مصرية تدمج بين دراستها الزراعية وعشقها للفن على قشور الفاكهة

تعلمت الرسم من مقاطع «يوتيوب» وتدر أعمالها دخلاً لها

«كوكب الشرق» على رغيف خبز «بلدي» - وجه ألبرت أينشتاين على قشر البطيخ - أحمد حلمي ومنى زكي من أعمال أميرة جمال
«كوكب الشرق» على رغيف خبز «بلدي» - وجه ألبرت أينشتاين على قشر البطيخ - أحمد حلمي ومنى زكي من أعمال أميرة جمال
TT

مصرية تدمج بين دراستها الزراعية وعشقها للفن على قشور الفاكهة

«كوكب الشرق» على رغيف خبز «بلدي» - وجه ألبرت أينشتاين على قشر البطيخ - أحمد حلمي ومنى زكي من أعمال أميرة جمال
«كوكب الشرق» على رغيف خبز «بلدي» - وجه ألبرت أينشتاين على قشر البطيخ - أحمد حلمي ومنى زكي من أعمال أميرة جمال

استسلمت أميرة جمال، (22 سنة) ابنة محافظة الدقهلية، لرغبة أسرتها الرافضة لفكرة السفر إلى القاهرة، للالتحاق بكلية الفنون الجميلة بحي الزمالك. والتحقت على غير رغبتها بكلية الزراعة بجامعة المنصورة؛ لكن لم تمنعها المواد التطبيقية والعلمية الزراعية من ملامسة حلمها الأثير، الذي ظل يراودها منذ نعومة أظافرها. قررت الاعتماد على نفسها من أجل تعلم قواعد الرسم الصحيحة، واستفادت من المحاضرات الخاصة بفنون رسم البورتريه المنشورة على موقع «يوتيوب» للتواصل الاجتماعي.
ساعدتها تلك الدروس على تحصيل مهارات كثيرة في فنون الرسم، ومعرفة الأبعاد المناسبة للرسومات الفنية والقواعد الأساسية للفن التشكيلي، وأهمية الألوان وأدوارها، وكيفية استخدام الظل والنور في اللوحات.
قامت أميرة أيضاً بالتردد على أحد المراسم الفنية بمدينة المنصورة (130 كيلومترا شمال القاهرة)، لصقل موهبتها. وفي الوقت الذي انتهت فيه أميرة من سنوات الدراسة الأربع في كلية الزراعة، كانت بالتوازي قد انتهت من تعلم كافة فنون رسم البورتريه، وأمور فنية أخرى، بجهد فردي خالص، حتى أصبحت اليوم إحدى أهم المواهب المصرية الشابة في مجال رسم الشخصيات الشهيرة على أشياء غير تقليدية، مثل قشور البطيخ والتفاح، وغيرها من الفواكه والخضراوات، بجانب قيامها بصناعة إكسسوارات وقطع فنية يدوية تحقق من بيعها دخلاً جيداً.
تقول أميرة لـ«الشرق الأوسط»: «أستطيع رسم الشخصيات الشهيرة بسهولة على قطع صغيرة من قشر البطيخ، حيث قمت برسم كوكب الشرق أم كلثوم، والفنان أحمد حلمي وزوجته منى زكي، والفنانة هبة مجدي وزوجها المطرب محمد محسن، والعالم ألبرت أينشتاين، والفنان محمد عادل إمام، والفنان أحمد مكي، على قشر البطيخ، مستخدمة أدوات دقيقة لحفر معالم وملامح الوجه، حتى تبدو واضحة من خلال التناقض بين اللونين الأبيض والأخضر، دون إضافة أي ألوان طبيعية أو صناعية على قشر البطيخ، الذي يلقيه المواطنون في صناديق القمامة».
ذهبت الفنانة الشابة إلى ما هو أبعد من الرسم على قشر البطيخ، وقامت برسم وجه الفنانة الراحلة أم كلثوم، على رغيف خبز «بلدي» دائري الشكل، مستخدمة ورق الخس الأخضر، في تحديد معالم هذا الوجه الشهير ونظارته الطبية الأثيرة. ورسمت أم كلثوم أيضاً باستخدام العنب وقطع من قشر الخيار والباذنجان، بالإضافة إلى رسم الممثلة الأميركية الراحلة مارلين مونرو على تفاحة حمراء، في الوقت الذي قامت فيه أيضاً برسم أشكال فنية وشخصيات معروفة، باستخدام خامات طبيعية وغذائية، مثل الحمص، والملح، والملوخية، بجانب الملابس وقطع القماش.
وأضافت جمال قائلة: «أنوي الرسم في الفترة المقبلة على قشر الباذنجان، بعد الانتهاء من تلوين غرفتي بالمنزل». ولفتت قائلة: «أسرتي تشجعني الآن على الرسم والإبداع، لا سيما أنني أعمل في مدينة المنصورة، وأبيع بها أعمالي الفنية اليدوية».
وأوضحت الفتاة أن «آخر أعمالها الفنية كان استخدام ألوان البلاستيك على القماش»، مشيرة إلى أنها «الوحيدة في مصر التي تقوم بالرسم على قشور الفواكه والخضراوات»؛ لكن أميرة ترى أنها تحتاج لمزيد من الوقت، لكي يطلق عليها «رسامة محترفة»، وترى أنها مجرد رسامة هاوية حتى الآن.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.