«الخيل معقود في نواصيها الخير»... معرض يعيد للحصان العربي رونقه

يضم 65 لوحة وتحتضنه دار الأوبرا المصرية

من اللوحات المعروضة في معرض «الخيل معقود في نواصيها الخير»
من اللوحات المعروضة في معرض «الخيل معقود في نواصيها الخير»
TT

«الخيل معقود في نواصيها الخير»... معرض يعيد للحصان العربي رونقه

من اللوحات المعروضة في معرض «الخيل معقود في نواصيها الخير»
من اللوحات المعروضة في معرض «الخيل معقود في نواصيها الخير»

ألهم الحصان العربي الكثير من الفنانين التشكيلين عبر العصور، وامتلأ تاريخ الفن العالمي بروائع الأعمال المستوحاة منه، والتي تحاول إبراز جمالياته وأصالته وعراقته وصفاته؛ وامتدادا لهذا الاتجاه الفني، تحتضن دار الأوبرا المصرية في القاهرة، حالياً معرضاً تشكيلياً بعنوان «الخيل معقود في نواصيها الخير»، الذي يضم 65 لوحة، تحاول أن تظهر هذه المقومات الجمالية للحصان العربي. المعرض يعد الأحدث من بين سلسلة من المعارض الفنية للفنانة المصرية سهام محرم، التي حولت منذ سنوات طويلة الحصان العربي إلى تيمة فنية، تعبر بها عن عشقها للخيول وجمالياتها وعالم الفروسية، حيث نظمت من قبل معارض فردية منها «الخيل ومعنى الحياة»، «الخيل... لحظات لا تقدر بثمن»، وشاركت بأخرى جماعية تدور في فلك الحصان، ثم كان معرضها الأخير المستلهم من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ».
تقول صاحبة المعرض: «عشق الخيول مغروس في منذ الصغر، وحبي يزيد بشكل خاص للخيل العربي الذي أراه يتسم بالشموخ والكبرياء، ويمتاز بصفات نادرة وفريدة منها الإخلاص والثقة والصبر والمثابرة وضبط النفس، إلى جانب شكل جسده الذي يتميز بالروعة والجمال وتناسق التكوين العضلي، وهذا العشق والقرب من الخيل ينعكس على محاولاتي الدائمة في رسم تفاصيله الصعبة، خصوصا انحناءات الجسد والعضلات».
تعكس لوحات المعرض موهبة الفنانة، من حيث ضبط النسب الجمالية الجذابة للخيل العربي، حيث تظهر متسقة في أعمالها مع الواقع، وتقترب إلى حد التطابق دون إخلال، وهو ما يبين موهبتها الفطرية التي لم تثقلها بالدراسة أو تعلم تشريح الحصان، كغيرها من الفنانين الذين يتجهون لعلم التشريح للتميز في رسم الحصان.
تتبع «محرم» أسلوب الرسم على الخشب بالقلم الرصاص في البداية، ثم تقوم بالحرق على الخشب لما قامت برسمه، ثم التعامل بعد ذلك معه بالألوان الزيتية، لينتج من هذا المزج أعمالا فنية متميزة.
تقول: «أجمل لحظاتي هي تلك التي أقوم بقنصها لكي أخلو بألواني وفرشاتي بعيدا عن صخب العالم من حولي لكي أرسم الخيل، وهي الحالة التي انتقلت إلى أبنائي وأحفادي، فنجلي من ضمن الفرسان ويعمل أيضاً في مجال مستلزمات الفروسية، كما لدي حفيدتان فارستان وترسمان الخيل أيضا، وهما يتشاركان معي بأعمال لهما في هذا المعرض».
يذكر أن هواية رسم الخيل بدأت لدى «محرم» منذ مرحلة الدراسة الثانوية ثم الجامعية، عضدها عملها في مجال مستلزمات الخيول والفروسية، إلا أنها توقفت عن الرسم بشكل مؤقت بسبب ظروف العمل والأسرة، لتعود للظهور مجددا بعد سنوات طويلة.



مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
TT

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية

في سابقة جديدة، تسعى من خلالها وزارة الثقافة المصرية إلى تكريس «تقدير رموز مصر الإبداعية» ستُطلق النسخة الأولى من «يوم الثقافة»، التي من المقرر أن تشهد احتفاءً خاصاً بالفنانين المصريين الذي رحلوا عن عالمنا خلال العام الماضي.

ووفق وزارة الثقافة المصرية، فإن الاحتفالية ستُقام، مساء الأربعاء المقبل، على المسرح الكبير في دار الأوبرا، من إخراج الفنان خالد جلال، وتتضمّن تكريم أسماء عددٍ من الرموز الفنية والثقافية الراحلة خلال 2024، التي أثرت الساحة المصرية بأعمالها الخالدة، من بينهم الفنان حسن يوسف، والفنان مصطفى فهمي، والكاتب والمخرج بشير الديك، والفنان أحمد عدوية، والفنان نبيل الحلفاوي، والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، والفنان صلاح السعدني، والفنان التشكيلي حلمي التوني.

أحمد عدوية (حساب نجله محمد في فيسبوك)

وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري في تصريحات الأحد، إن الاحتفال بيوم الثقافة جاء ليكون مناسبة وطنية تكرم صُنّاع الهوية الثقافية المصرية، مشيراً إلى أن «هذا اليوم سيُعبِّر عن الثقافة بمعناها الأوسع والأشمل».

وأوضح الوزير أن «اختيار النقابات الفنية ولجان المجلس الأعلى للثقافة للمكرمين تم بناءً على مسيرتهم المميزة وإسهاماتهم في ترسيخ الهوية الفكرية والإبداعية لمصر». كما أشار إلى أن الدولة المصرية تهدف إلى أن يُصبح يوم الثقافة تقليداً سنوياً يُبرز إنجازات المتميزين من أبناء الوطن، ويحتفي بالرموز الفكرية والإبداعية التي تركت أثراً عظيماً في تاريخ الثقافة المصرية.

وفي شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، رحل الفنان المصري الكبير صلاح السعدني، الذي اشتهر بلقب «عمدة الدراما المصرية»، عن عمر ناهز 81 عاماً، وقدم الفنان الراحل المولود في محافظة المنوفية (دلتا مصر) عام 1943 أكثر من 200 عمل فني.

صلاح السعدني (أرشيفية)

كما ودّعت مصر في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2024 كذلك الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني عن عمر ناهز 90 عاماً، بعد رحلة طويلة مفعمة بالبهجة والحب، مُخلفاً حالة من الحزن في الوسط التشكيلي والثقافي المصري، فقد تميَّز التوني الحاصل على جوائز عربية وعالمية عدّة، بـ«اشتباكه» مع التراث المصري ومفرداته وقيمه ورموزه، واشتهر برسم عالم المرأة، الذي عدّه «عالماً لا ينفصل عن عالم الحب».

وفي وقت لاحق من العام نفسه، غيّب الموت الفنان المصري حسن يوسف الذي كان أحد أبرز الوجوه السينمائية في حقبتي الستينات والسبعينات عن عمر ناهز 90 عاماً. وبدأ يوسف المُلقب بـ«الولد الشقي» والمولود في القاهرة عام 1934، مشواره الفني من «المسرح القومي» ومنه إلى السينما التي قدم خلالها عدداً كبيراً من الأعمال من بينها «الخطايا»، و«الباب المفتوح»، و«للرجال فقط»، و«الشياطين الثلاثة»، و«مطلوب أرملة»، و«شاطئ المرح»، و«السيرك»، و«الزواج على الطريقة الحديثة»، و«فتاة الاستعراض»، و«7 أيام في الجنة»، و«كفاني يا قلب».

الفنان حسن يوسف وزوجته شمس البارودي (صفحة شمس على فيسبوك)

وعقب وفاة حسن يوسف بساعات رحل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً بعد صراع مع المرض.

وجدّدت وفاة الفنان نبيل الحلفاوي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الحزن في الوسط الفني، فقد رحل بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

السيناريست المصري بشير الديك (وزارة الثقافة)

وطوى عام 2024 صفحته الأخيرة برحيل الكاتب والمخرج بشير الديك، إثر صراع مع المرض شهدته أيامه الأخيرة، بالإضافة إلى رحيل «أيقونة» الأغنية الشعبية المصرية أحمد عدوية، قبيل نهاية العام.