أندرياس كلوث
خدمة «بلومبيرغ»

الوباء ليس دائماً لعنة

يقدر الباحثون أن حوالي أربعة من كل خمسة مرضى بفيروس «كوفيد 19» يعانون من فقدان جزئي أو كلي لحاسة الشم، وقد لا يعاني الكثير من الأعراض الأخرى، وأنه لا علاقة لذلك بانسداد الأنف، بل بالتدمير الذي يسببه فيروس كورونا لأنظمتنا العصبية. يتعافى العديد من المرضى من فقدان حاسة الشم بسرعة، فيما تتراجع حاسة الشم لدى البعض الآخر لتصبح أقل مما كانت عليه، وقد لا يستعيد بعض الناس حاسة الشم أبداً. وتقدر أعداد هذه الحالات بالملايين في جميع أنحاء العالم.

ما هو الوعي؟ العلماء يتسابقون لاكتشاف الإجابة

في عالم العلم، هناك الكثير من الأمور المثيرة في الوقت الراهن، لكن يخالجني اهتمام خاص تجاه مجموعة من التجارب التي ربما تثمر نهاية الأمر عن رفع مستوى الوعي البشري. وأعني ذلك حرفياً: فالهدف من وراء هذا البحث فهم ما يعنيه «الوعي» على وجه التحديد؟ وكيف يعمل؟ وما الحيوانات التي تملك وعياً؟ ولماذا يفقد الناس الوعي بعض الأحيان؟ وهل يمكن أن ينجح الذكاء الصناعي في جعل آلاتنا أكثر وعياً بذواتها؟ إلا أنني أتحدث هنا أيضاً عن رفع الوعي على مستوى آخر، ذلك أنَّ الأسلوب الذي تجري به هذه الدراسات يمكن أن يقودنا إلى توجه أفضل لإجراء الأبحاث والدراسات بمجال العلوم ومجالات أخرى.

لقاحات الوباء تفرض معضلة أخلاقية عالمياً

لقد مرَّت أسابيع قليلة فقط قبل تجهيز المعدات والاستعداد لحقن اللقاحات. وإن كان العام الماضي هو الذي منح فيروس كورونا المستجد اسمه المعروف «كوفيد - 19»، وتميز عام 2020 الحالي بالكمامات والملابس الواقية ومسحات الاختبار الطبية، فإنَّ عام 2021 المقبل سوف يتسم بعام قارورة المصل المضاد. ونظراً لأنه جائحة، فإنَّ هذا النوع من التطورات المرحب بها يفرض كافة المشكلات المعتادة للاختلافات العالمية المعهودة في الثروة، والسلطة، والإنصاف، وكانت البلدان الغنية قد تقدمت بالفعل بطلبات شراء اللقاح الجديد. وليس بمقدور البلدان الفقيرة سوى الأمل في ألا يتم استبعادها.

معضلة عصر الاستقرار النووي

أطلق مؤخراً صاروخ باليستي عابر للقارات في الاتجاه العام لجزر هاواي الأميركية. وفي أثناء هبوط الصاروخ بعد مرور بضع دقائق، وحال وجوده خارج الغلاف الجوي للأرض، تعرض للإصابة بصاروخ آخر أسفر عن تدميره. ومع هذا التفجير، بلغ التوازن النووي الهش على مستوى العالم حد الخروج من الاستقرار على نحو مفاجئ. وباتت مخاطر استخدام القنابل النووية آخذة في الازدياد الفعلي من جديد. ودخلت مرحلة النمو مرة أخرى. كان الصاروخ الباليستي العابر للقارات والمحلق فوق أجواء المحيط الهادي عبارة عن هيكل أميركي مصمم بهدف اختبار نوع جديد من تقنيات الاعتراض العسكرية.

فرنسا وألمانيا تتفقان مع أميركا أكثر مما تدركان

صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أيام بقوله: «إنني أختلف بشدة» مع وزيرة الدفاع الألمانية، واصفاً وجهة نظرها بشأن العلاقات عبر الأطلسي بأنها تعكس «سوء تفسير تاريخي». وكانت وزيرة الدفاع الألمانية السيدة أنغريت كرامب كارينباور قد صعدت من لهجة السجال على الفور عندما وصفت رؤية السيد ماكرون المتناقضة بأنها «محض أوهام». يشير هذا السجال الجدلي غير المعتاد ما بين رئيس فرنسي يوصف في أغلب الأحيان بسمات القيادة والطموح وأحد أعضاء مجلس الوزراء الألماني ممن يفتقد إلى التقدير العام المطلوب إلى أن هناك أمرا ما يجري في الكواليس.

الاضطرابات الاجتماعية و«كوفيد ـ 19»

«عندما كان لمرضنا وفقرنا احتياجات أكبر مما يمكننا توفيره، فالأوامر الصارمة أدت إلى إثارة غضبنا وحزننا بشكل أكبر، كما أنها أعاقت تحقيق الإغاثة»...

أميركا وبولندا واتجاهات الاستقطاب

في عام 2015، العام السابق على تولي دونالد ترمب رئاسة الولايات المتحدة، وقع تحول مماثل في السلطة في منطقة أوروبا الشرقية، وإن كان على نطاق أصغر. وعلى غرار الولايات المتحدة بعد مرور فترة وجيزة من الزمن، انحرفت دولة بولندا الأوروبية الشرقية صوب تيار اليمين المتطرف ومزيداً صوب الشعبوية المناهضة للنخبوية والمرتكزة أسسها على سياسات المظالم والاستياء. ولكن، كيف يبدو واقع بولندا اليوم؟ صارت بولندا دولة منقسمة على نفسها بمزيد من الألم والمرارة. وظهرت لافتات ترفع شعار «إنها الحرب» ويحملها مئات الآلاف من المواطنين البولنديين - أغلبهم من النساء - الذين نزلوا إلى مختلف شوارع البلاد خلال الأيام الأخيرة.

طول أمد الوباء يجعله أكثر ترويعاً

«العقابيل»، أو «الاعتلال الدماغي»، أو «فقدان حاسة الشم» من المصطلحات الطبية المتخصصة التي قد لا تعني للقارئ العادي أي شيء ما لم يكن دارساً لإحدى اللغتين اللاتينية أو اليونانية، أو طالباً ملتحقاً بإحدى كليات الطب. بيد أن هذا المعنى يبدو على وشك التغيير في الظروف الراهنة، لا سيما إن كان القارئ يحاول مواكبة الأدبيات العامة ذات الصلة بفيروس «كورونا» المستجد والوباء المنتشر في كل مكان. وإن كنت معنياً بالأمر مثلي، فكلما توسعت في الاطلاع ارتفعت حدة القلق لديك. تعني لفظة «عقابيل» الآثار الثانوية اللاحقة على المرض. وتعني لفظة «الاعتلال الدماغي» المرض الذي يصيب المخ.

إردوغان ولوكاشينكو والسخرية من الاتحاد الأوروبي

انظروا إلى الاتحاد الأوروبي العظيم، الذي يحتل المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة من حيث الثقل والزخم الاقتصادي على مستوى العالم. ثم انظروا مرة أخرى إلى التقزم الشديد الذي يعاني منه الاتحاد الأوروبي نفسه في الحلبة الدبلوماسية العالمية.

تجربة ألمانيا في معالجة اقتصاد الوباء

لا يستطيع أحد التشكيك في جودة الأداء الألماني خلال هذه السنة العصيبة للغاية، وأن إدارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تستحق مزيداً من الإشادة والثناء. غير أنَّ البلاد على طريقها لمواجهة مشكلة مختلفة بعض الشيء؛ إذ إنَّ السياسات الحكومية التي اتُّخذت وأحرزت تقدماً ونجاحاً ملحوظاً خلال المرحلة الأولى من الركود ذي الصلة بوباء فيروس «كورونا» من شأنها أن تجلب المزيد من الأضرار، إذا ما اعتمدت نفس الأسلوب والطريقة في مرحلة الوباء الثانية وما بعدها. ومن حق ألمانيا الاحتفاء والافتخار بما أنجزته خلال العام الحالي.