بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

- اختبار بسيط للكشف عن الجلطات الدموية
> قد يتعرض أحدنا لحالة تخثر الدم بعد تعرضه لإصابة طارئة مثل كسر العظام ثم التجبيس لفترة طويلة، أو بعد الخضوع لعملية جراحية كبرى، أو بعد رحلة سفر طويلة سواء بالطائرة أو السيارة دون حركة، أو أي نشاط بدني أو حتى ملازمة الفراش طويلاً مع عدم التحرك، أو بعد حدوث جلطة دموية وريدية سابقة (VTE). كما أن تخثر الدم قد يرتبط بمتلازمة الفوسفوليبيد واضطراب التجلط الوراثي مثل طفرة العامل الخامس (Leiden) وأيضاً عند البدينين والمدخنين. وقد تصاب به المرأة خلال فترة الحمل أو بعد الولادة أو مع استخدام وسائل منع الحمل أو العلاج بالهرمونات البديلة.
عند الشعور بأعراض نوبة تجلط دموي حادة أو مزمنة مثل الجلطة الوريدية العميقة أو انسداد رئوي pulmonary embolism (PE) أو تجلط الدم داخل الأوعية، يجب التوجه على الفور إلى قسم الطوارئ لاستبعاد وجود مثل هذه الحالات أو حتى سكتة دماغية، وذلك بعمل اختبار دم بسيط يسمى د - ديمر (D - dimer) حيث تؤخذ عينة دم من أحد أوردة الذراع للفحص.
وماذا تعني نتيجة الاختبار؟ إذا كانت نتيجة اختبار D - dimer طبيعية فإنها تعني أنه من المرجح عدم وجود حالة حادة أو مرض يسبب جلطة وتفتيتها. أما النتيجة الإيجابية (المؤكدة) فإنها تشير إلى وجود مستوى عالٍ بشكل غير طبيعي من الفيبرين (fibrin) المتفتت بمعنى وجود تجلط دموي كبير (خثرة) واحتمال انهيارها في الجسم، ولكن دون تحديد المكان أو السبب، فيأتي دور طبيب الطوارئ لتتبع ذلك من خلال الأعراض التي يشكو منها المريض وبالفحص الإكلينيكي.
إن كلاً من مستويات اختبار D - dimer المتزايدة والعادية قد تتطلب المتابعة ويمكن أن تحتاج الحالة إلى مزيد من الاختبارات، كما أن الأشخاص الذين لديهم اختبارات D - dimer مؤكدة وأولئك الذين لديهم خطورة متوسطة إلى عالية للإصابة بجلطات الأوردة العميقة، يحتاجون إلى مزيد من الدراسة باستخدام التصوير التشخيصي.
- دعوة للالتزام الجاد بتطعيم الحصبة
> تعتبر الحصبة مرضاً خطيراً وشديد الإعداء يسبّبه فيروس من فصيلة الفيروسة المخاطية وغالباً ما ينتقل عن طريق الاتصال المباشر أو من خلال الهواء، ويصيب الجهاز التنفسي أولاً ثم ينتقل بعد ذلك إلى باقي أجزاء الجسم. ولا تزال الحصبة تعد من الأسباب الرئيسية لوفاة صغار الأطفال، وذلك على الرغم من توافر لقاح مأمون وعالي المردود للوقاية منها.
وقد مكّنت جهود التطعيم ضد الحصبة من تحقيق مكاسب صحية عمومية كبرى ما أدّى إلى انخفاض وفيات هذا المرض في جميع أنحاء العالم بنسبة 79 في المائة في الفترة بين عامي 2000 و2015 (20.3 مليون وفاة).
وما يؤسف له أن عام 2015 شهد وقوع 134200 حالة وفاة بسبب الحصبة في جميع أنحاء العالم - أي ما يناهز 367 حالة وفاة في اليوم أو 15 حالة وفاة في الساعة، علماً أن معظم تلك الوفيات طالت أطفالاً دون سن الخامسة. وحديثاً، كشفت أرقام جديدة من منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 41000 شخص في منطقة منظمة الصحة العالمية الأوروبية أصيبوا بالحصبة في الأشهر الستة الأولى من عام 2018.
ووفقاً للموقع الطبي «يونيفاديس»، فإن هذا الرقم يمثل زيادة كبيرة في عام 2017 عندما تم تأكيد ما مجموعه 23927 حالة طوال العام. ويتجاوز العدد الإجمالي للحالات في الأشهر الستة الأولى من هذا العام وحده إجمالي 12 شهراً المبلغ عنها لكل سنة أخرى في العشر سنوات السابقة.
ووفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية الذي نشر في 20 أغسطس (آب) 2018 بخصوص زيادة حالات الإصابة بمرض الحصبة، فقد شهدت 7 دول في الإقليم الأوروبي أكثر من 1000 إصابة بين الأطفال والبالغين هذا العام، وهي فرنسا وجورجيا واليونان وإيطاليا والاتحاد الروسي وصربيا وأوكرانيا. وقد تم الإبلاغ عن وفيات مرتبطة بمرض الحصبة في جميع هذه البلدان السبعة.
ووجهت الدكتورة سوزانا جاكاب، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا الدعوة لجميع البلدان للقيام على الفور بتنفيذ تدابير واسعة وملائمة لوقف انتشار هذا المرض، وصرحت بأن تفشي هذا المرض في العامين الماضي والحالي في الدول الأوروبية التي بدأت تشهد زيادة هائلة في عدد الإصابات بالحصبة، وأيضاً عدم القضاء على هذا المرض لحد الآن، لهو مؤشر على الفشل في الوفاء بالالتزامات الخاصة بالتنمية المستدامة. وأكدت للجميع أن الصحة الجيدة تبدأ بالتطبيق الجاد للتطعيم.

- استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».