مصر تدرس إصدار سندات تنمية مستدامة

الأمن الغذائي لا يزال مصدر قلق مستقبلي كبير في العالم العربي

«المركزي» المصري  (رويترز)
«المركزي» المصري (رويترز)
TT

مصر تدرس إصدار سندات تنمية مستدامة

«المركزي» المصري  (رويترز)
«المركزي» المصري (رويترز)

قال وزير المالية المصري محمد معيط، أمس (الثلاثاء)، إن مصر تدرس إصدار سندات مرتبطة بالتنمية المستدامة.
وأضاف أن مصر تهدف أيضاً للتوسع في إصدار السندات الخضراء، بعد أن باعت سندات خضراء لأجل خمس سنوات بقيمة 750 مليون دولار في أول صفقة من هذا النوع في سبتمبر (أيلول).
وقال معيط، في تصريحات نشرتها رئاسة مجلس الوزراء عبر صفحتها بموقع «فيسبوك»، أمس: «إننا نستهدف التوسع في إصدار السندات الخضراء لتوفير التمويل المستدام للمشروعات الصديقة للبيئة في مجالات الإسكان والنقل النظيف والطاقة المتجددة والحد من التلوث والتكيف مع تغير المناخ ورفع كفاءة الطاقة، والإدارة المستدامة للمياه والصرف الصحي».
وأضاف الوزير أن الطرح الأول للسندات الخضراء البالغ قيمته 750 مليون دولار جعل مصر ضمن الدول التي تلعب دوراً قيادياً في التنمية الخضراء، وأصبح لها الريادة في مجتمع الاستثمار النظيف والصديق للبيئة في المنطقة.
وأشار إلى التوسع في استثمارات مشروعات الاقتصاد الأخضر بما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، بمراعاة البعد البيئي، على النحو الذي يساعد في الحد من التلوث، وتحسين جودة الهواء من خلال تقليل انبعاثات الكربون الضارة، وترشيد استهلاك الوقود، ويتسق مع جهود تعظيم نسبة المكون المحلي في الصناعة الوطنية، ورفع معدلات النمو، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز بنية الاقتصاد الكلي، من أجل زيادة أوجه الإنفاق على تحسين مستوى معيشة المواطنين والارتقاء بالخدمات المقدمة إليهم.
وأوضح الوزير أن الحكومة تستهدف تحسين تنافسية مصر في مؤشر الأداء البيئي من خلال زيادة نسبة الاستثمارات العامة الخضراء من 15% في العام المالي الحالي، إلى 30% في الموازنة الجديدة، عبر استهداف تنفيذ 140 مشروعاً تنموياً في مختلف القطاعات.
في غضون ذلك، أكد الدكتور خالد حنفي، أمين اتحاد الغرف العربية، أن تحسين وتعزيز كفاءة النظم الغذائية يشكلان محوراً من أهم محاور عمل اتحاد الغرف العربية وأعضائه من الغرف العربية لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في تحسين نظم الغذاء والأمن الغذائي العربي والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، لا سيما لمواجهة التحديات البيئية والمناخية التي تواجه المنطقة العربية، خصوصاً ندرة المياه، وتدهور الأراضي الصالحة للزراعة، واتساع رقعة التصحر.
وأضاف حنفي، خلال كلمة ألقاها في الحوار رفيع المستوى الذي عُقد عن بُعد بتنظيم من منظمة «فاو» بشأن تحويل النظم الزراعية – الغذائية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، أن ذلك يأتي من خلال التركيز على تبني الأنماط الزراعية المستدامة، وتبني أساليب وتقنيات الزراعة الذكية، والتكنولوجيات التي تتيحها الثورة الصناعية الرابعة.
ولفت حنفي، إلى المخاطر عبر الحدود من دول المنابع للموارد المائية السطحية التي تخالف القوانين الدولية المتصلة بإدارة هذه الموارد ضاربةً بها عرض الحائط، بما يهدد الأمن الاجتماعي والغذائي والمعيشي، لا سيما أن 66% من المياه العذبة هي موارد مشتركة مع دول خارج المنطقة العربية.
ورأى أن الأمن الغذائي لا يزال مصدر قلق مستقبلي كبير في العالم العربي، حيث الإنتاجية المادية والاقتصادية للموارد الطبيعية منخفضة نسبياً، فيما هدر الطعام يصل إلى ثلث المتاح، كما هناك هدر كبير في إطار السلسلة الغذائية، لا سيما في التوزيع. أما هدر المياه العذبة، فيتركز في الزراعة التي تستهلك نحو 86% من الموارد المتاحة.
وقال: «لا تزال المنطقة تتأثر إلى حدٍّ كبير بتقلبات أسواق الأغذية العالمية، خصوصاً أن جميع الدول العربية تعد مستوردة صافية للغذاء وتعتمد إلى حد كبير على الاستيراد لتأمين احتياجاتها من السلع الغذائية الأساسية، فيما التوقعات تشير إلى استمرار ارتفاع أسعار الغذاء في المستقبل».


مقالات ذات صلة

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

الاقتصاد ناقلة غاز طبيعي مسال تمر بجانب قوارب صغيرة (رويترز)

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

تجري مصر محادثات مع شركات أميركية وأجنبية أخرى لشراء كميات من الغاز الطبيعي المسال عبر اتفاقيات طويلة الأجل، في تحول من الاعتماد على السوق الفورية الأكثر تكلفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد سيدة تتسوق في إحدى أسواق القاهرة (رويترز)

«المركزي المصري» يجتمع الخميس والتضخم أمامه وخفض الفائدة الأميركية خلفه

بينما خفض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي يدخل البنك المركزي المصري اجتماعه قبل الأخير في العام الحالي والأنظار تتجه نحو التضخم

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مسؤولو «مدن» الإماراتية و«حسن علام» المصرية خلال توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مشروع رأس الحكمة (الشرق الأوسط)

«مدن القابضة» الإماراتية توقع مذكرة تفاهم في البنية التحتية والطاقة بمشروع رأس الحكمة

وقعت «مدن القابضة» الإماراتية، اليوم الثلاثاء، مذكرة تفاهم مع مجموعة «حسن علام القابضة» المصرية، لتعزيز أفق التعاون في مشروع رأس الحكمة في مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد الشمس أثناء الغروب خلف أعمدة خطوط الكهرباء ذات الجهد العالي (رويترز)

الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يحسّن إمدادات التيار في المنطقة ويقلل الانقطاعات

ترى الشركة المنفذة لأعمال الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، أن الربط الكهربائي بين البلدين سيحسّن إمدادات التيار في المنطقة ويقلل من انقطاعات الكهرباء.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد اللواء الدكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء (الشرق الأوسط)

محافظ جنوب سيناء: نتطلع لجذب الاستثمارات عبر استراتيجية التنمية الشاملة

تتطلع محافظة جنوب سيناء المصرية إلى تعزيز موقعها كمركز جذب سياحي، سواء على مستوى الاستثمارات أو تدفقات السياح من كل أنحاء العالم.

مساعد الزياني (دبي)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، اليوم، تصنيف السعودية إلى «Aa3» من«A1»، مشيرة إلى جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

وتستثمر المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، مليارات الدولارات لتحقيق خطتها «رؤية 2030»، التي تركز على تقليل اعتمادها على النفط وإنفاق المزيد على البنية التحتية لتعزيز قطاعات مثل السياحة والرياضة والصناعات التحويلية.

وتعمل السعودية أيضاً على جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية لضمان بقاء خططها الطموحة على المسار الصحيح.

وفي الشهر الماضي، سعى وزير الاستثمار السعودي إلى طمأنة المستثمرين في مؤتمر بالرياض بأن السعودية تظل مركزاً مزدهراً للاستثمار على الرغم من عام اتسم بالصراع الإقليمي.

وقالت موديز في بيان: «التقدم المستمر من شأنه، بمرور الوقت، أن يقلل بشكل أكبر من انكشاف المملكة العربية السعودية على تطورات سوق النفط والتحول الكربوني على المدى الطويل».

كما عدلت الوكالة نظرتها المستقبلية للبلاد من إيجابية إلى مستقرة، مشيرة إلى حالة الضبابية بشأن الظروف الاقتصادية العالمية وتطورات سوق النفط.

وفي سبتمبر (أيلول)، عدلت وكالة «ستاندرد اند بورز» نظرتها المستقبلية للسعودية من مستقرة إلى إيجابية، وذلك على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية.