السلطة تناشد العالم نجدة القدس

تعزيزات إسرائيلية إلى الضفة بعد مقتل ثلاثة مستوطنين

فلسطيني يتحدى جراراً إسرائيلياً خلال المواجهات التي شهدتها أحياء قرية كوبر في رام الله أمس (أ.ف.ب)
فلسطيني يتحدى جراراً إسرائيلياً خلال المواجهات التي شهدتها أحياء قرية كوبر في رام الله أمس (أ.ف.ب)
TT

السلطة تناشد العالم نجدة القدس

فلسطيني يتحدى جراراً إسرائيلياً خلال المواجهات التي شهدتها أحياء قرية كوبر في رام الله أمس (أ.ف.ب)
فلسطيني يتحدى جراراً إسرائيلياً خلال المواجهات التي شهدتها أحياء قرية كوبر في رام الله أمس (أ.ف.ب)

ناشدت السلطة الفلسطينية، أمس، دول العالم نجدة القدس وحماية أهلها في ظل التوترات المتزايدة حول المسجد الأقصى التي حولت المدينة إلى ساحات مواجهة.
وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، من دول العالم والأمم المتحدة، بتدخل عاجل وفاعل لنجدة القدس وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين فيها. واتهم إسرائيل باستهداف أهل القدس «بأبشع أعمال القتل والتنكيل».
ورفض الفلسطينيون في القدس للأسبوع الثاني الدخول إلى المسجد الأقصى عبر البوابات الإلكترونية التي وضعتها إسرائيل على أبوابه. شهدت المدينة المقدسة أمس مواجهات جديدة بين قوات الاحتلال ومقدسيين مرابطين أمام «باب الأسباط» وفي مناطق أخرى متفرقة، خلفت إصابات بينها واحدة خطيرة على الأقل.
وللمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة تبدي إسرائيل مؤشرات على إمكانية التراجع. وقالت مصادر إسرائيلية إن وزير الأمن جلعاد اردان سيبحث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بدائل محتملة للبوابات في وقت لاحق.
وأعلن رئيس الإدارة المدنية الإسرائيلية الجنرال يوآف مردخاي أن لجنة فنية إسرائيلية ستفحص البدائل الأمنية المحتملة للبوابات.
وجاءت مؤشرات التراجع الإسرائيلي مع علو أصوات في إسرائيل من أجل احتواء الموقف بعد عملية نفذها فلسطيني قتل فيها طعنا بالسكين 3 مستوطنين في مستوطنة حلميش قرب رام الله. وزجت إسرائيل بمزيد من جنودها إلى الضفة الغربية لحماية المستوطنات.
ودعا يتسحاق هيرتسوغ وتسيبي ليفني، وهما من زعماء المعارضة الإسرائيلية، إلى إيجاد حلول فورية بعد المواجهات والأحداث المتصاعدة.
وقال هيرتسوغ إنه «يجب تفعيل كل الوسائل السياسية والأمنية لإعادة الهدوء والحد من العنف قبل أن تتسع دائرته»، ودعا إلى التعامل بهدوء وتغليب العقل من أجل وقف إراقة الدماء.
أما ليفني فرأت أنه يجب التعاون مع الولايات المتحدة والأردن والفلسطينيين لمنع مزيد من التدهور، وقالت: «إن التدهور السريع يتطلب تبديل التكتيك الحالي والاستراتيجيات، وهذا يتطلب تعاونا من الجميع ووقف تبادل الاتهامات».



سباق بين سلالات حاكمة تاريخية على عرش إيران

أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
TT

سباق بين سلالات حاكمة تاريخية على عرش إيران

أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)

وسط غابة خضراء في مكان مجهول، وقف رجل سبعيني ليخاطب الإيرانيين بالفيديو باقتباسات من كبار الشعراء الفارسيين، معلناً أنه «شاه عباس سلجوقي، ملك الملوك وإمبراطور إيران، آخر المتبقين من سلالة السلاجقة، ومن الأتراك الإيرانيين».
قد تبدو مزاعم الرجل في حكم إيران مثار تندر، نظراً إلى أن إمبراطورية السلالة السلجوقية التي يدعي التحدر منها أفلت قبل أكثر من ثمانية قرون. لكنه مجرد متسابق بين كثيرين يحاولون طرح أنفسهم بديلاً للنظام الحالي، في ظل تزايد السخط الشعبي على أدائه.

وتداولت فيديوهات لأشخاص يزعمون انتسابهم إلى السلاسات التي حكمت إيران بعد سقوط الصفوية في القرن الثامن عشر، وبعضهم يرشح نفسه لاستعادة عرش أجداده.
وأصبح الشغل الشاغل للإيرانيين على شبكات التواصل الاجتماعي تتبع أخبار من يتحدرون من السلالات التاريخية التي حكمت بلادهم قبل قرون، عبر فيديوهات مزاعم حق العرش التي تثير دهشتهم أو منشورات ساخرة.

صراع على تركة القاجار

ونشر شخص يدعي بابك ميرزا قاجار يقول إنه يتحدر من السلالة القاجارية التي حكمت البلاد من 1794 حتى 1925، قبل إطاحة آخر ملوكها أحمد شاه قاجار، على يد رئيس وزرائه رضا خان بهلوي الذي جلس على العرش وأسس الحكم البهلوي.
وقبل أيام، أعادت قناة «تي آرتي» التركية في خدمتها الفارسية التذكير بتقرير نشر في عام 2016 يزعم وجود أحد أحفاد السلسلة القاجارية في إسطنبول. ونقلت عمن وصفته بأنه «بابك ميرزا أحد الباقين من سلالة القاجار الإيرانية»: «في هذا التوقيت المضطرب، أرى تقارباً في العلاقة بين تركيا وإيران... أنا قادم من إيران وأتحدث التركية، وأكثر من نصف الإيرانيين قادرون على فهم اللغة التركية».

وتداول مغردون بياناً لـ«رابطة قاجار»، ومقرها جنيف وتقول إنها تمثل أبناء السلالة القاجارية، نفى أي صلة بين بابك ميرزا والقاجار. وقالت الرابطة: «اطلعنا على مزاعم شخص يدعى بابك بيتر بادار ويدعي وراثة العرش والتاج الملكي للقاجاريين، وينوي بهذه الأوهام القيام بأنشطة سياسية. هذا الشخص غير معروف للرابطة وأطلعت على وجوده عبر وسائل الإعلام».
وأضاف بيان الرابطة: «نحن كأسرة القاجار نقف إلى جانب الشعب الإيراني، ونطرد أي شخص يحاول انتحال هوية مزيفة للوصول إلى مصالح شخصية واستغلال الأوضاع الصعبة».

«دار المجانين»

وبينما انشغل الإيرانيون بمتابعة صور وفيديوهات بابك ميرزا، ظهر فيديو الرجل السبعيني الذي وقف في الغابة معلناً أنه «شاه عباس سلجوقي ملك الملوك وإمبراطور إيران».
وكتب مغرد يدعى فريد خان: «بعد بابك ميرزا قاجار، ظهر أمير سلجوقي هو الأمير عباس سلجوقي كبير أسرة السلاجقة ومن دعاة إعادة تأسيس النظام الشاهي في إيران... البلاد تحولت إلى دار المجانين».
وقال مغرد آخر: «الأمير عباس سلجوقي مستعد للتنافس مع أربعة مرشحين من السلالة الصفوية والأفشارية والقاجارية والبلهوية الذين أعلنوا استعدادهم مسبقاً لإعادة تأسيس النظام الشاهي».
وكتبت مغردة تدعى شرارة: «في سباق العودة التاريخي، ظهر أمير سلجوقي... على أمراء السلاسات الأخرى الإسراع لأن الغفلة تؤدي إلى الندم، على رضا بهلوي الانتحار لأن منافسيه يزدادون».
ورضا بهلوي هو نجل شاه إيران السابق الذي يلتف حوله أنصار والده وبعض المشاهير، لطرح بديل لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران. لكن نجل الشاه يواجه معارضة من شريحة واسعة بين أبناء الشعوب غير الفارسية، مثل الأكراد والعرب والأتراك والبلوش.
وتأتي الظاهرة الجديدة بينما تحاول السلطات الإيرانية إخماد الاحتجاجات بأساليب من بينها التوسع في عقوبة الإعدام وتنفيذها حتى الآن في أربعة متظاهرين.
وكان لافتاً خلال الأيام الأخيرة نشر فيديوهات من قنوات «الحرس الثوري» تشبه النظام الحالي بالحكم الصفوي الذي حاول منافسة العثمانيين على حكم العالم الإسلامي.