مها محمد الشريف
كاتبة سعودية مختصة بقضايا الشرق الأوسط والعالم، كتبت في العديد من الصحف الرسمية السعودية وصحيفة «الرؤية» الإماراتية، وتكتب بشكل دائم في صحيفتَي «الجزيرة» و«الشرق الأوسط». لها اهتمامات بالرسم والتصميم الاحترافي.

الإعلام الغربي وكأس العالم في قطر؟

استضافة قطر لكأس العالم تعد جزءا من رؤية وطنية طموحة، وهي مبادرة حكومية لتحويل قطر إلى مجتمع عالمي، وهذه المرة الأولى التي تقام فيها كأس العالم في الشرق الأوسط، مما جعل المونديال محاطاً بالكثير من الجدل في عدد من القضايا والانطباعات والإرهاصات التي تشكك منذ الإعلان عن استضافة الدوحة للبطولة، بينما الحقيقة الواضحة للعيان هي أن تنظيم بطولة كأس العالم يعبر عن صورة حديثة تعرض نفسها بنفسها على نحو كامل بفضل الجهود التي تؤطرها. فالحديث عن المونديال أخذ حيزاً واسعاً من النشر والإعلام قدم فيه الكثيرون من الكُتّاب العرب والأجانب من شتى أنحاء العالم آراء مختلفة ومتباينة، واتفقت الأغلبية على نجاح الاستعد

لبنان... بين الأمل المفقود والواقع الأليم

الصورة المستقبلية العامة التي يرسمها انهيار لبنان، يحيط بها إطار كئيب، وأفق بعيد من التحولات، يعيش هذا البلد أزمة اقتصادية طاحنة بعد أن تراكمت الديون على الحكومات المتعاقبة، انهارت بقوالبها ومفاهيمها وسياساتها المتناقضة، التي عمقت الأزمات، وأدخلت الاقتصاد في دوامة وقلق وخوف وتشكيك أصاب البنوك بالشلل، أزمات استفحلت وتفاقمت وآخذة في التداعي، فالطبيعة الاجتماعية تعبر عن موقف غير متماسك ونظام طائفي مزق النسيج اللبناني ارتفع صداه في الأزمات وأنتج خللاً أصاب التوازنات أدى إلى ساحة صراعات لا تنتهي. وليس من الوارد بطبيعة الحال، في سياق هذا التناول الموجز، تغطية كل الجوانب ومناقشة النظريات والمذاهب، ول

إرهاب إيران يصل إلى عقر دار أوروبا

رسالة جديدة للعالم تخبر عن المسيّرات التي ترسلها طهران إلى روسيا من الطراز نفسه الذي يستخدمه الحوثيون في اليمن عند استهداف منشآت نفطية في السعودية والإمارات، حينها لم يكن هناك على الصعيد الدولي سوى إدانة غير مباشرة للعبث الإيراني، ولم يحرك الغرب ساكناً، فكيف أضحت «الدرونز» الإيرانية اليوم سلاحاً فتاكاً؟ هل رؤية المشكلات الدولية والحلول لها علاقة بالمشاعر؟

جائزة «نوبل للسلام» في زمن الحرب

إننا نعايش اليوم تحولاً كبيراً في السياسة والاقتصاد والتبادل والاستهلاك، نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، وحشداً كبيراً في ظل توفر مجموعة من التقنيات ووسائل الاتصالات، حتى كادت الحرب تعمم وتشمل العالم بأسره في الغرب والشرق، فلم تعد تقتصر الأزمات والحروب على النقاط الحدودية، بل شملت جميع القارات بأشكال جديدة وغير مرئية، وتُستخدم فيها أشد الأسلحة فتكاً بالبيئة والإنسان. لذلك واجه المخططون سياسة عالمية خطيرة تؤذن بانهيار دول، ولم يعد المسار كما كان حقلاً خصباً للحوار والدبلوماسية، فكل شيء يتحدد وفقاً لنتائج الحرب، وهذا التسليم يقطع الطريق على كل المحاولات التي تريد أن تعيد الهيمنة للماضي، فقد واجه

الوساطة ودورها في إيقاف الحرب

نقطة تحول في الحرب الروسية الأوكرانية، إذ بعد المكاسب التي حققها الروس في الجنوب والشرق، جاءت الانتكاسات وتراجع الجيش الروسي المصنف عالمياً أنه يحتل المرتبة الثانية بين أقوى جيوش العالم، فلماذا حصل هذا التراجع من بعض الأراضي الأوكرانية التي ضمتها روسيا في بداية اجتياحها؟

هل وصلنا للحلقة الأخيرة من مفاوضات نووي إيران؟

لقد استخدم الاتفاق النووي الإيراني كأداة حاسمة في الصراع الدولي، فمندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، يرى أن بيان الثلاثي الأوروبي الذي ينتقد برنامج إيران النووي جاء في توقيت خاطئ، وفي لحظة بالغة الأهمية في مفاوضات فيينا، ووزارة الخارجية الإيرانية تشير إلى أن البيان الثلاثي الصادر عن بريطانيا وألمانيا وفرنسا يدفع بمفاوضات إحياء الاتفاق النووي إلى الفشل، ويصب في مصلحة «الكيان الصهيوني»، وهذا كله يقودنا إلى شيطنة كل شيء حتى ظل العالم أسيراً وتائهاً. سوف تستمر هذه المرحلة طويلاً لوجود لعبة التحالفات والتحالفات المتضادة لسنوات أخرى، لأن العالم يعج بعدد هائل من الأحداث المتش

تنافس القوى الكبرى على المسرح الأفريقي

يبدو أن ثمة هوساً طاغياً لمعظم الدول الكبرى بالتوسع الاقتصادي، لكي تظل تلك الدول ضمن ترتيبات النفوذ الاقتصادي وحصد مكاسب جدية تنوع آليات عملها ومخاطبتها للرأي العام، وتلك حالة تبعث على القلق في واقع محتكر، نشأت فيه روح المغامرة الحية وصراع مرعب يشكل نواة لأطماع دفينة نحو القارة الأفريقية.

شتاء أوروبا مثقل بالأزمات

لا تبدو أوروبا على موعد مع شتاء معتاد، فهو أول فصل بارد تعيشه مع أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، التي ما زالت تداعياتها تتصاعد، فقد شهدت الساحة الدولية تباطؤاً ملحوظاً، فهل ابتكروا مناخاً من السلبية، وغدت تعمية الواقع عرفاً آيديولوجياً؟

الصين تتوعد فهل ترضخ أميركا؟

يعد التغيير في الساحة الدولية صعباً للغاية، لأنه يؤثر في القوة الأحادية العالمية، ويصور بوضوح كيف يمكن أن يكون واسع النطاق، ليخلق رؤية ملزمة تناسب تطوير استراتيجيات جسورة تحول الرؤى الجريئة إلى واقع ملموس، ولغة واضحة تخاطب العالم الذي يموج بالاضطرابات، بأنه قد آن الأوان للحد من تصدير الأخطاء التي تؤدي إلى عواقب وخيمة. وهذا يعني أنَّ الصين كقوة دولية تتوعد أميركا في حال قيام رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، بزيارة إلى تايوان، فيما عبّر مسؤولون في البيت الأبيض والبنتاغون عن قلقهم من الزيارة التي تشكل «استفزازاً لا داعي له»، وتمهد لأزمة واسعة بين البلدين، التي تعتبرها بكين جزءاً من أراضي

ماذا سمع بايدن في قمة جدة؟

المفارقة في هذا العالم الغريب أنه أكثر اتصالاً وأقل رضا وتوافقاً، في كل يوم تفتح لك الحياة السياسية نوافذ صغيرة لترى منها حقائق كبيرة، والخط الفاصل فيها يختلف باختلاف الأنظمة والظروف والأزمنة، فثنائية الخاص والعام والصديق والعدو لا تتحكم في السياسة فحسب، بل تتحكم في أهداف الأنشطة السياسية الأخرى على شكل علاقة بين مفهومين متضادين، قد يتغير خلال مسيرة التاريخ، ففي الأيام الماضية تصدرت صور كبار مستشاري البيت الأبيض الشاشات وصفحات الصحف عندما كان الرئيس بايدن في زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط لإعادة دور الولايات المتحدة في منطقة ذات أهمية استراتيجية في العالم، في ظل تراجع نفوذ واشنطن، ورحّب الرئيس