النساء اللائي يتمتعن بصحة جيدة أكثر عرضة للآثار طويلة المدى لـ«كورونا»

سيدة تمارس الرياضة (رويترز)
سيدة تمارس الرياضة (رويترز)
TT

النساء اللائي يتمتعن بصحة جيدة أكثر عرضة للآثار طويلة المدى لـ«كورونا»

سيدة تمارس الرياضة (رويترز)
سيدة تمارس الرياضة (رويترز)

منذ بداية تفشي فيروس «كورونا» المستجد، أكد كثير من الدراسات العلمية أن المرض يؤثر على الرجال بشكل أكبر من النساء، حيث أشار العلماء إلى أن الاستجابة المناعية للفيروس تكون أقوى لدى المرأة.
إلا إنه، وفقاً لدراسة حديثة نشرتها صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، ثبت مؤخراً أن النساء اللائي يتمتعن بصحة جيدة أكثر عرضة للآثار طويلة المدى لفيروس «كورونا».
وتشير الآثار طويلة الأمد إلى المشكلات الصحية والأعراض التي يمكن أن تستمر مع الشخص لشهور طويلة بعد تعافيه من الفيروس، مثل التعب الشديد، ومشكلات التنفس، وضربات القلب السريعة، والصداع الشديد، وآلام العضلات، والغثيان، وتساقط الشعر.
ويقول البروفسور تيم سبيكتور، خبير علم الوراثة في «كلية كينغز - لندن»، إن الدراسة التي أجراها هو وزملاؤه اعتمدت على معلومات جُمعت من 4.2 مليون مستخدم لتطبيق «Covid Symptom Study» المنتشر في المملكة المتحدة.
وأوضحت المعلومات أن ما يصل إلى 60 ألف شخص من مستخدمي التطبيق يعانون الآن من تأثيرات طويلة المدى لـ«كورونا»، قد تستمر معهم لأكثر من 3 أشهر، مشيرة إلى أن «عدد الإناث اللائي طوّرن هذه الأعراض أكثر من ضعف عدد الذكور الذين يعانون منها»، وأن جميعهن كن يتمتعن بصحة جيدة.
وأشار الباحثون إلى أن هناك دراسات أجريت في الولايات المتحدة وآيرلندا، تدعم نتائجهم، حيث أشارت إحدى الدراسات التي أجراها باحثون من نيويورك إلى أن ما يصل إلى 80 في المائة من أولئك الذين يعانون من أعراض دائمة لـ«كورونا» من الإناث.
وأضافت الدراسة أن أولئك النساء معظمهن من صغار السن، حيث يبلغ متوسط أعمارهن 43 عاماً، ويتمتعن بصحة جيدة، حيث قال نحو ثلثهن إنهن يمارسن الرياضة بانتظام.
وأشار سبيكتور إلى أن السبب في ذلك يمكن أن يرجع إلى أن الجهاز المناعي القوي لدى أولئك النساء يتفاعل بشدة مع الفيروس، مما يجعلهن أكثر عرضة لمشكلات طويلة المدى. وأوضح: «نظام المناعة القوي يمكن أن يتسبب في أضرار جانبية، حيث يقوم عن طريق الخطأ بمهاجمة الأنسجة السليمة للجسم، الأمر الذي قد يجعل النساء أكثر عرضة لأمراض المناعة الذاتية، مثل أمراض التصلب المتعدد والذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي».
ولفت سبيكتور إلى أن مناعة السيدات تكون في الأغلب أقوى بكثير من مناعة الرجال، الأمر الذي يفسر معاناتهن من الأعراض طويلة المدى الخاصة بـ«كورونا» أكثر من الرجال.
وأظهرت بيانات مجمعة لحالات فيروس «كورونا» أن إجمالي عدد الإصابات في أنحاء العالم يقترب من 31 مليوناً حتى صباح اليوم (الاثنين)، فيما اقترب عدد الوفيات من 960 ألفاً.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
TT

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)

تكبُر أحلام الشاب اللبناني المهندس هشام الحسامي يوماً بعد يوم، فلا يتعب من اللحاق بها واقتناص الفرص ليُحقّقها. منذ نحو العام، أطلق إنجازه الأول في عالم التكنولوجيا، فقدّم سيارة «ليرة» الكهربائية العاملة بالطاقة الشمسية، لتكون المنتج النموذج لتأكيد قدرة اللبناني على الابتكار.

اليوم، يُطوّر قدراته مرّة أخرى، ويُقدّم أول تاكسي طائرة، «سكاي ليرة»، من صنع محلّي؛ تأتي ضمن سلسلة «ليرة» ومزوَّدة بـ8 محرّكات. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها أول طائرة من نوعها في العالم العربي مصنوعة محلّياً. فمعظم طائرات التاكسي في الإمارات العربية وغيرها، تُستَورد من الصين. رغبتُ من خلالها التأكيد على إبداعات اللبناني رغم الأزمات المتلاحقة، وآخرها الحرب».

يتمتّع هذا الابتكار بجميع شروط الأمان والسلامة العامة (هشام الحسامي)

أجرى الحسامي دراسات وبحوثاً ليطّلع بشكل وافٍ على كيفية ابتكار الطائرة التاكسي: «بحثتُ بدقّة وكوّنتُ فكرة كاملة عن هذا النوع من المركبات. خزّنتُ المعلومات لأطبّقها على ابتكاري المحلّي. واستطعتُ أن أقدّمها بأفضل جودة تُضاهي بمواصفاتها أي تاكسي طائرة في العالم».

صمّم ابتكاره ونفَّذه بمفرده: «موّلتها بنفسي، وهي تسير بسرعة 130 كيلومتراً في الساعة، كما تستطيع قَطْع مسافة 40 كيلومتراً من دون توقُّف».

يهدف ابتكاره إلى خلق مجال صناعي جديد في لبنان (هشام الحسامي)

لا يخاطر هشام الحسامي في إنجازه هذا، ويعدُّه آمناً مائة في المائة، مع مراعاته شروط السلامة العامة.

ويوضح: «حتى لو أُصيب أحد محرّكاتها بعطل طارئ، فإنها قادرة على إكمال طريقها مع المحرّكات الـ7 الأخرى. كما أنّ ميزتها تكمُن في قدرتها على الطيران بـ4 من هذه المحرّكات».

ولكن مَن هو المؤهَّل لقيادتها؟ يردّ: «قيادتها بسيطة وسهلة، ويستطيع أيٌّ كان القيام بهذه المَهمَّة. الأمر لا يقتصر على قبطان طائرة متخصّص، ويمكن لهذا الشخص أن يتعلّم كيفية قيادتها بدقائق».

يحاول هشام الحسامي اليوم تعزيز ابتكاره هذا بآخر يستطيع الطيران على نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس»: «سيكون أكثر تطوّراً من نوع (الأوتونومايس)، فيسهُل بذلك طيرانها نحو الموقع المرغوب في التوجُّه إليه مباشرة».

صورة لطائرة تاكسي أكثر تطوّراً ينوي تصميمها (هشام الحسامي)

صمّم المهندس اللبناني الطائرة التاكسي كي تتّسع لشخص واحد. ويوضح: «إنها نموذج أولي سيطرأ عليه التطوُّر لاحقاً. إمكاناتي المادية لم تسمح بالمزيد».

من المُنتَظر أن يعقد الحسامي اجتماعاً قريباً مع وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال بلبنان، جورج بوشيكيان، للتشاور في إمكان الترويج لهذا الابتكار، وعمّا إذا كانت ثمة فرصة لتسييره ضمن ترتيبات معيّنة تُشرف عليها الدولة؛ علماً بأنّ الطائرة التاكسي ستُطلَق مع بداية عام 2025.

أطلق هشام الحسامي عليها تسمية «سكاي ليرة»، أسوةً بسيارة «ليرة»، وأرفقها بصورة العلم اللبناني للإشارة إلى منشئها الأصلي: «إنها صناعة لبنانية بامتياز، فكان من البديهي أن أرفقها بالعَلَم».

وهل يتوقّع إقبال اللبنانيين على استخدامها؟ يجيب: «الوضع استثنائي، ومشروعات من هذا النوع تتطلّب دراسات وتخصيصَ خطّ طيران لتُحلِّق من خلاله؛ وهو أمر يبدو تطبيقه صعباً حالياً في لبنان. نصبو إلى لفت النظر لصناعتها وبيعها لدول أخرى. بذلك نستطيع الاستثمار في المشروع، وبالتالي رَفْع مداخيلنا وأرباحنا بكوننا دولة لبنانية»، مؤكداً: «من خلال هذا الابتكار، يمكن للبنان أن ينافس نوعَها عينه الرائج في العالم. فكلفة صناعتها تتراوح بين 250 و300 ألف دولار عالمياً، أما في لبنان، وبسبب محلّية صناعتها وتجميع قطعها، فكلفتها أقل. نستطيع بيعها بأسعار لا تزيد على 150 ألف دولار».

المواد الأولية لصناعة «الطائرة التاكسي» مؤمَّنة في لبنان. وحدها القطع الإلكترونية اللازمة تُستَورد من الخارج: «بذلك يكون بمقدورنا تصدير التكنولوجيا الخاصة بنا».