الحب في زمن الـ«كورونا»... كيف تكيفت تطبيقات المواعدة مع انتشار الفيروس؟

تحذيرات للمستخدمين من مخاطر المقابلات وزيادة في المحادثات

شعار تطبيق «Tinder» يظهر في أحد الهواتف الذكية (أ.ف.ب)
شعار تطبيق «Tinder» يظهر في أحد الهواتف الذكية (أ.ف.ب)
TT

الحب في زمن الـ«كورونا»... كيف تكيفت تطبيقات المواعدة مع انتشار الفيروس؟

شعار تطبيق «Tinder» يظهر في أحد الهواتف الذكية (أ.ف.ب)
شعار تطبيق «Tinder» يظهر في أحد الهواتف الذكية (أ.ف.ب)

تحاول تطبيقات المواعدة، واسعة الانتشار في العالم الغربي، أن تتأقلم مع الحب في زمن فيروس «كورونا»، حيث تحذر مستخدميها من المخاطر المرتفعة للذهاب في مواعيد غرامية، وتحاول أن تتأكد في الوقت نفسه من أنهم لن ينغلقوا على أنفسهم تماماً إذا دعتهم الحاجة لتجربة الحجر الصحي الذاتي.
تطبيق «OKCupid» الذي يفتخر بنهجه القائم على أهمية البيانات الشخصية في المواعدة، ويطلب من المستخدمين ملء استبيانات تفصيلية يقوم بمطابقتها مع استبيانات الآخرين، قام بإرسال تنبيه لكل مستخدميه يطرح عليهم سؤالاً جديداً: «هل يؤثر فيروس كورونا على مواعيدك الغرامية؟».
وقال متحدث باسم الشركة المسؤولة عن التطبيق إن الشركة لجأت إلى طرح هذا السؤال بعد أن لاحظت زيادة بنسبة 262 في المائة في عدد الإشارات إلى فيروس «كورونا» في الملفات الشخصية للمستخدمين في المملكة المتحدة بين شهري يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار)، حسب ما نقلته صحيفة «ذي غارديان» البريطانية.
المستخدمون في المملكة المتحدة لم يردعهم الفيروس حتى الآن عن الخروج في مواعيد غرامية، حيث قال 93 في المائة من المستخدمين إنهم سيستمرون في الخروج مع الأشخاص في الحياة الحقيقية. ويبدو أن الفيروس قد دفع الناس إلى قضاء المزيد من الوقت في البحث عن الحب، حيث أعلنت الشركة المسؤولة عن تطبيق «OkCupid» عن زيادة بنسبة 7 في المائة في عدد المحادثات الجديدة على مدار الأيام الخمسة الماضية.
بدوره، بدأ تطبيق «Tinder» في اتخاذ خطوات أخرى، حيث يُظهر للمُستخدمين في شاشة جانبية تحذيرات من مخاطر المقابلات الشخصية مع نصائح بغسل اليدين، وحمل مطهر لليد دائماً، وتجنب لمس الوجه، و«الحفاظ على مسافة اجتماعية خلال التجمعات العامة».
أما تطبيق «Hinge» فلم يأتِ بعد على أي ذكر للفيروس في التطبيق نفسه، لكنه يقوم بجهود توعية على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل تغريدته التي يدعو فيها المستخدمين إلى غسل اليدين قبل سرقة البطاطس المقلية من شريك اللقاء الغرامي، قائلاً إنه «لا بأس أن نتشارك البطاطس، ولكن ليس الجراثيم».
وبالنسبة للمستخدمين أنفسهم، فإن الفيروس يتسبب في خسائر فادحة، فإحدى المستخدمات كتبت الأسبوع الماضي تغريدة قالت فيها: «كنت أتحدث إلى رجل في تطبيق تيندر وأخبرته أنني كنت مسافرة... وقال: مع وجود هذا الفيروس؟... ولم يعد يرغب في مواعدتي».
وتجاوزت حصيلة الوفيات الناجمة عن فيروس «كورونا» عالمياً حاجز الـ4 آلاف، فيما تجاوزت الإصابات الـ116 ألف حالة.


مقالات ذات صلة

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

تكنولوجيا كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام، إذ تستطيع البرامج الموجودة على هاتفك، بمساعدة الذكاء الاصطناعي....

جيه دي بيرسدورفر (نيويورك)
تكنولوجيا تتيح منصة «Bolt.new» تطوير وتشغيل التطبيقات مباشرة عبر المتصفح معتمدةً على الذكاء الاصطناعي وتقنية الحاويات الويب دون الحاجة لإعدادات محلية (bolt.new)

تعرف على خدمة تطوير التطبيقات من المتصفح مباشرة مع «Bolt.new»

حققت خدمة «Bolt.new» نقلة نوعية في مجال تطوير التطبيقات؛ إذ تتيح للمطورين كتابة وتشغيل وتحرير التطبيقات مباشرة عبر المتصفح.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
يوميات الشرق تحوّلت الهواتف الذكية بما فيها من تطبيقات إلى إدمان العصر (رويترز)

كيف تقطع يدك الافتراضية... 7 خطوات للحدّ من الإدمان على الهاتف

باتت الهواتف الذكية امتداداً لليَد البشريّة، وكأنها يدٌ جديدة التصقت بها. العيون لا تفارقها ليل نهار، فهل من سبيل للتخفيف من هذا الإدمان المستجدّ؟

كريستين حبيب (بيروت)
أوروبا شعار تطبيق «تلغرام» (رويترز)

وفق تعديلات جديدة... «تلغرام» قد يرسل معلومات تخص بعض مستخدميه للسلطات القضائية

عدّل تطبيق «تلغرام» قواعد الإشراف الخاصة به من أجل التعاون بشكل أكبر مع السلطات القضائية، وفق ما قال، الاثنين، مؤسس المنصة ورئيسها بافل دوروف.

«الشرق الأوسط» (باريس)
تكنولوجيا علماء النفس يوصون بتسجيل قوائم على تطبيق الملاحظات لتسجيل اللحظات المبهجة والأهداف والتفاصيل الصغيرة (رويترز)

تطبيق الملاحظات على هاتفك... كيف يجعلك أكثر سعادة؟

يوصي علماء النفس باستخدام تطبيق الملاحظات على الهاتف للاحتفاظ بقوام لما يسميه الشاعر روس جاي «المتع» - «تلك الأشياء الصغيرة التي تلاحظها في العالم وتبهجك».

«الشرق الأوسط» (لندن)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».