

وأظهرت النتائج أن الفحص الجديد يُحقق دقة تصل إلى 97 في المائة وقيمة تنبؤية تصل إلى 88 في المائة لتحديد سرطان المثانة.

كما وجد الباحثون أن نسبة الشظايا الكبيرة إلى الصغيرة من الجين (ACTB) والشظية الصغيرة من الجين (AR) زادت مع شدة المرض، مما يشير إلى أنها مؤشرات موثوقة لتحديد مرحلة المرض، وقد يساعد تكامل هذه الجينات في اكتشاف عودة سرطان المثانة بعد العلاج.

وأشار الفريق إلى أن الفحص الجديد قادر على متابعة تطوُّر المرض واكتشاف الانتكاس، مما يتيح تدخلاً مبكراً وعلاجاً أكثر فعالية، مع تقليل التكاليف وتحسين تجربة المرضى بشكل كبير.

ونوّه الباحثون بأن هذه الدراسة تُعَدّ من أوائل الدراسات التي تقيِّم بشكل شامل تفتُّت الحمض النووي الحر في البول عبر مختلف مراحل سرطان المثانة، مما يقرِّب العلماء من مستقبل يمكن فيه تشخيص المرض ومراقبته بصورة أسهل وأقل إيلاماً.


من الأسود إلى الأبيض... 8 أنواع شاي تساعد على خسارة الوزن وحرق الدهون

يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)
يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)
TT

من الأسود إلى الأبيض... 8 أنواع شاي تساعد على خسارة الوزن وحرق الدهون

يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)
يعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً لخسارة الوزن (بيكسلز)

يبحث كثيرون عن طرق طبيعية وآمنة لدعم خسارة الوزن وتحسين عملية الأيض، ويعدّ الشاي بأنواعه المختلفة من أكثر الخيارات شيوعاً بفضل ما يحتويه من مضادات أكسدة تساعد في حرق الدهون وتعزيز الهضم.

وتشير دراسات حديثة إلى أن الشاي الأخضر والأسود والنعناع والأولونغ وغيرها قد تساهم في تقليل دهون البطن ودعم إدارة الوزن عند استهلاكها بانتظام، إلى جانب اتباع نظام غذائي متوازن ونمط حياة صحي.

ويستعرض تقرير نشره موقع «فيريويل هيلث» أبرز أنواع الشاي المرتبطة بفقدان الوزن وآلية تأثير كل منها وفق ما توضحه الأبحاث العلمية:

1. الشاي الأخضر

يُعدّ الشاي الأخضر مصدراً غنياً بالكاتيكينات، وهي مضادات أكسدة تساعد في تفكيك الدهون داخل الجسم. وتشير الدراسات إلى أن استهلاك مستخلص الشاي الأخضر يمكن أن يعزّز معدل الأيض وعمليات حرق الدهون، خصوصاً دهون البطن. ويحتوي الشاي الأخضر طبيعياً على الكافيين، الذي يعزّز الأيض واستخدام الجسم للدهون مصدراً للطاقة.

2. الشاي الأسود

يحتوي الشاي الأسود على البوليفينولات، وهي مركّبات نباتية قد تكون أكثر فاعلية في الوقاية من السمنة مقارنة بتلك الموجودة في الشاي الأخضر. ويمرّ الشاي الأسود بعملية تخمير تزيد من مستويات الفلافونويدات (نوع آخر من مضادات الأكسدة) التي قد تساهم في فقدان الوزن وحرق الدهون عبر رفع معدل الأيض.

كما يحتوي الشاي الأسود عادةً على كمية أكبر من الكافيين مقارنة بالأنواع الأخرى، ما قد يساهم في فقدان الوزن عبر زيادة استهلاك الطاقة.

3. شاي الزنجبيل

يساهم احتساء شاي الزنجبيل في إنقاص الوزن من خلال تعزيز معدل الأيض وزيادة عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم. كما أن الاستهلاك المنتظم لمكمّلات الزنجبيل قد يساعد على خفض الوزن الكلي للجسم.

ويساعد الزنجبيل أيضاً في دعم عملية الهضم عبر تعزيز حركة الجهاز الهضمي، أي سرعة مرور الطعام عبر القناة الهضمية. وقد يساعد شرب شاي الزنجبيل قبل الوجبات أو أثنائها في الوقاية من مشكلات هضمية مثل الحموضة وعسر الهضم. وتُظهر مكمّلات الزنجبيل قدرة على تقليل أعراض عسر الهضم، مثل:

التجشؤ

الانتفاخ

الغثيان

آلام المعدة

يساهم احتساء شاي الزنجبيل في إنقاص الوزن من خلال تعزيز معدل الأيض (بيكسلز)

4. شاي الكركديه

قد تُقلّل المركبات النباتية (الأنثوسيانينات) الموجودة في الكركديه من كمية الكربوهيدرات التي يمتصها الجسم، وهو ما قد يحدّ من السعرات الحرارية الواردة من الأطعمة السكرية أو الغنية بالنشويات.

وقد أظهر البحث العلمي أنّ تناول مستخلص الكركديه ساعد في خفض تراكم الدهون داخل الجسم. إلا أن الخبراء يشيرون إلى ضرورة تناول جرعات عالية من الكركديه للحصول على نتائج كبيرة في فقدان الوزن.

5. شاي النعناع

تدعم مضادات الأكسدة و«المنتول» الموجودة في شاي النعناع صحة الهضم عبر تخفيف التشنجات العضلية في الجهاز الهضمي، وتخفيف آلام المعدة، وتحسين عملية الهضم.

وبما أنّ النعناع يساعد كذلك على تقليل الانتفاخ، فقد يلاحظ البعض بطناً أكثر تسطّحاً مؤقتاً بعد احتسائه، الأمر الذي قد يشكّل حافزاً لاعتماد عادات أخرى لإدارة الوزن.

6. شاي الأولونغ

تشير بعض الأبحاث إلى أنّ شرب شاي الأولونغ لمدة أسبوعين ساهم في تسريع أكسدة الدهون، وهي العملية التي يكسّر فيها الجسم الأحماض الدهنية لإنتاج الطاقة.

كما وجدت دراسة أخرى أنّ استهلاك شاي الأولونغ قد يدعم فقدان الوزن من خلال خفض مستويات السكر والإنسولين في الدم.

7. الشاي الأبيض

يحتوي الشاي الأبيض على نسبة مرتفعة من مضادات الأكسدة، ما قد يساعد في دعم إدارة الوزن. وتشير الدراسات الأولية إلى أن شرب الشاي الأبيض بانتظام يمكن أن يساعد في الوقاية من السمنة ودعم جهود فقدان الوزن.

ورغم الحاجة إلى مزيد من الأدلة، تُظهر الأبحاث الأولية أنّ الشاي الأبيض قد يساهم في فقدان الوزن لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة عبر التأثير إيجاباً على مستويات الكوليسترول في الدم، والالتهابات، والاختلالات الهرمونية.

8. شاي الرويبوس

لا يزال الباحثون في المراحل الأولى من دراسة فوائد شاي الرويبوس، الذي يُعدّ خياراً خالياً من الكافيين. وقد تساعد البوليفينولات والفلافونويدات، مثل مركّب «أسبالاتين»، في تنظيم مستويات السكر في الدم وتقليل الدهون في الجسم.

وإضافة إلى ذلك، يتميز هذا الشاي العشبي بنكهة حلوة طبيعية، ما يجعله بديلاً جيداً للمشروبات المحلّاة التي يمكن أن تسهم في زيادة الوزن.

ما كمية الشاي المناسبة لخسارة الوزن؟

لا توجد إرشادات واضحة من الخبراء حول الكمية المثلى من الشاي لتحقيق فقدان الوزن، إلا أنّ الأبحاث استخدمت الكميات التالية:

وفي مراجعة بحثية، ساهم استهلاك ثلاثة إلى أربعة أكواب من الشاي الأخضر يومياً في تقليل الوزن.

ووجدت دراسة أخرى أن شرب أربعة أكواب أو أكثر يومياً من الشاي الأخضر خفّض خطر تراكم دهون البطن بنسبة 44 في المائة.

وتشير أدلة أخرى إلى أن شرب ثلاثة أكواب من الشاي الأسود يومياً يزيد مستويات مضادات الأكسدة، ما قد يساهم في فوائد إدارة الوزن.