ليونيد بيرشيدسكي

ليونيد بيرشيدسكي

بوتين... خطوات لم يكن زعماء الاتحاد السوفياتي ليجرؤوا عليها

مع إلقاء الرئيس الروسي بوتين خطابه السنوي عن حالة الأمة، مؤخراً، وإشادته بالأطباء الأبطال والباحثين بمجال اللقاحات وتعهده بتشديد التنظيمات البيئية، بدا المشهد كله كأنه رحلة إلى عالم موازٍ. ورغم حقيقة أن الخطابات المحلية لبوتين غالباً ما تكون جوفاء في الجزء الأكبر منها، فإن الرسالة التي وجّهها إلى الغرب سلّطت الضوء على الاختلاف الراديكالي بين التوجه الذي ينتهجه عمّا اتّبعه أسلافه السوفيات. في عالم بوتين، تظهر روسيا كدولة متقدمة في طريقها نحو التغلب على جائحة فيروس «كوفيد - 19» وتحاول إيجاد حل لقضايا اجتماعية واقتصادية حتمية، لكنها ليست على درجة كبيرة من الخطورة.

بوتين وأوكرانيا والحرب

يجلب الحشد العسكري للقوات الروسية على الحدود الأوكرانية في الآونة الأخيرة، للساسة في الغرب حقيقة غير باعثة على الارتياح، مفادها: إن رغبت روسيا في خوض مغامرة عسكرية جديدة، فإن أوكرانيا ستكون تحت رحمتها لا محالة. يستشرف الرئيس بوتين، الذي انتهز لحظة ارتباك دولي وضم شبه جزيرة القرم، فرصة مماثلة في الآونة الراهنة.

الإغلاق سيكون أكثر صرامة إذا حكمتنا الآلات

كنا نفضل الذهاب لمشاهدة أوركسترا فيلهارموني في برلين أنا وأسرتي، ولكن الحكومة قد أمرت بإغلاقها كجزء من سياستها لمكافحة فيروس كورونا المستجد. ومع ذلك، اتضح أن إغلاق الكنائس في ألمانيا كان خطوة بعيدة التنفيذ للغاية بالنسبة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم في البلاد. ولقد دعت المستشارة أنجيلا ميركل رفاقها المشرعين إلى كلمة العلم في خطاب ديسمبر (كانون الأول) الذي لقي إشادة واسعة، وبرغم أنها فيزيائية من واقع دراستها الجامعية، إلا أنها كريمة أحد رجال الدين كذلك. لقد جعلتني تلك التجربة أفكر في المنهج التكنوقراطي للتعامل مع الوباء الراهن، وهو منهج الاستماع إلى صوت العلم.

كيف صمد بوتين في وجه «كورونا»؟

أسفرت أساليب الرئيس فلاديمير بوتين المتعمدة للتخفيف من الأضرار الاقتصادية الهائلة الناجمة عن جائحة فيروس «كورونا» عن تركيز أغلب الآلام في المدن الروسية الكبرى التي تشهد أعلى معدلات النشاط الاحتجاجي بصورة تقليدية. وربما يعتقد المرء أن إلحاق الأذى بالأماكن التي من المرجح أن تشتكي وتتذمر هي من استراتيجيات الحكم الخاسرة. وبرغم ذلك، فإن هذا يعد خطأً ظاهراً في تقدير الأمور بالنسبة إلى الحالة الروسية، لا سيما مع إلقاء التبعة واللوم على جهات أخرى. يتسم النظام الذي شيده فلاديمير بوتين في البلاد بالمركزية الشديدة - وبأكثر مما هي عليه الأوضاع في بلدان أخرى تتخذ شكل الحكم الفيدرالي.

بوتين يرسم سلطات روسيا

عندما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن القيام بإصلاح جذري لنظام الحكم في روسيا مؤخراً، قام بإنهاء عصر ميدفيديف. كان ديمتري ميدفيديف، على الأقل رسمياً، أقرب صديق لبوتين وهو السياسي القوي الأكثر استعدادا لتقاسم السلطة الرسمية معه. وسواء حان الوقت لنشر نعي ميدفيديف السياسي أم لا، فإن خدماته التي قدمها لقمة هرم السلطة العمودية في روسيا سوف تبقى مثالاً على كيف يمكن لنظام بوتين أن يخنق أي نوايا للتحديث. استقال ميدفيديف فجأة كرئيس للوزراء، دون أي اشعار مسبق لأعضاء حكومته الذين اضطروا أيضاً إلى تقديم استقالاتهم.

يسار الوسط الأوروبي والحياة بعد الموت

بعد الهزيمة المنكرة التي لحقت بحزب العمال البريطاني تحت زعامة جيريمي كوربين في الانتخابات الأخيرة التي شهدتها المملكة المتحدة، من السهل الآن توجيه الانتقادات إلى تيار يسار الوسط الأوروبي على القيادة المزرية والتواصل الرديء مع الناخبين. وتتبادر بلدان ألمانيا، وإيطاليا مع دول أخرى إلى الذهن والذاكرة سريعاً.

تجمد تيار اليمين المتطرف في أوروبا

عام جديد يعني تخويفاً يمينياً جديداً في أوروبا. فعلى الرغم من أن الأحزاب اليمينية المتطرفة أصبحت الآن لاعباً أساسياً على الساحة السياسية في أوروبا، فإنها لم تحقق مكاسب مهمة في القارة خلال عام 2019.

أهمية مشروع غاز بوتين الكبير

عبر بضعة أسابيع مهمة، اتخذ أحد أكثر مشاريع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أهمية وطموحاً – نظام تصدير الغاز الطبيعي الروسي لمواكبة الواقع الجيوسياسي الجديد عوضاً عن واقع حقبة الحرب الباردة القديم – وضعه النهائي. ومن المتوقع أن يستمر، من دون تغييرات كبيرة، حتى نهاية المسار الروسي على قمة أكبر مصدري الطاقة حول العالم. وتشمل اللمسات الأخيرة على المشروع الكبير، الذي بدأ العمل فيه منذ عام 2001 مع بناء خط أنابيب «بلو ستريم» إلى تركيا، إطلاق خط آخر للأنابيب يحمل اسم «باور أوف سيبيريا» إلى الصين في الثاني من ديسمبر (كانون الأول).

عقوبات أميركية ضد روسيا بعد فوات الأوان

أخيراً، سيبدأ سريان العقوبات التي لطالما هددت بها الولايات المتحدة ضد خط أنابيب «نورد ستريم2» الروسي للغاز الطبيعي والواصل إلى ألمانيا بتكلفة 10.5 مليار دولار، الأسبوع المقبل. لكن توقيت العقوبات وفحواها لا يمكنهما سوى مجرد إبطاء وتيرة تنفيذ المشروع الذي أوشك على الاكتمال.

«فيسبوك» يبدو عاجزاً أمام الروس

تصرّ الشركات المالكة لشبكات التواصل الاجتماعي على أنها تحرز تقدماً على صعيد مكافحة سوء استغلال منصاتها. ومع ذلك، تمكن للتو اثنان من الباحثين، بالاعتماد على ميزانية متواضعة للغاية، من إظهار أن الدفاعات التي تعتمد عليها شبكات التواصل الاجتماعي يجري تجاوزها بصورة روتينية من جانب صناعة استغلالية كاملة يتركز الجزء الأكبر منها في روسيا. وفي تقرير صادر عن مركز التميز للاتصالات الاستراتيجية التابع لحلف «الناتو»، شرح سباستيان باي ورولف فريدهايم تجربة أجرياها بين مايو (أيار) وأغسطس (آب).