عث الغبار المنزلي ومخاطره

كائنات غير مرئية تسبب الحساسية التنفسية

عث الغبار المنزلي ومخاطره
TT

عث الغبار المنزلي ومخاطره

عث الغبار المنزلي ومخاطره

تعد الحساسية من عث الغبار المنزلي من الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي بشكل واسع، بحيث يعاني نحو 500 مليون شخص حول العالم من التهاب الأنف التحسسي. وتتفاوت الأعراض لدى هؤلاء المرضى بين أعراض خفيفة إلى شديدة، بحيث يعاني نحو 15 في المائة إلى 20 في المائة منهم من أعراض شديدة بينما تزداد هذه النسبة عند الأطفال لتصل إلى نحو 42 في المائة.

* حساسية تنفسية

* ويعد عث الغبار المنزلي المسبب الرئيس للحساسية التنفسية في العالم، حيث إنها تشكل 20 في المائة من أسباب التهاب الأنف التحسسي مما يشكل مسألة خطيرة لا يمكن إهمالها، وفي الوقت نفسه فإنها تشكل عبئا صحيا كبيرا حيث تزداد خطورة تطور المرض من التهاب الأنف التحسسي إلى الربو التحسسي.
وينجم عن التحسس من عث الغبار المنزلي حساسية تستمر طوال العام ولكنها تتفاقم في بداية فصل الخريف والشتاء حيث يزداد وجود العث المنزلي بكثرة مما يؤدي إلى اشتداد أعراض الحساسية. لذا غالبا ما يخلط الناس بين أعراض البرد والإنفلونزا من جهة وأعراض التحسس من عث الغبار المنزلي من جهة أخرى، فهي تسبب عطاسا متكررا وسيلان الأنف أو احتقانه وحكة في العيون أو الحلق كما أنها يمكن أن تؤدي إلى التهاب الأذن الوسطى والإرهاق والربو التحسسي.
والجدير بالذكر أن العديد من الدراسات الطبية أظهرت أن مستوى التعرض إلى عث الغبار المنزلي في سن مبكرة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، وأوضحت أيضا أن التحسس المبكر من عث الغبار المنزلي يمكن أن يؤدي إلى ضيق شديد في القصبات الهوائية بحيث يسمع صوت صفير عند التنفس، لذلك يجب على المريض مراجعة الطبيب المختص عند أول ظهور لهذه الأعراض أو الأعراض السابق ذكرها لمنع تطور المرض التحسسي ولكي تمكن السيطرة عليه وهو في بداياته.
ومن جهة أخرى تظهر الإحصائيات الطبية أن من بين كل 10 مرضى بالتهاب الأنف التحسسي هناك 8 يحاولون التعايش مع هذا الوضع في حياتهم اليومية دون اللجوء إلى الأطباء للعلاج، وأن هؤلاء المرضى يستمرون بمكابدة المرض بمعدل 7 سنوات دون علاج أو استشارة الطبيب مما يؤدي إلى أثر سلبي كبير على صحتهم.
بالإضافة إلى ذلك فإن التهاب الأنف التحسسي يؤثر سلبا على العديد من نواحي الحياة ويقلل من إنتاجية الفرد وأدائه في العمل. وقد أظهرت الدراسات الطبية أيضا كيف أن أعراض الحساسية تؤثر سلبا على النوم وعلى الوظائف العملية وعلى الحالة النفسية للمرضى، وبالتالي تؤثر على التطور الذاتي عند المرضى. وثبت أن 62 في المائة من المرضى يتأثرون سلبا بنشاطاتهم اليومية كالزيارات الاجتماعية وممارسة الرياضة والأعمال المنزلية وكذلك يواجه 54 في المائة منهم صعوبات في النوم.

* عث الغبار

* من المهم أن نعرف أن هذه الكائنات تعيش على جلد الإنسان، وتتكاثر في بيئة المنزل، وتوجد على الأسرة في غرف النوم، وعلى السجاد والألعاب أو الأثاث المصنوع من القماش أو الإسفنج. وهنا يجدر الذكر أن مسبب الحساسية غالبا هي البروتينات الناتجة عن فضلات هذه المخلوقات أو عن أجسامها بعد موتها ولذلك لا يمكن التخلص منها أو من فضلاتها نهائيا، ولكن يمكن التخفيف من وجود هذه المخلوقات في المنزل. وحتى هذا لا يؤدي إلى فرق ملحوظ في تحسين أعراض الحساسية عند المرضى.
كيف يمكن أن نخفف من وجود هذه المخلوقات في حياتنا؟ يمكن التخفيف منها باتباع الخطوات التالية:
• التقليل من رطوبة المنزل، وذلك بتهويته كل يوم لمدة 15 دقيقة، وكذلك تهوية الفراش وغرف النوم في الصباح الباكر خصوصا في الطقس الجاف أو البارد. ويمكن أن يساعد في ذلك استعمال أجهزة خاصة لإزالة الرطوبة إن أمكن.
• المحافظة على درجة حرارة المنزل بين 18 و20 درجة مئوية، لأن درجات الحرارة المرتفعة تسمح لعث الغبار المنزلي بالتكاثر.
• غسل الأسطح الحاضنة لعث الغبار المنزلي بشكل منتظم مثل: السجاد - الموكيت - الوسائد وألعاب الأطفال المصنوعة من القماش، ويكون على درجة حرارة 60 مئوية على الأقل أو القيام بتركيب خشب الأرضيات (باركيه) أو المشمعات البلاستيكية بدلا من السجاد والموكيت.
• غسل مكونات سرير النوم من أغطية وألحفة ووسائد.
• تغيير أغطية السرير بشكل مستمر (كل أسبوع على الأقل) وتنظيف مرتبات النوم باستخدام المكنسة الكهربائية باستمرار.
• تجنّب الألحفة الأطول عن الحاجة واستخدام الأسرّة مضلّعة القواعد.
• استخدام أغطية الفراش الطبيّة المضادّة للعث مع غسلها مرتين خلال العام على درجة حرارة 60 مئوية.
وأخيرا، لا بد أن نعلم أن المشكلة تكمن في أنه لا يمكن أن يخلو بيت من هذه المخلوقات غير المرئية، فهي موجودة في كل بيت وعلى مدار العام. حتى ولو لم يكن بمقدورنا رؤيتها بأعيننا فهي تستطيع أن تسبب الحساسية أو أن تزيد الأعراض سوءا.



دواء للسعال يقدّم أملاً جديداً لمرضى تليُّف الرئة

للدواء تأثير مضاد على تليُّف الرئة (مختبر البيولوجيا الجزيئية الأوروبي)
للدواء تأثير مضاد على تليُّف الرئة (مختبر البيولوجيا الجزيئية الأوروبي)
TT

دواء للسعال يقدّم أملاً جديداً لمرضى تليُّف الرئة

للدواء تأثير مضاد على تليُّف الرئة (مختبر البيولوجيا الجزيئية الأوروبي)
للدواء تأثير مضاد على تليُّف الرئة (مختبر البيولوجيا الجزيئية الأوروبي)

كشفت دراسة دولية عن إمكانات واعدة لمادة «ديكستروميثورفان»، وهي مكوّن شائع في أدوية السعال المتوفرة، في علاج تليُّف الرئة.

وأوضح الباحثون في مختبر البيولوجيا الجزيئية الأوروبي بالتعاون مع مركز بحوث الرئة الألماني، أنّ هذا الاكتشاف يفتح الباب لإعادة استخدام الأدوية المُعتمدة لعلاج أمراض أخرى؛ ما يسرّع عملية إيجاد حلول طبية جديدة، ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية «Science Translational Medicine».

يُعدّ تليُّف الرئة مرضاً يصيب البالغين غالباً بسبب التعرّض لمهيجات بيئية مثل غبار الفحم والعفن، أو نتيجة آثار جانبية لبعض أدوية العلاج الكيميائي، أو بكونه جزءاً من أمراض مناعية ذاتية، مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي.

ويؤدّي التليُّف إلى تصلُّب أنسجة الرئة، ما يصعّب عملية التنفُّس ويخفّض تركيز الأكسجين في الدم، ما قد يتسبَّب في فشل الأعضاء.

ووفق «منظمة الصحة العالمية»، يعاني نحو 761 ألف شخص في أوروبا هذا المرض، مع وفاة 25 ألف مريض بسببه منذ عام 2019.

وأجرى الباحثون فحصاً لمجموعة من الأدوية المُعتمدة من «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» (FDA)، بما في ذلك «ديكستروميثورفان»، باستخدام تقنيات حديثة لتحليل فعالية الأدوية، في مكافحة تليُّف الرئة.

واستخدموا تقنيات متطوّرة مثل الميكروسكوب عالي الدقة وتحليل البروتينات لدراسة تأثير الدواء في حركة الكولاجين؛ وهو البروتين الذي يتراكم بشكل مفرط عند الإصابة بتليف الرئة، مما يؤدّي إلى تصلُّب الأنسجة الرئوية وصعوبة التنفس.

وأثبتت التجارب على أنسجة رئة بشرية ثلاثية البُعد في المختبر فاعلية الدواء في تقليل التليُّف.

وأظهرت الدراسة أنّ «ديكستروميثورفان» يقلّل تليُّف الرئة من خلال تثبيط تراكم الكولاجين في الخلايا. وأثبتت النتائج أنّ هذا الدواء يمكنه تقليل تكون الأنسجة الندبية في الرئة عن طريق تعطيل آلية نقل الكولاجين داخل الخلايا.

وفق الباحثين، كشفت الدراسة عن أنّ «ديكستروميثورفان» قد يكون له تأثير مضاد للتليُّف، ويحدّ من تكوين الندوب الرئوية، ما يُسهم في تقليل صلابة الأنسجة وتحسين القدرة على التنفُّس.

وقالوا إنّ هذا الاكتشاف يمثّل خطوة أولى نحو فَهْم تأثير هذا الدواء في تليُّف الرئة، لكنه يقدّم أملاً كبيراً بكونه علاجاً محتملاً للمرض.

وهم يخطّطون حالياً لإجراء تجارب سريرية من المرحلة الثانية بالتعاون مع مركز بحوث الرئة الألماني لتحديد مدى فاعلية الدواء على المرضى البشريين. ويسعى الفريق إلى فهم الآليات التي تجعل الدواء فعالاً، لتطوير نسخ مُحسّنة منه.