س: عرفت حديثاً أن إدارة الغذاء والدواء قد أصدرت تحذيراً بشأن استخدام الليزر في علاجات المشكلات المهبلية، فهل تلك الطرق خطيرة حقاً؟
ج: لا تزال هناك الحاجة إلى المزيد من الدراسات بشأن تلك العلاجات التي يتم استخدام الليزر فيها. وذلك من أجل التعرف بشكل حاسم ما إذا كانت آمنة وفعّالة في علاج المشكلات المهبلية أم لا.
إذا كنت تفكرين في اللجوء إلى إحدى تلك الطرق فينبغي إجراء محادثة طويلة تفصيلية مع طبيبك بشأن طرق العلاج الطبية التقليدية، وفوائد وأضرار علاجات الليزر. وتجدر الإشارة إلى أن إدارة الغذاء والدواء قد أصدرت تحذيراً بشأن أجهزة الطاقة (العلاج بالليزر) في 30 يوليو (تموز) الماضي.
- علاجات الليزر
يستخدم اختصاصيو الأمراض الجلدية تلك الوسائل في علاج مشكلات البشرة، لكن تم اللجوء إليها أخيرا في علاج المشكلات الصحية التي تعاني منها النساء وعلاج أعراض مرتبطة بالخلل الوظيفي الجنسي والبولي. إلا أن ما دعم تحذير إدارة الغذاء والدواء ظهور تقارير عن حدوث إصابات نتيجة استخدام أشعة الليزر تشمل حروقا في المهبل، وندوبا، وتكرار الألم، أو حدوث ألم مزمن يتضمن الألم أثناء ممارسة الجماع.
في الوقت الذي ينبغي فيه أخذ الحيطة والحذر من هذا الأمر، من السابق لأوانه أيضاً التخلي عن استخدام طرق الليزر في علاج مشكلات النساء الصحية المرتبطة بالجهاز التناسلي لأنها قد تكون مفيدة لبعض النساء عند تطبيق تلك الطرق بشكل صحيح.
وقد تم دراسة استخدام أشعة الليزر في علاج مشكلات المهبل خاصة الضمور الفرجي المهبلي vulvovaginal atrophy الذي يؤدي فيه انخفاض مستوى الإستروجين إلى جفاف، ورقة، جدران المهبل إلى جانب بعض التغيرات المزعجة الأخرى متكررة الحدوث. وتعد هذه الحالة من أعراض متلازمة الجهاز التناسلي والبولي المصاحبة لانقطاع الدورة الشهرية والتي تعد حالة مرضية.
وقد صكّت جمعية أميركا الشمالية لسن اليأس والجمعية الدولية لدراسة الصحة الجنسية للمرأة ذلك المصطلح لوصف أعراض محددة مرتبطة بانقطاع الدورة الشهرية التي عادة ما تنتج عن انخفاض مستوي الإستروجين وهرمونات أخرى.
- متلازمة سن اليأس
وتصيب هذه المتلازمة نحو نصف النساء اللائي وصلن إلى سن اليأس، ومن أعراضها الضمور المهبلي، وجفاف المهبل، والشعور بالحكة، والالتهاب، والألم أثناء ممارسة الجماع. يمكن أن يزداد الضمور المهبلي vaginal atrophy سوءاً بمرور الوقت حتى مع تراجع حدة الأعراض الأخرى المرتبطة بسن اليأس.
ومن أشكال العلاج الشائعة لتلك الحالة استخدام مرطبات مهبلية غير هرمونية، وجرعة قليلة من الإستروجين المهبلي. مع ذلك لا تستطيع الكثير من النساء استخدام الإستروجين أو لا يرغبن في ذلك لأن التعرض للهرمون قد يمثل خطراً على صحتهن. تشير البيانات الأولية إلى أن تكنولوجيا الليزر قد تقدم فوائد في علاج الضمور المهبلي، لكن لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لتقييم مدى أمان وفعالية هذه الطريقة خاصة على المدى الطويل. لذا ينبغي تجربة طرق العلاج المعروفة التقليدية أولا إلى أن نعرف المزيد عن مزايا ومخاطر استخدام الليزر في علاج هذه الحالة على المدى الطويل.
وقد جمعت إدارة الغذاء والدواء بين طرق علاج أعراض متلازمة الجهاز التناسلي والبولي المصاحبة لانقطاع الدورة الشهرية وبين تلك المستخدمة في علاج ما يُعرف باسم «تجديد نشاط المهبل» «vaginal rejuvenation».
ويشير هذا المصطلح بوجه عام إلى إجراءات جراحية تغير حجم أو شكل المهبل أو الشفرة أو تغير الهيكل المهبلي الذي يُعرف باسم الحلقة المحيطة بغشاء البكارة لتحسين الشكل أو الكفاءة الجنسية. يشمل تجديد نشاط المهبل وطرق التجميل، بحسب تعريف الكلية الأميركية لأطباء والنساء والتوليد: «تجميل المهبل من جانب مصمم designer vaginoplasty»، وغيرها من عمليات تجميل المهبل، و«تضخيم مساحة البقعة جي» G - spot amplification من خلال حقن الجدار الأمامي للمهبل بالكولاجين. عادة ما يتم إجراء تلك العمليات الاختيارية دون وجود داع أو غرض طبي واضح، وهو أمر يضعه المرء في الاعتبار عند الموازنة بين مخاطر ومزايا عملية الليزر.
ينبغي أن يكون الهدف في النهاية هو تحقيق توازن بين الأمور المحتملة المجهولة ومخاطر استخدام الليزر في المهبل، مع عدم تجاهل التقدم الطبي المحتمل الذي يمكنه مساعدة النساء في علاج المشكلات الصحية الجنسية والإنجابية التي قد يواجهنها.
- رسالة هارفارد
«مراقبة صحة المرأة»،
خدمات «تريبيون ميديا»