جو نوسيرا

الإغلاق لوقف انتشار الفيروس فائدته قصيرة المدى

كان الطبيب الأميركي دونالد إيه هندرسون رجلاً عظيماً حيث كان خبيراً في الإرهاب البيولوجي (هو الإطلاق المتعمد للفيروسات أو البكتيريا أو المواد السُّمّية أو غيرها من العوامل الضارة الأخرى لتسبب المرض أو الوفاة للبشر أو الحيوانات أو النباتات)، وكان عميداً لما يعرف الآن بكلية بلومبرغ للصحة العامة بجامعة جونز هوبكنز، ومستشاراً لعدة رؤساء للولايات المتحدة، كما اشتهر هندرسون بكونه الرجل الذي قضى على مرض الجدري في السبعينات، وقد كانت معرفته بالأمراض المعدية غير مسبوقة. وفي منتصف القرن الماضي عندما كان مجتمع الصحة العامة في الولايات المتحدة يحاول وضع برنامج لمكافحة الأوبئة، كان هندرسون، الذي توفي في 201

الجدل المتفاقم حول ارتداء الكمامات

فور علمي بإصابة الرئيس دونالد ترمب بفيروس كورونا المستجد، كان أول ما بدر إلى ذهني هو إرسال رسالة نصية إلى زوجة أخي لكي أعرف إن كانت علمت بتلك الأخبار، وما إذا كانت قد غيرت رأيها المتصلب بشأن عدم ارتداء الكمامات الواقية، أم لا. وعلى غرار كل أصهاري (باستثناء زوجتي بالطبع)، فزوجة أخي من أشد المؤيدين للرئيس دونالد ترمب في كل شيء. وكانت في آخر الصور التي رأيتها لها ترتدي قميصاً أزرق اللون يحمل عبارة تقول: «ترمب 2020. حافظ على أميركا عظيمة». وهي تعتقد أن الديمقراطيين يرغبون في نزع حرياتنا من بين أيدينا وتحويل الولايات المتحدة إلى دولة اشتراكية شمولية.

أميركا بين إنقاذ البنوك وإنقاذ العاطلين

أقام مركز بيركلي الأميركي للقانون والأعمال حدثه السنوي الخاص بالاحتيال قبل بضعة أسابيع، لكنه كان مجرد حدث افتراضي بالطبع بسبب وباء فيروس كورونا المستجد، وقد كان هناك بند جديد على جدول أعمال الحدث السنوي هذا العام، فإلى جانب الاجتماعات المعتادة المتعلقة بالمبلغين عن الفضائح، وبالبيع المكشوف (بيع ورقة مالية قبل تملكها بهدف شرائها لاحقاً بقيمة أقل)، أضاف المنظمون على الأجندة اجتماعاً بعنوان «الاحتيال وكوفيد - 19». ويقول أحد المشاركين في الاجتماع «إن هذا الوباء هو بمثابة عاصفة مثالية للاحتيال»، ومَن يمكنه التشكيك في ذلك؟

الوباء ومنتقدو الإغلاق

بعد مرور ثلاثة أشهر على تسجيل أول حالة إصابة بوباء «كوفيد-19» داخل الولايات المتحدة، هل حان الوقت لتوجيه مزيد من الانتباه إلى النقاد؟ لا، ليس نوعية أنصار شعار «اجعلوا أميركا عظيمة من جديد» الذين يعترضون بحمق، ويزعمون أنهم يملكون حقاً دستورياً لتعريض حياتهم وحياة الآخرين للخطر عبر تجاهل قواعد التباعد الاجتماعي؛ وبالتأكيد كذلك ليس جماعة «إنها مجرد إنفلونزا عادية». أتحدث هنا عن أشخاص أمثال جون إيوانيديس، العالم بمدرسة الطب التابعة لجامعة ستانفورد الذي أشار في وقت مبكر إلى أن فيروس «كورونا» أقل فتكاً بكثير عما تتوقعه النماذج، أو عالم الأوبئة السويدي جون غيسكي الذي يرى أن حماية كبار السن والمرضى -م

نسي الأميركيون غاية الاقتصاد إلى أن ظهرت الجائحة

نحن نعيش واحدة من تلك اللحظات التي يجدر بنا فيها طرح هذا السؤال، وهو: ما غاية الاقتصاد؟ لا يوجد الاقتصاد من أجل منفعة المشاركين في سوق الأوراق المالية ولا زيادة أموال الشركات. منذ حقبة الثمانينات على الأقل جعلت الولايات المتحدة الثروة الاقتصادية معادلاً لسوق متصاعدة، وأرباح شركات متزايدة باستمرار؛ إنها مكونات ضرورية لاقتصاد سليم وقوي، لكنها في النهاية لا تمثل سوى وسيلة لا غاية؛ فالغاية هي رفاهة المواطنين.

تفكيك أزمة «فيسبوك»

في الولايات المتحدة، أصبح عملاق مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» يمثل مشكلة، نظراً لأن عائداته التي بلغت 23.3 مليار دولار عام 2017 تعتمد على التعدي على خصوصية المستخدمين، وذلك ببيعه بياناتهم لشركات الإعلانات. وفي هذا السياق، قال بروفسور علم التسويق سكوت غولواي في مقال نشر بمجلة «أسكوير» بداية العام الحالي، إنه رغم الوجود وسط شركات عملاقة بحجم «أمازون» و«آبل»، و«غوغل»، فقد نجحت شركة «فيسبوك» في أن تصبح ذات قيمة اقتصادية وتأثير أكبر من غيرها من الكيانات التجارية الأخرى في تاريخ البلاد. الأمر ينطوي على احتكار تجاري، سواء اشتريت منافسيك أو حطمتهم. فتلك الممارسات من شأنها أن تخنق المنافسة.

«فيسبوك» في مواجهة غضب كبار مؤيديها

كتب الصحافي التكنولوجي ديفيد كيركباتريك مؤخراً يقول: «لم يحدث من قبل أن كان لفشل شركة واحدة ذلك التأثير المدمر على مستوى العالم». وأضاف يقول: «وجد العنصريون، والمستبدون، ومروجو الفوضى، البيئة المثالية عبر (فيسبوك) لنشر السموم وتطبيعها في عقول الناس، واكتساب مزيد من الأتباع، في حين أن المجتمعات في أرجاء العالم كافة تترنح من العواقب الوخيمة جراء ذلك. وباتت الديمقراطية والسياسات تحت ضغوط مستمرة. وحتى الآن، ليست لدى (فيسبوك) أي وسيلة فعالة لمكافحة ذلك». لا يمكن اعتبار ديفيد كيركباتريك أول الشخصيات التي توجه انتقادات لاذعة شديدة ضد شركة «فيسبوك».

تخوُّف الشركات الغربية من القيود الروسية

تعد القصة التي سأسردها عليكم الآن واحدة من تلك القصص التي تدفعك إلى التساؤل: ما الذي قد يدفع أي شخص إلى الاضطلاع بنشاط تجاري في روسيا، ذلك أنها بلاد لا تلتزم بأي قواعد بخلاف تلك الخاصة بها؟ بعض الأحيان، تتضمن هذه القصص شركات ضخمة مثل «بي بي» التي عملت في وقت مضى في مشروع مشترك مع مجموعة من كبار رجال الأعمال الروس.

روسيا وإغاظة الغرب

نشرت صحيفة «فايننشيال تايمز» مؤخرا مقابلة أجرتها مع رجل أعمال روسي يدعى سيرغي بوغاشيف. كان بوغاشيف ذات يوم حليفا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو يملك شركات في مجال بناء السفن والتشييد العقاري، علاوة على مصرف. وقد اشتهر بلقب «مصرفي الكرملين». إلا أن المصرف الذي يمتلكه انهار منذ سنوات قلائل، وفي عام 2012 صادرت الحكومة ترسانتين يمتلكهما لبناء السفن.

في أميركا.. المجرمون يتفوقون على التقنية

ما الذي يمنعنا من استخدام هذا النوع من التقنية؟ هكذا سألت النائبة الديمقراطية من ولاية مينيسوتا إيمي كلوبوشار في حيرة. كان ذلك ولجنة الكونغرس القضائية وضمنها كلوبوشار تعقد جلسة حول الاختراقات الأخيرة لتارغيت ونايمان ماركوس، التي سرقت فيها عشرات الملايين من البطاقات الائتمانية وبطاقات الحسابات البنكية. وتعرف التقنية التي تقصدها لوبوشار بالشريحة والرقم السري. ولا يعد سرا كبيرا من وجهة النظر الأمنية أن نظام الشريحة التي تحتوي على المعلومات الشخصية والرقم السري يفوق كثيرا نظام الشريط الممغنط، الذي يعد العمود الفقري لنظام البطاقات الائتمانية وبطاقات الحسابات البنكية في الولايات المتحدة.