«الكتاب الجامعي» في المغرب ينطلق في دورة أولى افتراضياً

الفيلسوف الفرنسي إدغار موران
الفيلسوف الفرنسي إدغار موران
TT

«الكتاب الجامعي» في المغرب ينطلق في دورة أولى افتراضياً

الفيلسوف الفرنسي إدغار موران
الفيلسوف الفرنسي إدغار موران

مساهمة في دعم النشر الأكاديمي وإشعاع الإنتاج العلمي للمؤسسات الجامعية داخل المجتمع بشكل عام، وفي أوساط الباحثين والشباب والطلبة بوجه خاص، بهدف توسيع مجال التعريف بالمؤلفين المغاربة وبالجامعات المغربية في الفضاءات العربية والفرنكفونية والأنجلوسكسونية، انطلقت، مساء أول من أمس، بالمغرب، فعاليات الدورة الأولى للمعرض الافتراضي للكتاب الجامعي، التي ينظمها، على مدى 8 أيام، قطاع التعليم العالي والبحث بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي، بشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة وعدد من المؤسسات التي تعنى بالنشر والكتاب على الصعيد الجامعي.
تميزت جلسة افتتاح هذه التظاهرة، المنظمة من بعد، بمحاضرة ألقاها المفكر الفرنسي إدغار موران في موضوع: «الدور المحوري للكتاب في الثقافة»، سبقتها كلمات كل من: سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وإدريس أوعويشة الوزير المنتدب في التعليم العالي والبحث العلمي، وعثمان الفردوس وزير الثقافة والشباب والرياضة.
وتطرق موران، في محاضرته، إلى مكانة الكتاب في عصر متحول، وفعل القراءة بصفته ضرورة؛ متوقفاً عند عدد من أصناف الكتاب، منطلقاً من حديث البعض عن «موت الكتاب» و«موت المكتوب»، مع ظهور التلفزيون والإعلان في عصر الصورة الذي صارت خلاله السينما بدورها عنصر ثقافة.
ضمن هذه التحولات المتسارعة، رأى موران أنه «يمكن القول إن الكومبيوتر صار عدواً للكتاب، من منطلق أنه صار أداة خنق، بعد أن صار بالإمكان أن نقرأ على شاشته مضمون كل الكتب التي نرغب فيها».
واستحضر موران تاريخ ومكانة المغرب في محيطه الإقليمي والعالمي، مشيراً إلى أن «المغرب ليس أمة طارئة تشكلت مع الاستعمار، بل يمثل حضارة تجر وراءها قروناً طويلة من الغنى والتميز»، مشيراً في هذا الصدد إلى ما كون الرصيد الحضاري والتنوع الثقافي لهذا البلد، على غرار الأمم الكبيرة، «وذلك داخلياً من خلال غنى وتنوع مكوناته وروافده، أو من خلال الحضور العربي والإسلامي في الأندلس، ثم ضمن محيطه المغاربي، والعربي الإسلامي، والعالمي».
وفي سياق حديثه عن خصوصية الكتاب الفلسفي، استحضر موران كلاً من ابن سينا وابن رشد، مشيراً إلى الدور الذي لعبه المغرب في رفع مستوى الانفتاح بين الحضارات، مؤكداً أن «هذا البلد يظل مؤهلاً لمواصلة تحقيق التعايش بين الثقافات المختلفة»، مشدداً على «حاجة العالم إلى الإيمان بالقدر الإنساني المشترك».
وتوسع موران في الحديث عن الكتاب وأهمية إعادة قراءة الكتب، وهي الإعادة التي قال عنها إنها «تزيد من إثراء معارفنا».
وربط موران الكتاب بالقارئ وفعل القراءة، مشيراً إلى أن «الكتاب يموت في غياب القارئ». وشدد على أن «الكتاب قاوم ويقاوم التلفزيون والكومبيوتر والسينما»، مؤكداً «الحاجة إليه، والتي ستمكنه من مواصلة الحياة في ظل التحولات والمستجدات التقنية التي وفرت وسائط جديدة للكتابة والقراءة».
وتعرف التظاهرة مشاركة الجامعات المغربية، بالإضافة إلى وزارة الثقافة والشباب والرياضة، و«المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية»، و«أكاديمية المملكة المغربية»، و«أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات»، و«المركز الوطني للبحث العلمي والتقني».
ويناهز عدد الكتب المعروضة نحو 900 كتاب جامعي و100 مجلة إلكترونية مغربية جامعية، بالإضافة إلى روابط تعرف بالمكتبة الرقمية التي أطلقتها الوزارة بشراكة مع «المجلس الثقافي البريطاني»، مع تنظيم 8 موائد مستديرة ومحاضرات لباحثين جامعيين، وعدد من الأنشطة على صعيد المؤسسات الجامعية، ومسابقة للقراءة خاصة بالطلبة، مع نشر العديد من الكبسولات التي تعرف بمنجزات البحث العلمي، وكذا بعض المنشورات التي أنجزها الأساتذة الباحثون، بالإضافة إلى تكريم رمزي لبعض الأساتذة الباحثين الذين أحرزوا جوائز محلية وخارجية.


مقالات ذات صلة

علي بن تميم: لا بدّ من الريادة في التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي

ثقافة وفنون جانب من معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2024

علي بن تميم: لا بدّ من الريادة في التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي

في حوار «الشرق الأوسط» مع الدكتور علي بن تميم، رئيس «مركز أبوظبي للغة العربية»، في هيئة الثقافة والسياحة في أبوظبي، الذي يتبع له مشروع «كلمة» للترجمة....

ميرزا الخويلدي (الشارقة)
ثقافة وفنون مائة عام على صدور كتاب الريحاني «ملوك العرب» (دارة الملك عبد العزيز)

الرياض تحتفي بالريحاني وبكتابه «ملوك العرب» في مئويته الأولى

استعرض المشاركون في الندوة إسهامات الريحاني بوصفه كاتباً متعدد المجالات وأكدوا أهمية توثيق تاريخ المنطقة ومجتمعاتها.

عمر البدوي (الرياض)
ثقافة وفنون أمين الريحاني

«ملوك العرب» في مئويّته: مُعاصرنا أمين الريحاني

قيمة كتاب «ملوك العرب» كامنة في معاصرتها لحياتنا ولبعض أسئلتنا الحارقة رغم صدوره قبل قرن. ولربّما كانت قيمة الريحاني الأولى أنه لا يزال قادراً على أن يعاصرنا.

حازم صاغيّة
كتب مختبر فلسطين... قنابل يدوية بدل البرتقالات

مختبر فلسطين... قنابل يدوية بدل البرتقالات

يتجاوز الصحافي أنتوني لونشتاين، الخطوط المحلية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في كتابه الاستقصائي «مختبر فلسطين: كيف تُصَدِّر إسرائيل تقنيات الاحتلال إلى العالم»

عبد الرحمن مظهر الهلّوش (دمشق)
كتب سردية ما بعد الثورات

سردية ما بعد الثورات

لا تؤجل الثورات الإفصاح عن نكباتها، هي جزء من حاضرها، وتوقها إلى التحقق، وتلافي تكرار ما جرى، بيد أنها سرعان ما تصطنع مآسيها الخاصة، المأخوذة برغبة الثأر

شرف الدين ماجدولين

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.