- اضطراب الألعاب الإلكترونية
خطأ شائع ترتكبه الأسرة في حق أبنائها، لا يقتصر على مجتمع بعينه في العالم وإنما نجده قد انتشر في جميع المجتمعات النامية منها والمتطورة، وكذلك الفقيرة منها وذات المستوى الاقتصادي والاجتماعي العالي، على حد سواء. إنه يتلخص في الأسرة التي تترك الحبل على الغارب مع أبنائها في ممارسة الألعاب الإلكترونية دون قيود أو حدود.
إنها مشكلة حقيقية جداً وبدأت معاناة الأهل من مضاعفاتها وسلبياتها، حيث تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، ومعظمهم من الأطفال؛ مما يستوجب الانتباه والحذر وبذل المزيد من الوعي.
وبعد دراسات وقناعات علمية تامة، ها هي منظمة الصحة العالمية تقوم لأول مرة بتصنيف اضطراب الألعاب الإلكترونية Games Disorder كاضطراب سلوك إدمان Addictive Behavior Disorder، وتضمنه في التصنيف الدولي للأمراض (ICD - 11)، أي أنه يسبب الإدمان. وهذا بلا شك يعكس خطورة هذه الألعاب على الدماغ في كل الأعمار، وهذا التأثير يكون أكثر شدة في مرحلة الطفولة والمراهقة، وقد يؤدي إلى تدهور القدرات العقلية العليا لديهم. ولذلك؛ ينصح بمنع الألعاب الإلكترونية والموبايلات تماماً عن الأطفال الصغار.
ومع الأسف، فإن المبرمجين يقومون بإدخال الخوارزميات التي تكافئ عمداً ممارس أو لاعب تلك اللعبة بطرق مختلفة من أجل لفت الانتباه. والخطر الأكبر أنها تمارَس على مرأى ومسمع ورضاء جميع أفراد الأسرة، في حين أنها لا تختلف في تأثيراتها عن أدوية الإدمان. فإدمان الألعاب هو الأكثر ضرراً على الدماغ النامي أثناء المراهقة.
إن تصنيف منظمة الصحة العالمية الأخير هذه الألعاب ضمن مسببات الإدمان يزيد من تحمل الأسرة مسؤولية ما يتعرض له الطفل من مشاكل سلوكية ونفسية مختلفة، وتدعوهم إلى إدراك أن الاستخدام المفرط لهذه الألعاب هو مؤشر خطر ومنذر باضطرابات سلوكية إدمانية لا نقدر مداها، وعليهم البحث والاستشارة من ذوي الاختصاص.
ومن المقترحات التي يمكن بواسطتها شغل فراغ الطفل وإبعاده عن هذه الألعاب الذهاب به إلى صالة الألعاب الرياضية وإلحاقه بأحد النوادي التي تنمي المهارات وتُقَوِّم السلوك، كما وإن الخروج للهواء الطلق والحصول على الأكسجين النقي كفيل بإرضاء رغبات الطفل وإسعاده.
- شلل الوجه النصفي
شلل الوجه النصفي حالة لا يمكن التكهن بمعطياتها، متى تحصل، ومع مَنْ مِن الناس، وما هي الأسباب. فقد يفاجأ الشخص، في غضون ساعات إلى أيام، بضعف خفيف إلى شلل كلي في جانب واحد من الوجه، يتمثل ذلك في تدلي الوجه وصعوبة التعبير بالوجه مثل إغلاق العينين أو الابتسام، ثم يلاحظ الترويل، والشعور بألم حول الوجه أو بداخل الأذن أو خلفها في الجانب المصاب، مع صداع.
والخطأ الذي يقع فيه البعض، الاعتقاد بأنها حالة عابرة أو أنها مس أو سحر، ويلجأ إلى غير المتخصصين في الطب، فتضيع عليه فرص العلاج المبكر.
وبالنسبة لمعظم الأشخاص، يكون شلل الوجه النصفي مؤقتاً، وتبدأ الأعراض، عادة، في التحسن خلال أسابيع قليلة مع تحقيق الشفاء التام خلال ستة أشهر. بينما يستمر بعض الأشخاص في معاناتهم من أعراض شلل الوجه النصفي مدى الحياة، وقد يعاني البعض من المرضى من مضاعفات هذا المرض، والتي تتلخص في التالي:
> تلف في عصب الوجه، يصعب أو لا يمكن علاجه.
> إعادة نمو الألياف العصبية في الاتجاه الخطأ، مؤدية إلى انقباض لا إرادي لعضلات محددة عند محاولة تحريك عضلات أخرى (حركة تصاحبية) - على سبيل المثال، عندما تبتسم، يمكن أن تنغلق العين الموجودة في الجانب المُصاب.
> عمى جزئي أو كلي في العين التي لا تنغلق نتيجة للجفاف الشديد واحتكاك القرنية، الغطاء الواقي الشفاف للعين.
وفي الحقيقة، لا يوجد علاج محدد لمرض شلل الوجه النصفي، وإنما يتم إعطاء بعض العلاجات المساعدة، مثل:
> الكورتيكوستيرويدات، مثل بريدنيزون، وهو من المضادات القوية للالتهابات. ويفضل البدء فيها خلال بضعة أيام من ظهور الأعراض.
> مضادات الفيروسات، مثل إعطاء فالاسيكلوفير (فالتريكس) مع مضادات الالتهابات، خصوصاً في الحالات الحادة.
> العلاج الطبيعي، ومنه تدليك عضلات الوجه وتمرينها للمساعدة في منع حدوث الضمور.
وفي جميع الأحوال، يجب استشارة الطبيب فور الشعور بضعف أو ملاحظة تدلي الوجه لتحديد السبب الكامن وراء ذلك وشدة المرض، وإعطاء العلاج المناسب، وتفادي حدوث المضاعفات.
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]