تيلر كوين

حذارِ من الألاعيب المتشابكة لحرب روسيا في أوكرانيا

«احذر من اللعبة المتشابكة»، هي واحدة من أقل الأقوال شهرة ولكنها مفيدة للغاية ويجب وضعها في الاعتبار عند متابعة الشؤون الدولية. ومن الأهمية بمكان الآن الإشارة إلى أن ليتوانيا أعلنت فرض حظر على السلع الروسية الخاضعة للعقوبات. اللعبة المتداخلة كما تبدو هي لعبة داخل لعبة. فاللعبة تتفهم جيداً أن الجهات الفاعلة في غالبية أوضاع العالم الحقيقي ليست موحدة ولها دوافع متضاربة. والمثال الكلاسيكي هو فشل اتفاق سلام مقترح في الشرق الأوسط لأن بعض الفصائل المتشددة رعت هجوماً إرهابياً أو اغتيالاً.

النخبة وارتداء الكمامات

يزداد انزعاجي مما أطلق عليه «التفرقة العنصرية في ارتداء الأقنعة الطبية»؛ فإذا حضرت أي مؤتمر أو فعالية مؤخراً ربما تلاحظ ذلك، وهو عدم ارتداء الأثرياء الحاضرين أقنعة طبية، في حين يلتزم ارتدائها الندل وأفراد طاقم العمل البسطاء. وحتى لو كان الحضور يرتدون الأقنعة الطبية في بداية الفعالية، فإنهم يخلعونها بمجرد بدء احتساء المشروب وتناول العشاء، وعادة لا يعاودون ارتداءها مرة أخرى. ألا يشير ذلك إلى أن ارتداء الأقنعة الطبية لم يعد ضرورياً؟

التوجه الصقوري الأميركي إزاء أفغانستان لم يفلح هو الآخر

مع سيطرة جماعة «طالبان» على كابل وجميع أرجاء أفغانستان، من المهم أن نلتفت إلى الدروس الأقل وضوحاً وراء هذا الحدث الممتد لـ20 عاماً. إن ما يجري الآن يذكّرني لماذا يتعذر عليّ أن أكون من الصقور في مجال السياسة الخارجية، رغم أنني أتقبل بدرجة كبيرة الرؤية العالمية للصقور والقيم الكامنة وراءها. ودعونا ننحِّ جانباً مسألة ما إذا كنا نؤيد قرار الرئيس جو بايدن بالانسحاب من أفغانستان، ونتفق على أنه عاجلاً أم آجلاً كان سيجري اتخاذ هذا القرار. من جهته، مال الرئيس السابق دونالد ترمب باتجاه الانسحاب أيضاً، وكذلك المرشح الجمهوري السابق ميت رومني.

الألقاب نعمة ونقمة!

في وقت أدت ثقافة الوعي الاجتماعي التي نعايشها اليوم إلى إعادة النظر في اللغة والحياة الأميركية، ربما حان الوقت لإلقاء نظرة على الألقاب المهنية. على سبيل المثال، لماذا ينبغي للناس أن يدعونني «بروفسور كوين»، بينما قليلون يدعون الشخص الذي يصلح المراحيض بـ«السباك جونز»؟ ألا يعني ذلك أننا نضفي على بعض المهن مكانة كبيرة على نحو مفرط وتلقائي؟ وألا يعني ذلك بالتالي أننا نقلل من مكانة المهن التي يمتهنها البعض منا؟

ثورة العملات المشفرة لن تكون عامة

إن ثورة 13 يوليو (تموز) الجاري معلقة بالتمويل، وها قد بدأ العالم للتو يدرك التحولات التي من المحتمل أن تحدثها، حيث سيتعين على المؤسسات المالية أن تتخذ نهجاً مختلفاً تماماً لتكنولوجيا المعلومات لمجرد البقاء في سوق العمل. تخطط شركة «لويش غلوبال»، وهي شركة تشفير، للاكتتاب العام في العام الجاري، بتقييم متوقع قدره 9 مليارات دولار، فيما تخطط شركة «سيركل إنترنت فاينانشيال إنك»، الشركة التي تقف وراء العملة المستقرة، للإدراج في البورصة العامة، كما هو الحال مع منصة العملات المشفرة «باكت هولدنغز».

أميركا... النسخة المنقحة الجميلة

في الرابع من يوليو (تموز) من العام الجاري، يتعيَّن على أميركا أن تحتفل بتاريخها التنقيحي. تنبع الوطنية الحقيقية، لا سيما ما يتعلق بالتنوع الأميركي، من استبيان التاريخ الذي ولدنا فيه. ومع اقتراب الرابع من يوليو، علينا جميعاً أن نضع هذا في اعتبارنا عندما نتحقق من بعض أساسيات الرواية الأميركية - ويجب أن نسأل أنفسنا، ليس عما إذا كان لهذه الاعتبارات ما يبررها، وإنما لماذا لا يوجد المزيد منها. إن التاريخ التنقيحي يخدم أغراضاً مفيدة ومتعددة، ولا بد من تشجيعه في أغلب الأحوال حتى لو تبين أن الكثير من المزاعم التنقيحية كانت خاطئة. إن الحالة الإنسانية الطبيعية هي نوع من الرضا والقبول بالوضع الراهن.

نزع الكمامات... من يبدأ الخطوة الأولى؟!

قررت، حكومة ولاية فيرجينيا الأميركية التي أسكن فيها، خلال الشهر الماضي رفع التعليمات المعنية بضرورة ارتداء الكمامات الواقية، بالنسبة للأشخاص الذين حصلوا على جرعتي اللقاح، والذين يخضعون لبعض الاعتبارات المؤهلة لذلك.

ما لا يفهمه جمهور العملات المشفرة عن الاقتصاد

كانت العملة الرقمية من فئات الأصول غير الاعتيادية، لكنها لن تبقى كذلك إلى الأبد. قلت مرة إن العملات الرقمية المشفرة وجدت لتبقى. والآن، أود أن أشرح السبب في أن أجزاء من الاقتصاد السائد والعالم المالي لا يأخذونها على محمل الجدية. وبكل صراحة: الكثير منا لا يفهم الاقتصاد النقدي بصورة جيدة. هناك خطآن شائعان؛ الأول، أن الدولار الأميركي ليس على حافة الانهيار، ولن تتمكن أصول العملات المشفرة من أن تحل محله. الولايات المتحدة هي واحد من أكبر نظامين اقتصاديين في العالم، وهي مركز العالم الناطق باللغة الإنجليزية.

«كوفيد ـ 19» أظهر الضعف في اتخاذ القرارات الكبيرة

قلب السلوك البشري خلال جائحة «كوفيد» أحد أكثر الافتراضات الأساسية للاقتصاد رأساً على عقب، حتى لو لم يقر خبراء الاقتصاد بعدُ بالاعتراف بذلك. باختصار، اتضح أن الناس أسوأ في اتخاذ القرارات الكبيرة والمهمة مما كان يُعتقد في السابق، وأفضل في القرارات الصغيرة التافهة. ترى نظرية الاقتصاد القياسي أن الناس يتخذون قرارات جيدة نسبياً عندما يكون هناك الكثير على المحك. على أقل تقدير، فهم يفكرون في المشكلة بعناية حتى لو لم يصلوا دائماً إلى النتيجة المثلى. وعلى العكس من ذلك، عندما تكون المخاطر محدودة، فإنهم يتعاملون مع معلومات أقل وقد تكون القرارات التي يتخذونها غير سليمة.

متى لا يكون الدولار دولاراً؟

من شأن صدور عملة رقمية من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي إحداث ثورة في الصناعة المالية الأميركية. ومع ذلك، وبينما يعتبر التحول الرقمي الاقتصادي والمالي أمراً محورياً، مثلما يقول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، فإنه لا يمكنه أن يكون عالمياً. وعليه، فإن الاقتصاديات الكبرى سينتهي بها الحال إلى وجود نوعين مختلفين على الأقل من المال. أما النقطة محل القلق الأوسع فتدور حول أن صدور عملة رقمية عن بنك مركزي، سيؤدي إلى تفكك الوساطات، مع إقبال الأفراد وتجار الجملة على وضع أموالهم في منظومة عملة رقمية صادرة عن البنك المركزي، بدلاً عن بنوك تجارية.