العالم يطل على أزمة غذائية متعددة المحاور

قفزت أسعار الغذاء العالمي لأعلى مستوى منذ صيف 2014  (رويترز)
قفزت أسعار الغذاء العالمي لأعلى مستوى منذ صيف 2014 (رويترز)
TT

العالم يطل على أزمة غذائية متعددة المحاور

قفزت أسعار الغذاء العالمي لأعلى مستوى منذ صيف 2014  (رويترز)
قفزت أسعار الغذاء العالمي لأعلى مستوى منذ صيف 2014 (رويترز)

بينما تقفز أسعار الغذاء العالمي لمستويات غير مسبوقة منذ نحو 7 سنوات، تشير تقارير إلى تفاقم معدلات الجوع وانعدام الأمن الغذائي حول العالم نتيجة عدة أسباب، يحتل قمتها حاليا العوامل الاقتصادية، مقارنة بالوضع خلال الأعوام السابقة حين كانت الحروب والقلق الاجتماعي أبرز المسببات.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) الخميس إن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت للشهر الحادي عشر على التوالي في أبريل (نيسان) المنقضي، مسجلة أعلى مستوياتها منذ مايو (أيار) 2014، إذ قاد السكر ارتفاعا في جميع المؤشرات الرئيسية.
وسجل مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء، الذي يقيس التغيرات الشهرية لسلة من الحبوب والبذور الزيتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر، معدلا عند 120.9 نقطة في المتوسط الشهر الماضي، مقابل قراءة معدلة بلغت 118.9 في مارس (آذار) السابق عليه، وكانت القراءة السابقة الأولية لمارس عند 118.5 نقطة.
وقالت منظمة الفاو التي مقرها روما في بيان إن التوقعات الجديدة تشير إلى نمو في إنتاج كل من القمح والذرة عالميا في الموسم المقبل. ويتزامن تقرير أسعار الأغذية مع تقرير آخر تم نشره الأربعاء، أفاد بأن عدد الأشخاص الذين عانوا من انعدام الأمن الغذائي الحاد حول العالم العام الماضي وصل إلى أعلى مستوى في خمس سنوات.
ولفتت منظمة الفاو إلى أن النزاعات العنيفة والأزمات الاقتصادية وجائحة «كورونا» بالإضافة إلى التقلبات المناخية الحادة جعلت نحو 155 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في عام 2020، بزيادة بما يصل إلى 20 مليون شخص عن العام السابق عليه.
وفقاً للتقرير، الذي قدمه تحالف دولي يضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات حكومية وغير حكومية، فإن الأفراد في 55 دولة أو منطقة لم يكن لديهم ما يكفي من الغذاء للحفاظ على صحتهم في عام 2020.
وقال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مقدمة التقرير: «يفاقم الصراع والجوع كل واحد منهما الآخر. إننا بحاجة إلى معالجة الجوع والصراع معا لحل الأمرين».
ووفقا للتقرير، فقد كان الوضع حرجا بشكل خاص في بوركينا فاسو وجنوب السودان واليمن، بينما كان مقلقا للغاية في أفغانستان وسوريا وهاييتي. وأشار التقرير إلى أن كثيرا من الأطفال يعانون من الحرمان الغذائي في بداية حياتهم، وأنه في الـ55 منطقة المشار إليها، هناك نحو 90 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من تقزم أو نحافة حادة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المدير العام «للفاو»، شو دونيو قوله في مؤتمر عبر الفيديو: «يجب أن نعمل معا لمنع حدوث تدهور إضافي للوضع»، واصفا التقرير العالمي الجديد حول أزمات الغذاء بأنه دعوة إلى «عمل إنساني عاجل». وأضاف «يجب أن نعالج الأسباب الجذرية للمشكلة، وأن نجعل أنظمة الأغذية الزراعية أكثر كفاءة ومرونة واستدامة».
وكانت الشبكة العالمية لمكافحة أزمات الغذاء، والتي تضم المنظمات الدولية الثلاث، قد قالت في العام الماضي، إن 28 مليون شخص في 28 دولة، يعانون من مستويات طارئة من الجوع الحاد، وإن جمهورية الكونغو الديمقراطية واليمن وأفغانستان، هي أكثر تضررا.
ولا تزال أفريقيا القارة الأكثر تضررا من نقص الغذاء، حيث تضرر منها 98 مليون شخص، أو 63 في المائة من الحالات العالمية، ما يمثل ارتفاعا من 54 في المائة مقارنة بسنة 2019.
وتعليقا على الأرقام الواردة في التقرير، قال مدير الطوارئ في «الفاو»، دومينيك بورغون: «بالنسبة إلى 100 مليون شخص واجهوا أزمة غذائية حادة في عام 2020، كان السبب الرئيسي مرتبطا بالصراعات وانعدام الأمن، مقارنة بـ77 مليونا في عام». وكانت الأزمة الاقتصادية السبب الرئيسي للجوع لـ40 مليونا العام الماضي، مقارنة بـ24 مليونا في عام 2019.


مقالات ذات صلة

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

الاقتصاد امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

من المتوقع أن يشهد النمو العالمي تباطؤاً في عام 2025، في حين سيتجه المستثمرون الأجانب إلى تقليص حجم الأموال التي يوجهونها إلى الأسواق الناشئة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد برج المقر الرئيس لبنك التسويات الدولية في بازل (رويترز)

بنك التسويات الدولية يحذر من تهديد الديون الحكومية للأسواق المالية

حذّر بنك التسويات الدولية من أن تهديد الزيادة المستمرة في إمدادات الديون الحكومية قد يؤدي إلى اضطرابات بالأسواق المالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون في كوريا الجنوبية يعملون أمام شاشات الكومبيوتر في بنك هانا في سيول (وكالة حماية البيئة)

الأسواق الآسيوية تنخفض في ظل قلق سياسي عالمي

انخفضت الأسهم في آسيا في الغالب يوم الاثنين، مع انخفاض المؤشر الرئيسي في كوريا الجنوبية بنسبة 2.3 في المائة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ )
الاقتصاد لافتة إلكترونية وملصق يعرضان الدين القومي الأميركي الحالي للفرد بالدولار في واشنطن (رويترز)

غوتيريش يعيّن مجموعة من الخبراء لوضع حلول لأزمة الديون

عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجموعة من الخبراء البارزين لإيجاد حلول لأزمة الديون المتفاقمة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الاجتماع السنوي الرابع والخمسون للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (رويترز)

المنتدى الاقتصادي العالمي: قادة الأعمال يخشون من الركود وارتفاع التضخم

أظهر استطلاع للرأي أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي يوم الخميس أن قادة الأعمال على مستوى العالم يشعرون بالقلق من مخاطر الركود ونقص العمالة وارتفاع التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.